تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما قصة الملكين هاروت وماروت؟



St0rM
04-02-2012, 07:46 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فيقول الله سبحانه: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ...) [البقرة:102].
فقد جاء في تفسير أول الآية أن السحر كان قد فشا في زمن سليمان عليه السلام، وزعم الكهنة أن الجن تعلم الغيب، وأن السحر هو علم سليمان، وادعت ذلك اليهود، وقالوا: ما تم ملكه إلا بسحرة الإنس والجن والطير والريح، فرد الله سبحانه عليهم مبرئأً نبيه سليمان من ذلك، وذلك بقوله: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا).
وأما هاروت وماروت، فقد اختلفت أقوال المفسرين فيهما، فذكروا في ذلك قصصاً كثيرة معظمها إسرائيليات لا تصح، وأصح ما ذكر من الآثار في ذلك ما أخرجه أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة أى رب: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟ قال: إني أعلم ما لا تعلمون" قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم، قال الله تعالى للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض، فننظر كيف يعملون. قالوا: ربنا هاروت وماروت، فأهبطا إلى الأرض، ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر، فجاءتهما فسألاها نفسها. فقالت: لا والله حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك، فقالا: والله لا نشرك بالله شيئاً أبداً، فذهبت عنهما، ثم رجعت بصبي تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا: لا والله لا نقتله أبداً، فذهبت، ثم رجعت بقدح خمر تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر، فشربا فسكرا، فوقعا عليها، وقتلا الصبي، ولما أفاقا. قالت المرأة: والله ما تركتما شيئاً أبيتماه إلا قد فعلتماه حين سكرتما، فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فاختارا عذاب الدنيا".
فالراجح من أقوال أهل التفسير أنها ملكان من الملائكة، ويجاب عما وقع منهما مع عصمة الملائكة من الوقوع في الذنوب بأجوبة، أفضل ما وقعنا عليه منها ما قال ابن كثير وإليك نصه: ( وذهب كثير من السلف إلى أنهما كانا ملكين من السماء، وكان من أمرهما ما كان، وقد ورد في ذلك حديث مرفوع رواه الإمام أحمد في مسنده... وعلى هذا فيكون الجمع بين هذا وبين ما ورد من الدلائل على عصمة الملائكة أن هذين سبق في علم الله لهما هذا، فيكون تخصيصاً لهما، فلا تعارض حينئذ، كما سبق في علمه من أمر إبليس ما سبق.
مع أن شأن هاروت وماروت على ما ذكر أخف مما وقع من إبليس لعنه الله تعالى). انتهى.
وقال ابن حجر الهيتمي في الزواجر: (ويجاب أن عصمة الملائكة ما داموا بوصف الملائكة، أما إذا انتقلوا إلى وصف الإنسان فلا) انتهى.
وأما تعليمهما السحر، فإنه كان لغرض صحيح، وهو بيان حقيقة السحر للناس، وأنه من فعل الشياطين، وأنه كفر وحرام، وقال بعض أهل العلم: إنما نزلا لبيان اجتناب السحر لا لبيان فعله.
والله أعلم.


لكن يقال ان هده القصة ضعيفة و هاروت و ماروت لم يكونا الا ملكين بمعنى ملك اي حاكم او سلطان وننتضر افادة من المشرفة لعل لديها الجواب الملاؤم
المصدر (http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=9483)

معلمة دين
04-03-2012, 12:25 AM
الله يعطيك العافيه على هذا الطرح الجميل والمفيد في نفس الوقت

وهذا الرابط حتى يستفيد الجميع

http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=9483

حبوط
04-03-2012, 09:33 AM
يعطيك العاافية يابطل

عاشقة محمد بن عبدالله
04-04-2012, 01:28 PM
جزاك الله خييير
وبارك الله فيك
وجعله ربى فى ميزان حسناتك يوم القيامة
تقبل مرورى

Anonymous Hacker
04-04-2012, 04:02 PM
لكن يقال ان هده القصة ضعيفة


يجب ان تحضر المصدر الموثوق بأن هذه القصة ضعيفة
ثم ان هذا الموقع معروف بأمانته وعدم نقل المواضيع الضعيفة ومذكور بأن أحمد رواه في صحيحه

St0rM
04-04-2012, 08:17 PM
يجب ان تحضر المصدر الموثوق بأن هذه القصة ضعيفة
ثم ان هذا الموقع معروف بأمانته وعدم نقل المواضيع الضعيفة ومذكور بأن أحمد رواه في صحيحه


انا اضن ان الحديث ضعيف وهدا على حسب اهل السنة

Anonymous Hacker
04-05-2012, 05:49 AM
انا اضن ان الحديث ضعيف وهدا على حسب اهل السنة


وأما هاروت وماروت، فقد اختلفت أقوال المفسرين فيهما، فذكروا في ذلك قصصاً كثيرة معظمها إسرائيليات لا تصح، وأصح ما ذكر من الآثار في ذلك ...

وهذا الموقع معروف بأمانته في النقل
واذا بدك تقول ضعيف لا بد من احضار دليل ومن قال بضعفه

St0rM
04-05-2012, 04:05 PM
وهذا الموقع معروف بأمانته في النقل
واذا بدك تقول ضعيف لا بد من احضار دليل ومن قال بضعفه


(واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون)سورة البقرة

التفسير الشائع باطل جدًّا في تفسير هذه الآية الكريمة، إنه ينسب الكبائر إلى الملائكة، وفيه من الخرافات ما فيه..
الحقّ أن هذه الآية قد جاءت في سياق نقد اليهود الذين احترفوا في معاداة الإسلام العظيم ورسوله الكريم. فهذه الآية وما قبلها وما بعدها تتحدث عن اليهود وعدم إيمانهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وبخداعهم وبمؤامراتهم. فكلما عاهدوا عهدًا نبذه فريق منهم، ولما جاءهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مصداقًا لما جاء في التوراة التي بشرت به، لم يعودوا يأبهون بهذه الآيات التوراتية، ونبذوها وراء ظهورهم، وكأنهم لم يسمعوا بها ولم يعلموها.
وبدل أن يتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم ويؤمنوا به نبيًا ويطيعوه، نراهم يخططون ويتآمرون للنيل من الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم من خلال محاولات لاغتياله صلى الله عليه وسلم أو من خلال حضّ كسرى على مهاجمة المسلمين. إنهم –أي اليهود المعاصرين للرسول صلى الله عليه وسلم-يتبعون ما تتقول الشياطين على ملك سليمان، حيث اتهمه هؤلاء رؤوس الشر والفساد بأنه كافر يمارس الفاحشة والرذائل، لكن سليمان عليه السلام ما كفر، إنما أعداؤه الذين قاموا بتأسيس منظمة سرية تسعى لتقويض حكمه هم الذين كفروا، وهم الذين علّموا الناس السحر والخداع والدجل. كما عمل يهود المدينة على تقليد النبيين هاروت وماروت اللذيْن كانا قد خطّطا لتقويض ملك البابليين الذين اضطهدوهم بالتعاون مع ملك فارس كورش. ولكن يجدر أن نعلم أن ما قام به هذان النبيّان ليس حرامًا، بل هو جهاد مشروع، ذلك أن البابليين قد ساموا اليهود سوء العذاب، واضطهدوهم في دينهم، وسَبوهم إلى بابل، بعد أن طردوهم من ديارهم وأجبروهم على مغادرتها. ومن هنا فلا يصحّ لليهود أن يتآمروا ضد نبي الإسلام زاعمين أنهم يتبعون النبييْن هاروت وماروت في مقاومة ملك البابليين. إنما هم متبعون في عملهم هذا أعداء سليمان عليه السلام الذين كانوا يتآمرون ضدّه، وكانوا يتهمونه بالكفر، رغم أنهم هم الكافرون.
عندما أرسل الله تعالى نبييْه هاروت وماروت، كانا يطلبان من اليهود الانضمام إلى دعوتهما القائمة على التحرر من الظلم البابلي، وكانا يحرّضان اليهود بقولهما: إن الله بعثنا اختبارًا لكم، فلا تكفروا بعدم اتباعنا.
لقد كان هاروت وماروت يبينان للناس صعوبة الأمر الذي يقدمون عليه من تخطيط وتنسيق مع ملك فارس لمحاربة ملك بابل، فإذا انكشف أمرهم حصلت الكارثة، ولكن هذا الفعل –وهو التحرر من نير الظلم البابلي- واجب، ومن ثمّ يجب على اليهود أن يطيعوا نبييْهم هاروت وماروت اللذيْن أرسلا لامتحان الناس واختبارهم وليميز الله الخبيث من الطيب، وكانا يقولان لمن يدعوانه: إياك من عدم اتباعنا وطاعتنا فيما نحن ننوي القيام به طاعة لله، وإلا فإنك تكفر.
أما قوله تعالى (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ)، فلا شيء فيه عن الحجابات وأثرها في إحداث خلافات أسرية، بل إن هذين النبيّيْن كانا لا يضمان في عضوية منظمتهم السرية –الهادفة لتقويض ملك بابل الظالم- سوى الرجال، أما النساء فكان يتم إخفاء العمل عنهن، ولا يُسمح لهن الاشتراك في أي نشاط، ذلك أن النساء لا يستطعن تحمل أعباء هذه الأعمال الخطيرة، وقد يتم إفشاء أسرار خطيرة من خلالهن. وقد يبدو هذا التفسير غير مستساغ، لكن إذا ربطناه بالتاريخ فلا يبعد ذلك، وإذا فنّدنا أن يكون مَلَكَان معصومان يقومان بتعليم الناس السحر والخداع، بات هذا التفسير طبيعيًا لا غرابة فيه.
(وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ)
إن هذه الجمعية السرية لا تقوم بالإضرار بأحد إلا من خلال الوحي الذي أنزله الله تعالى إلى هاروت وماروت، فهم لا يعتدون على أحد ولا يضرون أحدًا حبًا في العدوان، بل إن هذا يتم بوحي من الله تعالى الذي أراد أن ينجي عباده من الظلم العظيم الواقع عليهم من البابليين. وهذه الآية شبيهة بقوله تعالى (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ) (الحشر: 5)
(وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ)
أما اليهود المعاصرون للنبي صلى الله عليه وسلم فإنهم يتعلمون -من قصة هاروت وماروت وعملهم السري للإطاحة بالبابليين، ومن الجماعات السرية المناهضة لسليمان - كيف يخططون لخيانة عهودهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم محتجين بتلك الأعمال. وأنّى لهم ذلك، إنهم يتعلمون ما يضرهم في الدنيا والآخرة، ذلك أن عملهم مختلف جدًا عن عمل هاروت وماروت المشروع، فهما قد ثارا ضد الظلم، وأنتم-أيها اليهود-تتآمرون ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ)
لقد علم اليهود المتآمرون على الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم بعملهم هذا قد خسروا الآخرة، لأنهم يعلمون أن نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم صادق، ولا يمكن أن يكوم كاذبًا بحال من الأحول، لكنه العناد والكبر اليهودي.
( وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
لو كانوا يعلمون أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم سينال من القوة والسلطان ما لا قِبل لهم به، وأنه سينفيهم من الجزيرة العربية جزاء خيانتهم المتكررة!

St0rM
04-05-2012, 04:07 PM
(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)

شرح الكلمات:
تتلوا- تلا يتلو تلوا: تبعه. وذلك يكون بالجسم تارة، وتارة بالاقتداء في الحكم. أما بالجسم فقوله تعالى (والقمر إذا تلها) (الشمس: 3). وأما في الحكم فقوله تعالى: (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته) (البقرة : 122) أي يتبعونه حق اتباعه (تاج العروس).
على- تأتى بمعنى ’في‘ كقوله (إن كنتم على سفر) أي في سفر (مغني اللبيب).
الملك - العظمة والسلطان، واحتواء الشيء والقدرة على الاستعلاء به (اللسان).
السحر - السحر كل ما لطف مأخذه ودق؛ الفساد؛ إخراج الباطل في صورة الحق؛ الخداع؛ التمويه بالذهب أو الفضة. سحره عن كذا: صرفه عنه (الأقرب).
الملكين- الملك معروف، وقد يطلق مجازا على الرجل الصالح. وفي قراءة "الملكين".. (تفسير البحر المحيط تحت هذه الآية). وحيث إن القراءة الثانية توضح المعنى الصحيح تبين أنه ليس المراد هنا الملكين وإنما رجلان صالحان.
وقد أطلق القرآن " الملك " على الصالح التقي حيث ورد في شأن يوسف عليه السلام: (إن هذا إلا ملك كريم) (يوسف: 32) …. أي رجل صالح ذو محاسن.
فالمراد من الملكين هنا رجلان صالحان كأنهما ملكان. ويؤيد رأينا ما ذكر من المهمات التي قام بها هذان الملكان؛ فقد ذكر أنهما كانا يلتقيان بالناس ويعلمانهم. ويصرح القرآن أن الملائكة لا يأتون كالناس بحيث يعيشون بينهم ويعلمونهم، وإنما يرسل لهداية الناس أناس أمثالهم. يقول الله تعالى: (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا. قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملك رسولا) (الإسراء: 95-96).
وقال الله عز وجل: (وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم. فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) (الأنبياء: 8).
كل هذه الآيات تدل صراحة على أن الله تعالى لم يرسل لهداية الناس وإرشادهم أو لاختبارهم رسلا ملائكة. وإنما يبعث رسلا أناسا، وأن الملائكة إنما تنزل على أنبياء الله تعالى وأوليائه فقط …أما غيرهم فقد يرونهم كشفا. وحيث إن الآية تصرح أن هذين الملكين كان يتعايشان مع الناس ويعلمانهم.. فلا بد أن نعتبرهما رجلين صالحين، وقد أطلق عليهما اسم ملكين لصلاحهما وتقواهما، وكانا يفعلان كل ما يأمرهما به الله تعالى.
فالذين يظنون أن هاروت وماروت كانا ملكين يعلمان الناس السحر في بابل ويختبرانهم في إيمانهم.. غير مطّلعين على معارف القرآن. فما دام الملائكة لا يعيشون على الأرض فكيف تبعث إلى الناس؟
إنه من المستحيل تماما أن تأتي الملائكة بدلا من الناس لهداية الخلق. تصفحوا التاريخ تجدوا أن الرجال هم الذين بعثوا أنبياء.
وليس ثمة امرأة أو أي مخلوق آخر غير الإنسان بعث إلى الناس. فليس هناك إلا طريقان اثنان: إما أن نقول بأن هاروت وماروت صفتان أطلقتا على رجلين صالحين كأنهما ملكين.. كما سمي يوسف مَلكًا، أو إذا كان ملكين حقيقيين فإنهما نزل على نبِيَّيْن ولم يبعثا للناس عامة.. لأن الملائكة لا تتنزل هكذا. وإنما تتنزل على رجال مطمئنين كما جاء في القرآن (الإسراء: 96). والمطمئنون هم الصلحاء والأطهار المقربون، المبرأون من كل نوع من المعاصي والرذائل، والحائزون على البركات الإلهية والأفضال السماوية. وقد ورد هذا المعنى في قوله تعالى (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية. فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) (الفجر). فالمطمئنون هم أصحاب النفوس المطمئنة، وليس الذين يعيشون على الأرض في رفاهية، إنهم يمشون في هدوء لا يتشاجرون ولا يتخاصمون. والحقيقة أن هؤلاء المطمئنين هم الذين تتنزل عليهم الملائكة، ولم يحدث أن نزلوا على الكفار وبلغوهم رسالة الله تعالى.
هاروت - من هرت الثوب: مزقه (المنجد). هرت الشيء: شقه (المعجم الوسيط).
فهاروت كثير التمزيق والشق. ماروت - من مرت أي كسر. فماروت كثير الكسر.
فتنة -الفتنة اختبار المرء ليتبين خيره من شره، وطيبه من خيره (المنجد).
التفسير:
توفي سيدنا المهدي والمسيح الموعود عليه السلام في مايو 1908م، وبعد وفاته بشهر تقريبا أوحى الله إليّ الآية القرآنية "اعملوا آل داود شكرا". ومع أن الله تعالى لم يستخدم في هذا الوحي اسم "سليمان"… إلا أنه وعدني بقوله "آل داود" بعض ما خص به سليمان – عليهما السلام، واعتقد أن من نعم الله تعالى- حسب هذا الوعد- أنه عز وجل قد فهمني معنى الآية التي طالما حار واضطرب العلماء في تفسيرها، كما أعتقد أن هذا الوحي كان يتضمن أيضًا نبأ أنني سوف أصبح خليفة للإمام المهدي، ويشير إلى الصعاب التي سوف تعترض طريقي. ولما كان الإنسان بفطرته يقلق من مواجهة الأخطار، ويضيق ذرعا باعتراضات المعترضين … لذا نبهني ربي-عز وجل- إلى أن الأخطار والاعتراضات ليست بدون جدوى.. فاستعد لمواجهتها دون قلق واضطراب.
وهذه الآية أيضا تتناول ذكر بعض ما واجه سليمان من صعوبات وأخطار. ورغم أن معناها واضح وصريح..إلا أن المفسرين القدامى قد عانوا كثيرا في تفسيرها. وقالوا في آخر الأمر إن الآية تشير إلى حادثين تم فيهما تعليم الناس السحر.
الحادث الأول وقع في زمن سليمان.. حيث اختلط الشياطين بالناس وعايشوهم وعلموهم السحر. والثاني حدث في بابل حيث أنزل الله ملكين –هاروت وماروت –كانا يعلمان الناس السحر قائلين: إنما نحن فتنة وامتحان لكم. كما كانا يقولان للذين يعلمانهم: أن تعلم السحر كفر، وسوف نعلمكم هذا الكفر إذا أردتم.
وقد نسج خيال هؤلاء قصصا غريبة جدا حول الحادثة شاعت بين العوام، وكنا نستمع إليها في الصغر. فحكوا أنه كان بحوزة سليمان خاتم "الخاتم السليماني"… يدبر بفضله كل الأمور؛ فسلبه الشيطان من سليمان، فحرمه عرشه واضطره أن يهيم على وجهه، واستولى على ملكه وقد أُلقي عليه شبهه. وبعد مدة مديدة عثر شخص على الخاتم وسلمه لسليمان، فاستعاد عرشه.
أما عن قصة هاروت وماروت فزعموا أنهما كانا ملَكَيْن فسقا عن أمر ربهما، وقالا إن الأيام قد صدّقت قول الملائكة عند خلق آدم (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)… وبطلت دعوى الله تعالى" إني أعلم ما لا تعلمون".. إذ استولى الشيطان على ذرية آدم في الأرض؛ ولو كنا نحن الملائكة فيها ما ظهر هذا الفساد. فأرسل الله تعالى هاروت وماروت إلى الأرض قائلا: حسنا، اذهبا أنتما ننظر كيف تعملان. فجاءا إلى الدنيا وتعايشا مع الناس، وكانا يُعلمان اسم الله الأعظم والسحر. فجعلا يعلمان الناس السحر، ويدعيان أمام الله تعالى أن الناس بأنفسهم يكفرون. وكانا ينبهان الناس وقت تعليم السحر أن تعلمه حرام يؤدي إلى الكفر، ويخيرانهم بين التعلم وعدمه، ولكن الناس رغم ذلك كانوا يتعلمون.
كما تحكي القصة أنهما كانا يعلمانه الرجال فقط، مما كان يؤدي إلى التفريق بين الرجال ونسائهم. وفي أثناء هذا جاءت بغي اسمها (زهرة)لتتعلم الاسم الأعظم فعشقاها. وفي يوم من الأيام سقتهما الخمر فزنيا بها. فخيرهما الله بين أمرين: إما أن يمكثا في الأرض معلقين من أقدامهما في البئر، وإما أن يعذبا في الآخرة.. ففضّلا عذاب الدنيا على الآخرة لعلمهما بشدة عذاب الآخرة، فعلقا من أقدامهما في بئر قديمة ببابل، ولا يزالان بها. أما (زهرة) التي تعلمت منهما الاسم الأعظم فصعدت وتحولت إلى نجم مشرق يعرفه القوم باسم (الزهرة)(تفسير محاسن التأويل للقاسمي). وقد بالغ أهل كشمير وقالوا: إن هاروت وماروت في كشمير، وكأنهما فرا من بابل إلى بلدهم!
وبعد سرد هذه القصة والأقوال الخرافية.. يقولون إن الملائكة أصابوا في اعتراضهم، حيث إن الله تعالى بعث آدم أولا ولكن نسله فسدوا، ثم أرسل هذين الملكين ولكنهما أيضًا تأثرا من الناس وفسدا. وهذا غير صحيح، لأن الله تعالى يقول في صراحة إن الملائكة كلهم مجبولون على الطاعة والصلاح وأنهم (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)(التحريم:7)، أما الناس فمنهم الأبرار ومنهم الأشرار. إذا كان الناس قد فسدوا فالملائكة أيضًا فسدوا كما يزعم هؤلاء المفسرون.. وهذا لا يدفع الاعتراض وإنما يقويه ويزيد الطين بلة، لأن قصتهم تقول إن الملائكة قد فسدوا، مع أن الله تعالى صرح أنهم لن يفسدوا.. وقد عصوا الله عصيانا صريحا، فعلقوا في بئر عقابا لهم.. حتى حكي أن البعض قد رآهم معلقين في البئر ببابل!
وعندي أن قولهم هذا خطأ تماما. فالزعم بأن ملكين كانا يعلمان السحر، وأن سليمان أيضًا كان يمارس السحر ويعلمه الناس يعرض الملائكة والأنبياء للطعن، كما أن شهادة التاريخ تكذبه تكذيبا. فلا وجود إطلاقا لما يسمى سحرا بأن ينفخ الساحر ويوجد شيئا في لمح البصر. أما التنويم المغناطيسي فشيء آخر تماما.
الأمر الواقع أن هذه الآية تذكر بعض ما دبر اليهود المعاصرون للنبي من مكائد ومؤامرات ضده، وتبين أنهم في عدائهم له صلى الله عليه وسلم اتبعوا الطرق التي سلكها أعداء سليمان للقضاء على ملكه. كما تنبه اليهود إلى أنهم لن يفلحوا أبدا في نواياهم الخبيثة.
وإذا افترضنا صحة ما ذكره المفسرون من قصص.. وقد توخيت الإيجاز الشديد في سردها.. لم يبق أي علاقة لهذه الآية بما قبلها. ولكن المعنى الذي علمني الله بفضله لا يدع أي خلل في ربط الآيات من ناحية، ولا يجعل الملائكة هدفا للاعتراض من ناحية أخرى، ثم إنه لا ينافي تاريخ سليمان من ناحية ثالثة، كما يشكل برهانا عظيما على صدق النبي صلى الله عليه وسلم من ناحية رابعة.
والآن أبين لكم معنى الآية تفصيلا. ولكي لا يصعب فهم المعنى.. أتوخى في الشرح التعامل الفكري الطبعي الذي يوصل إلى هذه النتيجة.
يتبين من الآية أنها تتكلم أولا: عن حدوث فعل ثلاث مرات في مختلف العصور.
وثانيا: أن هذا الفعل الحادث ثلاث مرات تعلق بجمعية سرية، أو بمؤامرة خفية.
وثالثا: أنه حدث في المرات الثلاث التالية:
-في عصر سليمان: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان).
-في بابل:(وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت).
-في عهد النبي صلى الله عليه وسلم: (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم)، وقال في موضع آخر في هذا المعنى نفسه (ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون)(البقرة:104).
ورابعا-أن هذا الحادث المتكرر ثلاث مرات صدر عن اليهود.
وإذا فهذه الأمور الأربعة سوف تحدد معنى الآية، وكل معنى لا يتوفر فيه هذه الشروط الأربعة كلها أو بعضها يكون مردودا.
وإذا فحصنا القصص التي ذكرها المفسرون وجدناها ينقصها واحد من هذه الشروط: إما لكونها لا تخص اليهود، أو لكونها لم تقع ثلاث مرات، أو لم تحدث في هذه العصور الثلاثة، أو لا تكون لها علاقة بالجمعيات السرية والمؤامرات الخفية.
وإذا أمعنا النظر في هذه الشروط أو الأصول الأربعة وجدنا أن أوضحها هو كون هذا الحادث مرتبطا بالجمعيات السرية والمؤامرات الخفية التي تفرق بين الرجال والنساء.. أي لا تكون المرأة عضوا فيها. فهذا الأصل يسهل ويضمن لنا المضي في التحقيق في اتجاه سليم. هلموا الآن نر هل هناك أي جمعية تفرق بين الرجل والمرأة، ولها صلة بهذه العصور.
إذا ألقينا نظرة فاحصة على تاريخ العالم كله لم نجد فيه إلا جمعية واحدة تفرق بين الرجل والمرأة، وما زالت آثارها موجودة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، بل لم تزل موجودة حتى قبل عشر أو عشرين سنة.. ألا وهي الجمعية الماسونية، وهي جمعية سرية، لا تضم في عضويتها النساء.
هذا، مع العلم بأنه لا علاقة للماسونية الحالية بهذه الأحداث، وإنما تتعلق هذه الأحداث بتلك الجمعية الماسونية السرية التي كان لها علاقة بهذه العصور الثلاثة، وشواهد التاريخ تؤيد ذلك. كما أن الجمعية الماسونية لم تكن موجودة وجودا متصلا إلى الآن.. وإنما تأسست بهذا الاسم عدة جمعيات في مختلف العصور.. عاش بعضها أربعمائة سنة، ثم جاءت أخرى وعاشت لخمسمائة سنة، وبعضها حتى القرن الخامس عشر الميلادي، ثم تأسست أخرى في القرن الثامن عشر وانمحت في نفس القرن، وتأسست من جديد في القرن التاسع عشر. لذلك لا نستطيع تخصيص إحدى هذه الجمعيات الماسونية، ولكن إذا وجدنا لإحداها علاقة باليهود وصلنا إلى الهدف، لأن الشروط الثلاثة الأخرى أيضًا تخص اليهود.
والآن تعالوا نتحقق..هل كان لإحدى هذه الجمعيات الماسونية علاقة باليهود؟ فليكن معلوما أن مؤلفي دائرة المعارف اليهودية قد حاولوا قطع أية صلة بين اليهود والماسونية، حيث قالوا إنه لا علاقة لهم بالماسونية (انظر تحت كلمة الماسونية)، وهذا يشكل في حد ذاته دليلا واضحا على أنهم كانوا على صلة بها، وإلا لم تكن بهم حاجة لذكر ذلك.
ثم إن المقال نفسه يؤيد رأينا، فقد قالوا فيه: إننا نسلم بوجود آثار يهودية في أصول الجمعيات الماسونية. وهذه تربط اليهود بالماسونية، لأن هذه الآثار تخص في أول الأمر أولئك المعماريين الذين بنوا معبد سليمان [عليه السلام].. حتى أن هذه الجمعية نفسها تعترف أن بدايتها كانت حينما بنى سليمان معبده الأول، بل قال بعضهم أن موسى عليه السلام هو أستاذهم الكبير.
كما ورد في دائرة المعارف اليهودية أن الروايات الماسونية تذكر صلتها بالنبي"حورام أبي " الذي بنى المعبد، والذي تذكره التوراة على النحو الآتي: (وأرسل الملك سليمان وأخذ حورام من صور…وكان ممتلئا حكمة وفهما ومعرفة لعمل كل عمل في النحاس)(الأخبار الثاني 2: 13و 14).
ويضيف صاحب الكتاب أن الروايات الماسونية تذكر أنه بعد أن تم بناء المعبد قتل ثلاثةُ بنائين حورام أبي. ويعتبر موته للآن سرا كبيرا من الطقوس الماسونية. كما أن البنائين الآخرين أيضًا قتلوا

St0rM
04-05-2012, 04:09 PM
وهدا الدليل بالفيديو



http://www.youtube.com/watch?v=vEooOl0hieM&feature=youtu.be

Anonymous Hacker
04-05-2012, 09:36 PM
جزاك الله خيراًَ
وبارك الله فيك
ونفع بك الأمة

وهذه القصة كما تبين أنه مختلف في صحتها
ولكن الأرجح هو عدم صحتها ،،،
بارك الله فيك

وهذا توضيح آخر


http://www.youtube.com/watch?v=1TxNByVU3hU&feature=related

St0rM
04-05-2012, 09:42 PM
جزاك الله خيراًَ
وبارك الله فيك
ونفع بك الأمة

وهذه القصة كما تبين أنه مختلف في صحتها
ولكن الأرجح هو عدم صحتها ،،،
بارك الله فيك

وهذا توضيح آخر


http://www.youtube.com/watch?v=1TxNByVU3hU&feature=related


وكما يقال في الاختلاف رحمة