بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخباركم أهل المنتدى، منذ زمن بعيد لم أزركم بسبب انشغالي وتركي للهكر، ولكني أتيت لزيارتكم وقلت في نفسي أنه يجب أن أنقل موضوعاً إليكم فقررت بأن يكون عن رمضان، فاعذروني على كون الموضوع منقولاً ..

لماذا لم يغيرنا رمضان ؟


ـ قال صلى الله عليه وسلم : ( لَمَّا رَقِيتُ الدَّرَجَةَ الْأُولَى جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَقَالَ : شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ رَمَضَانَ ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ ، فَقُلْتُ : آمِينَ ... ) .




ـ أين هذه المغفرة ... لا نراها حتى قبل انتهاء الشهر المبارك ؟


ـ نستعد للعصيان ليلة العيد بنزع الملابس الطويلة الساترة ولبس الضيق والتعري في الطرقات وشرب الموبقات والسهر المفرط طوال الليل وبداية الترك للصلوات ...
ـ ونرجع كما كنا عليه قبل رمضان ...


ـ فيعود كل إنسان منا ـ إلا من رحم الله ـ إلى تأخير الصلوات وعدم أدائها في المساجد ، وترك المواظبة على قراءة القرآن وصلاة الليل ، بل قد تصل الدرجة إلى الترك كلية ...
ـ ويعود كل إنسان منا ـ إلا من رحم الله ـ إلى العزلة والانطواء عن الناس فبعدما كان الواحد منا يوقف الناس في الطريق أو المسجد ليقدم لهم التمر والحليب والماء للإفطار أصبح اليوم لا يفكر فيهم وينشغل بنفسه عنهم ...
ـ تعود كل امرأة ـ إلا من رحمها الله ـ إلى التبرج والسفور ولبس الضيق بعد أن لبست العباءة الطويلة في رمضان فها هي نزعتها ، فهل نزعتها لأن شهر رمضان ثقيل عليها ... أم أن ذلك عبادة في هذا الشهر فقط ... أم أن العادة أن تلبس العباءة في هذا الشهر ؟
ـ إن شهر رمضان ضيف عزيز كريم يزورنا لكي نستفيد منه ، فإذا ما انصرف من عندنا ودّعناه وتمنينا لقاءه مرّة أخرى .
واستفادتنا منه أن نستكثر من الصيام والقيام وقراءة القرآن ، وأن نترك المعاصي بعد ذهابه ... فهذا هو احترام الضيف ... أن نحافظ على ما كنا نعمله في وجوده ... وليس أن نترك هذه الأعمال بمجرد انقضاءه ، وليس أن نفعل المعاصي والآثام بمجرد انقضائه .
ـ إن الملاحظ لدى الكثيرين منا أن العبادة في رمضان أصبحت عادة لا نستفيد منها ولا نأخذ ثمرتها ... نقرأ القرآن ونصلي القيام ونصوم الشهر ونعتكف في المساجد ... ثم بعد انتهاء هذا الشهر الفضيل لا نشعر بأيّ تحسن في أيٍّ من هذه العبادات بعد رمضان .
ـ إن رمضان فرصة لتصويب الخطأ والانتهاء من التقصير وابتداء للانطلاق في العبادة ، وليس لأداء بعض العبادات فيه ثم تركها بعد انتهائه .
ـ إن إنسانا ينجح في مستوى من المستويات الدراسية أو العلمية أو غيرها ... ينتقل إلى مستوى آخر أعلى من هذا المستوى ... فإذا ما اكتسبنا صفة المواظبة على الصلوات والصيام والقيام وقراءة القرآن والخشوع والتدبر والصبر والألفة والأخوة بين المسلمين ولبس الملابس الطويلة الساترة لأجسادنا في ثلاثين يوما من هذا الشهر الكريم ... الطبيعي أن تستقر هذه الأعمال عندنا فلا نترك أيّا من هذه الأعمال وبل وننميها قال تعالى: ( أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) ... فهل يُعقل أن إنسانا نجح في كلية الطب مثلا وتخرج منها ثم بعد ذلك يعود إلى هذه الكلية مرة أخرى ليدرس ما فيها من علوم ... أم أنه يحتفظ بهذه العلوم التي درسها ثم ينتقل إلى مرحلة إفادة الناس ؟
ـ فما الفائدة من أن نأتي بالعبادات في كل رمضان وبعد الانتهاء منه نتوقف عن هذه العبادات؟
إذن فما نفعله عادة وليست عبادة ...

ـ إن الله عز وجل لم يمنّ ويتفضل ويتكرّم علينا بأن منع أعتى عتاة الشياطين من إغوائنا في رمضان لا لنؤدي عبادة في ثلاثين يوماً وتنتهي هذه العبادة بمجرد انتهاء الشهر ، وإنما لنستأنفها بعد الشهر ونحافظ عليها وننميها ، فإننا إذا تركنا العبادة بعد رمضان فإن الشياطين بزعيمهم قد استحوذوا علينا ... فما الفائدة التي استفدناها من شهر رمضان ؟
ـ إن تغيير رمضان لنا في أن نثبت ونداوم ونحافظ على العبادات التي فعلناها فيه وننميها ... فبذلك نستشعر صفة التقوى ونستبشر بالمغفرة .
ـ فهل سنبكي على عدم تغيير رمضان لنا من المحافظة على العبادة ، وتحسين معاملاتنا مع الناس ، والمحبة والاستجابة لأمر الله عز جل ورسوله صلى الله عليه وسلم ... ونستعدّ لاستقبال شهر رمضان ـ ضيفنا العزيز ـ من الآن ... لكي نحظى بالمغفرة والتقوى من الله عز وجل ؟


المصدر

ولا تنسونا من صالح دعائكم،،،
واعلموا أن الدعاء لأخيك المسلم بظهر الغيب مستجاب -بإذن الله- ،،،
وقال النبي الأعظم -صلى الله عليه وسلم-
(( دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملَك موَكّل كلما دعا لأخيه بخير قال الملَك الموكل به: آمين، ولك بمثل)). رواه مسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،