المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القران مكتوب للهاتف الصينى



نسر العرب
02-17-2010, 06:26 PM
القران مكتوب للهاتف الصينى
يوجد بالاسفل القران الكريم كاملا مكتوب -فقط- ليعمل على الهاتف الصينى
1-على سطح المكتب قم بالضغط على الزر اليمن للماوس
من قائمةNEW قم باختيلرText Documment ثم قم بتحديد القران الموجود بالاسفل واخذهcopy ثم انسخه PAST بداخل الملف Text Documment ثم تقوم بوضع الملف فىEbook
على بطاقة الذاكرة الخاصة بالهاتف
بعد ذلك نقوم بفتح الملف على الهاتف اذا فتحت الملف ووجدة الكلام مفهوم فهنيئا لك
اما اذا وجدة الكلام مربعات فقم بالضغط على خيارات ثم الضبط او ضبط ثم اسلوب التشفير وقم بالتبديل بين اساليب
التشفير المختلفة حتى تكون الكتابة صحيحة
وهذا هو القران الكريم
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الفاتحة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

الرحمن الرحيم

مالك يوم الدين

إياك نعبد وإياك نستعين

اهدنا الصراط المستقيم

صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
vالبقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الم

ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين

الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون

والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون

أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون

إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون

ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم

ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين

يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون

في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون

وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون

ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون

وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون

وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون

الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون

أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين

مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون

صم بكم عمي فهم لا يرجعون

أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين

يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير

يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون

الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون

وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين

فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين

وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون

إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين

الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون

كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون

هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم

وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون

وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين

قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم

قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون

وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين

وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين

فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين

فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم

قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون

والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون

وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون

ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون

وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين

أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون

واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين

الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون

يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين

واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون

وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم

وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون

وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون

ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون

وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون

وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم

وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون

ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون

وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين

فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون

وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين

وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون

إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون

وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون

ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين

ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين

فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين

وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين

قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون

قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين

قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون

قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون

وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون

فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون

ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون

أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون

وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون

أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون

ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون

فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون

وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون

بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون

وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون

وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون

ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون

أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون

ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون

وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون

ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين

بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين

وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين

ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون

وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين

قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين

ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين

ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون

قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين

من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين

ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون

أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون

ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون

واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون

ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون

يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم

ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم

ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير

ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير

أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل

ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير

وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير

وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين

بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون

وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون

ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم

ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم

وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون

بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون

وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون

إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم

ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير

الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون

يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين

واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون

وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين

وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود

وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير

وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم

ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم

ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم

ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين

إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين

ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون

أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون

تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون

وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين

قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون

فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم

صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون

قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون

أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون

تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون

سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم

وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم

قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون

ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين

الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون

الحق من ربك فلا تكونن من الممترين

ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير

ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون

ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون

كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون

فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون

يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين

ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون

ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين

الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون

أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون

إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم

إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون

إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم

إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون

وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم

إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون

ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب

إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب

وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار

يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين

إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون

وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون

ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون

يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون

إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم

إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم

أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار

ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد

ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون

يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم

ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون

كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين

فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم

فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم

يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون

أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون

وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون

أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون

ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون

يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون

وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين

واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين

فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم

وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين

الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين

وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين

وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب

الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب

ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين

ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم

فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق

ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب

واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون

ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام

وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد

وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد

ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد

يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين

فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم

هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور

سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب

زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب

كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم

أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب

يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم

كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون

يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم

يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون

في الدنيا والآخرة ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم

ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون

ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين

نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين

ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم

لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم

للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم

وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم

والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم

الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون

فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون

وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمت الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم

وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون

والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير

والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير

ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم

لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين

وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير

حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين

فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون

والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم في ما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم

وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين

كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون

ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون

وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم

من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون

ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين

وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم

وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين

فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين

ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين

فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين

تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين

تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد

يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون

الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم

لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم

الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين

أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير

وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم

مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم

الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون

قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم

يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين

ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير

أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون

يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد

الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم

يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب

وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار

إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير

ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون

للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم

الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون

الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم

إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين

فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون

وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون

واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون

يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم

وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم

لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير

آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير

لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
vأل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم
الم

الله لا إله إلا هو الحي القيوم

نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل

من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام

إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء

هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم

هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد

إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار

كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب

قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد

قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار

زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب

قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد

الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار

الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار

شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم

إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب

فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد

إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم

أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين

ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون

ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون

فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون

قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير

تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب

لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير

قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير

يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد

قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم

قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين

إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين

ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم

إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم

فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم

فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب

هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء

فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين

قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء

قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار

وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين

يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين

ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين

ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين

قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون

ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل

ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين

ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون

إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم

فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون

ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين

ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين

إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون

فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين

وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين

ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم

إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون

الحق من ربك فلا تكن من الممترين

فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين

إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم

فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين

قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون

يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون

ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون

ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين

إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين

ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون

يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون

يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون

وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون

ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم

يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم

ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون

بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين

إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم

وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون

ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون

ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون

وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين

فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون

أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون

قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون

ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين

كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين

أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون

إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم

إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون

إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين

لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم

كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين

فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون

قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين

إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين

فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين

قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون

قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون

يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين

وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون

واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون

ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون

ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم

يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون

وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون

تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين

ولله ما في السماوات وما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور

كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون

لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون

ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون

ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون

يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين

وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين

إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون

يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون

ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور

إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط

وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم

إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون

ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون

إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين

بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين

وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم

ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين

ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون

ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم

يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون

واتقوا النار التي أعدت للكافرين

وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون

وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين

الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين

والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون

أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين

قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين

هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين

ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين

إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين

وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين

أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين

ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون

وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين

وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين

وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين

وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين

فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين

يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين

بل الله مولاكم وهو خير الناصرين

سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين

ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين

إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون

ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور

إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم

يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير

ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون

ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون

فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين

إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون

وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون

أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير

هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون

لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين

أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير

وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين

وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون

الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون

فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون

يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين

الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم

الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل

فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم

إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين

ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم

إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم

ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين

ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم

ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير

لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق

ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد

الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين

فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير

كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور

لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور

وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون

لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم

ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شيء قدير

إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب

الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار

ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار

ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار

ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد

فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب

لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد

متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد

لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار

وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب

يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون
vالنساء
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا

وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا

وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا

وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا

ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا

وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا

للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا

وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا

وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا

إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا

يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما

ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار وصية من الله والله عليم حليم

تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم

ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين

واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا

واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما

إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما

وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما

يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا

وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا

وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا

ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا

حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما

والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما

ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم

يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم

والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما

يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا

يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما

ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا

إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما

ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما

ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا

الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا

وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا

واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا

الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا

والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا

وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما

إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما

فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا

يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا

يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا

ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل

والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا

من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا

يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا

إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما

ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا

انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا

ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا

أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا

أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا

أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما

فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا

إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما

والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا

إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا

يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا

ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا

وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا

فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا

أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا

وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما

فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما

ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا

وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما

ولهديناهم صراطا مستقيما

ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما

يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا

وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا

ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما

فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما

وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا

الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا

ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا

أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا

ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا

من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا

ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا

أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا

وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا

فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا

من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا

وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا

الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا

فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا

ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا

إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا

ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا

وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما

ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما

يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا

لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما

درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما

إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا

إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا

فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا

ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما

وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا

وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا

فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا

ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما

إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما

واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما

ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما

يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا

ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا

ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما

ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما

ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا

ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما

لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما

ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا

إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا

إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا

لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا

ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا

يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا

أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا

والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا

ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا

ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا

ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا

ولله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله بكل شيء محيطا

ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين من الولدان وأن تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما

وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا

ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما

وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما

ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا

ولله ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا

إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا

من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا

يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا

يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا

إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا

بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما

الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا

وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا

الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا

إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا

مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا

يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا

إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا

إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما

ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما

لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما

إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا

إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا

أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا

والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيما

يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا

ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا

فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا

وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما

وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا

بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما

وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا

فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا

وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما

لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما

إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا

ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما

رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما

لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا

إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا

إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا

إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا

يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيرا لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما

يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا

لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا

فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا

يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا

فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما

يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم
vالمائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد

يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب

حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم

يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب

اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين

يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون

واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور

يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون

وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم

والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم

يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون

ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل

فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين

ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون

يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين

يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم

لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير

وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير

يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير

وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين

يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين

قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون

قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين

قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون

قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين

قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين

واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين

لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين

إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين

فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين

فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين

من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون

إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم

إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون

إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم

يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم

والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم

فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم

ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير

يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم

سماعون للكذب أكالون للسحت فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين

وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين

إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون

وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون

وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين

وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون

وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون

وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون

أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون

يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين

فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين

ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين

يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم

إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون

ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون

يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين

وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون

قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون

قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل

وإذا جاءوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون

وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون

لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون

وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين

ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم

ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون

يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين

قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين

إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون

لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون

وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون

لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار

لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم

أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم

ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون

قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم

قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل

لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون

كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون

ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون

ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون

لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون

وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين

وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين

فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين

والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم

يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين

وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون

لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون

يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون

إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون

وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين

ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين

يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم

يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام

أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما واتقوا الله الذي إليه تحشرون

جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم

اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم

ما على الرسول إلا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون

قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون

يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم

قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين

ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون

وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون

يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون

يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين

فإن عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين

ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم واتقوا الله واسمعوا والله لا يهدي القوم الفاسقين

يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب

إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين

وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون

إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين

قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين

قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين

قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين

وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب

ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد

إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم

قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم

لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير
vالانعام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون

هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون

وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون

وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين

فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون

ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين

ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين

وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون

ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون

ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون

قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين

قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون

وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم

قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين

قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم

من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين

وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير

وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير

قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون

الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون

ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون

ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون

ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين

انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون

ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين

وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون

ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين

بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون

وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين

ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون

قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون

وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون

قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون

ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين

وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين

إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون

وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون

وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون

والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم

قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين

بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون

ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون

فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون

فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون

فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين

قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون

قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون

وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون

والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون

قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون

وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون

ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين

وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين

وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم

وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين

قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين

قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين

قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين

وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين

وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون

وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون

ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين

قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين

قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون

قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون

وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل

لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون

وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين

وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون

وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون

قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين

وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون

وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير

وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين

وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين

فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين

فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين

فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون

إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين

وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هداني ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون

وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون

الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون

وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم

ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين

وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين

وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين

ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم

ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون

أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين

أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين

وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون

وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون

ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون

ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون

إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون

فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم

وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون

وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون

وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون

وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون

بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم

ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل

لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير

قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ

وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون

اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين

ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل

ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون

وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون

ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون

ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون

وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون

ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون

أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين

وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم

وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون

إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين

فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين

وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين

وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون

ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون

أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون

وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون

وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون

فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون

وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون

لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون

ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم

وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون

يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين

ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون

ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون

وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين

إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين

قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون

وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون

وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون

وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون

وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم

قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين

وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين

ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين

ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين

ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين

قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم

وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون

فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين

سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون

قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين

قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون

قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون

ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون

وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون

ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون

وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون

أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين

أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون

هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون

إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون

من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون

قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين

قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين

لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين

قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون

وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم
vالاعراف
بسم الله الرحمن الرحيم
المص

كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين

اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون

وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون

فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين

فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين

فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين

والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون

ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون

ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون

ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين

قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين

قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين

قال أنظرني إلى يوم يبعثون

قال إنك من المنظرين

قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم

ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين

قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين

ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين

فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين

وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين

فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين

قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين

قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين

قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون

يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون

يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون

وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون

قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون

فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون

يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين

قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون

قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون

ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون

يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون

والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين

قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون

وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون

إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين

لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين

والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون

ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون

ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين

الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون

وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون

وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين

ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون

أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون

ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين

الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون

ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون

هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون

إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين

ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين

ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين

وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون

والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون

لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم

قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين

قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين

أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون

أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون

فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين

وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون

قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين

قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين

أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين

أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون

قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين

قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين

فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين

وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم

واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين

قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون

قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون

فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين

فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين

فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين

ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين

إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون

وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون

فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين

وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين

وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين

ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين

وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين

قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين

قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين

وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون

فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين

الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين

فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين

وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون

ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون

ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون

أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون

أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون

أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون

أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون

تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين

وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين

ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين

وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين

حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل

قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين

فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين

ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين

قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم

يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون

قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين

يأتوك بكل ساحر عليم

وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين

قال نعم وإنكم لمن المقربين

قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين

قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم

وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون

فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون

فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين

وألقي السحرة ساجدين

قالوا آمنا برب العالمين

رب موسى وهارون

قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون

لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين

قالوا إنا إلى ربنا منقلبون

وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين

وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون

قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين

قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون

ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون

فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون

وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين

فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين

ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل

فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون

فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين

وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون

وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون

إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون

قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين

وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم

وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين

ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين

قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين

وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين

سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين

والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون

واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين

ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين

ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين

قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين

إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين

والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم

ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون

واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين

واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون

الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون

قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون

ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون

وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين

فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون

واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون

وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون

فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون

فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين

وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم

وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون

فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون

والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين

وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون

وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين

أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون

وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون

واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين

ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون

ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون

من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون

ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون

ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون

وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون

والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون

وأملي لهم إن كيدي متين

أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين

أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون

من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون

يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون

قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون

هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين

فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون

أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون

ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون

وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون

إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين

ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون

إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين

والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون

وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون

خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين

وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم

إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون

وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون

وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون

وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون

واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين

إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون
vالأنفال
بسم الله الرحمن الرحيم
يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين

إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون

الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون

أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم

كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون

يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون

وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين

ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون

إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين

وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم

إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام

إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان

ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب

ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار

يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار

ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير

فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم

ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين

إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين

يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون

ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون

إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون

ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون

يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون

واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب

واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون

يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون

واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم

يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم

وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين

وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم

وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون

وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون

وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون

إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون

ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون

قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين

وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير

وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير

واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير

إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم

إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور

وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور

يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون

وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين

ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط

وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب

إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم

ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق

ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد

كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب

ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم

كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين

إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون

الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون

فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون

وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين

ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون

وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون

وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم

وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين

وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم

يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين

يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون

الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين

ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم

لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم

فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم

يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم

وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم

إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير

والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير

والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم

والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم

vالتوبة
براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين

فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين

وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم

إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين

فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم

وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون

كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين

كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون

اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون

لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون

فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون

وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون

ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين

قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين

ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم

أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون

ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون

إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين

أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين

الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون

يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم

خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم

يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون

قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين

لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين

ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين

ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم

يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم

قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون

وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون

اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون

يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون

هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون

يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم

يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون

إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين

إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين

يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل

إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير

إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم

انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون

لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون

عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين

لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين

إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون

ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين

لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين

لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون

ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين

إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون

قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون

قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون

قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين

وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون

فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون

ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون

لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون

ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون

ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون

إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم

ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم

يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين

ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم

يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون

ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون

لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين

المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون

وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم

كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون

ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم

وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم

يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير

يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير

ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين

فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون

فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون

ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب

الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم

استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين

فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون

فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون

فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين

ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون

ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون

وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولو الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين

رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون

لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون

أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم

وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم

ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم

ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون

إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون

يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون

سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون

يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين

الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم

ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم

ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم

والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم

وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم

وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم

ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون

وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم

والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون

لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين

أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين

لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم

إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم

التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين

ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم

وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم

وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم

إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير

لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم

وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين

ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين

ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون

وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون

يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين

وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون

وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون

أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون

وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون

لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم

فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم

vيونس
بسم الله الرحمن الرحيم
الر تلك آيات الكتاب الحكيم

أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين

إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون

إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون

هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون

إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون

إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون

أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون

إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم

دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين

ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون

وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون

ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين

ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون

وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم

قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون

فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون

ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون

وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون

ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين

وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون

هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين

فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون

إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون

والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم

للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون

والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون

فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين

هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون

قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون

فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون

كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون

قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون

قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون

وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون

وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين

أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين

بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين

ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين

وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون

ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون

ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون

إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون

ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين

وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون

ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون

ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين

قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون

قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون

أثم إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون

ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون

ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين

ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون

ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون

هو يحيي ويميت وإليه ترجعون

يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين

قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون

قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون

وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون

وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين

ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

الذين آمنوا وكانوا يتقون

لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم

ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم

ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون

هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون

قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون

قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون

متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون

واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون

فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين

فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين

ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين

ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين

فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين

قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون

قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين

وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم

فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون

فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين

ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون

فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين

وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين

فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين

ونجنا برحمتك من القوم الكافرين

وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين

وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم

قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون

وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين

آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين

فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون

ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون

فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين

ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين

إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون

ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم

فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين

ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين

وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون

قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون

فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين

ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين

قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين

وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين

ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين

وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم

قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل

واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين

vهود
بسم الله الرحمن الرحيم
الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير

ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير

وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير

إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير

ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور

وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين

وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين

ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون

ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور

ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور

إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير

فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل

أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين

فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون

من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون

أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون

أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون

ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين

الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون

أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون

أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون

لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون

إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون

مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون

ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين

أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم

فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين

قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون

ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون

ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون

ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين

قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين

قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين

ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون

أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون

وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون

واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون

ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون

فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم

حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل

وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم

وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين

قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين

وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين

ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين

قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين

قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين

قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم

تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين

وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون

يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون

ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين

قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين

إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون

من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون

إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم

فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ

ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ

وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد

وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود

وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب

قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب

قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير

ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب

فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب

فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز

وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين

كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمودا كفروا ربهم ألا بعدا لثمود

ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ

فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط

وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب

قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب

قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد

فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط

إن إبراهيم لحليم أواه منيب

يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود

ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب

وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد

قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد

قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد

قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب

فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود

مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد

وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط

ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين

بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ

قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد

قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب

ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد

واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود

قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز

قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط

ويا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إني معكم رقيب

ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين

كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود

ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين

إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد

يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود

وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود

ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد

وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب

وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد

إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود

وما نؤخره إلا لأجل معدود

يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد

فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق

خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد

وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ

فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص

ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب

وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير

فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير

ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون

وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين

واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين

فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين

وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون

ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين

إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين

وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين

وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون

وانتظروا إنا منتظرون

ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون

vيوسف
بسم الله الرحمن الرحيم
الر تلك آيات الكتاب المبين

إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون

نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين

إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين

قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين

وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم

لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين

إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين

اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين

قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين

قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون

أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون

قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون

قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون

فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون

وجاءوا أباهم عشاء يبكون

قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين

وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون

وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون

وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين

وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين

وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون

ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين

واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم

قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين

وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين

فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم

يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين

وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين

فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم

قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين

قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين

فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم

ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين

ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين

قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون

واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون

يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار

ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون

يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان

وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين

وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون

قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين

وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون

يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون

قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون

ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون

ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون

وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم

قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين

ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين

وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم

وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين

قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم

وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين

ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون

وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون

ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين

فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون

قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون

وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون

فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون

قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين

ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير

قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل

وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون

ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون

ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون

فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون

قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون

قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم

قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين

قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين

قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين

فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم

قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون

قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين

قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون

فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين

ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين

واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون

قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم

وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم

قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين

قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون

يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون

فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين

قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون

قالوا أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين

قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين

قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين

اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين

ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون

قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم

فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون

قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين

قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم

فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين

ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم

رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين

ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون

وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين

وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعالمين

وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون

وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون

أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون

قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين

وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون

حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين

لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون

vالرعد
بسم الله الرحمن الرحيم
المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون

الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون

وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون

وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون

وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب

ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد

الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار

عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال

سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار

له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال

هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال

ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال

له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال

ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال

قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار

أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال

للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد

أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب

الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق

والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب

والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار

جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب

سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار

والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار

الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع

ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب

الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب

الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب

كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب

ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد

ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب

أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد

لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق

مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار

والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو وإليه مآب

وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق

ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب

يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب

وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب

أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب

وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار

ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب

vابراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد

الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد

الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال بعيد

وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم

ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور

وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم

وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد

وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد

ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب

قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين

قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون

وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون

وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين

ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد

واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد

من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد

يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ

مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد

ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد

وما ذلك على الله بعزيز

وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص

وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم

وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام

ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء

تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون

ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار

يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء

ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار

جهنم يصلونها وبئس القرار

وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار

قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال

الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار

وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار

وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار

وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام

رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم

ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون

ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء

الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء

رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء

ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب

ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار

مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء

وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال

وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال

وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال

فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام

يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار

وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد

سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار

ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب

هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب

vالحجر
بسم الله الرحمن الرحيم
الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين

ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين

ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون

وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم

ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون

وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون

لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين

ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين

إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون

ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين

وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون

كذلك نسلكه في قلوب المجرمين

لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين

ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون

لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون

ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين

وحفظناها من كل شيطان رجيم

إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين

والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون

وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين

وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم

وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين

وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون

ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين

وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم

ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون

والجان خلقناه من قبل من نار السموم

وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون

فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين

فسجد الملائكة كلهم أجمعون

إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين

قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين

قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون

قال فاخرج منها فإنك رجيم

وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين

قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون

قال فإنك من المنظرين

إلى يوم الوقت المعلوم

قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين

إلا عبادك منهم المخلصين

قال هذا صراط علي مستقيم

إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين

وإن جهنم لموعدهم أجمعين

لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم

إن المتقين في جنات وعيون

ادخلوها بسلام آمنين

ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين

لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين

نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم

وأن عذابي هو العذاب الأليم

ونبئهم عن ضيف إبراهيم

إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون

قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم

قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون

قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين

قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون

قال فما خطبكم أيها المرسلون

قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين

إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين

إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين

فلما جاء آل لوط المرسلون

قال إنكم قوم منكرون

قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون

وأتيناك بالحق وإنا لصادقون

فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون

وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين

وجاء أهل المدينة يستبشرون

قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون

واتقوا الله ولا تخزون

قالوا أولم ننهك عن العالمين

قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين

لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون

فأخذتهم الصيحة مشرقين

فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل

إن في ذلك لآيات للمتوسمين

وإنها لبسبيل مقيم

إن في ذلك لآية للمؤمنين

وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين

فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين

ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين

وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين

وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين

فأخذتهم الصيحة مصبحين

فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون

وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل

إن ربك هو الخلاق العليم

ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم

لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين

وقل إني أنا النذير المبين

كما أنزلنا على المقتسمين

الذين جعلوا القرآن عضين

فوربك لنسألنهم أجمعين

عما كانوا يعملون

فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين

إنا كفيناك المستهزئين

الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون

ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون

فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين

واعبد ربك حتى يأتيك اليقين

vالنحل
بسم الله الرحمن الرحيم
أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون

ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون

خلق السماوات والأرض بالحق تعالى عما يشركون

خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين

والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون

ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون

وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم

والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون

وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين

هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون

ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون

وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون

وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون

وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون

وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون

وعلامات وبالنجم هم يهتدون

أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون

وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم

والله يعلم ما تسرون وما تعلنون

والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون

أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون

إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون

لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين

وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين

ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون

قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون

ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين

الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون

فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين

وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين

جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله المتقين

الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون

هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون

وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين

ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين

إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين

وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون

ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين

إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون

والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون

الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون

وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون

بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون

أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون

أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين

أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم

أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون

ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون

يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون

وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون

وله ما في السماوات والأرض وله الدين واصبا أفغير الله تتقون

وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون

ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون

ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون

ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم تالله لتسألن عما كنتم تفترون

ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون

وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم

يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون

للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم

ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون

ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون

تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم

وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون

والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون

وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين

ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون

وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون

ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون

والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير

والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون

والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون

ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون

فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون

ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون

وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم

ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير

والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون

ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون

والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين

والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون

فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين

يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون

ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون

وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون

وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون

وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون

الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون

ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون

وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون

ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون

ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون

ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم

ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون

ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون

من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون

فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم

إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون

إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون

وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون

قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين

ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين

إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم

إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون

من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم

ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين

أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون

لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون

ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم

يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون

وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون

ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون

فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تعبدون

إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم

ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون

متاع قليل ولهم عذاب أليم

وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم

إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين

شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم

وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين

ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين

إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون

ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين

وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين

واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون

إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون

vالاسراء
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير

وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني ‎وكيلا

ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا

وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا

فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا

ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا

إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا

عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا

إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا

وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما

ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا

وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا

وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا

اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا

من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا

وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا

وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا

من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا

ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا

كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا

انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا

لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا

وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما

واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا

ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا

وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا

إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا

وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا

ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا

إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا

ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا

ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا

ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا

ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا

وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا

ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا

ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا

كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها

ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا

أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما

ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا

قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا

سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا

تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا

وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا

وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا

نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا

انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا

وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا

قل كونوا حجارة أو حديدا

أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رءوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا

يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا

وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا

ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم وما أرسلناك عليهم وكيلا

وربك أعلم بمن في السماوات والأرض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا

قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا

أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا

وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا

وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا

وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا

وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا

قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا

قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا

واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا

إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا

ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما

وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا

أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا

أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا

ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا

يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا

ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا

وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا

ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا

إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا

وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا

سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا

أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا

ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا

وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا

وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا

وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا

وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا

قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا

ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا

ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا

إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا

قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا

ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا

وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا

أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا

أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا

أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا

وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا

قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا

قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا

ومن يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا

ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا

أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا

قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا

ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا

قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا

فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا

وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا

وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا

وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا

قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا

ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا

ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا

قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا

وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا

vالكهف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا

قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا

ماكثين فيه أبدا

وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا

ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا

فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا

إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا

وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا

أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا

إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا

فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا

ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا

نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى

وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا

هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا

وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا

وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا

وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا

وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا

إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا

وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا

سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا

ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا

إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا

ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا

قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا

واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا

واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا

وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا

إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا

أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا

واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا

كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا

وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا

ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا

وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا

قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا

لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا

ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترني أنا أقل منك مالا وولدا

فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا

أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا

وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا

ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا

هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا

واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا

المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا

ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا

وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا

ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا

وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا

ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا

ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا

ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا

ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا

وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا

وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا

ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا

وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا

وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا

وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا

فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا

فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا

قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا

قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا

فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما

قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا

قال إنك لن تستطيع معي صبرا

وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا

قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا

قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا

فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا

قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا

قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا

فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا

قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا

قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا

فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا

قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا

أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا

وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا

فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما

وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا

ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا

إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا

فأتبع سببا

حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا

قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا

وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا

ثم أتبع سببا

حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا

كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا

ثم أتبع سببا

حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا

قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا

قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما

آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا

فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا

قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا

وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا

وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا

الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا

أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا

قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا

الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا

أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا

ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا

إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا

خالدين فيها لا يبغون عنها حولا

قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا

قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا

vمريم
بسم الله الرحمن الرحيم
كهيعص

ذكر رحمت ربك عبده زكريا

إذ نادى ربه نداء خفيا

قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا

وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا

يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا

يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا

قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا

قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا

قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا

فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا

يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا

وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا

وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا

وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا

واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا

فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا

قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا

قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا

قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا

قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا

فحملته فانتبذت به مكانا قصيا

فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا

فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا

وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا

فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا

فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا

يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا

فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا

قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا

وجعلني مباركا أين ما كنت ‎وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا

وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا

والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا

ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون

ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون

وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم

فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم

أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين

وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون

إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون

واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا

إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا

يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا

يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا

يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا

قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا

قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا

وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا

فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا

ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا

واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا

وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا

ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا

واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا

وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا

واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا

ورفعناه مكانا عليا

أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا

فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا

إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا

جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا

لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا

تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا

وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا

رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا

ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا

أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا

فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا

ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا

ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا

وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا

ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا

وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا

وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا

قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا

ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا

أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا

أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا

كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا

ونرثه ما يقول ويأتينا فردا

واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا

كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا

ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا

فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا

يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا

ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا

لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا

وقالوا اتخذ الرحمن ولدا

لقد جئتم شيئا إدا

تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا

أن دعوا للرحمن ولدا

وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا

إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا

لقد أحصاهم وعدهم عدا

وكلهم آتيه يوم القيامة فردا

إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا

فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا

وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا

vطه
بسم الله الرحمن الرحيم
طه

ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى

إلا تذكرة لمن يخشى

تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا

الرحمن على العرش استوى

له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى

وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى

الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى

وهل أتاك حديث موسى

إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى

فلما أتاها نودي يا موسى

إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى

وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى

إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري

إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى

فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى

وما تلك بيمينك يا موسى

قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى

قال ألقها يا موسى

فألقاها فإذا هي حية تسعى

قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى

واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى

لنريك من آياتنا الكبرى

اذهب إلى فرعون إنه طغى

قال رب اشرح لي صدري

ويسر لي أمري

واحلل عقدة من لساني

يفقهوا قولي

واجعل لي وزيرا من أهلي

هارون أخي

اشدد به أزري

وأشركه في أمري

كي نسبحك كثيرا

ونذكرك كثيرا

إنك كنت بنا بصيرا

قال قد أوتيت سؤلك يا موسى

ولقد مننا عليك مرة أخرى

إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى

أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني

إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى

واصطنعتك لنفسي

اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري

اذهبا إلى فرعون إنه طغى

فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى

قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى

قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى

فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى

إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى

قال فمن ربكما يا موسى

قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى

قال فما بال القرون الأولى

قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى

الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى

كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى

منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى

ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى

قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى

فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى

قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى

فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى

قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى

فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى

قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى

فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى

قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى

قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى

فأوجس في نفسه خيفة موسى

قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى

وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى

فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى

قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى

قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا

إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى

إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا

ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا

جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى

ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى

فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم

وأضل فرعون قومه وما هدى

يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى

كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى

وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى

وما أعجلك عن قومك يا موسى

قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى

قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري

فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي

قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري

فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي

أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا

ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري

قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى

قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا

ألا تتبعني أفعصيت أمري

قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي

قال فما خطبك يا سامري

قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي

قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا

إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما

كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا

من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا

خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا

يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا

يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا

نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما

ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا

فيذرها قاعا صفصفا

لا ترى فيها عوجا ولا أمتا

يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا

يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا

يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما

وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما

ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما

وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا

فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما

ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما

وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى

فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى

إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى

وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى

فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى

فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى

ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى

قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى

ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى

قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا

قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى

وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى

أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولي النهى

ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى

فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى

ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى

وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى

وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى

ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى

قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى

vالأنبياء
بسم الله الرحمن الرحيم
اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون

ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون

لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون

قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم

بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون

ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون

وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون

وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين

ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين

لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون

وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين

فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون

لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون

قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين

فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين

وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين

لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين

بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون

وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون

يسبحون الليل والنهار لا يفترون

أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون

لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون

لا يسأل عما يفعل وهم يسألون

أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون

وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون

وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون

لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون

يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون

ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين

أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون

وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون

وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون

وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون

وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون

كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون

وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون

خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون

ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين

لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون

بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون

ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون

قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون

أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون

بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون

قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون

ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين

ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين

ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين

الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون

وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون

ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين

إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون

قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين

قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين

قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين

قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين

وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين

فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون

قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين

قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم

قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون

قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم

قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون

فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون

ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون

قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم

أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون

قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين

قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم

وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين

ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين

ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين

وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين

ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين

وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين

ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم

ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين

وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين

ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين

وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون

ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين

ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين

وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين

وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين

وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين

وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين

وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين

فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين

والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين

إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون

وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون

فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون

وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون

حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون

واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين

إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون

لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون

لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون

إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون

لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون

لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون

يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين

ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون

إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين

وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين

قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون

فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون

إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون

وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين

‎قل رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون
vالحج
بسم الله الرحمن الرحيم

يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم

يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد

ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد

كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير

يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج

ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير

وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور

ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير

ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق

ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد

ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين

يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد

يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير

إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد

من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ

وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدي من يريد

إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد

ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء

هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم

يصهر به ما في بطونهم والجلود

ولهم مقامع من حديد

كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق

إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير

وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد

إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم

وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود

وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق

ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير

ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق

ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور

حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق

ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب

لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق

ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين

الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون

والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون

لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين

إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور

أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير

الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز

الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور

وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود

وقوم إبراهيم وقوم لوط

وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير

فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد

أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور

ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون

وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير

قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين

فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم

والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم

وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم

ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد

وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم

ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم

الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم

والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين

والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين

ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم

ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور

ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير

ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير

ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير

له ما في السماوات وما في الأرض وإن الله لهو الغني الحميد

ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم

وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور

لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم

وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون

الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون

ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير

ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير

وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير

يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب

ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز

الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير

يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور

يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون

وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير
vالمؤمنون
بسم الله الرحمن الرحيم

قد أفلح المؤمنون

الذين هم في صلاتهم خاشعون

والذين هم عن اللغو معرضون

والذين هم للزكاة فاعلون

والذين هم لفروجهم حافظون

إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين

فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون

والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون

والذين هم على صلواتهم يحافظون

أولئك هم الوارثون

الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون

ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين

ثم جعلناه نطفة في قرار مكين

ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين

ثم إنكم بعد ذلك لميتون

ثم إنكم يوم القيامة تبعثون

ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين

وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون

فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون

وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين

وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون

وعليها وعلى الفلك تحملون

ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون

فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين

إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين

قال رب انصرني بما كذبون

فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون

فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين

وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين

إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين

ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين

فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون

وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون

ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون

أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون

هيهات هيهات لما توعدون

إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين

إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين

قال رب انصرني بما كذبون

قال عما قليل ليصبحن نادمين

فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين

ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين

ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون

ثم أرسلنا رسلنا تترى كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون

ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين

إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين

فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون

فكذبوهما فكانوا من المهلكين

ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون

وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين

يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم

وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون

فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون

فذرهم في غمرتهم حتى حين

أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين

نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون

إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون

والذين هم بآيات ربهم يؤمنون

والذين هم بربهم لا يشركون

والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون

أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون

ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون

بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون

حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون

لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون

قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون

مستكبرين به سامرا تهجرون

أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين

أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون

أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون

ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون

أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين

وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم

وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون

ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون

ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون

حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون

وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون

وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون

وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون

بل قالوا مثل ما قال الأولون

قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون

لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين

قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون

سيقولون لله قل أفلا تذكرون

قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم

سيقولون لله قل أفلا تتقون

قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون

سيقولون لله قل فأنى تسحرون

بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون

ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون

عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون

قل رب إما تريني ما يوعدون

رب فلا تجعلني في القوم الظالمين

وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون

ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون

وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين

وأعوذ بك رب أن يحضرون

حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون

لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون

فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون

فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون

ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون

تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون

ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون

قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين

ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون

قال اخسئوا فيها ولا تكلمون

إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين

فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون

إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون

قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين

قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين

قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون

أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون

فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم

ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون

وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
vالنور
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون

الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين

الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين

والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون

إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم

والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين

والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين

ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين

والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين

ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم

إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم

لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين

لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون

ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم

إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم

ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم

يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين

ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم

إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون

ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم

يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم

ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم

إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم

يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون

يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين

الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم

يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون

فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم

ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون

قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون

وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون

وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم

وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم

ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين

الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم

في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال

رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار

ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب

والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب

أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور

ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون

ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير

ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار

يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار

والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير

لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم

ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين

وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون

وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين

أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون

إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون

ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون

وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون

قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين

وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون

وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون

لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير

يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم

وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم

والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم

ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون

إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم

لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم

ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم
vالفرقان
بسم الله الرحمن الرحيم
تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا

الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا

واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا

وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزورا

وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا

قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما

وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا

أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا

انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا

تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا

بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا

إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا

وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا

لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا

قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا

لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربك وعدا مسئولا

ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل

قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا

فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا

وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا

وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا

يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا

وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا

أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا

ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا

الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا

ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا

يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا

لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا

وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا

وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا

وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا

الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا

ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا

فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا

وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما

وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا

وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا

ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا

وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا

إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا

أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا

أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا

ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا

ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا

وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا

وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا

لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا

ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا

ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا

فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا

وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا

وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا

ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا

وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا

قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا

وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا

الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا

وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا

تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا

وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا

وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما

والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما

والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما

إنها ساءت مستقرا ومقاما

والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما

والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما

يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا

إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما

ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا

والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما

والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا

والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما

أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما

خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما

قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما
vالشعراء
بسم الله الرحمن الرحيم
طسم

تلك آيات الكتاب المبين

لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين

إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين

وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين

فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون

أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم

إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

وإن ربك لهو العزيز الرحيم

وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين

قوم فرعون ألا يتقون

قال رب إني أخاف أن يكذبون

ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون

ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون

قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون

فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين

أن أرسل معنا بني إسرائيل

قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين

وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين

قال فعلتها إذا وأنا من الضالين

ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين

وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل

قال فرعون وما رب العالمين

قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين

قال لمن حوله ألا تستمعون

قال ربكم ورب آبائكم الأولين

قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون

قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون

قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين

قال أولو جئتك بشيء مبين

قال فأت به إن كنت من الصادقين

فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين

ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين

قال للملإ حوله إن هذا لساحر عليم

يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون

قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين

يأتوك بكل سحار عليم

فجمع السحرة لميقات يوم معلوم

وقيل للناس هل أنتم مجتمعون

لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين

فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين

قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين

قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون

فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون

فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون

فألقي السحرة ساجدين

قالوا آمنا برب العالمين

رب موسى وهارون

قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين

قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون

إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين

وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون

فأرسل فرعون في المدائن حاشرين

إن هؤلاء لشرذمة قليلون

وإنهم لنا لغائظون

وإنا لجميع حاذرون

فأخرجناهم من جنات وعيون

وكنوز ومقام كريم

كذلك وأورثناها بني إسرائيل

فأتبعوهم مشرقين

فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون

قال كلا إن معي ربي سيهدين

فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم

وأزلفنا ثم الآخرين

وأنجينا موسى ومن معه أجمعين

ثم أغرقنا الآخرين

إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

وإن ربك لهو العزيز الرحيم

واتل عليهم نبأ إبراهيم

إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون

قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين

قال هل يسمعونكم إذ تدعون

أو ينفعونكم أو يضرون

قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون

قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون

أنتم وآباؤكم الأقدمون

فإنهم عدو لي إلا رب العالمين

الذي خلقني فهو يهدين

والذي هو يطعمني ويسقين

وإذا مرضت فهو يشفين

والذي يميتني ثم يحيين

والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين

رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين

واجعل لي لسان صدق في الآخرين

واجعلني من ورثة جنة النعيم

واغفر لأبي إنه كان من الضالين

ولا تخزني يوم يبعثون

يوم لا ينفع مال ولا بنون

إلا من أتى الله بقلب سليم

وأزلفت الجنة للمتقين

وبرزت الجحيم للغاوين

وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون

من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون

فكبكبوا فيها هم والغاوون

وجنود إبليس أجمعون

قالوا وهم فيها يختصمون

تالله إن كنا لفي ضلال مبين

إذ نسويكم برب العالمين

وما أضلنا إلا المجرمون

فما لنا من شافعين

ولا صديق حميم

فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين

إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

وإن ربك لهو العزيز الرحيم

كذبت قوم نوح المرسلين

إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون

إني لكم رسول أمين

فاتقوا الله وأطيعون

وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين

فاتقوا الله وأطيعون

قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون

قال وما علمي بما كانوا يعملون

إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون

وما أنا بطارد المؤمنين

إن أنا إلا نذير مبين

قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين

قال رب إن قومي كذبون

فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين

فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون

ثم أغرقنا بعد الباقين

إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

وإن ربك لهو العزيز الرحيم

كذبت عاد المرسلين

إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون

إني لكم رسول أمين

فاتقوا الله وأطيعون

وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين

أتبنون بكل ريع آية تعبثون

وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون

وإذا بطشتم بطشتم جبارين

فاتقوا الله وأطيعون

واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون

أمدكم بأنعام وبنين

وجنات وعيون

إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم

قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين

إن هذا إلا خلق الأولين

وما نحن بمعذبين

فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

وإن ربك لهو العزيز الرحيم

كذبت ثمود المرسلين

إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون

إني لكم رسول أمين

فاتقوا الله وأطيعون

وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين

أتتركون في ما هاهنا آمنين

في جنات وعيون

وزروع ونخل طلعها هضيم

وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين

فاتقوا الله وأطيعون

ولا تطيعوا أمر المسرفين

الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون

قالوا إنما أنت من المسحرين

ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين

قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم

ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم

فعقروها فأصبحوا نادمين

فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

وإن ربك لهو العزيز الرحيم

كذبت قوم لوط المرسلين

إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون

إني لكم رسول أمين

فاتقوا الله وأطيعون

وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين

أتأتون الذكران من العالمين

وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون

قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين

قال إني لعملكم من القالين

رب نجني وأهلي مما يعملون

فنجيناه وأهله أجمعين

إلا عجوزا في الغابرين

ثم دمرنا الآخرين

وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين

إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

وإن ربك لهو العزيز الرحيم

كذب أصحاب الأيكة المرسلين

إذ قال لهم شعيب ألا تتقون

إني لكم رسول أمين

فاتقوا الله وأطيعون

وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين

أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين

وزنوا بالقسطاس المستقيم

ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين

واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين

قالوا إنما أنت من المسحرين

وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين

فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين

قال ربي أعلم بما تعملون

فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم

إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

وإن ربك لهو العزيز الرحيم

وإنه لتنزيل رب العالمين

نزل به الروح الأمين

على قلبك لتكون من المنذرين

بلسان عربي مبين

وإنه لفي زبر الأولين

أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل

ولو نزلناه على بعض الأعجمين

فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين

كذلك سلكناه في قلوب المجرمين

لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم

فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون

فيقولوا هل نحن منظرون

أفبعذابنا يستعجلون

أفرأيت إن متعناهم سنين

ثم جاءهم ما كانوا يوعدون

ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون

وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون

ذكرى وما كنا ظالمين

وما تنزلت به الشياطين

وما ينبغي لهم وما يستطيعون

إنهم عن السمع لمعزولون

فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين

وأنذر عشيرتك الأقربين

واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين

فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون

وتوكل على العزيز الرحيم

الذي يراك حين تقوم

وتقلبك في الساجدين

إنه هو السميع العليم

هل أنبئكم على من تنزل الشياطين

تنزل على كل أفاك أثيم

يلقون السمع وأكثرهم كاذبون

والشعراء يتبعهم الغاوون

ألم تر أنهم في كل واد يهيمون

وأنهم يقولون ما لا يفعلون

إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
vالنمل
بسم الله الرحمن الرحيم
طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين

هدى وبشرى للمؤمنين

الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون

إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون

أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون

وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم

إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون

فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين

يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم

وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون

إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم

وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين

فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين

وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين

ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين

وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين

وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون

حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون

فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين

وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين

لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين

فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين

إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم

وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون

ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون

الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم

قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين

اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون

قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم

إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم

ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين

قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون

قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين

قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون

وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون

فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما آتان الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون

ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون

قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين

قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين

قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم

قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون

فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين

وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين

قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين

ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون

قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون

قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون

وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون

قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون

ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون

فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين

فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون

وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون

ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون

أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون

فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون

فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين

وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين

قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون

أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون

أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون

أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون

أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون

أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين

قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون

بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون

وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون

لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين

قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين

ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون

ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين

قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون

وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون

وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون

وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين

إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون

وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين

إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم

فتوكل على الله إنك على الحق المبين

إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين

وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون

وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون

ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون

حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون

ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون

ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون

ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين

وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون

من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون

ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون

إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين

وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين

وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون
vالقصص
بسم الله الرحمن الرحيم
طسم

تلك آيات الكتاب المبين

نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون

إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين

ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين

ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون

وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين

فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين

وقالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون

وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين

وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون

وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون

فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون

ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين

ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين

قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم

قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين

فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين

فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين

وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين

فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين

ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل

ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير

فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير

فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين

قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين

قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين

قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل

فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون

فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين

وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين

اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين

قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون

وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون

قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون

فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذا إلا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين

وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون

وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي ياهامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين

واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون

فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين

وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون

وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين

ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون

وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين

ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين

وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون

ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين

فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون

قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين

فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين

ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون

الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون

وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين

أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون

وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين

إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين

وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون

وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين

وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون

وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون

أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين

ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون

قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون

وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون

ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين

فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون

فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين

وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون

وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون

وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون

قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون

قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون

ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون

ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون

ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون

إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين

وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين

قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون

فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم

وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون

فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين

وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون

تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين

من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون

إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين

وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين

ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين

ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون
vالعنكبوت
بسم الله الرحمن الرحيم
الم

أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون

ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين

أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون

من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم

ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين

والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون

ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون

والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين

ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين

وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين

وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون

وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون

ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون

فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين

وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون

إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون

وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين

أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير

قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير

يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون

وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير

والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم

فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون

وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين

فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم

ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين

ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين

أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين

قال رب انصرني على القوم المفسدين

ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين

قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين

ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين

إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون

ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون

وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين

فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين

وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين

وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين

فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون

إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم

وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون

خلق الله السماوات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين

اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون

وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون

وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون

بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون

وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين

أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون

قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون

ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون

يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين

يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون

يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون

كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون

والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين

الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون

وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم

ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون

الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم

ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون

وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون

فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون

ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون

أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون

ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين

والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين
vالروم
بسم الله الرحمن الرحيم
الم

غلبت الروم

في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون

في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون

بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم

وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون

يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون

أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون

أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون

الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون

ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون

ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين

ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون

فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون

وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون

فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون

وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون

يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون

ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون

ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون

ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين

ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون

ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون

ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون

وله من في السماوات والأرض كل له قانتون

وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم

ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون

بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين

فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون

منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين

من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون

وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون

ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون

أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون

وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون

أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون

فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون

وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون

الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون

ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون

قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين

فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون

من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون

ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين

ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون

ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين

الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون

وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين

فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير

ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون

فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين

وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون

الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير

ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون

وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون

فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون

ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون

كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون

فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون
vلقمان
بسم الله الرحمن الرحيم
الم

تلك آيات الكتاب الحكيم

هدى ورحمة للمحسنين

الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون

أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون

ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين

وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم

إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم

خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم

خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم

هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين

ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد

وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم

ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير

وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون

يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير

يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور

ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور

واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير

ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير

وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير

ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور

ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور

نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ

ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون

لله ما في السماوات والأرض إن الله هو الغني الحميد

ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم

ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير

ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير

ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير

ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور

وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور

يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور

إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير
vالسجدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الم

تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين

أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون

الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون

يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون

ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم

الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين

ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين

ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون

وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون

قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون

ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون

ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين

فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون

إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون

تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون

فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون

أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون

أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون

وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون

ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون

ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون

ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل

وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون

إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون

أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون

أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون

ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين

قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون

فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون
vالأحزاب
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما

واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا

وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا

ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما

النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا

وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا

ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما

يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا

إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا

هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا

وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا

وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا

ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا

ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا

قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا

قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا

قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا

أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا

يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا

لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا

ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما

من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا

ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما

ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا

وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا

وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيء قديرا

يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا

وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما

يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا

ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما

يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا

وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا

واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا

إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما

وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا

وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا

ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا

الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا

ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما

يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا

وسبحوه بكرة وأصيلا

هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما

تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما

يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا

وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا

وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا

ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا

يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا

يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما

ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما

لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا

يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما

إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما

لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شيء شهيدا

إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما

إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا

والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا

يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما

لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا

ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا

سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا

يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا

إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا

خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا

يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا

وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا

ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا

يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا

يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما

إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا

ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما
vسبأ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير

يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور

وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين

ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم

والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم

ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد

وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد

أفترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد

أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب

ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد

أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير

ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير

يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور

فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين

لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور

فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل

ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور

وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين

فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور

ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين

وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ

قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير

ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير

قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين

قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون

قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم

قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم

وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون

ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين

قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون

وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين

قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين

وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون

وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون

وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين

قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون

وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون

والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون

قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين

ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون

قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون

فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون

وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين

وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير

وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير

قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد

قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله وهو على كل شيء شهيد

قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب

قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد

قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي إنه سميع قريب

ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب

وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد

وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد

وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب
vفاطر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير

ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم

يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون

وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الأمور

يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور

إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير

الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير

أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون

والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور

من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور

والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير

وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون

يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير

إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير

يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد

إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد

وما ذلك على الله بعزيز

ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير

وما يستوي الأعمى والبصير

ولا الظلمات ولا النور

ولا الظل ولا الحرور

وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور

إن أنت إلا نذير

إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير

وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير

ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير

ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود

ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور

إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور

ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور

والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير

ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير

جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير

وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور

الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب

والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور

وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير

إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور

هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا

قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات أم آتيناهم كتابا فهم على بينت منه بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا

إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا

وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا

استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا

أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا

ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا
vيس
بسم الله الرحمن الرحيم
يس

والقرآن الحكيم

إنك لمن المرسلين

على صراط مستقيم

تنزيل العزيز الرحيم

لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون

لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون

إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون

وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون

وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون

إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم

إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين

واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون

إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون

قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون

قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون

وما علينا إلا البلاغ المبين

قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم

قالوا طائركم معكم أإن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون

وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين

اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون

وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون

أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون

إني إذا لفي ضلال مبين

إني آمنت بربكم فاسمعون

قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون

بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين

وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين

إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون

يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون

ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون

وإن كل لما جميع لدينا محضرون

وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون

وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون

ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون

سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون

وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون

والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم

والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم

لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون

وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون

وخلقنا لهم من مثله ما يركبون

وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون

إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين

وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون

وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين

وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين

ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين

ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون

فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون

ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون

قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون

إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون

فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون

إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون

هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون

لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون

سلام قولا من رب رحيم

وامتازوا اليوم أيها المجرمون

ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين

وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم

ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون

هذه جهنم التي كنتم توعدون

اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون

اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون

ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون

ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون

ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون

وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين

لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين

أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون

وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون

ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون

واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون

لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون

فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون

أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين

وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم

قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم

الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون

أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم

إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون

فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون
vالصافات
بسم الله الرحمن الرحيم
والصافات صفا

فالزاجرات زجرا

فالتاليات ذكرا

إن إلهكم لواحد

رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق

إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب

وحفظا من كل شيطان مارد

لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب

دحورا ولهم عذاب واصب

إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب

فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب

بل عجبت ويسخرون

وإذا ذكروا لا يذكرون

وإذا رأوا آية يستسخرون

وقالوا إن هذا إلا سحر مبين

أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون

أوآباؤنا الأولون

قل نعم وأنتم داخرون

فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون

وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين

هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون

احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون

من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم

وقفوهم إنهم مسئولون

ما لكم لا تناصرون

بل هم اليوم مستسلمون

وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون

قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين

قالوا بل لم تكونوا مؤمنين

وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين

فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون

فأغويناكم إنا كنا غاوين

فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون

إنا كذلك نفعل بالمجرمين

إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون

ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون

بل جاء بالحق وصدق المرسلين

إنكم لذائقو العذاب الأليم

وما تجزون إلا ما كنتم تعملون

إلا عباد الله المخلصين

أولئك لهم رزق معلوم

فواكه وهم مكرمون

في جنات النعيم

على سرر متقابلين

يطاف عليهم بكأس من معين

بيضاء لذة للشاربين

لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون

وعندهم قاصرات الطرف عين

كأنهن بيض مكنون

فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون

قال قائل منهم إني كان لي قرين

يقول أئنك لمن المصدقين

أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون

قال هل أنتم مطلعون

فاطلع فرآه في سواء الجحيم

قال تالله إن كدت لتردين

ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين

أفما نحن بميتين

إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين

إن هذا لهو الفوز العظيم

لمثل هذا فليعمل العاملون

أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم

إنا جعلناها فتنة للظالمين

إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم

طلعها كأنه رءوس الشياطين

فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون

ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم

ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم

إنهم ألفوا آباءهم ضالين

فهم على آثارهم يهرعون

ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين

ولقد أرسلنا فيهم منذرين

فانظر كيف كان عاقبة المنذرين

إلا عباد الله المخلصين

ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون

ونجيناه وأهله من الكرب العظيم

وجعلنا ذريته هم الباقين

وتركنا عليه في الآخرين

سلام على نوح في العالمين

إنا كذلك نجزي المحسنين

إنه من عبادنا المؤمنين

ثم أغرقنا الآخرين

وإن من شيعته لإبراهيم

إذ جاء ربه بقلب سليم

إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون

أئفكا آلهة دون الله تريدون

فما ظنكم برب العالمين

فنظر نظرة في النجوم

فقال إني سقيم

فتولوا عنه مدبرين

فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون

ما لكم لا تنطقون

فراغ عليهم ضربا باليمين

فأقبلوا إليه يزفون

قال أتعبدون ما تنحتون

والله خلقكم وما تعملون

قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم

فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين

وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين

رب هب لي من الصالحين

فبشرناه بغلام حليم

فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين

فلما أسلما وتله للجبين

وناديناه أن يا إبراهيم

قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين

إن هذا لهو البلاء المبين

وفديناه بذبح عظيم

وتركنا عليه في الآخرين

سلام على إبراهيم

كذلك نجزي المحسنين

إنه من عبادنا المؤمنين

وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين

وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين

ولقد مننا على موسى وهارون

ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم

ونصرناهم فكانوا هم الغالبين

وآتيناهما الكتاب المستبين

وهديناهما الصراط المستقيم

وتركنا عليهما في الآخرين

سلام على موسى وهارون

إنا كذلك نجزي المحسنين

إنهما من عبادنا المؤمنين

وإن إلياس لمن المرسلين

إذ قال لقومه ألا تتقون

أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين

الله ربكم ورب آبائكم الأولين

فكذبوه فإنهم لمحضرون

إلا عباد الله المخلصين

وتركنا عليه في الآخرين

سلام على إل ياسين

إنا كذلك نجزي المحسنين

إنه من عبادنا المؤمنين

وإن لوطا لمن المرسلين

إذ نجيناه وأهله أجمعين

إلا عجوزا في الغابرين

ثم دمرنا الآخرين

وإنكم لتمرون عليهم مصبحين

وبالليل أفلا تعقلون

وإن يونس لمن المرسلين

إذ أبق إلى الفلك المشحون

فساهم فكان من المدحضين

فالتقمه الحوت وهو مليم

فلولا أنه كان من المسبحين

للبث في بطنه إلى يوم يبعثون

فنبذناه بالعراء وهو سقيم

وأنبتنا عليه شجرة من يقطين

وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون

فآمنوا فمتعناهم إلى حين

فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون

أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون

ألا إنهم من إفكهم ليقولون

ولد الله وإنهم لكاذبون

أصطفى البنات على البنين

ما لكم كيف تحكمون

أفلا تذكرون

أم لكم سلطان مبين

فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين

وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون

سبحان الله عما يصفون

إلا عباد الله المخلصين

فإنكم وما تعبدون

ما أنتم عليه بفاتنين

إلا من هو صال الجحيم

وما منا إلا له مقام معلوم

وإنا لنحن الصافون

وإنا لنحن المسبحون

وإن كانوا ليقولون

لو أن عندنا ذكرا من الأولين

لكنا عباد الله المخلصين

فكفروا به فسوف يعلمون

ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين

إنهم لهم المنصورون

وإن جندنا لهم الغالبون

فتول عنهم حتى حين

وأبصرهم فسوف يبصرون

أفبعذابنا يستعجلون

فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين

وتول عنهم حتى حين

وأبصر فسوف يبصرون

سبحان ربك رب العزة عما يصفون

وسلام على المرسلين

والحمد لله رب العالمين

بسم الله الرحمن الرحيم
ص والقرآن ذي الذكر

بل الذين كفروا في عزة وشقاق

كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص

وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب

أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب

وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد

ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق

أؤنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب

أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب

أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب

جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب

كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد

وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب

إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب

وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق

وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب

اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب

إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق

والطير محشورة كل له أواب

وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب

وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب

إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط

إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب

قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب

فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب

يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب

وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار

أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار

كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب

ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب

إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد

فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب

ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق

ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب

قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب

فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب

والشياطين كل بناء وغواص

وآخرين مقرنين في الأصفاد

هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب

وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب

واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب

اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب

ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب

وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب

واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار

إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار

وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار

واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار

هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب

جنات عدن مفتحة لهم الأبواب

متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب

وعندهم قاصرات الطرف أتراب

هذا ما توعدون ليوم الحساب

إن هذا لرزقنا ما له من نفاد

هذا وإن للطاغين لشر مآب

جهنم يصلونها فبئس المهاد

هذا فليذوقوه حميم وغساق

وآخر من شكله أزواج

هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالو النار

قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار

قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار

وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار

أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار

إن ذلك لحق تخاصم أهل النار

قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار

رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار

قل هو نبأ عظيم

أنتم عنه معرضون

ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون

إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين

إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين

فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين

فسجد الملائكة كلهم أجمعون

إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين

قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين

قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين

قال فاخرج منها فإنك رجيم

وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين

قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون

قال فإنك من المنظرين

إلى يوم الوقت المعلوم

قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين

إلا عبادك منهم المخلصين

قال فالحق والحق أقول

لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين

قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين

إن هو إلا ذكر للعالمين

ولتعلمن نبأه بعد حين
vالزمر
بسم الله الرحمن الرحيم
تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم

إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين

ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار

لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار

خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار

خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون

إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور

وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار

أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب

قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب

قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين

وأمرت لأن أكون أول المسلمين

قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم

قل الله أعبد مخلصا له ديني

فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين

لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون

والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد

الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب

أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار

لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد

ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب

أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين

الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد

أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون

كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون

فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون

ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون

قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون

ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون

إنك ميت وإنهم ميتون

ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون

فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين

والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون

لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين

ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون

أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد

ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام

ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون

قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون

من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم

إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل

الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون

أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون

قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون

وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون

قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون

ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون

وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون

فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون

قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون

فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين

أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون

قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم

وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون

واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون

أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين

أو تقول لو أن الله هدان لكنت من المتقين

أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين

بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين

ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين

وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون

الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل

له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون

قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون

ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين

بل الله فاعبد وكن من الشاكرين

وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون

ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون

وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون

ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون

وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين

قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين

وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين

وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين

وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين
vغافر
بسم الله الرحمن الرحيم
حم

تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم

غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير

ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد

كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب

وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار

الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم

ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم

وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم

إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون

قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل

ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير

هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب

فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون

رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق

يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار

اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب

وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع

يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور

والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير

أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق

ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب

ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين

إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب

فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال

وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد

وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب

وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب

يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد

وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب

مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد

ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد

يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد

ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب

الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار

وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب

أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب

وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد

يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار

من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب

ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار

تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار

لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار

فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد

فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب

النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب

وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار

قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد

وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب

قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال

إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد

يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار

ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب

هدى وذكرى لأولي الألباب

فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار

إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير

لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون

وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون

إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون

وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين

الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون

ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون

كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون

الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين

هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين

قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين

هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون

هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون

ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون

الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون

إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون

في الحميم ثم في النار يسجرون

ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون

من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعو من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين

ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون

ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين

فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون

ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون

الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون

ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون

ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون

أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون

فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون

فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين

فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون
vفصلت
بسم الله الرحمن الرحيم
حم

تنزيل من الرحمن الرحيم

كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون

بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون

وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون

قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين

الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون

إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون

قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين

وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين

ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين

فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم

فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود

إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون

فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون

فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون

وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون

ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون

ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون

حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون

وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون

وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون

وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين

فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين

وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين

وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون

فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون

ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون

وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين

إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون

نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون

نزلا من غفور رحيم

ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين

ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم

وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم

وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم

ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون

فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون

ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير

إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير

إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز

لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد

ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم

ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد

ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب

من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد

إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ما منا من شهيد

وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص

لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط

ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ

وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض

قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد

سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد

ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط
vالشورى
بسم الله الرحمن الرحيم
حم

عسق

كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم

له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم

تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم

والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل

وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير

ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير

أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير

وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب

فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم

شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب

وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب

فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير

والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد

الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب

يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد

الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز

من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب

أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم

ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير

ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور

أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور

وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون

ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد

ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير

وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد

ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير

وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير

وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير

ومن آياته الجواري في البحر كالأعلام

إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور

أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير

ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص

فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون

والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون

والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون

والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون

وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين

ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل

إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم

ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور

ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل

وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم

وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل

استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجإ يومئذ وما لكم من نكير

فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور

لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور

أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير

وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم

وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم

صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور
vالزخرف
بسم الله الرحمن الرحيم
حم

والكتاب المبين

إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون

وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم

أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين

وكم أرسلنا من نبي في الأولين

وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزئون

فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين

ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم

الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون

والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون

والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون

لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين

وإنا إلى ربنا لمنقلبون

وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين

أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين

وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم

أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين

وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون

وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون

أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون

بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون

وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون

قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون

فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين

وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون

إلا الذي فطرني فإنه سيهدين

وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون

بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين

ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون

وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم

أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون

ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون

ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون

وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين

ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين

وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون

حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين

ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون

أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين

فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون

أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون

فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم

وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون

واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون

ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين

فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون

وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون

وقالوا يا أيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون

فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون

ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون

أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين

فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين

فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين

فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين

فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين

ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون

وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون

إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل

ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون

وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم

ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين

ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون

إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم

فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم

هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون

الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين

يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون

الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين

ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون

يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون

وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون

لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون

إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون

لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون

وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين

ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون

لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون

أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون

أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون

قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين

سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون

فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون

وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم

وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون

ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون

ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون

وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون

فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون
vالدخان
بسم الله الرحمن الرحيم
حم

والكتاب المبين

إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين

فيها يفرق كل أمر حكيم

أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين

رحمة من ربك إنه هو السميع العليم

رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين

لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين

بل هم في شك يلعبون

فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين

يغشى الناس هذا عذاب أليم

ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون

أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين

ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون

إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون

يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون

ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم

أن أدوا إلي عباد الله إني لكم رسول أمين

وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين

وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون

وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون

فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون

فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون

واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون

كم تركوا من جنات وعيون

وزروع ومقام كريم

ونعمة كانوا فيها فاكهين

كذلك وأورثناها قوما آخرين

فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين

ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين

من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين

ولقد اخترناهم على علم على العالمين

وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين

إن هؤلاء ليقولون

إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين

فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين

أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين

وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين

ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون

إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين

يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون

إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم

إن شجرت الزقوم

طعام الأثيم

كالمهل يغلي في البطون

كغلي الحميم

خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم

ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم

ذق إنك أنت العزيز الكريم

إن هذا ما كنتم به تمترون

إن المتقين في مقام أمين

في جنات وعيون

يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين

كذلك وزوجناهم بحور عين

يدعون فيها بكل فاكهة آمنين

لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم

فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم

فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون

فارتقب إنهم مرتقبون
vالجاثية
بسم الله الرحمن الرحيم
حم

تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم

إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين

وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون

واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون

تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون

ويل لكل أفاك أثيم

يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم

وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين

من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم

هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم

الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون

وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون

قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون

من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون

ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين

وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون

ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون

إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين

هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون

أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون

وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون

أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون

وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون

وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين

قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون

ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون

وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون

هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون

فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك هو الفوز المبين

وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين

وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين

وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون

وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين

ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون

فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين

وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم
vالأحقاف
بسم الله الرحمن الرحيم
حم

تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم

ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون

قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين

ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون

وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين

وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين

أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم

قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين

قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين

وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم

ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين

إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون

أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون

ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين

أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون

والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين

أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين

ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون

ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون

واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم

قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين

قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون

فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم

تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين

ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون

ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون

فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون

وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين

قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم

يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم

ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين

أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير

ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون

فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون
vمحمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم

والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم

ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم

فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم

سيهديهم ويصلح بالهم

ويدخلهم الجنة عرفها لهم

يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم

والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم

ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم

أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها

ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم

إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم

وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم

أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم

مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم

ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم

والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم

فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم

فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم

ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم

طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم

فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم

أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم

أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها

إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم

ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم

فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم

ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم

أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم

ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم

ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم

إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم

يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم

إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم

فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم

إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم

إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم

هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم
vالفتح
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا فتحنا لك فتحا مبينا

ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما

وينصرك الله نصرا عزيزا

هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما

ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما

ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا

ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما

إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا

لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا

إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما

سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا

بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا

ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا

ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما

سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا

قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما

ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما

لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا

ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما

وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما

وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديرا

ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا

سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا

وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا

هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما

إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما

لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا

هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا

محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما
vالحجرات
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم

يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون

إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم

إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون

ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم

يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين

واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون

فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم

وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين

إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون

يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون

يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم

يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير

قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم

إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون

قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم

يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين

إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون

بسم الله الرحمن الرحيم
ق والقرآن المجيد

بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب

أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد

قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ

بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج

أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج

والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج

تبصرة وذكرى لكل عبد منيب

ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد

والنخل باسقات لها طلع نضيد

رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج

كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود

وعاد وفرعون وإخوان لوط

وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد

أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد

ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد

إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد

ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد

ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد

وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد

لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد

وقال قرينه هذا ما لدي عتيد

ألقيا في جهنم كل كفار عنيد

مناع للخير معتد مريب

الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد

قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد

قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد

ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد

يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد

وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد

هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ

من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب

ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود

لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد

وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص

إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب

فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب

ومن الليل فسبحه وأدبار السجود

واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب

يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج

إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير

يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير

نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد
vالذاريات
بسم الله الرحمن الرحيم
والذاريات ذروا

فالحاملات وقرا

فالجاريات يسرا

فالمقسمات أمرا

إنما توعدون لصادق

وإن الدين لواقع

والسماء ذات الحبك

إنكم لفي قول مختلف

يؤفك عنه من أفك

قتل الخراصون

الذين هم في غمرة ساهون

يسألون أيان يوم الدين

يوم هم على النار يفتنون

ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون

إن المتقين في جنات وعيون

آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين

كانوا قليلا من الليل ما يهجعون

وبالأسحار هم يستغفرون

وفي أموالهم حق للسائل والمحروم

وفي الأرض آيات للموقنين

وفي أنفسكم أفلا تبصرون

وفي السماء رزقكم وما توعدون

فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون

هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين

إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون

فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين

فقربه إليهم قال ألا تأكلون

فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم

فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم

قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم

قال فما خطبكم أيها المرسلون

قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين

لنرسل عليهم حجارة من طين

مسومة عند ربك للمسرفين

فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين

فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين

وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم

وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين

فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون

فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم

وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم

ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم

وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين

فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون

فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين

وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين

والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون

والأرض فرشناها فنعم الماهدون

ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون

ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين

ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين

كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون

أتواصوا به بل هم قوم طاغون

فتول عنهم فما أنت بملوم

وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون

إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين

فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون

فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون
vالطور
بسم الله الرحمن الرحيم
والطور

وكتاب مسطور

في رق منشور

والبيت المعمور

والسقف المرفوع

والبحر المسجور

إن عذاب ربك لواقع

ما له من دافع

يوم تمور السماء مورا

وتسير الجبال سيرا

فويل يومئذ للمكذبين

الذين هم في خوض يلعبون

يوم يدعون إلى نار جهنم دعا

هذه النار التي كنتم بها تكذبون

أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون

اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون

إن المتقين في جنات ونعيم

فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم

كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون

متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين

والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين

وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون

يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم

ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون

وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون

قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين

فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم

إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم

فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون

أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون

قل تربصوا فإني معكم من المتربصين

أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون

أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون

فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين

أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون

أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون

أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون

أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين

أم له البنات ولكم البنون

أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون

أم عندهم الغيب فهم يكتبون

أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون

أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون

وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم

فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون

يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون

وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون

واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم

ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم
vالنجم
بسم الله الرحمن الرحيم
والنجم إذا هوى

ما ضل صاحبكم وما غوى

وما ينطق عن الهوى

إن هو إلا وحي يوحى

علمه شديد القوى

ذو مرة فاستوى

وهو بالأفق الأعلى

ثم دنا فتدلى

فكان قاب قوسين أو أدنى

فأوحى إلى عبده ما أوحى

ما كذب الفؤاد ما رأى

أفتمارونه على ما يرى

ولقد رآه نزلة أخرى

عند سدرة المنتهى

عندها جنة المأوى

إذ يغشى السدرة ما يغشى

ما زاغ البصر وما طغى

لقد رأى من آيات ربه الكبرى

أفرأيتم اللات والعزى

ومناة الثالثة الأخرى

ألكم الذكر وله الأنثى

تلك إذا قسمة ضيزى

إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى

أم للإنسان ما تمنى

فلله الآخرة والأولى

وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى

إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى

وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا

فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا

ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى

ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى

الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى

أفرأيت الذي تولى

وأعطى قليلا وأكدى

أعنده علم الغيب فهو يرى

أم لم ينبأ بما في صحف موسى

وإبراهيم الذي وفى

ألا تزر وازرة وزر أخرى

وأن ليس للإنسان إلا ما سعى

وأن سعيه سوف يرى

ثم يجزاه الجزاء الأوفى

وأن إلى ربك المنتهى

وأنه هو أضحك وأبكى

وأنه هو أمات وأحيا

وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى

من نطفة إذا تمنى

وأن عليه النشأة الأخرى

وأنه هو أغنى وأقنى

وأنه هو رب الشعرى

وأنه أهلك عادا الأولى

وثمود فما أبقى

وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى

والمؤتفكة أهوى

فغشاها ما غشى

فبأي آلاء ربك تتمارى

هذا نذير من النذر الأولى

أزفت الآزفة

ليس لها من دون الله كاشفة

أفمن هذا الحديث تعجبون

وتضحكون ولا تبكون

وأنتم سامدون

فاسجدوا لله واعبدوا
vالقمر
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتربت الساعة وانشق القمر

وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر

وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر

ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر

حكمة بالغة فما تغن النذر

فتول عنهم يوم يدعو الداع إلى شيء نكر

خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر

مهطعين إلى الداعي يقول الكافرون هذا يوم عسر

كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر

فدعا ربه أني مغلوب فانتصر

ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر

وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر

وحملناه على ذات ألواح ودسر

تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر

ولقد تركناها آية فهل من مدكر

فكيف كان عذابي ونذر

ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر

كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر

إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر

تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر

فكيف كان عذابي ونذر

ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر

كذبت ثمود بالنذر

فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر

أؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر

سيعلمون غدا من الكذاب الأشر

إنا مرسلو الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر

ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر

فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر

فكيف كان عذابي ونذر

إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر

ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر

كذبت قوم لوط بالنذر

إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر

نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر

ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر

ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر

ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر

فذوقوا عذابي ونذر

ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر

ولقد جاء آل فرعون النذر

كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر

أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر

أم يقولون نحن جميع منتصر

سيهزم الجمع ويولون الدبر

بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر

إن المجرمين في ضلال وسعر

يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر

إنا كل شيء خلقناه بقدر

وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر

ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر

وكل شيء فعلوه في الزبر

وكل صغير وكبير مستطر

إن المتقين في جنات ونهر

في مقعد صدق عند مليك مقتدر
vالرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم
الرحمن

علم القرآن

خلق الإنسان

علمه البيان

الشمس والقمر بحسبان

والنجم والشجر يسجدان

والسماء رفعها ووضع الميزان

ألا تطغوا في الميزان

وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان

والأرض وضعها للأنام

فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام

والحب ذو العصف والريحان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

خلق الإنسان من صلصال كالفخار

وخلق الجان من مارج من نار

فبأي آلاء ربكما تكذبان

رب المشرقين ورب المغربين

فبأي آلاء ربكما تكذبان

مرج البحرين يلتقيان

بينهما برزخ لا يبغيان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام

فبأي آلاء ربكما تكذبان

كل من عليها فان

ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام

فبأي آلاء ربكما تكذبان

يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن

فبأي آلاء ربكما تكذبان

سنفرغ لكم أيه الثقلان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران

فبأي آلاء ربكما تكذبان

فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام

فبأي آلاء ربكما تكذبان

هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون

يطوفون بينها وبين حميم آن

فبأي آلاء ربكما تكذبان

ولمن خاف مقام ربه جنتان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

ذواتا أفنان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

فيهما عينان تجريان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

فيهما من كل فاكهة زوجان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

متكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

كأنهن الياقوت والمرجان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

ومن دونهما جنتان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

مدهامتان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

فيهما عينان نضاختان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

فيهما فاكهة ونخل ورمان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

فيهن خيرات حسان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

حور مقصورات في الخيام

فبأي آلاء ربكما تكذبان

لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان

فبأي آلاء ربكما تكذبان

تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام
vالواقعة
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا وقعت الواقعة

ليس لوقعتها كاذبة

خافضة رافعة

إذا رجت الأرض رجا

وبست الجبال بسا

فكانت هباء منبثا

وكنتم أزواجا ثلاثة

فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة

وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة

والسابقون السابقون

أولئك المقربون

في جنات النعيم

ثلة من الأولين

وقليل من الآخرين

على سرر موضونة

متكئين عليها متقابلين

يطوف عليهم ولدان مخلدون

بأكواب وأباريق وكأس من معين

لا يصدعون عنها ولا ينزفون

وفاكهة مما يتخيرون

ولحم طير مما يشتهون

وحور عين

كأمثال اللؤلؤ المكنون

جزاء بما كانوا يعملون

لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما

إلا قيلا سلاما سلاما

وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين

في سدر مخضود

وطلح منضود

وظل ممدود

وماء مسكوب

وفاكهة كثيرة

لا مقطوعة ولا ممنوعة

وفرش مرفوعة

إنا أنشأناهن إنشاء

فجعلناهن أبكارا

عربا أترابا

لأصحاب اليمين

ثلة من الأولين

وثلة من الآخرين

وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال

في سموم وحميم

وظل من يحموم

لا بارد ولا كريم

إنهم كانوا قبل ذلك مترفين

وكانوا يصرون على الحنث العظيم

وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون

أوآباؤنا الأولون

قل إن الأولين والآخرين

لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم

ثم إنكم أيها الضالون المكذبون

لآكلون من شجر من زقوم

فمالئون منها البطون

فشاربون عليه من الحميم

فشاربون شرب الهيم

هذا نزلهم يوم الدين

نحن خلقناكم فلولا تصدقون

أفرأيتم ما تمنون

أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون

نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين

على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون

ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون

أفرأيتم ما تحرثون

أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون

لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون

إنا لمغرمون

بل نحن محرومون

أفرأيتم الماء الذي تشربون

أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون

لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون

أفرأيتم النار التي تورون

أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون

نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين

فسبح باسم ربك العظيم

فلا أقسم بمواقع النجوم

وإنه لقسم لو تعلمون عظيم

إنه لقرآن كريم

في كتاب مكنون

لا يمسه إلا المطهرون

تنزيل من رب العالمين

أفبهذا الحديث أنتم مدهنون

وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون

فلولا إذا بلغت الحلقوم

وأنتم حينئذ تنظرون

ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون

فلولا إن كنتم غير مدينين

ترجعونها إن كنتم صادقين

فأما إن كان من المقربين

فروح وريحان وجنة نعيم

وأما إن كان من أصحاب اليمين

فسلام لك من أصحاب اليمين

وأما إن كان من المكذبين الضالين

فنزل من حميم

وتصلية جحيم

إن هذا لهو حق اليقين

فسبح باسم ربك العظيم
vالحديد
بسم الله الرحمن الرحيم
سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم

له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير

هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم

هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير

له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور

يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور

آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير

وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين

هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم

وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير

من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم

يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم

يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب

ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور

فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير

ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون

اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون

إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم

والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم

اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور

سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم

ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير

لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور

الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد

لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز

ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون

ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم

لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
vالمجادلة
بسم الله الرحمن الرحيم
قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير

الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور

والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير

فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم

إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين

يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد

ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم

ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير

يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون

إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون

يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير

يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم

أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون

ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون

أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون

اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين

لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون

استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون

إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين

كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز

لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون
vالحشر
بسم الله الرحمن الرحيم
سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم

هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار

ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار

ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب

ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين

وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير

ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب

للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون

والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون

والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم

ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون

لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون

لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون

لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون

كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم

كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين

فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون

ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون

لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون

لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون

هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم

هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون

هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم
vالممتحنة
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل

إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون

لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير

قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير

ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم

لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد

عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم

لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين

إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون

يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ولا تمسكوا بعصم الكوافر واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم

وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون

يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم

يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور
vالصف
بسم الله الرحمن الرحيم
سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم

يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون

كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون

إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص

وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين

وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين

ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين

يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون

هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون

يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم

تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون

يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم

وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين

يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين
vالجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم
يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم

هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين

وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم

ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم

مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين

قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين

ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين

قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون

يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون

فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون

وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين
vالمنافقون
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون

اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون

ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون

وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون

وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون

سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين

هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون

يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون

يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون

وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين

ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون
vالتغابن
بسم الله الرحمن الرحيم
يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير

خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير

يعلم ما في السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور

ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم

ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد

زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير

فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير

يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم

والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير

ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم

وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين

الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون

يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم

إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم

فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون

إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم

عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم
vالطلاق
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا

فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا

ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا

واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا

ذلك أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا

أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى

لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا

وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا

فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا

أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا

رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا

الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما
vالتحريم
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم

قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم

وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير

إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير

عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا

يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون

يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون

يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير

يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير

ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين

وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين

ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين
vالملك
بسم الله الرحمن الرحيم
تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير

الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور

الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور

ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير

ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير

وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير

إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور

تكاد تميز من الغيظ كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير

قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير

وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير

فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير

إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير

وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور

ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير

هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور

أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور

أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير

ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير

أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير

أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور

أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور

أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم

قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون

قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون

ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين

قل إنما العلم عند الله وإنما أنا نذير مبين

فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون

قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم

قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين

قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين
vالقلم
بسم الله الرحمن الرحيم
ن والقلم وما يسطرون

ما أنت بنعمة ربك بمجنون

وإن لك لأجرا غير ممنون

وإنك لعلى خلق عظيم

فستبصر ويبصرون

بأييكم المفتون

إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين

فلا تطع المكذبين

ودوا لو تدهن فيدهنون

ولا تطع كل حلاف مهين

هماز مشاء بنميم

مناع للخير معتد أثيم

عتل بعد ذلك زنيم

أن كان ذا مال وبنين

إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين

سنسمه على الخرطوم

إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين

ولا يستثنون

فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون

فأصبحت كالصريم

فتنادوا مصبحين

أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين

فانطلقوا وهم يتخافتون

أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين

وغدوا على حرد قادرين

فلما رأوها قالوا إنا لضالون

بل نحن محرومون

قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون

قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين

فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون

قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين

عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون

كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون

إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم

أفنجعل المسلمين كالمجرمين

ما لكم كيف تحكمون

أم لكم كتاب فيه تدرسون

إن لكم فيه لما تخيرون

أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون

سلهم أيهم بذلك زعيم

أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين

يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون

خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون

فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون

وأملي لهم إن كيدي متين

أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون

أم عندهم الغيب فهم يكتبون

فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم

لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم

فاجتباه ربه فجعله من الصالحين

وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون

وما هو إلا ذكر للعالمين
vالحاقة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحاقة

ما الحاقة

وما أدراك ما الحاقة

كذبت ثمود وعاد بالقارعة

فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية

وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية

سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية

فهل ترى لهم من باقية

وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة

فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية

إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية

لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية

فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة

وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة

فيومئذ وقعت الواقعة

وانشقت السماء فهي يومئذ واهية

والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية

يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية

فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه

إني ظننت أني ملاق حسابيه

فهو في عيشة راضية

في جنة عالية

قطوفها دانية

كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية

وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه

ولم أدر ما حسابيه

يا ‎ليتها كانت القاضية

ما أغنى عني ماليه

هلك عني سلطانيه

خذوه فغلوه

ثم الجحيم صلوه

ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه

إنه كان لا يؤمن بالله العظيم

ولا يحض على طعام المسكين

فليس له اليوم هاهنا حميم

ولا طعام إلا من غسلين

لا يأكله إلا الخاطئون

فلا أقسم بما تبصرون

وما لا تبصرون

إنه لقول رسول كريم

وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون

ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون

تنزيل من رب العالمين

ولو تقول علينا بعض الأقاويل

لأخذنا منه باليمين

ثم لقطعنا منه الوتين

فما منكم من أحد عنه حاجزين

وإنه لتذكرة للمتقين

وإنا لنعلم أن منكم مكذبين

وإنه لحسرة على الكافرين

وإنه لحق اليقين

فسبح باسم ربك العظيم
vالمعارج
بسم الله الرحمن الرحيم
سأل سائل بعذاب واقع

للكافرين ليس له دافع

من الله ذي المعارج

تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة

فاصبر صبرا جميلا

إنهم يرونه بعيدا

ونراه قريبا

يوم تكون السماء كالمهل

وتكون الجبال كالعهن

ولا يسأل حميم حميما

يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه

وصاحبته وأخيه

وفصيلته التي تؤويه

ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه

كلا إنها لظى

نزاعة للشوى

تدعو من أدبر وتولى

وجمع فأوعى

إن الإنسان خلق هلوعا

إذا مسه الشر جزوعا

وإذا مسه الخير منوعا

إلا المصلين

الذين هم على صلاتهم دائمون

والذين في أموالهم حق معلوم

للسائل والمحروم

والذين يصدقون بيوم الدين

والذين هم من عذاب ربهم مشفقون

إن عذاب ربهم غير مأمون

والذين هم لفروجهم حافظون

إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين

فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون

والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون

والذين هم بشهاداتهم قائمون

والذين هم على صلاتهم يحافظون

أولئك في جنات مكرمون

فمال الذين كفروا قبلك مهطعين

عن اليمين وعن الشمال عزين

أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم

كلا إنا خلقناهم مما يعلمون

فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون

على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين

فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون

يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون

خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون
vنوح
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم

قال يا قوم إني لكم نذير مبين

أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون

يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون

قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا

فلم يزدهم دعائي إلا فرارا

وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا

ثم إني دعوتهم جهارا

ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا

فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا

يرسل السماء عليكم مدرارا

ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا

ما لكم لا ترجون لله وقارا

وقد خلقكم أطوارا

ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا

وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا

والله أنبتكم من الأرض نباتا

ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا

والله جعل لكم الأرض بساطا

لتسلكوا منها سبلا فجاجا

قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا

ومكروا مكرا كبارا

وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا

وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا

مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا

وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا

إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا

رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا
vالجن
بسم الله الرحمن الرحيم
قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا

يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا

وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا

وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا

وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا

وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا

وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا

وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا

وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا

وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا

وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا

وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا

وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا

وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا

وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا

وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا

لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا

وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا

وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا

قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا

قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا

قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا

إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا

حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا

قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا

عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا

إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا

ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا
vالمزمل
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها المزمل

قم الليل إلا قليلا

نصفه أو انقص منه قليلا

أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا

إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا

إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا

إن لك في النهار سبحا طويلا

واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا

رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا

واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا

وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا

إن لدينا أنكالا وجحيما

وطعاما ذا غصة وعذابا أليما

يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا

إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا

فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا

فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا

السماء منفطر به كان وعده مفعولا

إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا

إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم
vالمدثر
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها المدثر

قم فأنذر

وربك فكبر

وثيابك فطهر

والرجز فاهجر

ولا تمنن تستكثر

ولربك فاصبر

فإذا نقر في الناقور

فذلك يومئذ يوم عسير

على الكافرين غير يسير

ذرني ومن خلقت وحيدا

وجعلت له مالا ممدودا

وبنين شهودا

ومهدت له تمهيدا

ثم يطمع أن أزيد

كلا إنه كان لآياتنا عنيدا

سأرهقه صعودا

إنه فكر وقدر

فقتل كيف قدر

ثم قتل كيف قدر

ثم نظر

ثم عبس وبسر

ثم أدبر واستكبر

فقال إن هذا إلا سحر يؤثر

إن هذا إلا قول البشر

سأصليه سقر

وما أدراك ما سقر

لا تبقي ولا تذر

لواحة للبشر

عليها تسعة عشر

وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر

كلا والقمر

والليل إذ أدبر

والصبح إذا أسفر

إنها لإحدى الكبر

نذيرا للبشر

لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر

كل نفس بما كسبت رهينة

إلا أصحاب اليمين

في جنات يتساءلون

عن المجرمين

ما سلككم في سقر

قالوا لم نك من المصلين

ولم نك نطعم المسكين

وكنا نخوض مع الخائضين

وكنا نكذب بيوم الدين

حتى أتانا اليقين

فما تنفعهم شفاعة الشافعين

فما لهم عن التذكرة معرضين

كأنهم حمر مستنفرة

فرت من قسورة

بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة

كلا بل لا يخافون الآخرة

كلا إنه تذكرة

فمن شاء ذكره

وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة
vالقيامة
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أقسم بيوم القيامة

ولا أقسم بالنفس اللوامة

أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه

بلى قادرين على أن نسوي بنانه

بل يريد الإنسان ليفجر أمامه

يسأل أيان يوم القيامة

فإذا برق البصر

وخسف القمر

وجمع الشمس والقمر

يقول الإنسان يومئذ أين المفر

كلا لا وزر

إلى ربك يومئذ المستقر

ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر

بل الإنسان على نفسه بصيرة

ولو ألقى معاذيره

لا تحرك به لسانك لتعجل به

إن علينا جمعه وقرآنه

فإذا قرأناه فاتبع قرآنه

ثم إن علينا بيانه

كلا بل تحبون العاجلة

وتذرون الآخرة

وجوه يومئذ ناضرة

إلى ربها ناظرة

ووجوه يومئذ باسرة

تظن أن يفعل بها فاقرة

كلا إذا بلغت التراقي

وقيل من راق

وظن أنه الفراق

والتفت الساق بالساق

إلى ربك يومئذ المساق

فلا صدق ولا صلى

ولكن كذب وتولى

ثم ذهب إلى أهله يتمطى

أولى لك فأولى

ثم أولى لك فأولى

أيحسب الإنسان أن يترك سدى

ألم يك نطفة من مني يمنى

ثم كان علقة فخلق فسوى

فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى

أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى
vالإنسان
بسم الله الرحمن الرحيم
هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا

إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا

إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا

إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا

إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا

عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا

يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا

ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا

إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا

إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا

فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا

وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا

متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا

ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا

ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا

قواريرا من فضة قدروها تقديرا

ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا

عينا فيها تسمى سلسبيلا

ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا

وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا

عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا

إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا

إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا

فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا

واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا

ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا

إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا

نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا

إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا

وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما

يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما
vالمرسلات
بسم الله الرحمن الرحيم
والمرسلات عرفا

فالعاصفات عصفا

والناشرات نشرا

فالفارقات فرقا

فالملقيات ذكرا

عذرا أو نذرا

إنما توعدون لواقع

فإذا النجوم طمست

وإذا السماء فرجت

وإذا الجبال نسفت

وإذا الرسل أقتت

لأي يوم أجلت

ليوم الفصل

وما أدراك ما يوم الفصل

ويل يومئذ للمكذبين

ألم نهلك الأولين

ثم نتبعهم الآخرين

كذلك نفعل بالمجرمين

ويل يومئذ للمكذبين

ألم نخلقكم من ماء مهين

فجعلناه في قرار مكين

إلى قدر معلوم

فقدرنا فنعم القادرون

ويل يومئذ للمكذبين

ألم نجعل الأرض كفاتا

أحياء ‎وأمواتا

وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا

ويل يومئذ للمكذبين

انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون

انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب

لا ظليل ولا يغني من اللهب

إنها ترمي بشرر كالقصر

كأنه جمالت صفر

ويل يومئذ للمكذبين

هذا يوم لا ينطقون

ولا يؤذن لهم فيعتذرون

ويل يومئذ للمكذبين

هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين

فإن كان لكم كيد فكيدون

ويل يومئذ للمكذبين

إن المتقين في ظلال وعيون

وفواكه مما يشتهون

كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون

إنا كذلك نجزي المحسنين

ويل يومئذ للمكذبين

كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون

ويل يومئذ للمكذبين

وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون

ويل يومئذ للمكذبين

فبأي حديث بعده يؤمنون
vالنبإ
بسم الله الرحمن الرحيم
عم يتساءلون

عن النبإ العظيم

الذي هم فيه مختلفون

كلا سيعلمون

ثم كلا سيعلمون

ألم نجعل الأرض مهادا

والجبال أوتادا

وخلقناكم أزواجا

وجعلنا نومكم سباتا

وجعلنا الليل لباسا

وجعلنا النهار معاشا

وبنينا فوقكم سبعا شدادا

وجعلنا سراجا وهاجا

وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا

لنخرج به حبا ونباتا

وجنات ألفافا

إن يوم الفصل كان ميقاتا

يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا

وفتحت السماء فكانت أبوابا

وسيرت الجبال فكانت سرابا

إن جهنم كانت مرصادا

للطاغين مآبا

لابثين فيها أحقابا

لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا

إلا حميما وغساقا

جزاء وفاقا

إنهم كانوا لا يرجون حسابا

وكذبوا بآياتنا كذابا

وكل شيء أحصيناه كتابا

فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا

إن للمتقين مفازا

حدائق وأعنابا

وكواعب أترابا

وكأسا دهاقا

لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا

جزاء من ربك عطاء حسابا

رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا

يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا

ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا

إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا
vالنازعات
بسم الله الرحمن الرحيم

والنازعات غرقا

والناشطات نشطا

والسابحات سبحا

فالسابقات سبقا

فالمدبرات أمرا

يوم ترجف الراجفة

تتبعها الرادفة

قلوب يومئذ واجفة

أبصارها خاشعة

يقولون أئنا لمردودون في الحافرة

أئذا كنا عظاما نخرة

قالوا تلك إذا كرة خاسرة

فإنما هي زجرة واحدة

فإذا هم بالساهرة

هل أتاك حديث موسى

إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى

اذهب إلى فرعون إنه طغى

فقل هل لك إلى أن تزكى

وأهديك إلى ربك فتخشى

فأراه الآية الكبرى

فكذب وعصى

ثم أدبر يسعى

فحشر فنادى

فقال أنا ربكم الأعلى

فأخذه الله نكال الآخرة والأولى

إن في ذلك لعبرة لمن يخشى

أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها

رفع سمكها فسواها

وأغطش ليلها وأخرج ضحاها

والأرض بعد ذلك دحاها

أخرج منها ماءها ومرعاها

والجبال أرساها

متاعا لكم ولأنعامكم

فإذا جاءت الطامة الكبرى

يوم يتذكر الإنسان ما سعى

وبرزت الجحيم لمن يرى

فأما من طغى

وآثر الحياة الدنيا

فإن الجحيم هي المأوى

وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى

فإن الجنة هي المأوى

يسألونك عن الساعة أيان مرساها

فيم أنت من ذكراها

إلى ربك منتهاها

إنما أنت منذر من يخشاها

كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها
vعبس
بسم الله الرحمن الرحيم

عبس وتولى

أن جاءه الأعمى

وما يدريك لعله يزكى

أو يذكر فتنفعه الذكرى

أما من استغنى

فأنت له تصدى

وما عليك ألا يزكى

وأما من جاءك يسعى

وهو يخشى

فأنت عنه تلهى

كلا إنها تذكرة

فمن شاء ذكره

في صحف مكرمة

مرفوعة مطهرة

بأيدي سفرة

كرام بررة

قتل الإنسان ما أكفره

من أي شيء خلقه

من نطفة خلقه فقدره

ثم السبيل يسره

ثم أماته فأقبره

ثم إذا شاء أنشره

كلا لما يقض ما أمره

فلينظر الإنسان إلى طعامه

أنا صببنا الماء صبا

ثم شققنا الأرض شقا

فأنبتنا فيها حبا

وعنبا وقضبا

وزيتونا ونخلا

وحدائق غلبا

وفاكهة وأبا

متاعا لكم ولأنعامكم

فإذا جاءت الصاخة

يوم يفر المرء من أخيه

وأمه وأبيه

وصاحبته وبنيه

لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه

وجوه يومئذ مسفرة

ضاحكة مستبشرة

ووجوه يومئذ عليها غبرة

ترهقها قترة

أولئك هم الكفرة الفجرة
vالتكوير
بسم الله الرحمن الرحيم

إذا الشمس كورت

وإذا النجوم انكدرت

وإذا الجبال سيرت

وإذا العشار عطلت

وإذا الوحوش حشرت

وإذا البحار سجرت

وإذا النفوس زوجت

وإذا الموءودة سئلت

بأي ذنب قتلت

وإذا الصحف نشرت

وإذا السماء كشطت

وإذا الجحيم سعرت

وإذا الجنة أزلفت

علمت نفس ما أحضرت

فلا أقسم بالخنس

الجوار الكنس

والليل إذا عسعس

والصبح إذا تنفس

إنه لقول رسول كريم

ذي قوة عند ذي العرش مكين

مطاع ثم أمين

وما صاحبكم بمجنون

ولقد رآه بالأفق المبين

وما هو على الغيب بضنين

وما هو بقول شيطان رجيم

فأين تذهبون

إن هو إلا ذكر للعالمين

لمن شاء منكم أن يستقيم

وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين
vالانفطار
بسم الله الرحمن الرحيم

إذا السماء انفطرت

وإذا الكواكب انتثرت

وإذا البحار فجرت

وإذا القبور بعثرت

علمت نفس ما قدمت وأخرت

يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم

الذي خلقك فسواك فعدلك

في أي صورة ما شاء ركبك

كلا بل تكذبون بالدين

وإن عليكم لحافظين

كراما كاتبين

يعلمون ما تفعلون

إن الأبرار لفي نعيم

وإن الفجار لفي جحيم

يصلونها يوم الدين

وما هم عنها بغائبين

وما أدراك ما يوم الدين

ثم ما أدراك ما يوم الدين

يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله
vالمطففين
بسم الله الرحمن الرحيم

ويل للمطففين

الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون

وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون

ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون

ليوم عظيم

يوم يقوم الناس لرب العالمين

كلا إن كتاب الفجار لفي سجين

وما أدراك ما سجين

كتاب مرقوم

ويل يومئذ للمكذبين

الذين يكذبون بيوم الدين

وما يكذب به إلا كل معتد أثيم

إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين

كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون

كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون

ثم إنهم لصالو الجحيم

ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون

كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين

وما أدراك ما عليون

كتاب مرقوم

يشهده المقربون

إن الأبرار لفي نعيم

على الأرائك ينظرون

تعرف في وجوههم نضرة النعيم

يسقون من رحيق مختوم

ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون

ومزاجه من تسنيم

عينا يشرب بها المقربون

إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون

وإذا مروا بهم يتغامزون

وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين

وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون

وما أرسلوا عليهم حافظين

فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون

على الأرائك ينظرون

هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون
vالانشقاق
بسم الله الرحمن الرحيم

إذا السماء انشقت

وأذنت لربها وحقت

وإذا الأرض مدت

وألقت ما فيها وتخلت

وأذنت لربها وحقت

يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه

فأما من أوتي كتابه بيمينه

فسوف يحاسب حسابا يسيرا

وينقلب إلى أهله مسرورا

وأما من أوتي كتابه وراء ظهره

فسوف يدعو ثبورا

ويصلى سعيرا

إنه كان في أهله مسرورا

إنه ظن أن لن يحور

بلى إن ربه كان به بصيرا

فلا أقسم بالشفق

والليل وما وسق

والقمر إذا اتسق

لتركبن طبقا عن طبق

فما لهم لا يؤمنون

وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون

بل الذين كفروا يكذبون

والله أعلم بما يوعون

فبشرهم بعذاب أليم

إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون
vالبروج
بسم الله الرحمن الرحيم

والسماء ذات البروج

واليوم الموعود

وشاهد ومشهود

قتل أصحاب الأخدود

النار ذات الوقود

إذ هم عليها قعود

وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود

وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد

الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد

إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق

إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير

إن بطش ربك لشديد

إنه هو يبدئ ويعيد

وهو الغفور الودود

ذو العرش المجيد

فعال لما يريد

هل أتاك حديث الجنود

فرعون وثمود

بل الذين كفروا في تكذيب

والله من ورائهم محيط

بل هو قرآن مجيد

في لوح محفوظ
vالطارق
بسم الله الرحمن الرحيم

والسماء والطارق

وما أدراك ما الطارق

النجم الثاقب

إن كل نفس لما عليها حافظ

فلينظر الإنسان مم خلق

خلق من ماء دافق

يخرج من بين الصلب والترائب

إنه على رجعه لقادر

يوم تبلى السرائر

فما له من قوة ولا ناصر

والسماء ذات الرجع

والأرض ذات الصدع

إنه لقول فصل

وما هو بالهزل

إنهم يكيدون كيدا

وأكيد كيدا

فمهل الكافرين أمهلهم رويدا
vالأعلى
بسم الله الرحمن الرحيم

سبح اسم ربك الأعلى

الذي خلق فسوى

والذي قدر فهدى

والذي أخرج المرعى

فجعله غثاء أحوى

سنقرئك فلا تنسى

إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى

ونيسرك لليسرى

فذكر إن نفعت الذكرى

سيذكر من يخشى

ويتجنبها الأشقى

الذي يصلى النار الكبرى

ثم لا يموت فيها ولا يحيا

قد أفلح من تزكى

وذكر اسم ربه فصلى

بل تؤثرون الحياة الدنيا

والآخرة خير وأبقى

إن هذا لفي الصحف الأولى

صحف إبراهيم وموسى
vالغاشية
بسم الله الرحمن الرحيم

هل أتاك حديث الغاشية

وجوه يومئذ خاشعة

عاملة ناصبة

تصلى نارا حامية

تسقى من عين آنية

ليس لهم طعام إلا من ضريع

لا يسمن ولا يغني من جوع

وجوه يومئذ ناعمة

لسعيها راضية

في جنة عالية

لا تسمع فيها لاغية

فيها عين جارية

فيها سرر مرفوعة

وأكواب موضوعة

ونمارق مصفوفة

وزرابي مبثوثة

أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت

وإلى السماء كيف رفعت

وإلى الجبال كيف نصبت

وإلى الأرض كيف سطحت

فذكر إنما أنت مذكر

لست عليهم بمسيطر

إلا من تولى وكفر

فيعذبه الله العذاب الأكبر

إن إلينا إيابهم

ثم إن علينا حسابهم
vالفجر
بسم الله الرحمن الرحيم

والفجر

وليال عشر

والشفع والوتر

والليل إذا يسر

هل في ذلك قسم لذي حجر

ألم تر كيف فعل ربك بعاد

إرم ذات العماد

التي لم يخلق مثلها في البلاد

وثمود الذين جابوا الصخر بالواد

وفرعون ذي الأوتاد

الذين طغوا في البلاد

فأكثروا فيها الفساد

فصب عليهم ربك سوط عذاب

إن ربك لبالمرصاد

فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن

وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن

كلا بل لا تكرمون اليتيم

ولا تحاضون على طعام المسكين

وتأكلون التراث أكلا لما

وتحبون المال حبا جما

كلا إذا دكت الأرض دكا دكا

وجاء ربك والملك صفا صفا

وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى

يقول يا ليتني قدمت لحياتي

فيومئذ لا يعذب عذابه أحد

ولا يوثق وثاقه أحد

يا أيتها النفس المطمئنة

ارجعي إلى ربك راضية مرضية

فادخلي في عبادي

وادخلي جنتي
vالبلد
بسم الله الرحمن الرحيم

لا أقسم بهذا البلد

وأنت حل بهذا البلد

ووالد وما ولد

لقد خلقنا الإنسان في كبد

أيحسب أن لن يقدر عليه أحد

يقول أهلكت مالا لبدا

أيحسب أن لم يره أحد

ألم نجعل له عينين

ولسانا وشفتين

وهديناه النجدين

فلا اقتحم العقبة

وما أدراك ما العقبة

فك رقبة

أو إطعام في يوم ذي مسغبة

يتيما ذا مقربة

أو مسكينا ذا متربة

ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة

أولئك أصحاب الميمنة

والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة

عليهم نار مؤصدة
vالشمس
بسم الله الرحمن الرحيم

والشمس وضحاها

والقمر إذا تلاها

والنهار إذا جلاها

والليل إذا يغشاها

والسماء وما بناها

والأرض وما طحاها

ونفس وما سواها

فألهمها فجورها وتقواها

قد أفلح من زكاها

وقد خاب من دساها

كذبت ثمود بطغواها

إذ انبعث أشقاها

فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها

فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها

ولا يخاف عقباها
vالليل
بسم الله الرحمن الرحيم

والليل إذا يغشى

والنهار إذا تجلى

وما خلق الذكر والأنثى

إن سعيكم لشتى

فأما من أعطى واتقى

وصدق بالحسنى

فسنيسره لليسرى

وأما من بخل واستغنى

وكذب بالحسنى

فسنيسره للعسرى

وما يغني عنه ماله إذا تردى

إن علينا للهدى

وإن لنا للآخرة والأولى

فأنذرتكم نارا تلظى

لا يصلاها إلا الأشقى

الذي كذب وتولى

وسيجنبها الأتقى

الذي يؤتي ماله يتزكى

وما لأحد عنده من نعمة تجزى

إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى

ولسوف يرضى
vالضحى
بسم الله الرحمن الرحيم

والضحى

والليل إذا سجى

ما ودعك ربك وما قلى

وللآخرة خير لك من الأولى

ولسوف يعطيك ربك فترضى

ألم يجدك يتيما فآوى

ووجدك ضالا فهدى

ووجدك عائلا فأغنى

فأما اليتيم فلا تقهر

وأما السائل فلا تنهر

وأما بنعمة ربك فحدث
vالشرح
بسم الله الرحمن الرحيم

ألم نشرح لك صدرك

ووضعنا عنك وزرك

الذي أنقض ظهرك

ورفعنا لك ذكرك

فإن مع العسر يسرا

إن مع العسر يسرا

فإذا فرغت فانصب

وإلى ربك فارغب
vالتين
بسم الله الرحمن الرحيم

والتين والزيتون

وطور سينين

وهذا البلد الأمين

لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم

ثم رددناه أسفل سافلين

إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون

فما يكذبك بعد بالدين

أليس الله بأحكم الحاكمين
vالعلق
بسم الله الرحمن الرحيم

اقرأ باسم ربك الذي خلق

خلق الإنسان من علق

اقرأ وربك الأكرم

الذي علم بالقلم

علم الإنسان ما لم يعلم

كلا إن الإنسان ليطغى

أن رآه استغنى

إن إلى ربك الرجعى

أرأيت الذي ينهى

عبدا إذا صلى

أرأيت إن كان على الهدى

أو أمر بالتقوى

أرأيت إن كذب وتولى

ألم يعلم بأن الله يرى

كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية

ناصية كاذبة خاطئة

فليدع ناديه

سندع الزبانية

كلا لا تطعه واسجد واقترب
vالقدر
بسم الله الرحمن الرحيم

إنا أنزلناه في ليلة القدر

وما أدراك ما ليلة القدر

ليلة القدر خير من ألف شهر

تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر

سلام هي حتى مطلع الفجر
vالبينة
بسم الله الرحمن الرحيم

لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة

رسول من الله يتلو صحفا مطهرة

فيها كتب قيمة

وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة

وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة

إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية

إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية

جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه
vالزلزلة
بسم الله الرحمن الرحيم

إذا زلزلت الأرض زلزالها

وأخرجت الأرض أثقالها

وقال الإنسان ما لها

يومئذ تحدث أخبارها

بأن ربك أوحى لها

يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم

فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره

ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
vالعاديات
بسم الله الرحمن الرحيم

والعاديات ضبحا

فالموريات قدحا

فالمغيرات صبحا

فأثرن به نقعا

فوسطن به جمعا

إن الإنسان لربه لكنود

وإنه على ذلك لشهيد

وإنه لحب الخير لشديد

أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور

وحصل ما في الصدور

إن ربهم بهم يومئذ لخبير
vالقارعة
بسم الله الرحمن الرحيم

القارعة

ما القارعة

وما أدراك ما القارعة

يوم يكون الناس كالفراش المبثوث

وتكون الجبال كالعهن المنفوش

فأما من ثقلت موازينه

فهو في عيشة راضية

وأما من خفت موازينه

فأمه هاوية

وما أدراك ما هيه

نار حامية
vالتكاثر
بسم الله الرحمن الرحيم

ألهاكم التكاثر

حتى زرتم المقابر

كلا سوف تعلمون

ثم كلا سوف تعلمون

كلا لو تعلمون علم اليقين

لترون الجحيم

ثم لترونها عين اليقين

ثم لتسألن يومئذ عن النعيم
vالعصر
بسم الله الرحمن الرحيم

والعصر

إن الإنسان لفي خسر

إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
vالهمزة
بسم الله الرحمن الرحيم

ويل لكل همزة لمزة

الذي جمع مالا وعدده

يحسب أن ماله أخلده

كلا لينبذن في الحطمة

وما أدراك ما الحطمة

نار الله الموقدة

التي تطلع على الأفئدة

إنها عليهم مؤصدة

في عمد ممددة
vالفيل
بسم الله الرحمن الرحيم

ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل

ألم يجعل كيدهم في تضليل

وأرسل عليهم طيرا أبابيل

ترميهم بحجارة من سجيل

فجعلهم كعصف مأكول
vقريش
بسم الله الرحمن الرحيم

لإيلاف قريش

إيلافهم رحلة الشتاء والصيف

فليعبدوا رب هذا البيت

الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف
vالماعون
بسم الله الرحمن الرحيم

أرأيت الذي يكذب بالدين

فذلك الذي يدع اليتيم

ولا يحض على طعام المسكين

فويل للمصلين

الذين هم عن صلاتهم ساهون

الذين هم يراءون

ويمنعون الماعون
vالكوثر
بسم الله الرحمن الرحيم

إنا أعطيناك الكوثر

فصل لربك وانحر

إن شانئك هو الأبتر
vالكافرون
بسم الله الرحمن الرحيم

قل يا أيها الكافرون

لا أعبد ما تعبدون

ولا أنتم عابدون ما أعبد

ولا أنا عابد ما عبدتم

ولا أنتم عابدون ما أعبد

لكم دينكم ولي دين
vالنصر
بسم الله الرحمن الرحيم

إذا جاء نصر الله والفتح

ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا

فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا
vالمسد
بسم الله الرحمن الرحيم

تبت يدا أبي لهب وتب

ما أغنى عنه ماله وما كسب

سيصلى نارا ذات لهب

وامرأته حمالة الحطب

في جيدها حبل من مسد
vالاخلاص
بسم الله الرحمن الرحيم

قل هو الله أحد

الله الصمد

لم يلد ولم يولد

ولم يكن له كفوا أحد
vالفلق
بسم الله الرحمن الرحيم

قل أعوذ برب الفلق

من شر ما خلق

ومن شر غاسق إذا وقب

ومن شر النفاثات في العقد

ومن شر حاسد إذا حسد
vالناس
بسم الله الرحمن الرحيم

قل أعوذ برب الناس

ملك الناس

إله الناس

من شر الوسواس الخناس

الذي يوسوس في صدور الناس

من الجنة والناس

صقر العرب
02-17-2010, 07:08 PM
بارك الله فيك

black_dream
07-07-2010, 02:16 PM
طب ليه دا كله يا أخى
حمل القرءان الكريم على الجوال الصينى على شكل صور
أفضل لك
من موق شركتنا
connectgroup.org
فى أسفل الصفحه ستجد صورة مصحف..
أضغط عليها...
بالتوفيق..