[نِـقـَآشْ]: شيعي كنت أم سني..تـ،فـ،ضـل..!

[نِـقـَآشْ]: شيعي كنت أم سني..تـ،فـ،ضـل..!


النتائج 1 إلى 10 من 180

الموضوع: [نِـقـَآشْ]: شيعي كنت أم سني..تـ،فـ،ضـل..!

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #35

    افتراضي رد: [نِـقـَآشْ]: شيعي كنت أم سني..تـ،فـ،ضـل..!


    لما تبرأ الشيعة بحمد الله تعالى من القول بالتحريف ، ورجعوا إلى جادة الصواب إلى بقية ملل القبلة على الاعتقاد بسلامة الكتاب العزيز من التحريف ، قاموا بتصويب سهامهم إلى أهل السنة والجماعة ليتهموهم بإيراد الروايات الدالة على التحريف في كتبهم وصحاحهم **!! وهذا من أعجب العجب ، إذ أن النقولات في كتب الفريقين مختلفة المضامين جداً ، ولا يسوغ لعاقل أن يقارن بينهما دون تمييز ، لأن حجج أهل السنة والجماعة واضحة بينة في تفسير الروايات الواردة في كتبهم ، بخلاف الحال عند الشيعة ، حيث يرمون برواياتهم ويتهمونها بالضعف دون تعليل مقنع .
    عموماً يعجبنا أن يرجع الشيعة إلى حظيرة الإسلام ، وأن تنعقد قلوبهم على الإيمان بسلامة القرآن من التحريف ، ولكن لا تعجبنا المغالطات التي يقوم بها الشيعة في هجومهم على أهل السنة والجماعة ، وذلك لأن اتهام الشيعة للسنة بالتحريف يقوم على نقطتين :

    1 – أحاديث نسخ التلاوة .
    2 – اختلاف القراءات ونزول القرآن على سبعة أحرف .

    وكلا هاتين النقطتين مردودة على الشيعة ، وفيما يلي توضيح ذلك :

    أولاً : مسألة نسخ التلاوة .
    قبل الشروع في الروايات أحب أن أنبه إلى أن مسألة نسخ التلاوة قد جاءت في القرآن الكريم ، في قول الله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) ، ولا يكون النسيان إلا بنسخ لفظ الآية ومحوه ، وكذلك جاء في قول الله تعالى : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) ، ولو لم يكن لدينا دليل على وقوع نسخ التلاوة إلا هاتين الآيتين لكفى بهما ، فكيف وقد تظافرت أقوال مفسري السنة والشيعة ورواياتهم الصحيحة على القول بوقوع نسخ التلاوة في القرآن .

    وكذلك ينبغي التنبيه إلى أن الروايات الواردة في باب نسخ التلاوة تتدرج في صحتها من الصحيح إلى الحسن إلى الضعيف إلى الموضوع ، ولهذا يجب الحكم على كل رواية بحسب درجتها من الصحة أو الضعف .

    ومن الروايات الواردة في هذا الباب كتب أهل السنة والجماعة ما يلي :

    الرواية الأولى : روى ابن عباس عن عمر رضي الله عنهما أنه قال : إن الله عز وجل بعث محمداً بالحق ، وأنزل معه الكتاب ، فكان مما أنزل إليه آية الرجم ، فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، ثم قال : كنا نقرأ : ( ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ) ، أو : ( إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم ) ، رواه البخاري ومسلم .
    وهذه الآية مشهورة بأنها هي آية الرجم : ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ) ، قد ذكر نسخها بعض كبار مفسري الشيعة ، مثل الطبرسي ، والطوسي في مقدمتي تفسيريهما ، وكمال الدين العتائقي الحلي في كتابه الناسخ والمنسوخ ، وذكرها الكليني في الكافي ، وقد علق محقق الكتاب ( علي أكبر الغفاري ) عليها بقوله : ( نسخت تلاوتها ) ، وكذلك صححها المجلسي في مرآة العقول .
    أما الشطر الآخر للرواية ( ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ) ؛ فأيضاً ذكرها : الطبرسي ، والطوسي .

    الرواية الثانية : ورد عن عائشة رضوان الله عليها وعلى أبيها أنها قالت : ( كان فيما أنزل من القرآن : عشر رضعات معلومات يحرمن ) ، ثم نسخن بخمس معلومات ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن ، رواه مسلم .
    وظاهر الحديث يوهم بأن إسقاطها من المصحف كان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن الحديث على غير هذا المعنى المتبادر للذهن ، إذ أن المعنى المقصود هو : أن النسخ قد تأخر إلى آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، فنسخت الآية ، ولم يعلم كل الناس بها في وقت نسخها ، فبقي بعضهم يقرأها دون أن يعلم بأنها منسوخة .
    وقد ذكر هذه الرواية الطوسي شيخ الطائفة الشيعية في مقدمة التبيان .

    الرواية الثالثة : قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه : وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة ، فأنسيتها ، غير أني قد حفظت منها : ( لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ) ، وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها ، غير أني حفظت منها : ( يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة ) ، رواه مسلم .
    وقد ذكر هذه الرواية الطبرسي ، وكمال الدين العتائقي الحلي في الناسخ والمنسوخ ، والطوسي

    الرواية الرابعة : ما رواه زر ، قال : قال أبي بن كعب : يا زر ، كأين تقرأ سورة الأحزاب ؟ قلت : ثلاث وسبعون آية ، قال : إن كانت لتضاهي سورة البقرة ، أو هي أطول من سورة البقرة .
    وقد ذكر هذه الرواية كل من : الطبرسي ، والطوسي .

    الرواية الخامسة : عن أنس رضي الله عنه وأرضاه في قصة أصحاب بئر معونة الذين قتلوا ، وقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على قاتليهم ، قال أنس : ونزل فيهم قرآن قرأناه حتى رفع : ( أن بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ) ، رواه البخاري .
    وقد ذكر الطوسي والطبرسي أن هذه الآية مما نسخت تلاوتها .

    الرواية السادسة : ما روي عن عمرو بن دينار ، قال : سمعت بجالة التميمي ، قال : وجد عمر بن الخطاب مصحفاً في حجر غلام في المسجد فيه : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أبوهم ) ، وهذه الرواية من منسوخ التلاوة ، وهي قراءة شاذة ، وقد رواها الفيض الكاشاني في تفسير الصافي عن الباقر والصادق ، ورواها علي بن إبراهيم القمي وذكر أنها نزلت بإضافة ( وهو أب لهم ) .

    الرواية السابعة : ما روي عن عائشة الصادقة الصديقة رضوان الله عليها وعلى أبيها أنه كان مكتوباً في مصحفها : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر ) ، وهي من منسوخ التلاوة ، وتعد قراءة شاذة ، وقد ذكرها علي بن إبراهيم القمي في تفسيره ، وهاشم البحراني في تفسيره ، حيث ذكر أنها قراءة من القراءات ، ورواها الفيض الكاشاني عن القمي عن الصادق ، كما رواها العياشي في تفسيره عن أبي جعفر الباقر .

    الرواية الثامنة : عن إبراهيم بن علقمة ، قال : دخلت في نفر من أصحاب عبدالله ( يقصد ابن مسعود رضي الله عنه ) الشام ، فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا ، فقال : أفيكم من يقرأ ؟ فقلنا : نعم ، قال : فأيكم ؟ فأشاروا إليّ ، فقال : اقرأ ، فقرأت : ( والليل إذا يغشى . والنهار إذا تجلى . والذكر والأنثى ) ، قال : أنت سمعتها من في صاحبك ( يقصد من فم ابن مسعود رضي الله عنه ) ؟ قلت : نعم ، قال : وأنا سمعتها من في النبي صلى الله عليه وسلم ، وهؤلاء يأبون علينا ، رواه مسلم والترمذي .
    وهذه الرواية شاذة غير متواترة ، وقد أوردها الطبرسي في مجمع البيان ، وقال : في الشواذ قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقراءة علي بن أبي طالب ، وابن مسعود ، وأبي الدرداء ، وابن عباس : ( والنهار إذا تجلى . والذكر والأنثى ) ، بغير ما ، وروى ذلك عن أبي عبدالله .
    وهذا اعتراف بورود هذه القراءة الشاذة من هذا المفسر ، وبما أنها شاذة فلا عبرة بمدى مخالفتها للآية الصحيحة .

    الرواية التاسعة : عن أبان بن عمران ، قال : قلت لعبدالرحمن بن أسود : إنك تقرأ : ( صراط من أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم وغير الضالين ) .
    وقد رواها العياشي في تفسيره ، برواية ورد في آخرها : ( هكذا نزلت ) ، وعلق عليها معلق الكتاب : السيد هاشم المحلاتي وقال : اختلاف قراءات ، وكذلك أوردها علي بن إبراهيم القمي .

    وقد وردت روايات أخرى تذكر بعض الآيات التي نسخت ، ولكن حكمها كلها واحد ، وهو أنها مما نسخت تلاوته دون حكمه ، وورود الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لإثبات هذا الأمر يغنينا عن التكلف بعقولنا لإدراك حكمته .

    ويجب ملاحظة أن علماء الشيعة يفرقون بين تحريف القرآن ( الذي هو من فعل البشر ) ، وبين نسخ التلاوة ( الذي هو بوحي من الله تعالى ) ، وممن يفرق بينهما :

    1 – الطوسي شيخ الطائفة :
    يقول الطوسي في مقدمة التبيان : ( وأما الكلام في زيادته ونقصانه فمما لا يليق به أيضاً ، لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانها ، والنقصان منه فالظاهر من مذهب المسلمين خلافه ، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا ، ورويت روايات كثيرة من جهة العامة والخاصة بنقصان كثير من القرآن ونقل شيء منه من موضع إلى موضع ، لكن طريقها الآحاد التي لا توجب علماً ، فالأولى الإعراض عنها ، وترك التشاغل بها )
    فهو هنا ينكر وقوع التحريف في القرآن ، وبعد قليل يؤكد على وقوع نسخ التلاوة ، ويقول : النسخ في القرآن من أقسام ثلاثة : منها ما نسخ لفظه دون حكمه كآية الرجم ، وهي قوله : ( والشيخ والشيخة إذا زنيا ... ) ... إلخ .

    2 – الطبرسي صاحب مجمع البيان :
    يقول في بداية تفسيره : ( أما الزيادة فمجمع على بطلانها ، وأما القول بالنقيصة ؛ فالصحيح من مذهب أصحابنا الإمامية خلافه ) ، ثم يقول في تفسير سورة البقرة ، آية 106 : ( النسخ في القرآن على ضروب ، ومنها ما يرتفع اللفظ ويثبت الحكم كآية الرجم ) .
    فهو هنا أيضاً ينكر التحريف ، ويثبت وقوع نسخ التلاوة .

    3 – سعد بن عبدالله القمي :
    حيث ألف كتاباً في ناسخ القرآن ومنسوخه ، ملأه بالروايات الواردة في نسخ بعض الآيات نسخ تلاوة .

    4 – علي بن إبراهيم القمي :
    حيث ذكر في كتابه الكثير من الأحاديث التي تذكر وقوع التحريف في القرآن الكريم ، وبالمقابل ذكر بعض الأحاديث التي تذكر نسخ التلاوة ، مما يدل على تغايرهما ، وقد نص في بعض المواضع على بعض الآيات أن هذه الآية مما نسخ تلاوته ، بل زاد على ذلك بأن ذكر أن نسخ التلاوة كان يقع كثيراً ، وكان يثير استغراب المشركين ، فيقول عند تفسيره لقول الله تعالى : ( وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر ) ، قال : كانت إذا نسخت آية قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت مفتر ، فرد الله عليهم ، فقال : ( قل لهم - يا محمد - نزله روح القدس من ربك بالحق ) يعني جبرئيل عليه السلام .

    فمن أقوال هؤلاء يتضح لنا نفيهم للتحريف ، وإثباتهم لنسخ التلاوة ، مما يدل على أن التحريف ونسخ التلاوة أمران متغايران .

    ويكفي لإثبات هذا الأمر اتفاق جمع من علماء السنة وكبار علماء الشيعة عليه ، وقد نص أيضاً على وقوع نسخ التلاوة في القرآن من شيوخ الشيعة : العتائقي الحلي ، والمجلسي ، وغيرهم .

    ================

    النقطة الثانية : اختلاف القراءات ، ونزول القرآن على سبعة أحرف .
    وهذه النقطة أيضاً محل اتفاق بين علماء السنة ، وعلماء والشيعة ممن ينكرون التحريف ، وقد وردت فيه روايات صحيحة في كتب الفريقين ، ونكتفي بإيراد رواية واحدة من كتب كل فريق ، فمن كتب السنة :
    روى الإمام مسلم في صحيحه : حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن بن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أقرأني جبريل عليه السلام على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده فيزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف قال بن شهاب بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام .
    حرملة بن يحيى : أبو حفص التجيبي ، صدوق .
    ابن وهب : المصري الفقيه ، ثقة ، حافظ ، عابد .
    يونس : هو ابن يزيد بن أبي النجاد : ثقة ، صدوق .
    ابن شهاب : هو الإمام الزهري ، الفقيه ، الحافظ .
    عبيد الله بن عبدالله بن عتبة : ثقة ، فقيه ، ثبت .

    وأما في كتب الشيعة فقد روى القمي في تفسير قول الله تعالى : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) ، فقال : حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت ، قال : حدثنا الحسن بن سماعة ، وأحمد بن الحسن القزاز جميعاً ، عن صالح بن خالد ، عن ثابت بن شريح ، قال : حدثني أبان بن تغلب ، عن عبدالأعلى الثعلبي ( التغلبي ) ، ولا أراني قد سمعته إلا من عبدالأعلى ، قال : حدثني أبو عبدالرحمن السلمي : إن علياً قرأ بهم الواقعة : ( وتجعلون شكركم أنكم تكذبون ) ، فلما انصرف قال : إني قد عرفت أنه سيقول قائل : لم قرأ هكذا ؟ قرأتها لأني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها كذلك ، وكانوا إذا أمطروا قالوا : أمطرنا بنوء كذا وكذا ، فأنزل الله : ( وتجعلون شكركم أنكم تكذبون ) .
    محمد بن أحمد بن ثابت : وثقه القمي ، ولم يرد فيه مطعن .
    الحسن بن سماعة : واقفي ، فقيه ، ثقة .
    أحمد بن الحسن القزاز : واقفي ، ثقة .
    صالح بن خالد : إما أن يكون : المحاملي ، أو القماط ، وكلاهما ثقة .
    ثابت بن شريح : كوفي ، وثقه النجاشي .
    أبان بن تغلب : ثقة ، جليل القدر ، عظيم المنزلة عند الشيعة .
    عبدالأعلى الثعلبي : وثقه المفيد ، والقمي .

    فهذه الأمثلة تذكر نزول القرآن على عدة قراءات ، وفيها دليل واضح لمن تدبره ...

    إضافة إلى أن بعض علماء الشيعة قد ذكروا تعدد الروايات ، فذكروا بعض القراءات المتواترة أو الشاذة ، ومنهم :
    1 – المفسر العياشي :
    أورد العياشي في تفسيره بعض الروايات التي تذكر القراءات ، فمن الرواية المتواترة :
    قوله تعالى : ( هل يستطيع ربك ) أوردها بلفظ : ( هل تستطيع ربك ) ، وهي قراءة الكسائي .
    وكذلك في قوله تعالى : ( فإنهم لا يكذبونك ) بضم الياء ، وفتح الكاف ، أوردها بفتح الياء وتسكين الكاف ، وهي قراءة نافع ، والكسائي .
    وكذلك قول الله تعالى : ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً ) ، أوردها بلفظ : ( فارقوا دينهم ) ، وهي قراءة حمزة ، والكسائي .
    ومن الروايات الغير متواترة ذكر العياشي وغيره من علماء الشيعة بعضاً منها ، ومن ذلك :
    في قول الله تعالى في سورة التوبة : ( والتائبون العابدون ) ، أوردها بلفظ : ( التائبين العابدين ) ، وهي قراءة أبي ، وابن مسعود ، والأعمش ، وكلها قراءات شاذة منسوخة .
    وروى هذه الرواية أيضاً : الكليني ، وسعد بن عبدالله القمي في بصائر الدرجات ، والطبرسي في مجمع البيان .
    وفي قول الله تعالى : ( وعلى الثلاثة الذين خلفوا ) ، أوردها بلفظ : ( خالفوا ) ، وهي قراءة ابن مسعود ، وابن عباس ، وكلاهما قراءة شاذة منسوخة .
    وروى هذه الرواية أيضاً : علي بن إبراهيم القمي ، ورواها عنه تلميذه الكليني ، والطبرسي في مجمع البيان .

    2 - ابن بابويه القمي :
    وهو أول من أظهر القول بسلامة القرآن من التحريف ، ورد التهم الموجهة ضد الشيعة بأنهم يقولون بالتحريف ، حيث قال في رسالة الاعتقادات : ( اعتقادنا أن القرآن الذي أنزل الله تعالى على نبيه محمد هو ما بين الدفتين ، وهو ما في أيدي الناس ، وليس بأكثر من ذلك ... إلخ ) .
    فهو في رسالة الاعتقادات ينفي وقوع التحريف ، ولكنه قال في الفقيه : وقرأ ابن عباس : فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة ، وهي قراءة شاذة عن ابن عباس رضي الله عنهما .
    مما يدل على أن التحريف وتعدد القراءات أمران متغايران ، لأن قراءة ابن عباس مشهورة ، ولكنها شاذة غير ثابتة .

    بل إن الأمر لم يقتصر عند الشيعة على إيراد الروايات التي تذكر تعدد القراءات المتواترة أو الشاذة التي وردت وعرفها الناس وتناقلوها بالتواتر ( خاصة من طرق السنة ) ، بل قد جاءت بعض الروايات تحكي قراءات غير معروفة ، ومن ذلك : ما رواه العياشي في تفسيره عند قول الله تعالى : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) ، فأوردها بلفظ : ( حتى تنفقوا [ما] تحبون ) بميم واحدة ، وقال المجلسي فيما يرويه عنه النوري الطبرسي في فصل الخطاب : هذا يدل على جواز التلاوة على غير القراءات المشهورة ، والأحوط عدم التعدي عنها لتواتر تقرير الأئمة عليهم السلام أصحابهم على القراءات المشهورة ، وأمرهم بقراءتهم كذلك والعمل بها حتى يظهر القائم . انتهى .

    وأخيراً ؛ فإن الحق والعدل والإنصاف يدعونا لأن نقول : إن معظم الروايات التي وردت في ذكر التحريف من كتب الشيعة ؛ إنما تذكر أخبار نسخ التلاوة أو القراءات الشاذة التي وردت سواء من طرق السنة ، أو انفرد بها الشيعة في طرقهم ، ولكن ليس من العدل ، ولا الإنصاف ، ولا التحري للحق أن يتملص الشيعة من القول بنسخ التلاوة أو تعدد القراءات رغم إطباق مفسريهم ومحدثيهم على روايتها والإيمان بها .

    ================


    نقطة أخيرة :
    نتطرق في هذه النقطة إلى بعض الروايات التي تذكر التحريف في تفسير علي بن إبراهيم القمي ، مع التعليق على أسانيدها ، إضافة إلى تعليق نهائي عليها بعد إيرادها كلها .
    وعلى الرغم من كثرة الروايات التي وردت في كتب التشيع ، والتي تذكر تحريف القرآن فإن الشيعة لا يقولون بوقوع التحريف الآن ، وهذا تصحيح نشكره لهم ، ونؤيدهم عليه ، ولكننا ننتظر منهم أن يتبرءوا من أصحاب هذا الرأي الذين قالوا بوقوع التحريف في كتاب الله العزيز ، بل دافعوا عن هذا القول أشد المدافعة .

    وقبل ذلك ؛ فقد تطرق الخوئي في كتابه البيان في تفسير القرآن إلى كثرة الروايات في كتب الشيعة ، وقال : ( إن القول بتحريف القرآن حديث خرافة وخيال ، لا يقول به إلا من ضعف عقله ) ، وقوله هذا صحيح تماماً ، وقال في موضع آخر : ( إن كثرة الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين ، ولا أقل من الاطمئنان بذلك ، وفيها ما روي بطريق معتبر ) .
    ويقصد الخوئي بورود بعضها من طريق معتبر أن هناك عدة أحاديث تذكر تحريف القرآن ، قد وردت بأسانيد معتبرة ، وعند الفحص في بعض روايات علي بن إبراهيم القمي في تفسيره ، نجد منها هذه الروايات التالية :
    ================
    الرواية الأولى : في تفسير قول الله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) ، قال علي بن إبراهيم القمي : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن سنان ، قال : قرئت عند أبي عبدالله : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) ، فقال أبو عبدالله : ( خير أمة ) يقتلون الحسن والحسين ؟ فقال القارئ : جعلت فداك ، كيف نزلت ؟ قال : نزلت : ( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ) ، ألا ترى مدح الله لهم ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) .
    علي بن إبراهيم : شيخ المفسرين .
    أبوه : إبراهيم بن هاشم : من أعيان الثقات .
    محمد بن أبي عمير : ثقة جليل القدر ، بعضهم يعد مراسيله صحاحاً لجلالة قدره عند الشيعة !
    عبدالله بن سنان : هو ابن طريف ، طوفي ، وثقه النجاشي والطوسي والمفيد والكشي .
    ================
    الرواية الثانية : وقال في تفسير قول الله تعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) : حدثني أبي ، عن حماد ، عن حريز ، عن أبي عبدالله ، قال : نزلت : ( فإن تنازعتم في شيء فارجعوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منكم ) .
    حماد : مشترك بين حماد بن عثمان ، وحماد بن عيسى ، وكلاهما ثقة جليل .
    حريز : هو ابن عبدالله ، ثقة ، كوفي .

    الرواية الثالثة : وروى أيضاً في تفسير سورة النساء ، فقال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ، قال : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك يا علي فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً ) ، هكذا نزلت !!
    عمر بن أذينة : مدني ، ثقة ، وثقه الطوسي والنجاشي .
    زرارة بن أعين بن ( سنسن ) : كوفي ، وثقه النجاشي والطوسي ، وعده الكشي من أصحاب الإجماع .

    الرواية الرابعة : وروى أيضاً في نفس السورة ، فقال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ، قال : إنما أنزلت : ( لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيداً ) ، وقرأ أبو عبدالله : ( إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً . إلا طريق جهنم خالدين فيها أبداً وكان ذلك على الله يسيراً ) .
    أبو بصير : سواء كان هو ليث بن البختري أو يحيى بن أبي القاسم ، فكلاهما ثقة .

    الرواية الخامسة : وروى في سورة الأنعام ، فقال : فإنه حدثني أبي ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر في قوله : ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ) . قال : نزلت : ( أو اكتسبت في إيمانها خيراً ) .
    صفوان : هو ابن يحيى ، أوثق أهل زمانه عند أهل الحديث وأعبدهم !
    ابن مسكان : ثقة ، عين ، من أصحاب الإجماع !

    الرواية السادسة : وروى أيضاً في قوله تعالى : ( أفمن كان على بينة من ربه ) ، فقال : حدثني أبي ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن أبي بصير ، والفضيل ، عن أبي جعفر ، قال : إنما نزلت : ( أفمن كان على بينة من ربه - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - ويتلوه شاهد منه إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به ) ، فقدموا وأخروا في التأليف .
    يحيى بن أبي عمران : ثقة .
    يونس ، والفضيل : وثقهما الخوئي دون التطرق إلى تحديد أسمائهما .
    أقول : الآية الصحيحة هي : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ) ، والرواية تذكر وقوع التقديم والتأخير في كلماتها .

    الرواية السابعة : وروى أيضاً في تفسير قوله تعالى : ( وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ) ، فقال : حدثني جعفر بن أحمد ، قال : حدثنا عبدالكريم بن عبدالرحيم ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت أبا جعفر يقول في قوله : ( فالذين لا يؤمنون بالآخرة ) ، يعني : أنهم لا يؤمنون بالرجعة أنها حق ، ( قلوبهم منكرة ) ، يعني : أنها كافرة ، ( وهم مستكبرون ) ، يعني : أنهم عن ولاية علي مستكبرون ، ( لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين ) عن ولاية علي ، وقال : نزلت هذه الآية هكذا .
    أقول : لاحظ أن الأقواس التي وضعها محقق الكتاب قد غيرت المعنى الذي يريده الإمام ، ولكن آخر الرواية فضح فعله ، وقد تركت الأقواس كما وضعها المحقق للتوضيح !
    جعفر بن أحمد : عده الطوسي من أصحاب الهادي ، وهو ثقة .
    عبدالكريم بن عبدالرحيم : وثقه القمي ، ولم يطعن فيه أحد .
    محمد بن علي : وثقه القمي ، ولم يطعن فيه أحد .
    محمد بن الفضيل : وثقه القمي .
    أبو حمزة الثمالي : هو ثابت بن دينار ، وثقه الطوسي والنجاشي .
    ورجال هذا الإسناد قد تكرروا كثيراً في ثنايا تفسير القمي ، مما يدل على وثاقتهم جميعاً .

    الرواية الثامنة : وفي تفسير قول الله تعالى : ( والشعراء يتبعهم الغاوون ) ؛ قال علي بن إبراهيم القمي في تفسيره : حدثني محمد بن الوليد ، عن محمد بن الفرات ، عن أبي جعفر ، قال : ( الذي يراك حين تقوم في النبوة . وتقلبك في الساجدين ) ، قال : في أصلاب النبيين ، ( والشعراء يتبهم الغاوون ) ، قال : نزلت في الذين غيروا دين الله بآرائهم ، وخالفوا أمر الله ، هل رأيتم شاعراً قط تبعه أحد ؟! إنما عنى الله بذلك الذين وضعوا ديناً بآرائهم ، فيتبعهم الناس على ذلك ، ويؤكد ذلك قوله : ( ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ) ، يعني : يناظرون بالأباطيل ، ويجادلون بالحجج المضلة ، وفي كل مذهب يذهبون ، ( وأنهم يقولون مالا يفعلون ) ، قال : يعظون الناس ولا يتعظون ، وينهون عن المنكر ولا ينتهون ، ويأمرون بالمعروف ولا يعملون ، وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم ، ثم ذكر آل محمد وشيعتهم ( المهتدين ) ، فقال : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا ) ، ثم ذكر أعداءهم ومن ظلمهم ، فقال : ( وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون ) ، هكذا والله نزلت .
    محمد بن الوليد ، ومحمد بن الفرات : ثقتان .
    الرواية التاسعة : وفي تفسير سورة الجمعة ، قال علي بن إبراهيم القمي : عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي أيوب ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله ، قال : نزلت : ( وإذا رأوا تجارة أو لهوا انصرفوا إليها وتركوك قائماً قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة ) .
    أحمد بن محمد : هو ابن عيسى الأشعري القمي ، من وجوه الشيعة وأعيانهم الثقات .
    علي بن الحكم : ثقة ، جليل القدر .
    أبو أيوب : هو إبراهيم بن عثمان الخزاز ، كوفي ، كبير المنزلة .
    ابن أبي يعفور : هو عبدالله بن أبي يعفور ، ثقة ، ثقة ، جليل ، كريم على أبي عبدالله .
    أقول : الآية الصحيحة هي : ( وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها ) ، وليس انصرفوا .
    ================
    وكثرة هذه الروايات الصحيحة من كتب الشيعة لا تدل بأي شكل من الأشكال لا على وقوع التحريف في كتاب الله العزيز ، ولا على أن الشيعة يؤمنون بالتحريف في الوقت الحاضر ، وإنما تدل على أن هناك خللاً كبيراً في طريقة قبول الأخبار عند الشيعة ، وعليهم أن يعيدوا النظر جيداً في أسانيدهم لأنها تهدم بنيانهم من أساسه .
    فهذه عدة روايات وردت في تفسير علي بن إبراهيم القمي ، ولم ننظر بعد في بقية المصادر : كبصائر الدرجات ، وتفسير فرات الكوفي ، والكافي للكليني ، وغيرها ، فالله أعلم بكمية الروايات ( الصحيحة ) الأسانيد التي سنجدها لو بحثنا فيها.

    تم حفظ حقوق النسخ (المصدر هنا)
    والله أعلم .
    التعديل الأخير تم بواسطة aminu ; 08-12-2012 الساعة 12:28 AM

المواضيع المتشابهه

  1. دعس موقع اخباري شيعي
    بواسطة e . V . E . L في المنتدى معرض الانجازات
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 08-05-2011, 05:18 PM
  2. رسالة الى كل شيعي
    بواسطة صقر العرب في المنتدى المنتدى إلاسلامي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 02-07-2011, 04:39 PM
  3. إختراق موقع شيعي
    بواسطة ASDELY-ScOrPiOn في المنتدى معرض الانجازات
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 11-27-2010, 05:05 AM
  4. محد موقع شيعي
    بواسطة Mr.EXIT. في المنتدى معرض الانجازات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-19-2010, 11:31 PM
  5. تم محط إيميل شيعي
    بواسطة gesoo في المنتدى معرض الانجازات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-12-2010, 04:55 AM

المفضلات

أذونات المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •