القران مكتوب للهاتف الصينى

القران مكتوب للهاتف الصينى


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: القران مكتوب للهاتف الصينى

  1. #1
    هكر مبتديء
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    الدولة
    فى ارجاء الوطن العربى
    المشاركات
    21

    Gadid القران مكتوب للهاتف الصينى

    القران مكتوب للهاتف الصينى
    يوجد بالاسفل القران الكريم كاملا مكتوب -فقط- ليعمل على الهاتف الصينى
    1-على سطح المكتب قم بالضغط على الزر اليمن للماوس
    من قائمةNEW قم باختيلرText Documment ثم قم بتحديد القران الموجود بالاسفل واخذهcopy ثم انسخه PAST بداخل الملف Text Documment ثم تقوم بوضع الملف فىEbook
    على بطاقة الذاكرة الخاصة بالهاتف
    بعد ذلك نقوم بفتح الملف على الهاتف اذا فتحت الملف ووجدة الكلام مفهوم فهنيئا لك
    اما اذا وجدة الكلام مربعات فقم بالضغط على خيارات ثم الضبط او ضبط ثم اسلوب التشفير وقم بالتبديل بين اساليب
    التشفير المختلفة حتى تكون الكتابة صحيحة
    وهذا هو القران الكريم
    ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    الفاتحة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين

    الرحمن الرحيم

    مالك يوم الدين

    إياك نعبد وإياك نستعين

    اهدنا الصراط المستقيم

    صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
    vالبقرة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الم

    ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين

    الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون

    والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون

    أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون

    إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون

    ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم

    ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين

    يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون

    في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون

    وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون

    ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون

    وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون

    وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون

    الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون

    أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين

    مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون

    صم بكم عمي فهم لا يرجعون

    أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين

    يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير

    يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون

    الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون

    وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين

    فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين

    وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون

    إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين

    الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون

    كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون

    هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم

    وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون

    وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين

    قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم

    قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون

    وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين

    وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين

    فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين

    فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم

    قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون

    والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

    يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون

    وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون

    ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون

    وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين

    أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون

    واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين

    الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون

    يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين

    واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون

    وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم

    وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون

    وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون

    ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون

    وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون

    وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم

    وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون

    ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون

    وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

    وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين

    فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون

    وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين

    وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون

    إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون

    وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون

    ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين

    ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين

    فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين

    وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين

    قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون

    قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين

    قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون

    قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون

    وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون

    فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون

    ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون

    أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون

    وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون

    أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون

    ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون

    فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون

    وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون

    بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

    والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون

    وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون

    وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون

    ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون

    أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون

    ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون

    وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون

    ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين

    بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين

    وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين

    ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون

    وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين

    قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين

    ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين

    ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون

    قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين

    من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين

    ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون

    أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون

    ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون

    واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون

    ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون

    يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم

    ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم

    ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير

    ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير

    أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل

    ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير

    وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير

    وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين

    بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون

    وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون

    ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم

    ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم

    وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون

    بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون

    وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون

    إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم

    ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير

    الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون

    يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين

    واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون

    وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين

    وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود

    وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير

    وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم

    ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم

    ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم

    ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين

    إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين

    ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون

    أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون

    تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون

    وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين

    قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون

    فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم

    صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون

    قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون

    أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون

    تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون

    سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم

    وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم

    قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون

    ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين

    الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون

    الحق من ربك فلا تكونن من الممترين

    ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير

    ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون

    ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون

    كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون

    فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون

    يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين

    ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون

    ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين

    الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون

    أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون

    إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم

    إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون

    إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم

    إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

    خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون

    وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم

    إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون

    ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب

    إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب

    وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار

    يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين

    إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون

    وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون

    ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون

    يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون

    إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم

    إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم

    أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار

    ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد

    ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون

    يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم

    ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون

    كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين

    فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم

    فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم

    يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون

    أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون

    شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون

    وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون

    أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون

    ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون

    يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون

    وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين

    واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين

    فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم

    وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين

    الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين

    وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين

    وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب

    الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب

    ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين

    ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم

    فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق

    ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

    أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب

    واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون

    ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام

    وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد

    وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد

    ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد

    يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين

    فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم

    هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور

    سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب

    زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب

    كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم

    أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب

    يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم

    كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون

    يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

    إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم

    يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون

    في الدنيا والآخرة ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم

    ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون

    ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين

    نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين

    ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم

    لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم

    للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم

    وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم

    والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم

    الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون

    فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون

    وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمت الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم

    وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون

    والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير

    والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير

    ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم

    لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين

    وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير

    حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين

    فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون

    والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم في ما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم

    وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين

    كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون

    ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون

    وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم

    من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون

    ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين

    وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم

    وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين

    فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين

    ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين

    فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين

    تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين

    تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد

    يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون

    الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم

    لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم

    الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

    ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين

    أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير

    وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم

    مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم

    الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون

    قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم

    يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين

    ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير

    أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون

    يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد

    الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم

    يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب

    وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار

    إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير

    ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون

    للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم

    الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون

    الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

    يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم

    إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون

    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين

    فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون

    وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون

    واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون

    يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم

    وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم

    لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير

    آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير

    لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
    vأل عمران
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الم

    الله لا إله إلا هو الحي القيوم

    نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل

    من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام

    إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء

    هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم

    هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب

    ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

    ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد

    إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار

    كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب

    قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد

    قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار

    زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب

    قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد

    الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار

    الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار

    شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم

    إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب

    فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد

    إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم

    أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين

    ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون

    ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون

    فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون

    قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير

    تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب

    لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير

    قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير

    يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد

    قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم

    قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين

    إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين

    ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم

    إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم

    فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم

    فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب

    هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء

    فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين

    قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء

    قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار

    وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين

    يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين

    ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون

    إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين

    ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين

    قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون

    ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل

    ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين

    ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون

    إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم

    فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون

    ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين

    ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين

    إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون

    فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين

    وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين

    ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم

    إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون

    الحق من ربك فلا تكن من الممترين

    فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين

    إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم

    فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين

    قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون

    يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون

    ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون

    ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين

    إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين

    ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون

    يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون

    يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون

    وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون

    ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم

    يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم

    ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون

    بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين

    إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم

    وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون

    ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون

    ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون

    وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين

    فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون

    أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون

    قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون

    ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين

    كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين

    أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

    خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون

    إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم

    إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون

    إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين

    لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم

    كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين

    فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون

    قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين

    إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين

    فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين

    قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون

    قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون

    يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين

    وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم

    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون

    واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون

    ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون

    ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم

    يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون

    وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون

    تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين

    ولله ما في السماوات وما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور

    كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون

    لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون

    ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون

    ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون

    يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين

    وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين

    إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

    مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون

    يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون

    ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور

    إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط

    وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم

    إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون

    ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون

    إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين

    بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين

    وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم

    ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين

    ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون

    ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم

    يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون

    واتقوا النار التي أعدت للكافرين

    وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون

    وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين

    الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين

    والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون

    أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين

    قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين

    هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين

    ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين

    إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين

    وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين

    أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين

    ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون

    وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين

    وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين

    وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين

    وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين

    فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين

    يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين

    بل الله مولاكم وهو خير الناصرين

    سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين

    ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين

    إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون

    ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور

    إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم

    يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير

    ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون

    ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون

    فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين

    إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون

    وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون

    أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير

    هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون

    لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين

    أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير

    وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين

    وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون

    الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين

    ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون

    فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون

    يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين

    الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم

    الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل

    فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم

    إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين

    ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم

    إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم

    ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين

    ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم

    ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير

    لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق

    ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد

    الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين

    فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير

    كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور

    لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور

    وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون

    لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم

    ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شيء قدير

    إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب

    الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار

    ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار

    ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار

    ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد

    فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب

    لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد

    متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد

    لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار

    وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب

    يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون
    vالنساء
    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا

    وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا

    وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا

    وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا

    ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا

    وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا

    للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا

    وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا

    وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا

    إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا

    يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما

    ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار وصية من الله والله عليم حليم

    تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم

    ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين

    واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا

    واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما

    إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما

    وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما

    يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا

    وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا

    وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا

    ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا

    حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما

    والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما

    ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم

    يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم

    والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما

    يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا

    يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما

    ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا

    إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما

    ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما

    ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا

    الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا

    وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا

    واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا

    الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا

    والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا

    وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما

    إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما

    فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا

    يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا

    يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا

    ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل

    والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا

    من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا

    يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا

    إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما

    ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا

    انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا

    ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا

    أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا

    أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا

    أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما

    فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا

    إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما

    والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا

    إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا

    يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا

    ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا

    وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا

    فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا

    أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا

    وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما

    فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما

    ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا

    وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما

    ولهديناهم صراطا مستقيما

    ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

    ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما

    يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا

    وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا

    ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما

    فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما

    وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا

    الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا

    ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا

    أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا

    ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا

    من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا

    ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا

    أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا

    وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا

    فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا

    من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا

    وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا

    الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا

    فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا

    ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا

    إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا

    ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا

    وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما

    ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما

    يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا

    لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما

    درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما

    إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا

    إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا

    فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا

    ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما

    وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا

    وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا

    فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا

    ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما

    إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما

    واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما

    ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما

    يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا

    ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا

    ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما

    ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما

    ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا

    ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما

    لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما

    ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا

    إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا

    إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا

    لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا

    ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا

    يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا

    أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا

    والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا

    ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا

    ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا

    ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا

    ولله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله بكل شيء محيطا

    ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين من الولدان وأن تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما

    وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا

    ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما

    وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما

    ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا

    ولله ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا

    إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا

    من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا

    يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا

    يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا

    إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا

    بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما

    الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا

    وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا

    الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا

    إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا

    مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا

    يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا

    إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا

    إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما

    ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما

    لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما

    إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا

    إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا

    أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا

    والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيما

    يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا

    ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا

    فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا

    وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما

    وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا

    بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما

    وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا

    فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا

    وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما

    لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما

    إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا

    ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما

    رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما

    لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا

    إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا

    إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا

    إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا

    يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيرا لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما

    يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا

    لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا

    فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا

    يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا

    فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما

    يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم
    vالمائدة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد

    يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب

    حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم

    يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب

    اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين

    يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون

    واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور

    يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون

    وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم

    والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم

    يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون

    ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل

    فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين

    ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون

    يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين

    يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم

    لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير

    وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير

    يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير

    وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين

    يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين

    قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون

    قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين

    قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون

    قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين

    قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين

    واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين

    لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين

    إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين

    فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين

    فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين

    من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون

    إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم

    إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم

    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون

    إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم

    يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم

    والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم

    فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم

    ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير

    يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم

    سماعون للكذب أكالون للسحت فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين

    وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين

    إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون

    وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون

    وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين

    وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون

    وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون

    وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون

    أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون

    يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين

    فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين

    ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين

    يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم

    إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون

    ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون

    يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين

    وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون

    قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون

    قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل

    وإذا جاءوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون

    وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون

    لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون

    وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين

    ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم

    ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون

    يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين

    قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين

    إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون

    لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون

    وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون

    لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار

    لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم

    أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم

    ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون

    قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم

    قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل

    لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون

    كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون

    ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون

    ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون

    لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون

    وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين

    وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين

    فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين

    والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم

    يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين

    وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون

    لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون

    يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون

    إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون

    وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين

    ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين

    يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم

    يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام

    أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما واتقوا الله الذي إليه تحشرون

    جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم

    اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم

    ما على الرسول إلا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون

    قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون

    يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم

    قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين

    ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون

    وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون

    يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون

    يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين

    فإن عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين

    ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم واتقوا الله واسمعوا والله لا يهدي القوم الفاسقين

    يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب

    إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين

    وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون

    إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين

    قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين

    قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين

    قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين

    وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب

    ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد

    إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم

    قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم

    لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير
    vالانعام
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون

    هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون

    وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون

    وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين

    فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون

    ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين

    ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين

    وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون

    ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون

    ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون

    قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين

    قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون

    وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم

    قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين

    قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم

    من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين

    وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير

    وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير

    قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون

    الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون

    ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون

    ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون

    ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين

    انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون

    ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين

    وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون

    ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين

    بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون

    وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين

    ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون

    قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون

    وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون

    قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون

    ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين

    وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين

    إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون

    وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون

    وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون

    والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم

    قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين

    بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون

    ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون

    فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون

    فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون

    فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين

    قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون

    قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون

    وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون

    والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون

    قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون

    وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون

    ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين

    وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين

    وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم

    وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين

    قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين

    قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين

    قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين

    وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين

    وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون

    وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون

    ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين

    قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين

    قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون

    قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون

    وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل

    لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون

    وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين

    وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون

    وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون

    قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين

    وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون

    وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير

    وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين

    وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين

    فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين

    فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين

    فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون

    إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين

    وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هداني ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون

    وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون

    الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون

    وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم

    ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين

    وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين

    وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين

    ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم

    ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون

    أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين

    أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين

    وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون

    وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون

    ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون

    ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون

    إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون

    فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم

    وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون

    وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون

    وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون

    وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون

    بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم

    ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل

    لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير

    قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ

    وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون

    اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين

    ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل

    ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون

    وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون

    ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون

    ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون

    وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون

    ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون

    أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين

    وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم

    وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون

    إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين

    فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين

    وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين

    وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون

    ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون

    أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون

    وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون

    وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون

    فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون

    وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون

    لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون

    ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم

    وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون

    يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين

    ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون

    ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون

    وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين

    إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين

    قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون

    وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون

    وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون

    وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون

    وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم

    قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين

    وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين

    ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين

    ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين

    ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين

    قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم

    وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون

    فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين

    سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون

    قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين

    قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون

    قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون

    ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون

    وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون

    ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون

    وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون

    أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين

    أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون

    هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون

    إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون

    من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون

    قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين

    قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين

    لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين

    قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون

    وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم
    vالاعراف
    بسم الله الرحمن الرحيم
    المص

    كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين

    اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون

    وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون

    فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين

    فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين

    فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين

    والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون

    ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون

    ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون

    ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين

    قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين

    قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين

    قال أنظرني إلى يوم يبعثون

    قال إنك من المنظرين

    قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم

    ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين

    قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين

    ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين

    فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين

    وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين

    فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين

    قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين

    قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين

    قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون

    يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون

    يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون

    وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون

    قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون

    فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون

    يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين

    قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون

    قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون

    ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون

    يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون

    والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

    فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين

    قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون

    وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون

    إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين

    لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين

    والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون

    ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون

    ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين

    الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون

    وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون

    وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين

    ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون

    أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون

    ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين

    الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون

    ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون

    هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون

    إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين

    ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين

    ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين

    وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون

    والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون

    لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم

    قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين

    قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين

    أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون

    أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون

    فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين

    وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون

    قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين

    قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين

    أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين

    أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون

    قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين

    قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين

    فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين

    وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم

    واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين

    قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون

    قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون

    فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين

    فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين

    فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين

    ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين

    إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون

    وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون

    فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين

    وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين

    وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين

    ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين

    وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين

    قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين

    قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين

    وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون

    فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين

    الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين

    فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين

    وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون

    ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون

    ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون

    أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون

    أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون

    أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون

    أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون

    تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين

    وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين

    ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين

    وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين

    حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل

    قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين

    فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين

    ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين

    قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم

    يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون

    قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين

    يأتوك بكل ساحر عليم

    وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين

    قال نعم وإنكم لمن المقربين

    قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين

    قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم

    وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون

    فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون

    فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين

    وألقي السحرة ساجدين

    قالوا آمنا برب العالمين

    رب موسى وهارون

    قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون

    لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين

    قالوا إنا إلى ربنا منقلبون

    وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين

    وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون

    قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين

    قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون

    ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون

    فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون

    وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين

    فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين

    ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل

    فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون

    فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين

    وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون

    وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون

    إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون

    قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين

    وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم

    وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين

    ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين

    قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين

    وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين

    سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين

    والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون

    واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين

    ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين

    ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين

    قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين

    إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين

    والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم

    ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون

    واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين

    واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون

    الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون

    قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون

    ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون

    وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

    وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين

    فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون

    واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون

    وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون

    فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون

    فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين

    وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم

    وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون

    فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون

    والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين

    وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون

    وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين

    أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون

    وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون

    واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين

    ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون

    ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون

    من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون

    ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون

    ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون

    وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون

    والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون

    وأملي لهم إن كيدي متين

    أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين

    أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون

    من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون

    يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون

    قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون

    هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين

    فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون

    أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون

    ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون

    وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون

    إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين

    ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون

    إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين

    والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون

    وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون

    خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين

    وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم

    إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون

    وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون

    وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون

    وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون

    واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين

    إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون
    vالأنفال
    بسم الله الرحمن الرحيم
    يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين

    إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون

    الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون

    أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم

    كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون

    يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون

    وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين

    ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون

    إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين

    وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم

    إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام

    إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان

    ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب

    ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار

    يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار

    ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير

    فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم

    ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين

    إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين

    يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون

    ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون

    إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون

    ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون

    يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون

    واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب

    واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون

    يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون

    واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم

    يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم

    وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

    وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين

    وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم

    وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون

    وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون

    وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون

    إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون

    ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون

    قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين

    وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير

    وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير

    واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير

    إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم

    إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور

    وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور

    يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون

    وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين

    ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط

    وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب

    إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم

    ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق

    ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد

    كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب

    ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم

    كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين

    إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون

    الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون

    فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون

    وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين

    ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون

    وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون

    وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم

    وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين

    وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم

    يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين

    يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون

    الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين

    ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم

    لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم

    فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم

    يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم

    وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم

    إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير

    والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير

    والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم

    والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم

    vالتوبة
    براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين

    فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين

    وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم

    إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين

    فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم

    وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون

    كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين

    كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون

    اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون

    لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون

    فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون

    وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون

    ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين

    قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين

    ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم

    أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون

    ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون

    إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين

    أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين

    الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون

    يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم

    خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم

    يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون

    قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين

    لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين

    ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين

    ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم

    يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم

    قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون

    وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون

    اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون

    يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون

    هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون

    يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم

    يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون

    إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين

    إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين

    يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل

    إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير

    إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم

    انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون

    لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون

    عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين

    لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين

    إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون

    ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين

    لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين

    لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون

    ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين

    إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون

    قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون

    قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون

    قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين

    وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون

    فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون

    ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون

    لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون

    ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون

    ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون

    إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم

    ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم

    يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين

    ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم

    يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون

    ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون

    لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين

    المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون

    وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم

    كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون

    ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

    والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم

    وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم

    يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير

    يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير

    ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين

    فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون

    فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون

    ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب

    الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم

    استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين

    فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون

    فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون

    فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين

    ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون

    ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون

    وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولو الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين

    رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون

    لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون

    أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم

    وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم

    ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم

    ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون

    إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون

    يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون

    سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون

    يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين

    الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم

    ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم

    ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم

    والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم

    وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم

    وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

    خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم

    ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم

    وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون

    وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم

    والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون

    لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين

    أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين

    لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم

    إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم

    التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين

    ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم

    وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم

    وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم

    إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير

    لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم

    وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم

    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين

    ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين

    ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون

    وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون

    يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين

    وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون

    وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون

    أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون

    وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون

    لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم

    فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم

    vيونس
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الر تلك آيات الكتاب الحكيم

    أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين

    إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون

    إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون

    هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون

    إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون

    إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون

    أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون

    إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم

    دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين

    ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون

    وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون

    ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين

    ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون

    وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم

    قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون

    فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون

    ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون

    وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون

    ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين

    وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون

    هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين

    فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون

    إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون

    والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم

    للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون

    والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

    ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون

    فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين

    هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون

    قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون

    فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون

    كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون

    قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون

    قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون

    وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون

    وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين

    أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين

    بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين

    ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين

    وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون

    ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون

    ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون

    إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون

    ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين

    وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون

    ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون

    ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين

    قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون

    قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون

    أثم إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون

    ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون

    ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين

    ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون

    ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون

    هو يحيي ويميت وإليه ترجعون

    يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين

    قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون

    قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون

    وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون

    وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين

    ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

    الذين آمنوا وكانوا يتقون

    لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم

    ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم

    ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون

    هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون

    قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون

    قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون

    متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون

    واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون

    فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين

    فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين

    ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين

    ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين

    فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين

    قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون

    قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين

    وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم

    فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون

    فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين

    ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون

    فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين

    وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين

    فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين

    ونجنا برحمتك من القوم الكافرين

    وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين

    وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم

    قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون

    وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين

    آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين

    فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون

    ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون

    فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين

    ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين

    إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون

    ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم

    فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين

    ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين

    وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون

    قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون

    فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين

    ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين

    قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين

    وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين

    ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين

    وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم

    قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل

    واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين

    vهود
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير

    ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير

    وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير

    إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير

    ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور

    وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين

    وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين

    ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون

    ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور

    ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور

    إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير

    فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل

    أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين

    فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون

    من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون

    أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون

    أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون

    ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين

    الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون

    أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون

    أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون

    لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون

    إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون

    مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون

    ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين

    أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم

    فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين

    قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون

    ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون

    ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون

    ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين

    قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين

    قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين

    ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون

    أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون

    وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون

    واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون

    ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون

    فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم

    حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل

    وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم

    وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين

    قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين

    وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين

    ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين

    قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين

    قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين

    قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم

    تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين

    وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون

    يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون

    ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين

    قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين

    إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون

    من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون

    إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم

    فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ

    ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ

    وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد

    وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود

    وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب

    قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب

    قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير

    ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب

    فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب

    فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز

    وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين

    كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمودا كفروا ربهم ألا بعدا لثمود

    ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ

    فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط

    وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب

    قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب

    قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد

    فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط

    إن إبراهيم لحليم أواه منيب

    يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود

    ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب

    وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد

    قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد

    قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد

    قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب

    فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود

    مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد

    وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط

    ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين

    بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ

    قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد

    قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب

    ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد

    واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود

    قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز

    قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط

    ويا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إني معكم رقيب

    ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين

    كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود

    ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين

    إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد

    يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود

    وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود

    ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد

    وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب

    وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد

    إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود

    وما نؤخره إلا لأجل معدود

    يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد

    فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق

    خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد

    وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ

    فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص

    ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب

    وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير

    فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير

    ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون

    وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين

    واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين

    فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين

    وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون

    ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين

    إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين

    وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين

    وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون

    وانتظروا إنا منتظرون

    ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون

    vيوسف
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الر تلك آيات الكتاب المبين

    إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون

    نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين

    إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين

    قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين

    وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم

    لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين

    إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين

    اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين

    قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين

    قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون

    أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون

    قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون

    قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون

    فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون

    وجاءوا أباهم عشاء يبكون

    قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين

    وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون

    وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون

    وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين

    وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

    ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين

    وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون

    ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين

    واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم

    قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين

    وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين

    فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم

    يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين

    وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين

    فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم

    قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين

    قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين

    فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم

    ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين

    ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين

    قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون

    واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون

    يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار

    ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون

    يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان

    وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين

    وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون

    قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين

    وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون

    يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون

    قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون

    ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون

    ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون

    وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم

    قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين

    ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين

    وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم

    وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين

    قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم

    وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين

    ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون

    وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون

    ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين

    فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون

    قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون

    وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون

    فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون

    قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين

    ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير

    قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل

    وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون

    ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون

    ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون

    فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون

    قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون

    قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم

    قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين

    قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين

    قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين

    فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم

    قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون

    قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين

    قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون

    فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين

    ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين

    واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون

    قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم

    وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم

    قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين

    قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون

    يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون

    فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين

    قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون

    قالوا أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين

    قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين

    قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين

    اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين

    ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون

    قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم

    فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون

    قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين

    قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم

    فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين

    ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم

    رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين

    ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون

    وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين

    وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعالمين

    وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون

    وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون

    أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون

    قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين

    وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون

    حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين

    لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون

    vالرعد
    بسم الله الرحمن الرحيم
    المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون

    الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون

    وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون

    وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون

    وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

    ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب

    ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد

    الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار

    عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال

    سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار

    له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال

    هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال

    ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال

    له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال

    ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال

    قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار

    أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال

    للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد

    أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب

    الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق

    والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب

    والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار

    جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب

    سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار

    والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار

    الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع

    ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب

    الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب

    الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب

    كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب

    ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد

    ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب

    أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد

    لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق

    مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار

    والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو وإليه مآب

    وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق

    ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب

    يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب

    وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب

    أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب

    وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار

    ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب

    vابراهيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد

    الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد

    الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال بعيد

    وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم

    ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور

    وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم

    وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد

    وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد

    ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب

    قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين

    قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون

    وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون

    وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين

    ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد

    واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد

    من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد

    يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ

    مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد

    ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد

    وما ذلك على الله بعزيز

    وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص

    وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم

    وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام

    ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء

    تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون

    ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار

    يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء

    ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار

    جهنم يصلونها وبئس القرار

    وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار

    قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال

    الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار

    وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار

    وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار

    وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام

    رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم

    ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون

    ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء

    الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء

    رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء

    ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب

    ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار

    مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء

    وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال

    وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال

    وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال

    فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام

    يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار

    وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد

    سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار

    ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب

    هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب

    vالحجر
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين

    ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين

    ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون

    وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم

    ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون

    وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون

    لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين

    ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين

    إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون

    ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين

    وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون

    كذلك نسلكه في قلوب المجرمين

    لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين

    ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون

    لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون

    ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين

    وحفظناها من كل شيطان رجيم

    إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين

    والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون

    وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين

    وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم

    وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين

    وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون

    ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين

    وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم

    ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون

    والجان خلقناه من قبل من نار السموم

    وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون

    فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين

    فسجد الملائكة كلهم أجمعون

    إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين

    قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين

    قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون

    قال فاخرج منها فإنك رجيم

    وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين

    قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون

    قال فإنك من المنظرين

    إلى يوم الوقت المعلوم

    قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين

    إلا عبادك منهم المخلصين

    قال هذا صراط علي مستقيم

    إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين

    وإن جهنم لموعدهم أجمعين

    لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم

    إن المتقين في جنات وعيون

    ادخلوها بسلام آمنين

    ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين

    لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين

    نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم

    وأن عذابي هو العذاب الأليم

    ونبئهم عن ضيف إبراهيم

    إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون

    قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم

    قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون

    قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين

    قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون

    قال فما خطبكم أيها المرسلون

    قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين

    إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين

    إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين

    فلما جاء آل لوط المرسلون

    قال إنكم قوم منكرون

    قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون

    وأتيناك بالحق وإنا لصادقون

    فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون

    وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين

    وجاء أهل المدينة يستبشرون

    قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون

    واتقوا الله ولا تخزون

    قالوا أولم ننهك عن العالمين

    قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين

    لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون

    فأخذتهم الصيحة مشرقين

    فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل

    إن في ذلك لآيات للمتوسمين

    وإنها لبسبيل مقيم

    إن في ذلك لآية للمؤمنين

    وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين

    فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين

    ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين

    وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين

    وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين

    فأخذتهم الصيحة مصبحين

    فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون

    وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل

    إن ربك هو الخلاق العليم

    ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم

    لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين

    وقل إني أنا النذير المبين

    كما أنزلنا على المقتسمين

    الذين جعلوا القرآن عضين

    فوربك لنسألنهم أجمعين

    عما كانوا يعملون

    فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين

    إنا كفيناك المستهزئين

    الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون

    ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون

    فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين

    واعبد ربك حتى يأتيك اليقين

    vالنحل
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون

    ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون

    خلق السماوات والأرض بالحق تعالى عما يشركون

    خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين

    والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون

    ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون

    وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم

    والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون

    وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين

    هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون

    ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون

    وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون

    وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون

    وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون

    وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون

    وعلامات وبالنجم هم يهتدون

    أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون

    وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم

    والله يعلم ما تسرون وما تعلنون

    والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون

    أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون

    إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون

    لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين

    وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين

    ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون

    قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون

    ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين

    الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون

    فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين

    وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين

    جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله المتقين

    الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون

    هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

    فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون

    وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين

    ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين

    إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين

    وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون

    ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين

    إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون

    والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون

    الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون

    وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون

    بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون

    أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون

    أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين

    أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم

    أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون

    ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون

    يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون

    وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون

    وله ما في السماوات والأرض وله الدين واصبا أفغير الله تتقون

    وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون

    ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون

    ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون

    ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم تالله لتسألن عما كنتم تفترون

    ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون

    وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم

    يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون

    للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم

    ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون

    ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون

    تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم

    وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون

    والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون

    وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين

    ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون

    وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون

    ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون

    والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير

    والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون

    والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون

    ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون

    فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون

    ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون

    وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم

    ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير

    والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون

    ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون

    والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين

    والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون

    فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين

    يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون

    ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون

    وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون

    وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون

    وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون

    الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون

    ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين

    إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون

    وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون

    ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون

    ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون

    ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم

    ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون

    ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون

    من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون

    فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم

    إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون

    إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون

    وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون

    قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين

    ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين

    إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم

    إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون

    من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم

    ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين

    أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون

    لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون

    ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم

    يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون

    وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون

    ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون

    فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تعبدون

    إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم

    ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون

    متاع قليل ولهم عذاب أليم

    وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

    ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم

    إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين

    شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم

    وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين

    ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين

    إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون

    ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين

    وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين

    واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون

    إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون

    vالاسراء
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير

    وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني ‎وكيلا

    ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا

    وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا

    فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا

    ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا

    إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا

    عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا

    إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا

    وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما

    ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا

    وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا

    وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا

    اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا

    من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا

    وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا

    وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا

    من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا

    ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا

    كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا

    انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا

    لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا

    وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما

    واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا

    ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا

    وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا

    إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا

    وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا

    ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا

    إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا

    ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا

    ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا

    ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا

    ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا

    وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا

    ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا

    ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا

    كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها

    ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا

    أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما

    ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا

    قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا

    سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا

    تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا

    وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا

    وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا

    نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا

    انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا

    وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا

    قل كونوا حجارة أو حديدا

    أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رءوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا

    يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا

    وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا

    ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم وما أرسلناك عليهم وكيلا

    وربك أعلم بمن في السماوات والأرض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا

    قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا

    أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا

    وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا

    وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا

    وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا

    وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا

    قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا

    قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا

    واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا

    إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا

    ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما

    وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا

    أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا

    أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا

    ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا

    يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا

    ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا

    وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا

    ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا

    إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا

    وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا

    سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا

    أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا

    ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا

    وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا

    وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا

    وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا

    وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا

    قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا

    ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا

    ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا

    إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا

    قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا

    ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا

    وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا

    أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا

    أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا

    أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا

    وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا

    قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا

    قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا

    ومن يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا

    ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا

    أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا

    قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا

    ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا

    قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا

    فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا

    وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا

    وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا

    وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا

    قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا

    ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا

    ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا

    قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا

    وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا

    vالكهف
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا

    قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا

    ماكثين فيه أبدا

    وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا

    ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا

    فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا

    إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا

    وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا

    أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا

    إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا

    فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا

    ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا

    نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى

    وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا

    هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا

    وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا

    وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا

    وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا

    وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا

    إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا

    وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا

    سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا

    ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا

    إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا

    ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا

    قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا

    واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا

    واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا

    وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا

    إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا

    أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا

    واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا

    كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا

    وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا

    ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا

    وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا

    قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا

    لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا

    ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترني أنا أقل منك مالا وولدا

    فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا

    أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا

    وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا

    ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا

    هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا

    واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا

    المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا

    ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا

    وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا

    ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا

    وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا

    ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا

    ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا

    ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا

    ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا

    وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا

    وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا

    ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا

    وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا

    وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا

    وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا

    فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا

    فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا

    قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا

    قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا

    فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما

    قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا

    قال إنك لن تستطيع معي صبرا

    وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا

    قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا

    قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا

    فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا

    قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا

    قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا

    فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا

    قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا

    قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا

    فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا

    قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا

    أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا

    وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا

    فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما

    وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا

    ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا

    إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا

    فأتبع سببا

    حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا

    قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا

    وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا

    ثم أتبع سببا

    حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا

    كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا

    ثم أتبع سببا

    حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا

    قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا

    قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما

    آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا

    فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا

    قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا

    وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا

    وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا

    الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا

    أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا

    قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا

    الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا

    أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا

    ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا

    إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا

    خالدين فيها لا يبغون عنها حولا

    قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا

    قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا

    vمريم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    كهيعص

    ذكر رحمت ربك عبده زكريا

    إذ نادى ربه نداء خفيا

    قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا

    وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا

    يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا

    يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا

    قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا

    قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا

    قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا

    فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا

    يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا

    وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا

    وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا

    وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا

    واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا

    فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا

    قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا

    قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا

    قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا

    قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا

    فحملته فانتبذت به مكانا قصيا

    فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا

    فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا

    وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا

    فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا

    فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا

    يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا

    فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا

    قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا

    وجعلني مباركا أين ما كنت ‎وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا

    وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا

    والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا

    ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون

    ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون

    وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم

    فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم

    أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين

    وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون

    إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون

    واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا

    إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا

    يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا

    يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا

    يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا

    قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا

    قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا

    وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا

    فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا

    ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا

    واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا

    وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا

    ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا

    واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا

    وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا

    واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا

    ورفعناه مكانا عليا

    أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا

    فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا

    إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا

    جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا

    لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا

    تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا

    وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا

    رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا

    ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا

    أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا

    فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا

    ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا

    ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا

    وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا

    ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا

    وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا

    وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا

    قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا

    ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا

    أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا

    أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا

    كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا

    ونرثه ما يقول ويأتينا فردا

    واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا

    كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا

    ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا

    فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا

    يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا

    ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا

    لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا

    وقالوا اتخذ الرحمن ولدا

    لقد جئتم شيئا إدا

    تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا

    أن دعوا للرحمن ولدا

    وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا

    إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا

    لقد أحصاهم وعدهم عدا

    وكلهم آتيه يوم القيامة فردا

    إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا

    فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا

    وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا

    vطه
    بسم الله الرحمن الرحيم
    طه

    ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى

    إلا تذكرة لمن يخشى

    تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا

    الرحمن على العرش استوى

    له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى

    وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى

    الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى

    وهل أتاك حديث موسى

    إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى

    فلما أتاها نودي يا موسى

    إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى

    وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى

    إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري

    إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى

    فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى

    وما تلك بيمينك يا موسى

    قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى

    قال ألقها يا موسى

    فألقاها فإذا هي حية تسعى

    قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى

    واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى

    لنريك من آياتنا الكبرى

    اذهب إلى فرعون إنه طغى

    قال رب اشرح لي صدري

    ويسر لي أمري

    واحلل عقدة من لساني

    يفقهوا قولي

    واجعل لي وزيرا من أهلي

    هارون أخي

    اشدد به أزري

    وأشركه في أمري

    كي نسبحك كثيرا

    ونذكرك كثيرا

    إنك كنت بنا بصيرا

    قال قد أوتيت سؤلك يا موسى

    ولقد مننا عليك مرة أخرى

    إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى

    أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني

    إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى

    واصطنعتك لنفسي

    اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري

    اذهبا إلى فرعون إنه طغى

    فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى

    قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى

    قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى

    فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى

    إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى

    قال فمن ربكما يا موسى

    قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى

    قال فما بال القرون الأولى

    قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى

    الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى

    كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى

    منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى

    ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى

    قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى

    فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى

    قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى

    فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى

    قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى

    فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى

    قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى

    فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى

    قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى

    قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى

    فأوجس في نفسه خيفة موسى

    قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى

    وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى

    فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى

    قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى

    قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا

    إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى

    إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا

    ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا

    جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى

    ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى

    فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم

    وأضل فرعون قومه وما هدى

    يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى

    كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى

    وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى

    وما أعجلك عن قومك يا موسى

    قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى

    قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري

    فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي

    قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري

    فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي

    أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا

    ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري

    قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى

    قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا

    ألا تتبعني أفعصيت أمري

    قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي

    قال فما خطبك يا سامري

    قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي

    قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا

    إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما

    كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا

    من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا

    خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا

    يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا

    يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا

    نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما

    ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا

    فيذرها قاعا صفصفا

    لا ترى فيها عوجا ولا أمتا

    يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا

    يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا

    يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما

    وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما

    ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما

    وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا

    فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما

    ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما

    وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى

    فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى

    إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى

    وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى

    فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى

    فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى

    ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى

    قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى

    ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى

    قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا

    قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى

    وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى

    أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولي النهى

    ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى

    فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى

    ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى

    وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى

    وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى

    ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى

    قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى

    vالأنبياء
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون

    ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون

    لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون

    قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم

    بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون

    ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون

    وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون

    وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين

    ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين

    لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون

    وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين

    فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون

    لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون

    قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين

    فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين

    وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين

    لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين

    بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون

    وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون

    يسبحون الليل والنهار لا يفترون

    أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون

    لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون

    لا يسأل عما يفعل وهم يسألون

    أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون

    وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون

    وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون

    لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون

    يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون

    ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين

    أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون

    وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون

    وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون

    وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون

    وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون

    كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون

    وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون

    خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون

    ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين

    لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون

    بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون

    ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون

    قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون

    أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون

    بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون

    قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون

    ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين

    ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين

    ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين

    الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون

    وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون

    ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين

    إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون

    قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين

    قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين

    قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين

    قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين

    وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين

    فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون

    قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين

    قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم

    قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون

    قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم

    قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون

    فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون

    ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون

    قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم

    أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون

    قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين

    قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم

    وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين

    ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين

    ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين

    وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين

    ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين

    وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين

    ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم

    ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين

    وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين

    ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين

    وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون

    ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين

    ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين

    وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

    فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين

    وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين

    وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين

    وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

    فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين

    وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين

    فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين

    والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين

    إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون

    وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون

    فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون

    وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون

    حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون

    واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين

    إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون

    لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون

    لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون

    إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون

    لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون

    لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون

    يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين

    ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون

    إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين

    وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين

    قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون

    فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون

    إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون

    وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين

    ‎قل رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون
    vالحج
    بسم الله الرحمن الرحيم

    يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم

    يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد

    ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد

    كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير

    يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج

    ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير

    وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور

    ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير

    ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق

    ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد

    ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين

    يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد

    يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير

    إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد

    من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ

    وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدي من يريد

    إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد

    ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء

    هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم

    يصهر به ما في بطونهم والجلود

    ولهم مقامع من حديد

    كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق

    إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير

    وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد

    إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم

    وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود

    وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق

    ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير

    ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق

    ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور

    حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق

    ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب

    لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق

    ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين

    الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون

    والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون

    لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين

    إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور

    أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير

    الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز

    الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور

    وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود

    وقوم إبراهيم وقوم لوط

    وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير

    فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد

    أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور

    ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون

    وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير

    قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين

    فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم

    والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم

    وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم

    ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد

    وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم

    ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم

    الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم

    والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين

    والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين

    ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم

    ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور

    ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير

    ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير

    ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير

    له ما في السماوات وما في الأرض وإن الله لهو الغني الحميد

    ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم

    وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور

    لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم

    وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون

    الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون

    ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير

    ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير

    وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير

    يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب

    ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز

    الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير

    يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور

    يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون

    وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير
    vالمؤمنون
    بسم الله الرحمن الرحيم

    قد أفلح المؤمنون

    الذين هم في صلاتهم خاشعون

    والذين هم عن اللغو معرضون

    والذين هم للزكاة فاعلون

    والذين هم لفروجهم حافظون

    إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين

    فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون

    والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون

    والذين هم على صلواتهم يحافظون

    أولئك هم الوارثون

    الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون

    ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين

    ثم جعلناه نطفة في قرار مكين

    ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين

    ثم إنكم بعد ذلك لميتون

    ثم إنكم يوم القيامة تبعثون

    ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين

    وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون

    فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون

    وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين

    وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون

    وعليها وعلى الفلك تحملون

    ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون

    فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين

    إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين

    قال رب انصرني بما كذبون

    فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون

    فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين

    وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين

    إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين

    ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين

    فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون

    وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون

    ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون

    أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون

    هيهات هيهات لما توعدون

    إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين

    إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين

    قال رب انصرني بما كذبون

    قال عما قليل ليصبحن نادمين

    فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين

    ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين

    ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون

    ثم أرسلنا رسلنا تترى كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون

    ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين

    إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين

    فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون

    فكذبوهما فكانوا من المهلكين

    ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون

    وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين

    يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم

    وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون

    فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون

    فذرهم في غمرتهم حتى حين

    أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين

    نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون

    إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون

    والذين هم بآيات ربهم يؤمنون

    والذين هم بربهم لا يشركون

    والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون

    أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون

    ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون

    بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون

    حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون

    لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون

    قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون

    مستكبرين به سامرا تهجرون

    أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين

    أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون

    أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون

    ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون

    أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين

    وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم

    وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون

    ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون

    ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون

    حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون

    وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون

    وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون

    وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون

    بل قالوا مثل ما قال الأولون

    قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون

    لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين

    قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون

    سيقولون لله قل أفلا تذكرون

    قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم

    سيقولون لله قل أفلا تتقون

    قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون

    سيقولون لله قل فأنى تسحرون

    بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون

    ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون

    عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون

    قل رب إما تريني ما يوعدون

    رب فلا تجعلني في القوم الظالمين

    وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون

    ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون

    وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين

    وأعوذ بك رب أن يحضرون

    حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون

    لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون

    فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون

    فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون

    ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون

    تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون

    ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون

    قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين

    ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون

    قال اخسئوا فيها ولا تكلمون

    إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين

    فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون

    إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون

    قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين

    قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين

    قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون

    أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون

    فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم

    ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون

    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    vالنور
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون

    الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين

    الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين

    والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون

    إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم

    والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين

    والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين

    ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين

    والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين

    ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم

    إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم

    لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين

    لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون

    ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم

    إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم

    ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم

    يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين

    ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم

    إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون

    ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم

    يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم

    ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم

    إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم

    يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون

    يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين

    الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم

    يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون

    فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم

    ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون

    قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون

    وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون

    وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم

    وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم

    ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين

    الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم

    في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال

    رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار

    ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب

    والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب

    أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور

    ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون

    ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير

    ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار

    يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار

    والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير

    لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم

    ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين

    وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون

    وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين

    أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون

    إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون

    ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون

    وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون

    قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين

    وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون

    وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون

    لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير

    يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم

    وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم

    والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم

    ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون

    إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم

    لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم

    ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم
    vالفرقان
    بسم الله الرحمن الرحيم
    تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا

    الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا

    واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا

    وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزورا

    وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا

    قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما

    وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا

    أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا

    انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا

    تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا

    بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا

    إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا

    وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا

    لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا

    قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا

    لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربك وعدا مسئولا

    ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل

    قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا

    فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا

    وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا

    وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا

    يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا

    وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا

    أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا

    ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا

    الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا

    ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا

    يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا

    لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا

    وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا

    وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا

    وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا

    ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا

    الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا

    ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا

    فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا

    وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما

    وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا

    وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا

    ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا

    وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا

    إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا

    أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا

    أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا

    ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا

    ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا

    وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا

    وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا

    لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا

    ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا

    ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا

    فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا

    وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا

    وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا

    ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا

    وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا

    قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا

    وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا

    الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا

    وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا

    تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا

    وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا

    وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما

    والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما

    والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما

    إنها ساءت مستقرا ومقاما

    والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما

    والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما

    يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا

    إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما

    ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا

    والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما

    والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا

    والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما

    أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما

    خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما

    قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما
    vالشعراء
    بسم الله الرحمن الرحيم
    طسم

    تلك آيات الكتاب المبين

    لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين

    إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين

    وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين

    فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون

    أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم

    إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

    وإن ربك لهو العزيز الرحيم

    وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين

    قوم فرعون ألا يتقون

    قال رب إني أخاف أن يكذبون

    ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون

    ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون

    قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون

    فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين

    أن أرسل معنا بني إسرائيل

    قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين

    وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين

    قال فعلتها إذا وأنا من الضالين

    ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين

    وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل

    قال فرعون وما رب العالمين

    قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين

    قال لمن حوله ألا تستمعون

    قال ربكم ورب آبائكم الأولين

    قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون

    قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون

    قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين

    قال أولو جئتك بشيء مبين

    قال فأت به إن كنت من الصادقين

    فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين

    ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين

    قال للملإ حوله إن هذا لساحر عليم

    يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون

    قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين

    يأتوك بكل سحار عليم

    فجمع السحرة لميقات يوم معلوم

    وقيل للناس هل أنتم مجتمعون

    لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين

    فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين

    قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين

    قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون

    فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون

    فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون

    فألقي السحرة ساجدين

    قالوا آمنا برب العالمين

    رب موسى وهارون

    قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين

    قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون

    إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين

    وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون

    فأرسل فرعون في المدائن حاشرين

    إن هؤلاء لشرذمة قليلون

    وإنهم لنا لغائظون

    وإنا لجميع حاذرون

    فأخرجناهم من جنات وعيون

    وكنوز ومقام كريم

    كذلك وأورثناها بني إسرائيل

    فأتبعوهم مشرقين

    فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون

    قال كلا إن معي ربي سيهدين

    فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم

    وأزلفنا ثم الآخرين

    وأنجينا موسى ومن معه أجمعين

    ثم أغرقنا الآخرين

    إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

    وإن ربك لهو العزيز الرحيم

    واتل عليهم نبأ إبراهيم

    إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون

    قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين

    قال هل يسمعونكم إذ تدعون

    أو ينفعونكم أو يضرون

    قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون

    قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون

    أنتم وآباؤكم الأقدمون

    فإنهم عدو لي إلا رب العالمين

    الذي خلقني فهو يهدين

    والذي هو يطعمني ويسقين

    وإذا مرضت فهو يشفين

    والذي يميتني ثم يحيين

    والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين

    رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين

    واجعل لي لسان صدق في الآخرين

    واجعلني من ورثة جنة النعيم

    واغفر لأبي إنه كان من الضالين

    ولا تخزني يوم يبعثون

    يوم لا ينفع مال ولا بنون

    إلا من أتى الله بقلب سليم

    وأزلفت الجنة للمتقين

    وبرزت الجحيم للغاوين

    وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون

    من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون

    فكبكبوا فيها هم والغاوون

    وجنود إبليس أجمعون

    قالوا وهم فيها يختصمون

    تالله إن كنا لفي ضلال مبين

    إذ نسويكم برب العالمين

    وما أضلنا إلا المجرمون

    فما لنا من شافعين

    ولا صديق حميم

    فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين

    إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

    وإن ربك لهو العزيز الرحيم

    كذبت قوم نوح المرسلين

    إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون

    إني لكم رسول أمين

    فاتقوا الله وأطيعون

    وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين

    فاتقوا الله وأطيعون

    قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون

    قال وما علمي بما كانوا يعملون

    إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون

    وما أنا بطارد المؤمنين

    إن أنا إلا نذير مبين

    قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين

    قال رب إن قومي كذبون

    فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين

    فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون

    ثم أغرقنا بعد الباقين

    إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

    وإن ربك لهو العزيز الرحيم

    كذبت عاد المرسلين

    إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون

    إني لكم رسول أمين

    فاتقوا الله وأطيعون

    وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين

    أتبنون بكل ريع آية تعبثون

    وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون

    وإذا بطشتم بطشتم جبارين

    فاتقوا الله وأطيعون

    واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون

    أمدكم بأنعام وبنين

    وجنات وعيون

    إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم

    قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين

    إن هذا إلا خلق الأولين

    وما نحن بمعذبين

    فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

    وإن ربك لهو العزيز الرحيم

    كذبت ثمود المرسلين

    إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون

    إني لكم رسول أمين

    فاتقوا الله وأطيعون

    وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين

    أتتركون في ما هاهنا آمنين

    في جنات وعيون

    وزروع ونخل طلعها هضيم

    وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين

    فاتقوا الله وأطيعون

    ولا تطيعوا أمر المسرفين

    الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون

    قالوا إنما أنت من المسحرين

    ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين

    قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم

    ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم

    فعقروها فأصبحوا نادمين

    فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

    وإن ربك لهو العزيز الرحيم

    كذبت قوم لوط المرسلين

    إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون

    إني لكم رسول أمين

    فاتقوا الله وأطيعون

    وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين

    أتأتون الذكران من العالمين

    وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون

    قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين

    قال إني لعملكم من القالين

    رب نجني وأهلي مما يعملون

    فنجيناه وأهله أجمعين

    إلا عجوزا في الغابرين

    ثم دمرنا الآخرين

    وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين

    إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

    وإن ربك لهو العزيز الرحيم

    كذب أصحاب الأيكة المرسلين

    إذ قال لهم شعيب ألا تتقون

    إني لكم رسول أمين

    فاتقوا الله وأطيعون

    وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين

    أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين

    وزنوا بالقسطاس المستقيم

    ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين

    واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين

    قالوا إنما أنت من المسحرين

    وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين

    فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين

    قال ربي أعلم بما تعملون

    فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم

    إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

    وإن ربك لهو العزيز الرحيم

    وإنه لتنزيل رب العالمين

    نزل به الروح الأمين

    على قلبك لتكون من المنذرين

    بلسان عربي مبين

    وإنه لفي زبر الأولين

    أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل

    ولو نزلناه على بعض الأعجمين

    فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين

    كذلك سلكناه في قلوب المجرمين

    لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم

    فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون

    فيقولوا هل نحن منظرون

    أفبعذابنا يستعجلون

    أفرأيت إن متعناهم سنين

    ثم جاءهم ما كانوا يوعدون

    ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون

    وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون

    ذكرى وما كنا ظالمين

    وما تنزلت به الشياطين

    وما ينبغي لهم وما يستطيعون

    إنهم عن السمع لمعزولون

    فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين

    وأنذر عشيرتك الأقربين

    واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين

    فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون

    وتوكل على العزيز الرحيم

    الذي يراك حين تقوم

    وتقلبك في الساجدين

    إنه هو السميع العليم

    هل أنبئكم على من تنزل الشياطين

    تنزل على كل أفاك أثيم

    يلقون السمع وأكثرهم كاذبون

    والشعراء يتبعهم الغاوون

    ألم تر أنهم في كل واد يهيمون

    وأنهم يقولون ما لا يفعلون

    إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
    vالنمل
    بسم الله الرحمن الرحيم
    طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين

    هدى وبشرى للمؤمنين

    الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون

    إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون

    أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون

    وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم

    إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون

    فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين

    يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم

    وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون

    إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم

    وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين

    فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين

    وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين

    ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين

    وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين

    وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون

    حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون

    فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين

    وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين

    لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين

    فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين

    إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم

    وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون

    ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون

    الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم

    قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين

    اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون

    قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم

    إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم

    ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين

    قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون

    قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين

    قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون

    وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون

    فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما آتان الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون

    ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون

    قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين

    قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين

    قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم

    قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون

    فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين

    وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين

    قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين

    ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون

    قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون

    قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون

    وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون

    قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون

    ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون

    فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين

    فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون

    وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون

    ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون

    أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون

    فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون

    فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين

    وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين

    قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون

    أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون

    أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون

    أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون

    أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون

    أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين

    قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون

    بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون

    وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون

    لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين

    قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين

    ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون

    ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين

    قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون

    وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون

    وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون

    وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين

    إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون

    وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين

    إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم

    فتوكل على الله إنك على الحق المبين

    إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين

    وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون

    وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون

    ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون

    حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون

    ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون

    ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون

    ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين

    وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون

    من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون

    ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون

    إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين

    وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين

    وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون
    vالقصص
    بسم الله الرحمن الرحيم
    طسم

    تلك آيات الكتاب المبين

    نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون

    إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين

    ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين

    ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون

    وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين

    فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين

    وقالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون

    وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين

    وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون

    وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون

    فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون

    ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين

    ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين

    قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم

    قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين

    فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين

    فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين

    وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين

    فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين

    ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل

    ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير

    فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير

    فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين

    قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين

    قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين

    قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل

    فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون

    فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين

    وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين

    اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين

    قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون

    وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون

    قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون

    فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذا إلا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين

    وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون

    وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي ياهامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين

    واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون

    فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين

    وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون

    وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين

    ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون

    وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين

    ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين

    وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون

    ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين

    فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون

    قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين

    فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين

    ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون

    الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون

    وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين

    أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون

    وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين

    إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين

    وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون

    وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين

    وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون

    وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون

    أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين

    ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون

    قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون

    وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون

    ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين

    فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون

    فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين

    وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون

    وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون

    وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون

    قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون

    قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون

    ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون

    ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون

    ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون

    إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين

    وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين

    قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون

    فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم

    وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون

    فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين

    وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون

    تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين

    من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون

    إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين

    وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين

    ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين

    ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون
    vالعنكبوت
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الم

    أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون

    ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين

    أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون

    من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم

    ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين

    والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون

    ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون

    والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين

    ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين

    وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين

    وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون

    وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون

    ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون

    فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين

    وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون

    إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون

    وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين

    أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير

    قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير

    يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون

    وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير

    والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم

    فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون

    وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين

    فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم

    ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين

    ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين

    أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين

    قال رب انصرني على القوم المفسدين

    ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين

    قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين

    ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين

    إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون

    ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون

    وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين

    فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين

    وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين

    وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين

    فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

    مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون

    إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم

    وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون

    خلق الله السماوات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين

    اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

    ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون

    وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون

    وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون

    بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون

    وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين

    أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون

    قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون

    ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون

    يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين

    يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون

    يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون

    كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون

    والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين

    الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون

    وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم

    ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون

    الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم

    ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون

    وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون

    فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون

    ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون

    أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون

    ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين

    والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين
    vالروم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الم

    غلبت الروم

    في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون

    في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون

    بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم

    وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون

    يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون

    أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون

    أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

    ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون

    الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون

    ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون

    ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين

    ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون

    فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون

    وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون

    فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون

    وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون

    يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون

    ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون

    ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون

    ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين

    ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون

    ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون

    ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون

    وله من في السماوات والأرض كل له قانتون

    وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم

    ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون

    بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين

    فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون

    منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين

    من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون

    وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون

    ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون

    أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون

    وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون

    أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون

    فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون

    وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون

    الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون

    ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون

    قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين

    فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون

    من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون

    ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين

    ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون

    ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين

    الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون

    وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين

    فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير

    ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون

    فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين

    وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون

    الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير

    ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون

    وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون

    فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون

    ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون

    كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون

    فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون
    vلقمان
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الم

    تلك آيات الكتاب الحكيم

    هدى ورحمة للمحسنين

    الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون

    أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون

    ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين

    وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم

    إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم

    خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم

    خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم

    هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين

    ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد

    وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم

    ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير

    وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون

    يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير

    يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور

    ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور

    واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير

    ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير

    وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير

    ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور

    ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور

    نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ

    ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون

    لله ما في السماوات والأرض إن الله هو الغني الحميد

    ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم

    ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير

    ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير

    ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير

    ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور

    وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور

    يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور

    إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير
    vالسجدة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الم

    تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين

    أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون

    الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون

    يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون

    ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم

    الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين

    ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين

    ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون

    وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون

    قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون

    ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون

    ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين

    فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون

    إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون

    تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون

    فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون

    أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون

    أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون

    وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون

    ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون

    ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون

    ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل

    وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون

    إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون

    أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون

    أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون

    ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين

    قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون

    فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون
    vالأحزاب
    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما

    واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا

    وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا

    ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

    ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما

    النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا

    وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا

    ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما

    يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا

    إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا

    هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا

    وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا

    وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا

    ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا

    ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا

    قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا

    قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا

    قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا

    أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا

    يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا

    لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا

    ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما

    من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا

    ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما

    ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا

    وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا

    وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيء قديرا

    يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا

    وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما

    يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا

    ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما

    يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا

    وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا

    واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا

    إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما

    وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا

    وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا

    ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا

    الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا

    ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما

    يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا

    وسبحوه بكرة وأصيلا

    هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما

    تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما

    يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا

    وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا

    وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا

    ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا

    يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا

    يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما

    ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما

    لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا

    يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما

    إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما

    لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شيء شهيدا

    إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما

    إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا

    والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا

    يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما

    لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا

    ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا

    سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا

    يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا

    إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا

    خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا

    يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا

    وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا

    ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا

    يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها

    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا

    يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما

    إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا

    ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما
    vسبأ
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير

    يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور

    وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين

    ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم

    والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم

    ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد

    وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد

    أفترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد

    أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب

    ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد

    أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير

    ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير

    يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور

    فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين

    لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور

    فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل

    ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور

    وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين

    فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور

    ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين

    وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ

    قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير

    ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير

    قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين

    قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون

    قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم

    قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم

    وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون

    ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين

    قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون

    وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين

    قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين

    وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون

    وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون

    وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين

    قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون

    وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون

    والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون

    قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين

    ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون

    قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون

    فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون

    وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين

    وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير

    وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير

    قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد

    قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله وهو على كل شيء شهيد

    قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب

    قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد

    قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي إنه سميع قريب

    ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب

    وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد

    وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد

    وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب
    vفاطر
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير

    ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم

    يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون

    وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الأمور

    يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور

    إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير

    الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير

    أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون

    والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور

    من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور

    والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير

    وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون

    يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير

    إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير

    يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد

    إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد

    وما ذلك على الله بعزيز

    ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير

    وما يستوي الأعمى والبصير

    ولا الظلمات ولا النور

    ولا الظل ولا الحرور

    وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور

    إن أنت إلا نذير

    إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير

    وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير

    ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير

    ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود

    ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور

    إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور

    ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور

    والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير

    ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير

    جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير

    وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور

    الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب

    والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور

    وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير

    إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور

    هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا

    قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات أم آتيناهم كتابا فهم على بينت منه بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا

    إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا

    وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا

    استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا

    أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا

    ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا
    vيس
    بسم الله الرحمن الرحيم
    يس

    والقرآن الحكيم

    إنك لمن المرسلين

    على صراط مستقيم

    تنزيل العزيز الرحيم

    لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون

    لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون

    إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون

    وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون

    وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون

    إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم

    إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين

    واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون

    إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون

    قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون

    قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون

    وما علينا إلا البلاغ المبين

    قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم

    قالوا طائركم معكم أإن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون

    وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين

    اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون

    وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون

    أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون

    إني إذا لفي ضلال مبين

    إني آمنت بربكم فاسمعون

    قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون

    بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين

    وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين

    إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون

    يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون

    ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون

    وإن كل لما جميع لدينا محضرون

    وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون

    وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون

    ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون

    سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون

    وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون

    والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم

    والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم

    لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون

    وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون

    وخلقنا لهم من مثله ما يركبون

    وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون

    إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين

    وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون

    وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين

    وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين

    ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين

    ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون

    فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون

    ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون

    قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون

    إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون

    فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون

    إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون

    هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون

    لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون

    سلام قولا من رب رحيم

    وامتازوا اليوم أيها المجرمون

    ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين

    وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم

    ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون

    هذه جهنم التي كنتم توعدون

    اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون

    اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون

    ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون

    ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون

    ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون

    وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين

    لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين

    أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون

    وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون

    ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون

    واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون

    لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون

    فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون

    أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين

    وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم

    قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم

    الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون

    أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم

    إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون

    فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون
    vالصافات
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصافات صفا

    فالزاجرات زجرا

    فالتاليات ذكرا

    إن إلهكم لواحد

    رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق

    إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب

    وحفظا من كل شيطان مارد

    لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب

    دحورا ولهم عذاب واصب

    إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب

    فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب

    بل عجبت ويسخرون

    وإذا ذكروا لا يذكرون

    وإذا رأوا آية يستسخرون

    وقالوا إن هذا إلا سحر مبين

    أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون

    أوآباؤنا الأولون

    قل نعم وأنتم داخرون

    فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون

    وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين

    هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون

    احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون

    من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم

    وقفوهم إنهم مسئولون

    ما لكم لا تناصرون

    بل هم اليوم مستسلمون

    وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون

    قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين

    قالوا بل لم تكونوا مؤمنين

    وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين

    فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون

    فأغويناكم إنا كنا غاوين

    فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون

    إنا كذلك نفعل بالمجرمين

    إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون

    ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون

    بل جاء بالحق وصدق المرسلين

    إنكم لذائقو العذاب الأليم

    وما تجزون إلا ما كنتم تعملون

    إلا عباد الله المخلصين

    أولئك لهم رزق معلوم

    فواكه وهم مكرمون

    في جنات النعيم

    على سرر متقابلين

    يطاف عليهم بكأس من معين

    بيضاء لذة للشاربين

    لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون

    وعندهم قاصرات الطرف عين

    كأنهن بيض مكنون

    فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون

    قال قائل منهم إني كان لي قرين

    يقول أئنك لمن المصدقين

    أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون

    قال هل أنتم مطلعون

    فاطلع فرآه في سواء الجحيم

    قال تالله إن كدت لتردين

    ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين

    أفما نحن بميتين

    إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين

    إن هذا لهو الفوز العظيم

    لمثل هذا فليعمل العاملون

    أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم

    إنا جعلناها فتنة للظالمين

    إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم

    طلعها كأنه رءوس الشياطين

    فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون

    ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم

    ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم

    إنهم ألفوا آباءهم ضالين

    فهم على آثارهم يهرعون

    ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين

    ولقد أرسلنا فيهم منذرين

    فانظر كيف كان عاقبة المنذرين

    إلا عباد الله المخلصين

    ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون

    ونجيناه وأهله من الكرب العظيم

    وجعلنا ذريته هم الباقين

    وتركنا عليه في الآخرين

    سلام على نوح في العالمين

    إنا كذلك نجزي المحسنين

    إنه من عبادنا المؤمنين

    ثم أغرقنا الآخرين

    وإن من شيعته لإبراهيم

    إذ جاء ربه بقلب سليم

    إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون

    أئفكا آلهة دون الله تريدون

    فما ظنكم برب العالمين

    فنظر نظرة في النجوم

    فقال إني سقيم

    فتولوا عنه مدبرين

    فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون

    ما لكم لا تنطقون

    فراغ عليهم ضربا باليمين

    فأقبلوا إليه يزفون

    قال أتعبدون ما تنحتون

    والله خلقكم وما تعملون

    قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم

    فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين

    وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين

    رب هب لي من الصالحين

    فبشرناه بغلام حليم

    فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين

    فلما أسلما وتله للجبين

    وناديناه أن يا إبراهيم

    قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين

    إن هذا لهو البلاء المبين

    وفديناه بذبح عظيم

    وتركنا عليه في الآخرين

    سلام على إبراهيم

    كذلك نجزي المحسنين

    إنه من عبادنا المؤمنين

    وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين

    وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين

    ولقد مننا على موسى وهارون

    ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم

    ونصرناهم فكانوا هم الغالبين

    وآتيناهما الكتاب المستبين

    وهديناهما الصراط المستقيم

    وتركنا عليهما في الآخرين

    سلام على موسى وهارون

    إنا كذلك نجزي المحسنين

    إنهما من عبادنا المؤمنين

    وإن إلياس لمن المرسلين

    إذ قال لقومه ألا تتقون

    أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين

    الله ربكم ورب آبائكم الأولين

    فكذبوه فإنهم لمحضرون

    إلا عباد الله المخلصين

    وتركنا عليه في الآخرين

    سلام على إل ياسين

    إنا كذلك نجزي المحسنين

    إنه من عبادنا المؤمنين

    وإن لوطا لمن المرسلين

    إذ نجيناه وأهله أجمعين

    إلا عجوزا في الغابرين

    ثم دمرنا الآخرين

    وإنكم لتمرون عليهم مصبحين

    وبالليل أفلا تعقلون

    وإن يونس لمن المرسلين

    إذ أبق إلى الفلك المشحون

    فساهم فكان من المدحضين

    فالتقمه الحوت وهو مليم

    فلولا أنه كان من المسبحين

    للبث في بطنه إلى يوم يبعثون

    فنبذناه بالعراء وهو سقيم

    وأنبتنا عليه شجرة من يقطين

    وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون

    فآمنوا فمتعناهم إلى حين

    فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون

    أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون

    ألا إنهم من إفكهم ليقولون

    ولد الله وإنهم لكاذبون

    أصطفى البنات على البنين

    ما لكم كيف تحكمون

    أفلا تذكرون

    أم لكم سلطان مبين

    فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين

    وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون

    سبحان الله عما يصفون

    إلا عباد الله المخلصين

    فإنكم وما تعبدون

    ما أنتم عليه بفاتنين

    إلا من هو صال الجحيم

    وما منا إلا له مقام معلوم

    وإنا لنحن الصافون

    وإنا لنحن المسبحون

    وإن كانوا ليقولون

    لو أن عندنا ذكرا من الأولين

    لكنا عباد الله المخلصين

    فكفروا به فسوف يعلمون

    ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين

    إنهم لهم المنصورون

    وإن جندنا لهم الغالبون

    فتول عنهم حتى حين

    وأبصرهم فسوف يبصرون

    أفبعذابنا يستعجلون

    فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين

    وتول عنهم حتى حين

    وأبصر فسوف يبصرون

    سبحان ربك رب العزة عما يصفون

    وسلام على المرسلين

    والحمد لله رب العالمين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ص والقرآن ذي الذكر

    بل الذين كفروا في عزة وشقاق

    كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص

    وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب

    أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب

    وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد

    ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق

    أؤنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب

    أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب

    أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب

    جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب

    كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد

    وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب

    إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب

    وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق

    وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب

    اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب

    إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق

    والطير محشورة كل له أواب

    وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب

    وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب

    إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط

    إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب

    قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب

    فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب

    يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب

    وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار

    أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار

    كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب

    ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب

    إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد

    فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب

    ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق

    ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب

    قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب

    فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب

    والشياطين كل بناء وغواص

    وآخرين مقرنين في الأصفاد

    هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب

    وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب

    واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب

    اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب

    ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب

    وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب

    واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار

    إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار

    وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار

    واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار

    هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب

    جنات عدن مفتحة لهم الأبواب

    متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب

    وعندهم قاصرات الطرف أتراب

    هذا ما توعدون ليوم الحساب

    إن هذا لرزقنا ما له من نفاد

    هذا وإن للطاغين لشر مآب

    جهنم يصلونها فبئس المهاد

    هذا فليذوقوه حميم وغساق

    وآخر من شكله أزواج

    هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالو النار

    قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار

    قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار

    وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار

    أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار

    إن ذلك لحق تخاصم أهل النار

    قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار

    رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار

    قل هو نبأ عظيم

    أنتم عنه معرضون

    ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون

    إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين

    إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين

    فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين

    فسجد الملائكة كلهم أجمعون

    إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين

    قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين

    قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين

    قال فاخرج منها فإنك رجيم

    وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين

    قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون

    قال فإنك من المنظرين

    إلى يوم الوقت المعلوم

    قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين

    إلا عبادك منهم المخلصين

    قال فالحق والحق أقول

    لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين

    قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين

    إن هو إلا ذكر للعالمين

    ولتعلمن نبأه بعد حين
    vالزمر
    بسم الله الرحمن الرحيم
    تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم

    إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين

    ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار

    لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار

    خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار

    خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون

    إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور

    وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار

    أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب

    قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب

    قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين

    وأمرت لأن أكون أول المسلمين

    قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم

    قل الله أعبد مخلصا له ديني

    فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين

    لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون

    والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد

    الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب

    أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار

    لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد

    ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب

    أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين

    الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد

    أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون

    كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون

    فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون

    ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون

    قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون

    ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون

    إنك ميت وإنهم ميتون

    ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون

    فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين

    والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون

    لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين

    ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون

    أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد

    ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام

    ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون

    قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون

    من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم

    إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل

    الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون

    أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون

    قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون

    وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون

    قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون

    ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون

    وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون

    فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون

    قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون

    فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين

    أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون

    قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم

    وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون

    واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون

    أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين

    أو تقول لو أن الله هدان لكنت من المتقين

    أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين

    بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين

    ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين

    وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون

    الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل

    له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون

    قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون

    ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين

    بل الله فاعبد وكن من الشاكرين

    وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون

    ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون

    وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون

    ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون

    وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين

    قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين

    وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين

    وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين

    وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين
    vغافر
    بسم الله الرحمن الرحيم
    حم

    تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم

    غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير

    ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد

    كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب

    وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار

    الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم

    ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم

    وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم

    إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون

    قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل

    ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير

    هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب

    فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون

    رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق

    يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار

    اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب

    وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع

    يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور

    والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير

    أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق

    ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب

    ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين

    إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب

    فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال

    وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد

    وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب

    وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب

    يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد

    وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب

    مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد

    ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد

    يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد

    ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب

    الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار

    وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب

    أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب

    وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد

    يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار

    من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب

    ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار

    تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار

    لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار

    فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد

    فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب

    النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب

    وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار

    قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد

    وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب

    قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال

    إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد

    يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار

    ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب

    هدى وذكرى لأولي الألباب

    فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار

    إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير

    لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون

    وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون

    إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون

    وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين

    الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون

    ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون

    كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون

    الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين

    هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين

    قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين

    هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون

    هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون

    ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون

    الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون

    إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون

    في الحميم ثم في النار يسجرون

    ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون

    من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعو من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين

    ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون

    ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين

    فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون

    ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون

    الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون

    ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون

    ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون

    أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون

    فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون

    فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين

    فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون
    vفصلت
    بسم الله الرحمن الرحيم
    حم

    تنزيل من الرحمن الرحيم

    كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون

    بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون

    وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون

    قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين

    الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون

    إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون

    قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين

    وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين

    ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين

    فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم

    فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود

    إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون

    فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون

    فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون

    وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون

    ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون

    ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون

    حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون

    وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون

    وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون

    وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين

    فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين

    وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين

    وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون

    فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون

    ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون

    وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين

    إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون

    نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون

    نزلا من غفور رحيم

    ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين

    ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم

    وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم

    وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم

    ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون

    فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون

    ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير

    إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير

    إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز

    لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد

    ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم

    ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد

    ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب

    من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد

    إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ما منا من شهيد

    وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص

    لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط

    ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ

    وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض

    قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد

    سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد

    ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط
    vالشورى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    حم

    عسق

    كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم

    له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم

    تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم

    والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل

    وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير

    ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير

    أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير

    وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب

    فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

    له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم

    شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب

    وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب

    فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير

    والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد

    الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب

    يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد

    الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز

    من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب

    أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم

    ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير

    ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور

    أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور

    وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون

    ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد

    ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير

    وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد

    ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير

    وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير

    وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير

    ومن آياته الجواري في البحر كالأعلام

    إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور

    أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير

    ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص

    فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون

    والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون

    والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون

    والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون

    وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين

    ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل

    إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم

    ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور

    ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل

    وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم

    وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل

    استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجإ يومئذ وما لكم من نكير

    فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور

    لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور

    أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير

    وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم

    وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم

    صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور
    vالزخرف
    بسم الله الرحمن الرحيم
    حم

    والكتاب المبين

    إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون

    وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم

    أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين

    وكم أرسلنا من نبي في الأولين

    وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزئون

    فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين

    ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم

    الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون

    والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون

    والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون

    لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين

    وإنا إلى ربنا لمنقلبون

    وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين

    أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين

    وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم

    أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين

    وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون

    وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون

    أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون

    بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون

    وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون

    قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون

    فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين

    وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون

    إلا الذي فطرني فإنه سيهدين

    وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون

    بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين

    ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون

    وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم

    أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون

    ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون

    ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون

    وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين

    ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين

    وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون

    حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين

    ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون

    أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين

    فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون

    أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون

    فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم

    وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون

    واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون

    ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين

    فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون

    وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون

    وقالوا يا أيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون

    فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون

    ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون

    أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين

    فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين

    فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين

    فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين

    فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين

    ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون

    وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون

    إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل

    ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون

    وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم

    ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين

    ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون

    إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم

    فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم

    هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون

    الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين

    يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون

    الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين

    ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون

    يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون

    وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون

    لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون

    إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون

    لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون

    وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين

    ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون

    لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون

    أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون

    أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون

    قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين

    سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون

    فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون

    وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم

    وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون

    ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون

    ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون

    وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون

    فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون
    vالدخان
    بسم الله الرحمن الرحيم
    حم

    والكتاب المبين

    إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين

    فيها يفرق كل أمر حكيم

    أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين

    رحمة من ربك إنه هو السميع العليم

    رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين

    لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين

    بل هم في شك يلعبون

    فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين

    يغشى الناس هذا عذاب أليم

    ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون

    أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين

    ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون

    إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون

    يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون

    ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم

    أن أدوا إلي عباد الله إني لكم رسول أمين

    وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين

    وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون

    وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون

    فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون

    فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون

    واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون

    كم تركوا من جنات وعيون

    وزروع ومقام كريم

    ونعمة كانوا فيها فاكهين

    كذلك وأورثناها قوما آخرين

    فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين

    ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين

    من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين

    ولقد اخترناهم على علم على العالمين

    وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين

    إن هؤلاء ليقولون

    إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين

    فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين

    أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين

    وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين

    ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون

    إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين

    يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون

    إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم

    إن شجرت الزقوم

    طعام الأثيم

    كالمهل يغلي في البطون

    كغلي الحميم

    خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم

    ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم

    ذق إنك أنت العزيز الكريم

    إن هذا ما كنتم به تمترون

    إن المتقين في مقام أمين

    في جنات وعيون

    يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين

    كذلك وزوجناهم بحور عين

    يدعون فيها بكل فاكهة آمنين

    لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم

    فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم

    فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون

    فارتقب إنهم مرتقبون
    vالجاثية
    بسم الله الرحمن الرحيم
    حم

    تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم

    إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين

    وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون

    واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون

    تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون

    ويل لكل أفاك أثيم

    يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم

    وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين

    من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم

    هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم

    الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون

    وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون

    قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون

    من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون

    ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين

    وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون

    ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون

    إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين

    هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون

    أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون

    وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون

    أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون

    وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون

    وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين

    قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون

    ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون

    وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون

    هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون

    فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك هو الفوز المبين

    وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين

    وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين

    وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون

    وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين

    ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون

    فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين

    وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم
    vالأحقاف
    بسم الله الرحمن الرحيم
    حم

    تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم

    ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون

    قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين

    ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون

    وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين

    وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين

    أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم

    قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين

    قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين

    وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم

    ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين

    إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون

    أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون

    ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين

    أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون

    والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين

    أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين

    ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون

    ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون

    واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم

    قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين

    قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون

    فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم

    تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين

    ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون

    ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون

    فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون

    وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين

    قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم

    يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم

    ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين

    أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير

    ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون

    فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون
    vمحمد
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم

    والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم

    ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم

    فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم

    سيهديهم ويصلح بالهم

    ويدخلهم الجنة عرفها لهم

    يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم

    والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم

    ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم

    أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها

    ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم

    إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم

    وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم

    أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم

    مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم

    ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم

    والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم

    فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم

    فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم

    ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم

    طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم

    فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم

    أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم

    أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها

    إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم

    ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم

    فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم

    ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم

    أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم

    ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم

    ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم

    إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم

    يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم

    إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم

    فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم

    إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم

    إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم

    هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم
    vالفتح
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إنا فتحنا لك فتحا مبينا

    ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما

    وينصرك الله نصرا عزيزا

    هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما

    ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما

    ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا

    ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما

    إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا

    لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا

    إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما

    سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا

    بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا

    ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا

    ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما

    سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا

    قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما

    ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما

    لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا

    ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما

    وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما

    وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديرا

    ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا

    سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا

    وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا

    هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما

    إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما

    لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا

    هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا

    محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما
    vالحجرات
    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم

    يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون

    إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم

    إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون

    ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم

    يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين

    واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون

    فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم

    وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين

    إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون

    يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون

    يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم

    يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير

    قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم

    إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون

    قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم

    يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين

    إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ق والقرآن المجيد

    بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب

    أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد

    قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ

    بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج

    أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج

    والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج

    تبصرة وذكرى لكل عبد منيب

    ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد

    والنخل باسقات لها طلع نضيد

    رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج

    كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود

    وعاد وفرعون وإخوان لوط

    وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد

    أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد

    ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد

    إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد

    ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

    وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد

    ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد

    وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد

    لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد

    وقال قرينه هذا ما لدي عتيد

    ألقيا في جهنم كل كفار عنيد

    مناع للخير معتد مريب

    الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد

    قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد

    قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد

    ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد

    يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد

    وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد

    هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ

    من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب

    ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود

    لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد

    وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص

    إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

    ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب

    فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب

    ومن الليل فسبحه وأدبار السجود

    واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب

    يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج

    إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير

    يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير

    نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد
    vالذاريات
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والذاريات ذروا

    فالحاملات وقرا

    فالجاريات يسرا

    فالمقسمات أمرا

    إنما توعدون لصادق

    وإن الدين لواقع

    والسماء ذات الحبك

    إنكم لفي قول مختلف

    يؤفك عنه من أفك

    قتل الخراصون

    الذين هم في غمرة ساهون

    يسألون أيان يوم الدين

    يوم هم على النار يفتنون

    ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون

    إن المتقين في جنات وعيون

    آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين

    كانوا قليلا من الليل ما يهجعون

    وبالأسحار هم يستغفرون

    وفي أموالهم حق للسائل والمحروم

    وفي الأرض آيات للموقنين

    وفي أنفسكم أفلا تبصرون

    وفي السماء رزقكم وما توعدون

    فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون

    هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين

    إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون

    فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين

    فقربه إليهم قال ألا تأكلون

    فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم

    فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم

    قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم

    قال فما خطبكم أيها المرسلون

    قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين

    لنرسل عليهم حجارة من طين

    مسومة عند ربك للمسرفين

    فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين

    فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين

    وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم

    وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين

    فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون

    فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم

    وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم

    ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم

    وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين

    فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون

    فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين

    وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين

    والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون

    والأرض فرشناها فنعم الماهدون

    ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون

    ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين

    ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين

    كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون

    أتواصوا به بل هم قوم طاغون

    فتول عنهم فما أنت بملوم

    وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

    وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

    ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون

    إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين

    فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون

    فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون
    vالطور
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والطور

    وكتاب مسطور

    في رق منشور

    والبيت المعمور

    والسقف المرفوع

    والبحر المسجور

    إن عذاب ربك لواقع

    ما له من دافع

    يوم تمور السماء مورا

    وتسير الجبال سيرا

    فويل يومئذ للمكذبين

    الذين هم في خوض يلعبون

    يوم يدعون إلى نار جهنم دعا

    هذه النار التي كنتم بها تكذبون

    أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون

    اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون

    إن المتقين في جنات ونعيم

    فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم

    كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون

    متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين

    والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين

    وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون

    يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم

    ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون

    وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون

    قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين

    فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم

    إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم

    فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون

    أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون

    قل تربصوا فإني معكم من المتربصين

    أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون

    أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون

    فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين

    أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون

    أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون

    أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون

    أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين

    أم له البنات ولكم البنون

    أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون

    أم عندهم الغيب فهم يكتبون

    أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون

    أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون

    وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم

    فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون

    يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون

    وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون

    واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم

    ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم
    vالنجم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والنجم إذا هوى

    ما ضل صاحبكم وما غوى

    وما ينطق عن الهوى

    إن هو إلا وحي يوحى

    علمه شديد القوى

    ذو مرة فاستوى

    وهو بالأفق الأعلى

    ثم دنا فتدلى

    فكان قاب قوسين أو أدنى

    فأوحى إلى عبده ما أوحى

    ما كذب الفؤاد ما رأى

    أفتمارونه على ما يرى

    ولقد رآه نزلة أخرى

    عند سدرة المنتهى

    عندها جنة المأوى

    إذ يغشى السدرة ما يغشى

    ما زاغ البصر وما طغى

    لقد رأى من آيات ربه الكبرى

    أفرأيتم اللات والعزى

    ومناة الثالثة الأخرى

    ألكم الذكر وله الأنثى

    تلك إذا قسمة ضيزى

    إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى

    أم للإنسان ما تمنى

    فلله الآخرة والأولى

    وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى

    إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى

    وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا

    فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا

    ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى

    ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى

    الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى

    أفرأيت الذي تولى

    وأعطى قليلا وأكدى

    أعنده علم الغيب فهو يرى

    أم لم ينبأ بما في صحف موسى

    وإبراهيم الذي وفى

    ألا تزر وازرة وزر أخرى

    وأن ليس للإنسان إلا ما سعى

    وأن سعيه سوف يرى

    ثم يجزاه الجزاء الأوفى

    وأن إلى ربك المنتهى

    وأنه هو أضحك وأبكى

    وأنه هو أمات وأحيا

    وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى

    من نطفة إذا تمنى

    وأن عليه النشأة الأخرى

    وأنه هو أغنى وأقنى

    وأنه هو رب الشعرى

    وأنه أهلك عادا الأولى

    وثمود فما أبقى

    وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى

    والمؤتفكة أهوى

    فغشاها ما غشى

    فبأي آلاء ربك تتمارى

    هذا نذير من النذر الأولى

    أزفت الآزفة

    ليس لها من دون الله كاشفة

    أفمن هذا الحديث تعجبون

    وتضحكون ولا تبكون

    وأنتم سامدون

    فاسجدوا لله واعبدوا
    vالقمر
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اقتربت الساعة وانشق القمر

    وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر

    وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر

    ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر

    حكمة بالغة فما تغن النذر

    فتول عنهم يوم يدعو الداع إلى شيء نكر

    خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر

    مهطعين إلى الداعي يقول الكافرون هذا يوم عسر

    كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر

    فدعا ربه أني مغلوب فانتصر

    ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر

    وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر

    وحملناه على ذات ألواح ودسر

    تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر

    ولقد تركناها آية فهل من مدكر

    فكيف كان عذابي ونذر

    ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر

    كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر

    إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر

    تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر

    فكيف كان عذابي ونذر

    ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر

    كذبت ثمود بالنذر

    فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر

    أؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر

    سيعلمون غدا من الكذاب الأشر

    إنا مرسلو الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر

    ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر

    فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر

    فكيف كان عذابي ونذر

    إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر

    ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر

    كذبت قوم لوط بالنذر

    إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر

    نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر

    ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر

    ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر

    ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر

    فذوقوا عذابي ونذر

    ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر

    ولقد جاء آل فرعون النذر

    كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر

    أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر

    أم يقولون نحن جميع منتصر

    سيهزم الجمع ويولون الدبر

    بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر

    إن المجرمين في ضلال وسعر

    يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر

    إنا كل شيء خلقناه بقدر

    وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر

    ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر

    وكل شيء فعلوه في الزبر

    وكل صغير وكبير مستطر

    إن المتقين في جنات ونهر

    في مقعد صدق عند مليك مقتدر
    vالرحمن
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الرحمن

    علم القرآن

    خلق الإنسان

    علمه البيان

    الشمس والقمر بحسبان

    والنجم والشجر يسجدان

    والسماء رفعها ووضع الميزان

    ألا تطغوا في الميزان

    وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان

    والأرض وضعها للأنام

    فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام

    والحب ذو العصف والريحان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    خلق الإنسان من صلصال كالفخار

    وخلق الجان من مارج من نار

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    رب المشرقين ورب المغربين

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    مرج البحرين يلتقيان

    بينهما برزخ لا يبغيان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    كل من عليها فان

    ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    سنفرغ لكم أيه الثقلان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون

    يطوفون بينها وبين حميم آن

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    ولمن خاف مقام ربه جنتان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    ذواتا أفنان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    فيهما عينان تجريان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    فيهما من كل فاكهة زوجان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    متكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    كأنهن الياقوت والمرجان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    ومن دونهما جنتان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    مدهامتان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    فيهما عينان نضاختان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    فيهما فاكهة ونخل ورمان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    فيهن خيرات حسان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    حور مقصورات في الخيام

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان

    فبأي آلاء ربكما تكذبان

    تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام
    vالواقعة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إذا وقعت الواقعة

    ليس لوقعتها كاذبة

    خافضة رافعة

    إذا رجت الأرض رجا

    وبست الجبال بسا

    فكانت هباء منبثا

    وكنتم أزواجا ثلاثة

    فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة

    وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة

    والسابقون السابقون

    أولئك المقربون

    في جنات النعيم

    ثلة من الأولين

    وقليل من الآخرين

    على سرر موضونة

    متكئين عليها متقابلين

    يطوف عليهم ولدان مخلدون

    بأكواب وأباريق وكأس من معين

    لا يصدعون عنها ولا ينزفون

    وفاكهة مما يتخيرون

    ولحم طير مما يشتهون

    وحور عين

    كأمثال اللؤلؤ المكنون

    جزاء بما كانوا يعملون

    لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما

    إلا قيلا سلاما سلاما

    وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين

    في سدر مخضود

    وطلح منضود

    وظل ممدود

    وماء مسكوب

    وفاكهة كثيرة

    لا مقطوعة ولا ممنوعة

    وفرش مرفوعة

    إنا أنشأناهن إنشاء

    فجعلناهن أبكارا

    عربا أترابا

    لأصحاب اليمين

    ثلة من الأولين

    وثلة من الآخرين

    وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال

    في سموم وحميم

    وظل من يحموم

    لا بارد ولا كريم

    إنهم كانوا قبل ذلك مترفين

    وكانوا يصرون على الحنث العظيم

    وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون

    أوآباؤنا الأولون

    قل إن الأولين والآخرين

    لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم

    ثم إنكم أيها الضالون المكذبون

    لآكلون من شجر من زقوم

    فمالئون منها البطون

    فشاربون عليه من الحميم

    فشاربون شرب الهيم

    هذا نزلهم يوم الدين

    نحن خلقناكم فلولا تصدقون

    أفرأيتم ما تمنون

    أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون

    نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين

    على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون

    ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون

    أفرأيتم ما تحرثون

    أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون

    لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون

    إنا لمغرمون

    بل نحن محرومون

    أفرأيتم الماء الذي تشربون

    أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون

    لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون

    أفرأيتم النار التي تورون

    أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون

    نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين

    فسبح باسم ربك العظيم

    فلا أقسم بمواقع النجوم

    وإنه لقسم لو تعلمون عظيم

    إنه لقرآن كريم

    في كتاب مكنون

    لا يمسه إلا المطهرون

    تنزيل من رب العالمين

    أفبهذا الحديث أنتم مدهنون

    وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون

    فلولا إذا بلغت الحلقوم

    وأنتم حينئذ تنظرون

    ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون

    فلولا إن كنتم غير مدينين

    ترجعونها إن كنتم صادقين

    فأما إن كان من المقربين

    فروح وريحان وجنة نعيم

    وأما إن كان من أصحاب اليمين

    فسلام لك من أصحاب اليمين

    وأما إن كان من المكذبين الضالين

    فنزل من حميم

    وتصلية جحيم

    إن هذا لهو حق اليقين

    فسبح باسم ربك العظيم
    vالحديد
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم

    له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير

    هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم

    هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير

    له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور

    يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور

    آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير

    وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين

    هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم

    وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير

    من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم

    يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم

    يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب

    ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور

    فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير

    ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون

    اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون

    إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم

    والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم

    اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور

    سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم

    ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير

    لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور

    الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد

    لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز

    ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون

    ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون

    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم

    لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
    vالمجادلة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير

    الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور

    والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير

    فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم

    إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين

    يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد

    ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم

    ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير

    يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون

    إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون

    يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير

    يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم

    أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون

    ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون

    أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون

    اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين

    لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

    يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون

    استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون

    إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين

    كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز

    لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون
    vالحشر
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم

    هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار

    ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار

    ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب

    ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين

    وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير

    ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب

    للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون

    والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون

    والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم

    ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون

    لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون

    لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون

    لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون

    كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم

    كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين

    فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين

    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون

    ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون

    لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون

    لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون

    هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم

    هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون

    هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم
    vالممتحنة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل

    إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون

    لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير

    قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير

    ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم

    لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد

    عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم

    لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين

    إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون

    يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ولا تمسكوا بعصم الكوافر واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم

    وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون

    يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم

    يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور
    vالصف
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم

    يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون

    كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون

    إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص

    وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين

    وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين

    ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين

    يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون

    هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون

    يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم

    تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون

    يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم

    وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين

    يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين
    vالجمعة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم

    هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين

    وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم

    ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم

    مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين

    قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين

    ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين

    قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون

    يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون

    فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون

    وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين
    vالمنافقون
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون

    اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون

    ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون

    وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون

    وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون

    سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين

    هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون

    يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون

    يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون

    وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين

    ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون
    vالتغابن
    بسم الله الرحمن الرحيم
    يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

    هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير

    خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير

    يعلم ما في السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور

    ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم

    ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد

    زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير

    فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير

    يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم

    والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير

    ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم

    وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين

    الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون

    يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم

    إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم

    فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون

    إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم

    عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم
    vالطلاق
    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا

    فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا

    ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا

    واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا

    ذلك أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا

    أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى

    لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا

    وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا

    فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا

    أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا

    رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا

    الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما
    vالتحريم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم

    قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم

    وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير

    إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير

    عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا

    يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون

    يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون

    يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير

    يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير

    ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين

    وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين

    ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين
    vالملك
    بسم الله الرحمن الرحيم
    تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير

    الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور

    الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور

    ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير

    ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير

    وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير

    إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور

    تكاد تميز من الغيظ كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير

    قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير

    وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير

    فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير

    إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير

    وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور

    ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير

    هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور

    أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور

    أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير

    ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير

    أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير

    أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور

    أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور

    أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم

    قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون

    قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون

    ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين

    قل إنما العلم عند الله وإنما أنا نذير مبين

    فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون

    قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم

    قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين

    قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين
    vالقلم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ن والقلم وما يسطرون

    ما أنت بنعمة ربك بمجنون

    وإن لك لأجرا غير ممنون

    وإنك لعلى خلق عظيم

    فستبصر ويبصرون

    بأييكم المفتون

    إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين

    فلا تطع المكذبين

    ودوا لو تدهن فيدهنون

    ولا تطع كل حلاف مهين

    هماز مشاء بنميم

    مناع للخير معتد أثيم

    عتل بعد ذلك زنيم

    أن كان ذا مال وبنين

    إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين

    سنسمه على الخرطوم

    إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين

    ولا يستثنون

    فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون

    فأصبحت كالصريم

    فتنادوا مصبحين

    أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين

    فانطلقوا وهم يتخافتون

    أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين

    وغدوا على حرد قادرين

    فلما رأوها قالوا إنا لضالون

    بل نحن محرومون

    قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون

    قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين

    فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون

    قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين

    عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون

    كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون

    إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم

    أفنجعل المسلمين كالمجرمين

    ما لكم كيف تحكمون

    أم لكم كتاب فيه تدرسون

    إن لكم فيه لما تخيرون

    أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون

    سلهم أيهم بذلك زعيم

    أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين

    يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون

    خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون

    فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون

    وأملي لهم إن كيدي متين

    أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون

    أم عندهم الغيب فهم يكتبون

    فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم

    لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم

    فاجتباه ربه فجعله من الصالحين

    وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون

    وما هو إلا ذكر للعالمين
    vالحاقة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحاقة

    ما الحاقة

    وما أدراك ما الحاقة

    كذبت ثمود وعاد بالقارعة

    فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية

    وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية

    سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية

    فهل ترى لهم من باقية

    وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة

    فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية

    إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية

    لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية

    فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة

    وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة

    فيومئذ وقعت الواقعة

    وانشقت السماء فهي يومئذ واهية

    والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية

    يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية

    فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه

    إني ظننت أني ملاق حسابيه

    فهو في عيشة راضية

    في جنة عالية

    قطوفها دانية

    كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية

    وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه

    ولم أدر ما حسابيه

    يا ‎ليتها كانت القاضية

    ما أغنى عني ماليه

    هلك عني سلطانيه

    خذوه فغلوه

    ثم الجحيم صلوه

    ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه

    إنه كان لا يؤمن بالله العظيم

    ولا يحض على طعام المسكين

    فليس له اليوم هاهنا حميم

    ولا طعام إلا من غسلين

    لا يأكله إلا الخاطئون

    فلا أقسم بما تبصرون

    وما لا تبصرون

    إنه لقول رسول كريم

    وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون

    ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون

    تنزيل من رب العالمين

    ولو تقول علينا بعض الأقاويل

    لأخذنا منه باليمين

    ثم لقطعنا منه الوتين

    فما منكم من أحد عنه حاجزين

    وإنه لتذكرة للمتقين

    وإنا لنعلم أن منكم مكذبين

    وإنه لحسرة على الكافرين

    وإنه لحق اليقين

    فسبح باسم ربك العظيم
    vالمعارج
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سأل سائل بعذاب واقع

    للكافرين ليس له دافع

    من الله ذي المعارج

    تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة

    فاصبر صبرا جميلا

    إنهم يرونه بعيدا

    ونراه قريبا

    يوم تكون السماء كالمهل

    وتكون الجبال كالعهن

    ولا يسأل حميم حميما

    يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه

    وصاحبته وأخيه

    وفصيلته التي تؤويه

    ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه

    كلا إنها لظى

    نزاعة للشوى

    تدعو من أدبر وتولى

    وجمع فأوعى

    إن الإنسان خلق هلوعا

    إذا مسه الشر جزوعا

    وإذا مسه الخير منوعا

    إلا المصلين

    الذين هم على صلاتهم دائمون

    والذين في أموالهم حق معلوم

    للسائل والمحروم

    والذين يصدقون بيوم الدين

    والذين هم من عذاب ربهم مشفقون

    إن عذاب ربهم غير مأمون

    والذين هم لفروجهم حافظون

    إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين

    فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون

    والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون

    والذين هم بشهاداتهم قائمون

    والذين هم على صلاتهم يحافظون

    أولئك في جنات مكرمون

    فمال الذين كفروا قبلك مهطعين

    عن اليمين وعن الشمال عزين

    أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم

    كلا إنا خلقناهم مما يعلمون

    فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون

    على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين

    فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون

    يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون

    خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون
    vنوح
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم

    قال يا قوم إني لكم نذير مبين

    أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون

    يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون

    قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا

    فلم يزدهم دعائي إلا فرارا

    وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا

    ثم إني دعوتهم جهارا

    ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا

    فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا

    يرسل السماء عليكم مدرارا

    ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا

    ما لكم لا ترجون لله وقارا

    وقد خلقكم أطوارا

    ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا

    وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا

    والله أنبتكم من الأرض نباتا

    ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا

    والله جعل لكم الأرض بساطا

    لتسلكوا منها سبلا فجاجا

    قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا

    ومكروا مكرا كبارا

    وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا

    وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا

    مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا

    وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا

    إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا

    رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا
    vالجن
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا

    يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا

    وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا

    وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا

    وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا

    وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا

    وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا

    وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا

    وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا

    وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا

    وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا

    وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا

    وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا

    وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا

    وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا

    وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا

    لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا

    وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا

    وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا

    قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا

    قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا

    قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا

    إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا

    حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا

    قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا

    عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا

    إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا

    ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا
    vالمزمل
    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا أيها المزمل

    قم الليل إلا قليلا

    نصفه أو انقص منه قليلا

    أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا

    إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا

    إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا

    إن لك في النهار سبحا طويلا

    واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا

    رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا

    واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا

    وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا

    إن لدينا أنكالا وجحيما

    وطعاما ذا غصة وعذابا أليما

    يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا

    إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا

    فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا

    فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا

    السماء منفطر به كان وعده مفعولا

    إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا

    إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم
    vالمدثر
    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا أيها المدثر

    قم فأنذر

    وربك فكبر

    وثيابك فطهر

    والرجز فاهجر

    ولا تمنن تستكثر

    ولربك فاصبر

    فإذا نقر في الناقور

    فذلك يومئذ يوم عسير

    على الكافرين غير يسير

    ذرني ومن خلقت وحيدا

    وجعلت له مالا ممدودا

    وبنين شهودا

    ومهدت له تمهيدا

    ثم يطمع أن أزيد

    كلا إنه كان لآياتنا عنيدا

    سأرهقه صعودا

    إنه فكر وقدر

    فقتل كيف قدر

    ثم قتل كيف قدر

    ثم نظر

    ثم عبس وبسر

    ثم أدبر واستكبر

    فقال إن هذا إلا سحر يؤثر

    إن هذا إلا قول البشر

    سأصليه سقر

    وما أدراك ما سقر

    لا تبقي ولا تذر

    لواحة للبشر

    عليها تسعة عشر

    وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر

    كلا والقمر

    والليل إذ أدبر

    والصبح إذا أسفر

    إنها لإحدى الكبر

    نذيرا للبشر

    لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر

    كل نفس بما كسبت رهينة

    إلا أصحاب اليمين

    في جنات يتساءلون

    عن المجرمين

    ما سلككم في سقر

    قالوا لم نك من المصلين

    ولم نك نطعم المسكين

    وكنا نخوض مع الخائضين

    وكنا نكذب بيوم الدين

    حتى أتانا اليقين

    فما تنفعهم شفاعة الشافعين

    فما لهم عن التذكرة معرضين

    كأنهم حمر مستنفرة

    فرت من قسورة

    بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة

    كلا بل لا يخافون الآخرة

    كلا إنه تذكرة

    فمن شاء ذكره

    وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة
    vالقيامة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    لا أقسم بيوم القيامة

    ولا أقسم بالنفس اللوامة

    أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه

    بلى قادرين على أن نسوي بنانه

    بل يريد الإنسان ليفجر أمامه

    يسأل أيان يوم القيامة

    فإذا برق البصر

    وخسف القمر

    وجمع الشمس والقمر

    يقول الإنسان يومئذ أين المفر

    كلا لا وزر

    إلى ربك يومئذ المستقر

    ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر

    بل الإنسان على نفسه بصيرة

    ولو ألقى معاذيره

    لا تحرك به لسانك لتعجل به

    إن علينا جمعه وقرآنه

    فإذا قرأناه فاتبع قرآنه

    ثم إن علينا بيانه

    كلا بل تحبون العاجلة

    وتذرون الآخرة

    وجوه يومئذ ناضرة

    إلى ربها ناظرة

    ووجوه يومئذ باسرة

    تظن أن يفعل بها فاقرة

    كلا إذا بلغت التراقي

    وقيل من راق

    وظن أنه الفراق

    والتفت الساق بالساق

    إلى ربك يومئذ المساق

    فلا صدق ولا صلى

    ولكن كذب وتولى

    ثم ذهب إلى أهله يتمطى

    أولى لك فأولى

    ثم أولى لك فأولى

    أيحسب الإنسان أن يترك سدى

    ألم يك نطفة من مني يمنى

    ثم كان علقة فخلق فسوى

    فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى

    أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى
    vالإنسان
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا

    إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا

    إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا

    إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا

    إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا

    عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا

    يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا

    ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا

    إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا

    إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا

    فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا

    وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا

    متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا

    ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا

    ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا

    قواريرا من فضة قدروها تقديرا

    ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا

    عينا فيها تسمى سلسبيلا

    ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا

    وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا

    عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا

    إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا

    إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا

    فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا

    واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا

    ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا

    إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا

    نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا

    إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا

    وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما

    يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما
    vالمرسلات
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والمرسلات عرفا

    فالعاصفات عصفا

    والناشرات نشرا

    فالفارقات فرقا

    فالملقيات ذكرا

    عذرا أو نذرا

    إنما توعدون لواقع

    فإذا النجوم طمست

    وإذا السماء فرجت

    وإذا الجبال نسفت

    وإذا الرسل أقتت

    لأي يوم أجلت

    ليوم الفصل

    وما أدراك ما يوم الفصل

    ويل يومئذ للمكذبين

    ألم نهلك الأولين

    ثم نتبعهم الآخرين

    كذلك نفعل بالمجرمين

    ويل يومئذ للمكذبين

    ألم نخلقكم من ماء مهين

    فجعلناه في قرار مكين

    إلى قدر معلوم

    فقدرنا فنعم القادرون

    ويل يومئذ للمكذبين

    ألم نجعل الأرض كفاتا

    أحياء ‎وأمواتا

    وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا

    ويل يومئذ للمكذبين

    انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون

    انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب

    لا ظليل ولا يغني من اللهب

    إنها ترمي بشرر كالقصر

    كأنه جمالت صفر

    ويل يومئذ للمكذبين

    هذا يوم لا ينطقون

    ولا يؤذن لهم فيعتذرون

    ويل يومئذ للمكذبين

    هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين

    فإن كان لكم كيد فكيدون

    ويل يومئذ للمكذبين

    إن المتقين في ظلال وعيون

    وفواكه مما يشتهون

    كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون

    إنا كذلك نجزي المحسنين

    ويل يومئذ للمكذبين

    كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون

    ويل يومئذ للمكذبين

    وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون

    ويل يومئذ للمكذبين

    فبأي حديث بعده يؤمنون
    vالنبإ
    بسم الله الرحمن الرحيم
    عم يتساءلون

    عن النبإ العظيم

    الذي هم فيه مختلفون

    كلا سيعلمون

    ثم كلا سيعلمون

    ألم نجعل الأرض مهادا

    والجبال أوتادا

    وخلقناكم أزواجا

    وجعلنا نومكم سباتا

    وجعلنا الليل لباسا

    وجعلنا النهار معاشا

    وبنينا فوقكم سبعا شدادا

    وجعلنا سراجا وهاجا

    وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا

    لنخرج به حبا ونباتا

    وجنات ألفافا

    إن يوم الفصل كان ميقاتا

    يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا

    وفتحت السماء فكانت أبوابا

    وسيرت الجبال فكانت سرابا

    إن جهنم كانت مرصادا

    للطاغين مآبا

    لابثين فيها أحقابا

    لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا

    إلا حميما وغساقا

    جزاء وفاقا

    إنهم كانوا لا يرجون حسابا

    وكذبوا بآياتنا كذابا

    وكل شيء أحصيناه كتابا

    فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا

    إن للمتقين مفازا

    حدائق وأعنابا

    وكواعب أترابا

    وكأسا دهاقا

    لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا

    جزاء من ربك عطاء حسابا

    رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا

    يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا

    ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا

    إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا
    vالنازعات
    بسم الله الرحمن الرحيم

    والنازعات غرقا

    والناشطات نشطا

    والسابحات سبحا

    فالسابقات سبقا

    فالمدبرات أمرا

    يوم ترجف الراجفة

    تتبعها الرادفة

    قلوب يومئذ واجفة

    أبصارها خاشعة

    يقولون أئنا لمردودون في الحافرة

    أئذا كنا عظاما نخرة

    قالوا تلك إذا كرة خاسرة

    فإنما هي زجرة واحدة

    فإذا هم بالساهرة

    هل أتاك حديث موسى

    إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى

    اذهب إلى فرعون إنه طغى

    فقل هل لك إلى أن تزكى

    وأهديك إلى ربك فتخشى

    فأراه الآية الكبرى

    فكذب وعصى

    ثم أدبر يسعى

    فحشر فنادى

    فقال أنا ربكم الأعلى

    فأخذه الله نكال الآخرة والأولى

    إن في ذلك لعبرة لمن يخشى

    أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها

    رفع سمكها فسواها

    وأغطش ليلها وأخرج ضحاها

    والأرض بعد ذلك دحاها

    أخرج منها ماءها ومرعاها

    والجبال أرساها

    متاعا لكم ولأنعامكم

    فإذا جاءت الطامة الكبرى

    يوم يتذكر الإنسان ما سعى

    وبرزت الجحيم لمن يرى

    فأما من طغى

    وآثر الحياة الدنيا

    فإن الجحيم هي المأوى

    وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى

    فإن الجنة هي المأوى

    يسألونك عن الساعة أيان مرساها

    فيم أنت من ذكراها

    إلى ربك منتهاها

    إنما أنت منذر من يخشاها

    كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها
    vعبس
    بسم الله الرحمن الرحيم

    عبس وتولى

    أن جاءه الأعمى

    وما يدريك لعله يزكى

    أو يذكر فتنفعه الذكرى

    أما من استغنى

    فأنت له تصدى

    وما عليك ألا يزكى

    وأما من جاءك يسعى

    وهو يخشى

    فأنت عنه تلهى

    كلا إنها تذكرة

    فمن شاء ذكره

    في صحف مكرمة

    مرفوعة مطهرة

    بأيدي سفرة

    كرام بررة

    قتل الإنسان ما أكفره

    من أي شيء خلقه

    من نطفة خلقه فقدره

    ثم السبيل يسره

    ثم أماته فأقبره

    ثم إذا شاء أنشره

    كلا لما يقض ما أمره

    فلينظر الإنسان إلى طعامه

    أنا صببنا الماء صبا

    ثم شققنا الأرض شقا

    فأنبتنا فيها حبا

    وعنبا وقضبا

    وزيتونا ونخلا

    وحدائق غلبا

    وفاكهة وأبا

    متاعا لكم ولأنعامكم

    فإذا جاءت الصاخة

    يوم يفر المرء من أخيه

    وأمه وأبيه

    وصاحبته وبنيه

    لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه

    وجوه يومئذ مسفرة

    ضاحكة مستبشرة

    ووجوه يومئذ عليها غبرة

    ترهقها قترة

    أولئك هم الكفرة الفجرة
    vالتكوير
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إذا الشمس كورت

    وإذا النجوم انكدرت

    وإذا الجبال سيرت

    وإذا العشار عطلت

    وإذا الوحوش حشرت

    وإذا البحار سجرت

    وإذا النفوس زوجت

    وإذا الموءودة سئلت

    بأي ذنب قتلت

    وإذا الصحف نشرت

    وإذا السماء كشطت

    وإذا الجحيم سعرت

    وإذا الجنة أزلفت

    علمت نفس ما أحضرت

    فلا أقسم بالخنس

    الجوار الكنس

    والليل إذا عسعس

    والصبح إذا تنفس

    إنه لقول رسول كريم

    ذي قوة عند ذي العرش مكين

    مطاع ثم أمين

    وما صاحبكم بمجنون

    ولقد رآه بالأفق المبين

    وما هو على الغيب بضنين

    وما هو بقول شيطان رجيم

    فأين تذهبون

    إن هو إلا ذكر للعالمين

    لمن شاء منكم أن يستقيم

    وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين
    vالانفطار
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إذا السماء انفطرت

    وإذا الكواكب انتثرت

    وإذا البحار فجرت

    وإذا القبور بعثرت

    علمت نفس ما قدمت وأخرت

    يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم

    الذي خلقك فسواك فعدلك

    في أي صورة ما شاء ركبك

    كلا بل تكذبون بالدين

    وإن عليكم لحافظين

    كراما كاتبين

    يعلمون ما تفعلون

    إن الأبرار لفي نعيم

    وإن الفجار لفي جحيم

    يصلونها يوم الدين

    وما هم عنها بغائبين

    وما أدراك ما يوم الدين

    ثم ما أدراك ما يوم الدين

    يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله
    vالمطففين
    بسم الله الرحمن الرحيم

    ويل للمطففين

    الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون

    وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون

    ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون

    ليوم عظيم

    يوم يقوم الناس لرب العالمين

    كلا إن كتاب الفجار لفي سجين

    وما أدراك ما سجين

    كتاب مرقوم

    ويل يومئذ للمكذبين

    الذين يكذبون بيوم الدين

    وما يكذب به إلا كل معتد أثيم

    إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين

    كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون

    كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون

    ثم إنهم لصالو الجحيم

    ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون

    كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين

    وما أدراك ما عليون

    كتاب مرقوم

    يشهده المقربون

    إن الأبرار لفي نعيم

    على الأرائك ينظرون

    تعرف في وجوههم نضرة النعيم

    يسقون من رحيق مختوم

    ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون

    ومزاجه من تسنيم

    عينا يشرب بها المقربون

    إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون

    وإذا مروا بهم يتغامزون

    وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين

    وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون

    وما أرسلوا عليهم حافظين

    فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون

    على الأرائك ينظرون

    هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون
    vالانشقاق
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إذا السماء انشقت

    وأذنت لربها وحقت

    وإذا الأرض مدت

    وألقت ما فيها وتخلت

    وأذنت لربها وحقت

    يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه

    فأما من أوتي كتابه بيمينه

    فسوف يحاسب حسابا يسيرا

    وينقلب إلى أهله مسرورا

    وأما من أوتي كتابه وراء ظهره

    فسوف يدعو ثبورا

    ويصلى سعيرا

    إنه كان في أهله مسرورا

    إنه ظن أن لن يحور

    بلى إن ربه كان به بصيرا

    فلا أقسم بالشفق

    والليل وما وسق

    والقمر إذا اتسق

    لتركبن طبقا عن طبق

    فما لهم لا يؤمنون

    وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون

    بل الذين كفروا يكذبون

    والله أعلم بما يوعون

    فبشرهم بعذاب أليم

    إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون
    vالبروج
    بسم الله الرحمن الرحيم

    والسماء ذات البروج

    واليوم الموعود

    وشاهد ومشهود

    قتل أصحاب الأخدود

    النار ذات الوقود

    إذ هم عليها قعود

    وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود

    وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد

    الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد

    إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق

    إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير

    إن بطش ربك لشديد

    إنه هو يبدئ ويعيد

    وهو الغفور الودود

    ذو العرش المجيد

    فعال لما يريد

    هل أتاك حديث الجنود

    فرعون وثمود

    بل الذين كفروا في تكذيب

    والله من ورائهم محيط

    بل هو قرآن مجيد

    في لوح محفوظ
    vالطارق
    بسم الله الرحمن الرحيم

    والسماء والطارق

    وما أدراك ما الطارق

    النجم الثاقب

    إن كل نفس لما عليها حافظ

    فلينظر الإنسان مم خلق

    خلق من ماء دافق

    يخرج من بين الصلب والترائب

    إنه على رجعه لقادر

    يوم تبلى السرائر

    فما له من قوة ولا ناصر

    والسماء ذات الرجع

    والأرض ذات الصدع

    إنه لقول فصل

    وما هو بالهزل

    إنهم يكيدون كيدا

    وأكيد كيدا

    فمهل الكافرين أمهلهم رويدا
    vالأعلى
    بسم الله الرحمن الرحيم

    سبح اسم ربك الأعلى

    الذي خلق فسوى

    والذي قدر فهدى

    والذي أخرج المرعى

    فجعله غثاء أحوى

    سنقرئك فلا تنسى

    إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى

    ونيسرك لليسرى

    فذكر إن نفعت الذكرى

    سيذكر من يخشى

    ويتجنبها الأشقى

    الذي يصلى النار الكبرى

    ثم لا يموت فيها ولا يحيا

    قد أفلح من تزكى

    وذكر اسم ربه فصلى

    بل تؤثرون الحياة الدنيا

    والآخرة خير وأبقى

    إن هذا لفي الصحف الأولى

    صحف إبراهيم وموسى
    vالغاشية
    بسم الله الرحمن الرحيم

    هل أتاك حديث الغاشية

    وجوه يومئذ خاشعة

    عاملة ناصبة

    تصلى نارا حامية

    تسقى من عين آنية

    ليس لهم طعام إلا من ضريع

    لا يسمن ولا يغني من جوع

    وجوه يومئذ ناعمة

    لسعيها راضية

    في جنة عالية

    لا تسمع فيها لاغية

    فيها عين جارية

    فيها سرر مرفوعة

    وأكواب موضوعة

    ونمارق مصفوفة

    وزرابي مبثوثة

    أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت

    وإلى السماء كيف رفعت

    وإلى الجبال كيف نصبت

    وإلى الأرض كيف سطحت

    فذكر إنما أنت مذكر

    لست عليهم بمسيطر

    إلا من تولى وكفر

    فيعذبه الله العذاب الأكبر

    إن إلينا إيابهم

    ثم إن علينا حسابهم
    vالفجر
    بسم الله الرحمن الرحيم

    والفجر

    وليال عشر

    والشفع والوتر

    والليل إذا يسر

    هل في ذلك قسم لذي حجر

    ألم تر كيف فعل ربك بعاد

    إرم ذات العماد

    التي لم يخلق مثلها في البلاد

    وثمود الذين جابوا الصخر بالواد

    وفرعون ذي الأوتاد

    الذين طغوا في البلاد

    فأكثروا فيها الفساد

    فصب عليهم ربك سوط عذاب

    إن ربك لبالمرصاد

    فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن

    وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن

    كلا بل لا تكرمون اليتيم

    ولا تحاضون على طعام المسكين

    وتأكلون التراث أكلا لما

    وتحبون المال حبا جما

    كلا إذا دكت الأرض دكا دكا

    وجاء ربك والملك صفا صفا

    وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى

    يقول يا ليتني قدمت لحياتي

    فيومئذ لا يعذب عذابه أحد

    ولا يوثق وثاقه أحد

    يا أيتها النفس المطمئنة

    ارجعي إلى ربك راضية مرضية

    فادخلي في عبادي

    وادخلي جنتي
    vالبلد
    بسم الله الرحمن الرحيم

    لا أقسم بهذا البلد

    وأنت حل بهذا البلد

    ووالد وما ولد

    لقد خلقنا الإنسان في كبد

    أيحسب أن لن يقدر عليه أحد

    يقول أهلكت مالا لبدا

    أيحسب أن لم يره أحد

    ألم نجعل له عينين

    ولسانا وشفتين

    وهديناه النجدين

    فلا اقتحم العقبة

    وما أدراك ما العقبة

    فك رقبة

    أو إطعام في يوم ذي مسغبة

    يتيما ذا مقربة

    أو مسكينا ذا متربة

    ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة

    أولئك أصحاب الميمنة

    والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة

    عليهم نار مؤصدة
    vالشمس
    بسم الله الرحمن الرحيم

    والشمس وضحاها

    والقمر إذا تلاها

    والنهار إذا جلاها

    والليل إذا يغشاها

    والسماء وما بناها

    والأرض وما طحاها

    ونفس وما سواها

    فألهمها فجورها وتقواها

    قد أفلح من زكاها

    وقد خاب من دساها

    كذبت ثمود بطغواها

    إذ انبعث أشقاها

    فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها

    فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها

    ولا يخاف عقباها
    vالليل
    بسم الله الرحمن الرحيم

    والليل إذا يغشى

    والنهار إذا تجلى

    وما خلق الذكر والأنثى

    إن سعيكم لشتى

    فأما من أعطى واتقى

    وصدق بالحسنى

    فسنيسره لليسرى

    وأما من بخل واستغنى

    وكذب بالحسنى

    فسنيسره للعسرى

    وما يغني عنه ماله إذا تردى

    إن علينا للهدى

    وإن لنا للآخرة والأولى

    فأنذرتكم نارا تلظى

    لا يصلاها إلا الأشقى

    الذي كذب وتولى

    وسيجنبها الأتقى

    الذي يؤتي ماله يتزكى

    وما لأحد عنده من نعمة تجزى

    إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى

    ولسوف يرضى
    vالضحى
    بسم الله الرحمن الرحيم

    والضحى

    والليل إذا سجى

    ما ودعك ربك وما قلى

    وللآخرة خير لك من الأولى

    ولسوف يعطيك ربك فترضى

    ألم يجدك يتيما فآوى

    ووجدك ضالا فهدى

    ووجدك عائلا فأغنى

    فأما اليتيم فلا تقهر

    وأما السائل فلا تنهر

    وأما بنعمة ربك فحدث
    vالشرح
    بسم الله الرحمن الرحيم

    ألم نشرح لك صدرك

    ووضعنا عنك وزرك

    الذي أنقض ظهرك

    ورفعنا لك ذكرك

    فإن مع العسر يسرا

    إن مع العسر يسرا

    فإذا فرغت فانصب

    وإلى ربك فارغب
    vالتين
    بسم الله الرحمن الرحيم

    والتين والزيتون

    وطور سينين

    وهذا البلد الأمين

    لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم

    ثم رددناه أسفل سافلين

    إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون

    فما يكذبك بعد بالدين

    أليس الله بأحكم الحاكمين
    vالعلق
    بسم الله الرحمن الرحيم

    اقرأ باسم ربك الذي خلق

    خلق الإنسان من علق

    اقرأ وربك الأكرم

    الذي علم بالقلم

    علم الإنسان ما لم يعلم

    كلا إن الإنسان ليطغى

    أن رآه استغنى

    إن إلى ربك الرجعى

    أرأيت الذي ينهى

    عبدا إذا صلى

    أرأيت إن كان على الهدى

    أو أمر بالتقوى

    أرأيت إن كذب وتولى

    ألم يعلم بأن الله يرى

    كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية

    ناصية كاذبة خاطئة

    فليدع ناديه

    سندع الزبانية

    كلا لا تطعه واسجد واقترب
    vالقدر
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إنا أنزلناه في ليلة القدر

    وما أدراك ما ليلة القدر

    ليلة القدر خير من ألف شهر

    تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر

    سلام هي حتى مطلع الفجر
    vالبينة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة

    رسول من الله يتلو صحفا مطهرة

    فيها كتب قيمة

    وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة

    وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة

    إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية

    إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية

    جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه
    vالزلزلة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إذا زلزلت الأرض زلزالها

    وأخرجت الأرض أثقالها

    وقال الإنسان ما لها

    يومئذ تحدث أخبارها

    بأن ربك أوحى لها

    يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم

    فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره

    ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
    vالعاديات
    بسم الله الرحمن الرحيم

    والعاديات ضبحا

    فالموريات قدحا

    فالمغيرات صبحا

    فأثرن به نقعا

    فوسطن به جمعا

    إن الإنسان لربه لكنود

    وإنه على ذلك لشهيد

    وإنه لحب الخير لشديد

    أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور

    وحصل ما في الصدور

    إن ربهم بهم يومئذ لخبير
    vالقارعة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    القارعة

    ما القارعة

    وما أدراك ما القارعة

    يوم يكون الناس كالفراش المبثوث

    وتكون الجبال كالعهن المنفوش

    فأما من ثقلت موازينه

    فهو في عيشة راضية

    وأما من خفت موازينه

    فأمه هاوية

    وما أدراك ما هيه

    نار حامية
    vالتكاثر
    بسم الله الرحمن الرحيم

    ألهاكم التكاثر

    حتى زرتم المقابر

    كلا سوف تعلمون

    ثم كلا سوف تعلمون

    كلا لو تعلمون علم اليقين

    لترون الجحيم

    ثم لترونها عين اليقين

    ثم لتسألن يومئذ عن النعيم
    vالعصر
    بسم الله الرحمن الرحيم

    والعصر

    إن الإنسان لفي خسر

    إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
    vالهمزة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    ويل لكل همزة لمزة

    الذي جمع مالا وعدده

    يحسب أن ماله أخلده

    كلا لينبذن في الحطمة

    وما أدراك ما الحطمة

    نار الله الموقدة

    التي تطلع على الأفئدة

    إنها عليهم مؤصدة

    في عمد ممددة
    vالفيل
    بسم الله الرحمن الرحيم

    ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل

    ألم يجعل كيدهم في تضليل

    وأرسل عليهم طيرا أبابيل

    ترميهم بحجارة من سجيل

    فجعلهم كعصف مأكول
    vقريش
    بسم الله الرحمن الرحيم

    لإيلاف قريش

    إيلافهم رحلة الشتاء والصيف

    فليعبدوا رب هذا البيت

    الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف
    vالماعون
    بسم الله الرحمن الرحيم

    أرأيت الذي يكذب بالدين

    فذلك الذي يدع اليتيم

    ولا يحض على طعام المسكين

    فويل للمصلين

    الذين هم عن صلاتهم ساهون

    الذين هم يراءون

    ويمنعون الماعون
    vالكوثر
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إنا أعطيناك الكوثر

    فصل لربك وانحر

    إن شانئك هو الأبتر
    vالكافرون
    بسم الله الرحمن الرحيم

    قل يا أيها الكافرون

    لا أعبد ما تعبدون

    ولا أنتم عابدون ما أعبد

    ولا أنا عابد ما عبدتم

    ولا أنتم عابدون ما أعبد

    لكم دينكم ولي دين
    vالنصر
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إذا جاء نصر الله والفتح

    ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا

    فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا
    vالمسد
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تبت يدا أبي لهب وتب

    ما أغنى عنه ماله وما كسب

    سيصلى نارا ذات لهب

    وامرأته حمالة الحطب

    في جيدها حبل من مسد
    vالاخلاص
    بسم الله الرحمن الرحيم

    قل هو الله أحد

    الله الصمد

    لم يلد ولم يولد

    ولم يكن له كفوا أحد
    vالفلق
    بسم الله الرحمن الرحيم

    قل أعوذ برب الفلق

    من شر ما خلق

    ومن شر غاسق إذا وقب

    ومن شر النفاثات في العقد

    ومن شر حاسد إذا حسد
    vالناس
    بسم الله الرحمن الرحيم

    قل أعوذ برب الناس

    ملك الناس

    إله الناس

    من شر الوسواس الخناس

    الذي يوسوس في صدور الناس

    من الجنة والناس
    التعديل الأخير تم بواسطة نسر العرب ; 02-17-2010 الساعة 07:03 PM
    نسر العرب

  2. #2

    افتراضي رد: القران مكتوب للهاتف الصينى

    بارك الله فيك

  3. #3

    افتراضي رد: القران مكتوب للهاتف الصينى

    طب ليه دا كله يا أخى
    حمل القرءان الكريم على الجوال الصينى على شكل صور
    أفضل لك
    من موق شركتنا
    connectgroup.org
    فى أسفل الصفحه ستجد صورة مصحف..
    أضغط عليها...
    بالتوفيق..
    فلنسعى لتكوين أحلى جيش يدافع عن الشريعه الإسلاميه وعن المظلومين..
    تم تغير الإيميل
    b_1_d@9.cn

    http://im2.gulfup.com/2011-03-30/1301481146491.gif

المواضيع المتشابهه

  1. سكربت بوابة الاخبار News Portal System شبيه موقع مكتوب
    بواسطة Arras في المنتدى منتدى السكربتات المنزوعة
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 04-28-2011, 10:25 PM
  2. القران ياأمة القران....
    بواسطة KfoOo في المنتدى المنتدى إلاسلامي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-29-2010, 08:30 PM
  3. دعاء مكتوب على حيطان الجنه
    بواسطة سامح الجمل في المنتدى المنتدى إلاسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-24-2010, 06:26 AM
  4. هذا السجود فأين البكاء؟
    بواسطة صقر العرب في المنتدى المنتدى إلاسلامي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 02-15-2010, 03:51 AM
  5. ممكن برنامج للهاتف النقال لسرقة
    بواسطة bensadiz في المنتدى قسم المشاكل والإستفسارات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-10-2009, 03:07 PM

المفضلات

أذونات المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •