جديد الفتاوى

جديد الفتاوى


صفحة 5 من 7 الأولىالأولى ... 34567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 65

الموضوع: جديد الفتاوى

  1. #41

    افتراضي رد: جديد الفتاوى

    العنوان:
    سقط في الماء فأر فهل ينجس؟
    المجيب:
    عبد الرحمن بن إبراهيم العثمان
    عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:
    التصنيف:
    الفهرسة/ كتاب الطهارة/إزالة النجاسة التاريخ 04/04/1428هـ
    السؤال:
    أثناء قيامي بإنضاج الخبز تبين لي أن في وعاء الماء فأراً ميتاً، وقد استعملت هذا الماء في العجين. فهل يعتبر الخبز بهذه الحالة نجسا يحرم تناوله؟



    الجواب:
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وسلم، وبعد: إذا وقعت فأرة في مائع كالماء وماتت فإنه يتنجَّس إذا تغيّر أحد أوصافه بنجاسة، وأما إذا لم يتغير أحد أوصافه بأن كان الماء كثيراً فغلب على النجاسة فإنه لا ينجُس، ويجب حينئذ إلقاء الفأرة وما حولها واستعمال الباقي؛ لما أخرجه البخاري عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَن فَأْرَةٍ سَقَطَتْ فِي سَمْنٍ فَقَالَ:" أَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا فَاطْرَحُوهُ وَكُلُوا سَمْنَكُمْ".
    وإن كانت النجاسة قد ظهرت في الماء المستعمل في العجين، وهو الغالب في الماء المستعمل في البيوت أو المحلات الصغيرة؛ لِقِلَّتِه فلا يجوز استعمال هذا العجين؛ لأنه خبيث، وإنما يُطعَمُ لشيء لا يحلب لبنه، ولا يؤكل في الحال كالبهائم والدواجن، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
    اطلبوا العلم فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة
    اطلبوا العلم إنه مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة
    قال الله تعالى
    يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ

    ملاحظه هامه/
    جميع مواضيعي منقوووله

  2. #42

    افتراضي رد: جديد الفتاوى

    العنوان:
    كتابة أسماء الله الحسنى بدون (أل)!
    المجيب:
    العلامة/ عبد الرحمن بن ناصر البراك
    عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
    التصنيف:
    الفهرسة/ العقائد والمذاهب الفكرية/توحيد الأسماء والصفات التاريخ 06/04/1428هـ
    السؤال:
    ما حكم كتابة أسماء الله الحسنى بدون (أل التعريف)، حيث إن اسم الله (العلي) يصير (علي) وكأنه اسم شخص. فهل يجوز ذلك؟ فقد وجدت ذلك في أحد المساجد، حيث كتبت أسماء الله الحسنى بدون (أل التعريف).



    الجواب:
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    أسماء الله الواردة في القرآن وفي السنة تارة تذكر بأل. وتارة بدون أل، ولكن لابد أن يذكر قبلها الله، أو الضمير الذي يعود إلى الله، كقوله تعالى: "والله غفور رحيم"، "والله عزيز حكيم"، "إن الله سميع عليم"، "إنه هو السميع العليم"، "وتوكل على العزيز الرحيم"، "وهو العلي العظيم"، "إنه علي حكيم".
    أما إذا ذكرت بدون أن يتقدمها لفظ الجلالة الله، أو الضمير الذي يعود إليه وبدون أل فإنه لا يتبين أنها أسماء لله، ولعل ما رأيت من الأسماء مكتوباً في المسجد قد ذكر قبلها لفظ الجلالة، مع أن بعض أسماء الله الواردة في القرآن لم يذكر إلا بأل كالرحمن الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن الجبار المتكبر، وهذا النوع ينبغي أن لا يذكر إلا بأل، وبعضها جاء في بعض المواضع معرفاً، وفي بعضها غير معرف، كالعزيز والرحيم والسميع والبصير، فإذا كنتِ أيتها السائلة تقرئين القرآن فستجدين ما ذكرته لك واضحاً فتدبري.
    وينبغي أن يعلم أن كتابة أسماء الله أو الرسول على جدران المسجد أو غيره بدعة، فهو من فعل الجهال الذين يتصرفون بغير علم، ويظنون ما ليس بمشروع مشروعاً، ويتعبدون بما تستحسنه عقولهم، ودين الله مبناه على أمر الله ورسوله. والله أعلم
    اطلبوا العلم فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة
    اطلبوا العلم إنه مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة
    قال الله تعالى
    يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ

    ملاحظه هامه/
    جميع مواضيعي منقوووله

  3. #43

    افتراضي رد: جديد الفتاوى

    العنوان:
    هل من شروط التوبة من الزنا إقامة الحد؟
    المجيب:
    د. هاني بن عبدالله الجبير
    قاضي بمحكمة مكة المكرمة
    التصنيف:
    الفهرسة/ الحدود/مسائل متفرقة التاريخ 06/04/1428هـ
    السؤال:
    اقترفت معصية كبيرة وهي الزنا والعياذ بالله، وقد طلبت من صديقي أن يقيم على الحد، ويقوم بجلدي مائة جلد؛ لأني علمت أن إقامة الحد كفارة للذنب. وكذلك لكيلا أعود إلى هذا الذنب مرة أخرى. فبماذا ترشدوني؟



    الجواب:
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    فالواجب على من اقترف معصية أن يتوب منها، بالإقلاع والندم والعزم على أن لا يعود، وكذلك يجب عليه أن يستر على نفسه، ولا يخبر أحداً بمعصيته، ولا يسعى لإقامة الحد عليه، بل يكفي تستره بالذنب، فليستر توبته، وفي الحديث: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين". وإقامة الحد لا تكون إلا من ولي الأمر.
    وبناء على ذلك فلا يجوز للمذكور أن يضرب أخاه بدعوى إقامة الحد، بل هو من الاعتداء، وليس للتائب أن يطلب ذلك من أحد.
    وأما خوفه من العودة فإنه إن جاهد نفسه وبذل وسعه في اجتناب مواطن الإثم رجوت له نصيباً من قوله تعالى" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا "[العنكبوت: من الآية69].
    فإن وقع في الذنب ثانية فليتب إلى الله، فباب التوبة مفتوح. والله الموفق.
    اطلبوا العلم فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة
    اطلبوا العلم إنه مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة
    قال الله تعالى
    يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ

    ملاحظه هامه/
    جميع مواضيعي منقوووله

  4. #44

    افتراضي رد: جديد الفتاوى

    العنوان :
    هل لي أن أتزوج بمن حلفت ألا أتزوج بها؟
    المجيب:
    د. محمد بن إبراهيم السعيدي
    رئيس قسم الدراسات الإسلامية في كلية المعلمين بمكة
    التصنيف:
    الفهرسة/ فقه الأسرة/ النكاح/مسائل متفرقة التاريخ 08/04/1428هـ
    السؤال:
    استخرت من أجل الزواج بفتاة متدينة ومتعلمة والحمد لله، ولقد ارتحت عندما رأيتها، ولكن والدتي رفضت، و قالت سنجد أجمل منها مع وجود الدين والخلق، وناقشت والدتي في هذا الموضوع، وقمت بحلف يمين أنني لن أتزوجها أبدا، وذلك مع إعجابي بها، وطلب والدتي أن أرى غيرها، علماً أن موافقة والدتي وإعجابها بالفتاة التي أريد أن أتزوجها أمر ضروري، وفي غاية الأهمية، فهل هذه اليمين نتيجة الاستخارة، وهل يمكن أن أحنث فيها؟



    الجواب:
    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
    للسائل الكريم أسئلة:
    أولها : هل ما حصل من والدته من الانصراف عن هذه الفتاة قد يكون نتيجة للاستخارة.
    الجواب : قد يكون ذلك؛ فإن المرء يقول في دعاء الاستخارة: (وإن كنت تعلم أن في هذا الأمر شرا لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه ). فلعل ما أشارت به والدتك من صرف الله تعالى لك عن هذا الزواج , مع أنه ينبغي لك أن تدرك ما لوالدتك من الخبرة والمعرفة بالنساء وأمورهن ومحاسنهن أكثر مما لديك، بل إنني أزعم أن لا خبرة لديك بالنساء وأمورهن، لاسيما وأنت شاب مازلت متشوفا للنساء قد تغتر بأول من ترى. وتذكَّر أن لوالدتك عليك حق الطاعة والرضى بما تأمرك به، مالم يكن ظلما لغيرك.
    أما قولك: هل يمكن أن تحنث في اليمين، فالجواب : إذا يسر الله لك تلك الفتاة مع رضى والدتك فلا بأس أن تحنث وتكفر؛ عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم في وصيته لعبد الرحمن بن سمرة، كما رواه صحيح البخاري (ج6/ص2443) :" وإذا حَلَفْتَ على يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا منها فَكَفِّرْ عن يَمِينِكَ وَأْتِ الذي هو خَيْرٌ. وهنا وصية لك ولوالدتك :
    لا تجعلا ما ورد في إباحة رؤية المخطوبة وسيلة للتقلب بين فتيات المسلمين واستعراضهن، فإن ذلك مأثم وإضاعة مروءة، وإنما أبيحت الرؤية لمن عزم على خطبة امرأة بعينها ابتغاء لدوام الألفة بينهما، ولم تشرع الرؤية لمن أراد أن يخطب امرأة لا بعينها فيذهب، ويفتتح بيوت الناس، ويتفحص كرائم الرجال من بيت إلى بيت، يلعب بخلق الله ويسيء إلى خواطر هؤلاء البنيات اللاتي برزن له، ثم تركهن وترك في قلوبهن من الحسرة والأسف ما الله به عليم .
    وإذا رأيت أن والدتك تريد أن تتقلب بك هكذا في بيوت الناس ترى وتدع فانهها برفق، وأخبرها أن هذا ليس شرع الله تعالى، وحاشا الله أن يبيح فضح الحرائر، والإساءة إلى خواطرهن بحجة البحث عن عروس تلائم الولد .
    روي في الأحاديث المختارة (ج5/ص169) عن أنس أن المغيرة بن شعبة أراد أن يتزوج امرأة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما قال ففعل فتزوجها فذكر من موافقتها". إسناده صحيح، فالواضح من سياق الحديث أن المغيرة رضي الله عنه أراد أي عزم على خطبة امرأة، فنصحه الرسول أن ينظر إليها، ولم ينصحه بأن يدخل بيوت الأنصار ليبحث عن التي يرى أنها الأجمل .
    وجاء في صحيح مسلم( ج2/ص1040) عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:" كنت عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً من الْأَنْصَار،ِ فقال له رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا قال لَا قال: فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فإن في أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شيئا". وهذا الحديث يدل على أن الرجل عقد على المرأة ولم يدخل بها بعد، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر إليها قبل أن يدخل بها؛ وذلك حتى لا يدخل بها ثم يفارقها، وفي ذلك من الأثر على المرأة ما لا يخفى. هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    اطلبوا العلم فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة
    اطلبوا العلم إنه مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة
    قال الله تعالى
    يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ

    ملاحظه هامه/
    جميع مواضيعي منقوووله

  5. #45

    افتراضي رد: جديد الفتاوى

    العنوان:
    الصلاة جماعةً في البيت!
    المجيب:
    أ.د. سليمان بن فهد العيسى
    أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
    التصنيف:
    الفهرسة/ كتاب الصلاة/ صلاة الجماعة/حكم صلاة الجماعة التاريخ 09/04/1428هـ
    السؤال:
    أعلم أن صلاة الرجل واجبة جماعة في المسجد.. فما الحكم إذا صلى الرجل في بيته جماعة مع زوجته، أو مع أولاده وهو قادر على الذهاب للمسجد؟



    الجواب :
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
    فالجواب: أن السائل يعلم وجوب صلاة الجماعة، فلا يلزم ذكر الأدلة على ذلك، لكنه يسأل عن حكم ما إذا صلى في بيته جماعة مع زوجته أو مع أولاده مع قدرته على الصلاة في المسجد. والجواب: أن بعض أهل العلم قال بجواز ذلك، فقد جاء في الروض المربع للبهوتي ما نصه:" تلزم الرجال (يعني صلاة الجماعة) للصلوات الخمس، وله فعلها في بيته". انتهى.
    قلت: لكن الصحيح الذي تسانده الأدلة هو وجوب الجماعة في المسجد على كل من تلزمه، لقوله صلى الله عليه وسلم: " لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار" صحيح البخاري (12420) وصحيح مسلم (651) . وكلمة قوم جمع تحصل به الجماعة، فلو أمكن أن يصلوا في بيوتهم جماعة لقال: إلا أن يصلوا في بيوتهم، واستثنى من يصلي في بيته، فعلم من هذا أنه لا بد من شهود جماعة المسلمين، وأنها لو أقيمت في غير المسجد فإنه لا يحصل بإقامتها سقوط الإثم، بل هم آثمون وإن كان القول الراجح أنها تصح.
    وقد جاء في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة إلا من عذر"أخرجه ابن ماجه (2793)، وابن حيان (2064) وغيرهما. والحديث صحيح. وحديث الأعمى، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: "هل تسمع النداء؟ قال: نعم قال:" فأجب ". وفي رواية:" فإني لا أجد لك رخصة". صحيح أخرجه مسلم (653) وأبي داود (552)، وغيرهما.
    وقول ابن مسعود: ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق..الخ. والأدلة كثيرة ليس هذا موطن ذكرها.
    اطلبوا العلم فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة
    اطلبوا العلم إنه مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة
    قال الله تعالى
    يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ

    ملاحظه هامه/
    جميع مواضيعي منقوووله

  6. #46

    افتراضي رد: جديد الفتاوى

    العنوان

    الطعن في العلماء وتجريحهم

    المجيب

    د. عمر بن عبد الله المقبل
    عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم


    التصنيف

    الفهرسة/ الآداب والسلوك/حقوق المسلم وواجباته التاريخ 16/06/1428هـ
    السؤال

    سؤالي هو حول علم الجرح والتعديل, إنني في ضيق شديد مما سمعت عن بعض الدعاة والعلماء المخلصين, من الطعن في علماء آخرين بحجة أنه لابد أن يفعل ذلك؛ لأنه إمام جرح وتعديل, أي جرح وتعديل يخول له أن يفعل ذلك؟
    لقد تسببت هذه الأقوال في زعزعة كثير من إخواننا، وكرههم لكثير من العلماء, فهل نطالب العلماء بأن يكون بينهم ميثاق شرف أم ماذا نفعل؟





    الجواب


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    فما ذكرته مؤلمٌ، ويحز في نفس الغيور على واقع أمته أن يصل الحد ببعض الناس إلى هذا المستوى، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
    وأود أن أذكَّرك بأن أئمة الجرح والتعديل قد ماتوا منذ قرون، وهم المختصون بجرح حملة الحديث وتعديلهم، وأما ما تراه، فلا يصح إدخاله تحت هذا المسمى، بل هو من جملة ما يقع بين الناس من كلام بعضهم في بعض.
    والذي أنصح به نفسي وإياك أن نسلك طريق العدل والإنصاف، وأن نزن الناس بمجموع أعمالهم لا بمفرداتها، وأن نتقي الله تعالى في مثل هذا المسلك الخطير، والذي لا يفرح به إلا الأعداء.
    وفرق كبير بين النصيحة والتعيير، وبين النقد الهادف والنقد الجارح الذي لا يفيد شيئاً.
    ويجب أن تعلم أنه لا يمكن أن يسلم من الخطأ أحدٌ من البشر إلا النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يخطئ إلا الذي لا يعمل.
    وسأذكر لك في هذا الجواب من كلام أئمة الدين ما يوضح لك بعض خبايا هذا الموضوع، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
    قال ابن رجب رحمه الله تعالى -أثناء شرحه للحديث الخامس والثلاثين من الأربعين النووية [لا تحاسدوا، ولا تناجشوا...] رواه مسلم:
    ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين وكثر تفرقهم، كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم، وكل منهم يظهر أنه يبغض لله، وقد يكون في نفس الأمر معذوراً، وقد لا يكون معذوراً، بل يكون متبعا لهواه مقصرا في البحث عن معرفة ما يبغض عليه، فإن كثيرا من البغض كذلك إنما يقع لمخالفة متبوع يظن أنه لا يقول إلا الحق، وهذا الظن خطأ قطعا، وإن أريد أنه لا يقول إلا الحق فيما خولف فيه فهذا الظن قد يخطئ ويصيب.
    وقد يكون الحامل على الميل مجرد الهوى أو الإلف أو العادة، وكل هذا يقدح في أن يكون هذا البغض لله.
    فالواجب على المؤمن أن ينصح لنفسه، ويتحرز في هذا غاية التحرز، وما أشكل منه فلا يدخل نفسه فيه خشية أن يقع فيما نهى عنه من البغض المحرم.
    وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له، وهو أن كثيرا من أئمة الدين قد يقول قولا مرجوحا ويكون مجتهدا فيه مأجورا على اجتهاده فيه، موضوعا عنه خطؤه فيه، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة، لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله، بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله، ولا انتصر له، ولا والى من يوافقه ولا عادى من خالفه، ولا هو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه، وليس كذلك، فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده، وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته، وأنه لا ينسب إلى الخطأ، وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق، فافهم هذا فإنه مهم عظيم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. ا.هـ.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في منهاج السنة (4/543 -544):
    "ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم والدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة أهل البيت وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن، ونوع من الهوى الخفي، فيحصل بسبب ذلك ما لا ينبغي اتباعه فيه، وإن كان من أولياء الله المتقين.
    ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة بين طائفتين:
    1)طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه
    2) وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحا في ولايته وتقواه، بل في بره وكونه من أهل الجنة، بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان، وكلا هذين الطرفين فاسد.
    والخوارج والروافض وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا، ومن سلك طريق الاعتدال عظم من يستحق التعظيم وأحبه ووالاه، وأعطى الحق حقه، فيعظم الحق ويرحم الخلق.
    ويعلم أن الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات، فيحمد ويذم ويثاب ويعاقب ويحب من وجه ويبغض من وجه.
    هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافا للخوارج والمعتزلة ومن وافقهم، وقد بسط هذا في موضعه". انتهى.
    وإليك هذا النموذج المشرق من واقع سلفنا الصالح -رحمهم الله- والذي يوضح لك سر هذا القبول والرفعة التي جعلها الله لهم.
    قال يحي بن معين: "أخطأ عفان في نيف وعشرين حديثا، ما أعلمت بها أحدا، وأعلمته فيما بيني وبينه، ولقد طلب إلي خلف بن سالم، فقال: قل لي: أي شيء هي؟ فما قلت له، وما رأيت على أحد خطأ إلا سترته، وأحببت أن أزين أمره، وما استقبلت رجلا في وجهه بأمر يكرهه. ولكن أبين له خطأه فيما بيني وبينه".
    ومن جميل ما يذكر في هذا الباب تلك المقولة التي أطلقها الإمام الكبير، ذو العقل الراجح، أبو عبد الله الشافعي.
    قال يونس الصدفي: "ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوما في مسألة، ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة". ينظر: سِير أعلام النبلاء (10/16).
    وقال الإمام الناقد أبو عبد الله الذهبي في السير (14/40):
    "ولو أنَّا كلما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له, قمنا عليه وبدَّعناه, وهجرناه, لما سَلِمَ معنا لا ابن نصر ولا ابن مندة ولا من هو أكبر منهما, والله الهادي إلى الحق, وهو أرحم الراحمين, فنعوذ بالله مِن الهوى والفظاظة" انتهى.
    وأختم بهذا الجواب الذي صدر عن اللجنة الدائمة برئاسة شيخنا الإمام ابن باز -رحمه الله-:
    حيث سأل سائل فقال: (نسمع و نجد أناسا يدعون أنهم من السلفية، وشغلهم الشاغل هو الطعن في العلماء و اتهامهم بالابتداع، وكأن ألسنتهم ما خلقت إلا لهذا، و يقولون نحن سلفية، والسؤال يحفظكم الله: ما هو مفهوم السلفية الصحيح، وما موقفها من الطوائف الإسلامية المعاصرة؟ و جزاكم الله عنا و عن المسلمين خير الجزاء إنه سميع الدعاء).
    اطلبوا العلم فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة
    اطلبوا العلم إنه مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة
    قال الله تعالى
    يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ

    ملاحظه هامه/
    جميع مواضيعي منقوووله

  7. #47

    افتراضي رد: جديد الفتاوى

    تابع لماســــــــــــــــــبق<< <<<


    وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه: إذا كان الحال كما ذكر فإن الطعن في العلماء، ورميهم بالابتداع واتهامهم مسلك مرد ليس من طريقة سلف هذه الأمة و خيارها.
    وإن جادة السلف الصالح هي الدعوة إلى الكتاب و السنة، وإلى ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة -رضي الله عنهم- و التابعين لهم بإحسان بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، مع جهاد النفس على العمل بما يدعو إليه العبد، والالتزام بما علم بالضرورة من دين الإسلام من الدعوة إلى الاجتماع، والتعاون على الخير، وجمع كلمة المسلمين على الحق، والبعد عن الفرقة وأسبابها من التشاحن والتباغض والتحاسد، والكف عن الوقوع في أعراض المسلمين، ورميهم بالظنون الكاذبة ونحو هذا من الأسباب الجالبة لافتراق المسلمين، وجعلهم شيعا و أحزابا يلعن بعضهم بعضا، ويضرب بعضهم رقاب بعض، قال الله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون. ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون. ولا تكونوا......." [آل عمران:103-105]. وثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".
    والآيات والأحاديث في ذم التفرق وأسبابه كثيرة، ولهذا فإن حماية أعراض المسلمين وصيانتها من الضروريات التي علمت من دين الإسلام، فيحرم هتكها، والوقوع فيها، وتشتد الحرمة حينما يكون الوقوع في العلماء، ومن عظم نفعه للمسلمين منهم لما ورد من نصوص الوحيين الشريفين بعظيم منزلتهم، ومنها أن الله سبحانه وتعالى ذكرهم شهداء على توحيده، فقال تعالى: "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم".
    والوقوع في العلماء بغير حق تبديعا وتفسيقا وتنقصا، وتزهيدا فيهم كل هذا من أعظم الظلم والإثم، و هو من أسباب الفتن، وصد المسلمين عن تلقي علمهم النافع، وما يحملونه من الخير و الهدى.
    وهذا يعود بالضرر العظيم على انتشار الشرع المطهر، لأنه إذا جرح حملته أثر على المحمول.
    وهذا فيه شبه من طريقة من يقع في الصحابة من أهل الأهواء، و صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم شهود نبي هذه الأمة على ما بلغه من شريعة الله، فإذا جرح الشاهد جرح المشهود به.
    فالواجب على المسلم التزام أدب الإسلام وهديه وشرائعه، وأن يكف لسانه عن البذاء والوقوع في أعراض العلماء، والتوبة إلى الله من ذلك، والتخلص من مظالم العباد، ولكن إذا حصل خطأ من العالم فلا يقضي خطؤه على ما عنده من العلم.
    والواجب في معرفة الخطأ الرجوع إلى من يشار إليهم من أهل العلم في العلم و الدين وصحة الاعتقاد، وأن لا يسلم المرء نفسه لكل من هب ودب فيقوده إلى المهالك من حيث لا يشعر. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
    أرجو أن يتضح بهذا البيان الجواب عن سؤالك، سائلاً الله تعالى أن يبصرنا بمواطن الزلل منا، وأن يجعل صدورنا سليمة لإخواننا المسلمين، والحمد لله رب العالمين.
    اطلبوا العلم فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة
    اطلبوا العلم إنه مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة
    قال الله تعالى
    يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ

    ملاحظه هامه/
    جميع مواضيعي منقوووله

  8. #48

    افتراضي رد: جديد الفتاوى

    العنوان :



    تسلم الشيك هل يعتبر قبضاً لمحتواه؟


    المجيب:



    د. عبدالقادر جعفر جعفر
    أستاذ مشارك في الاقتصاد الإسلامي - المركز الجامعي بغرداية

    التصنيف:



    الفهرسة/ المعاملات/ الصرف وبيع العملات/الشيكات والحوالة البنكية التاريخ 18/06/1428هـ



    السؤال:


    لدي حساب جارٍ في بنك محلي بعملة محلية، وللحصول على نقود بهذه العملة أقوم برفع مستوى رصيد هذا الحساب عن طريق دفع شيكات بالدولار لهذا البنك بسعر الصرف المتفق عليه، حيث إني أتقاضى راتبي بالكامل بالدولار في حساب بنكي في أوروبا، ويقوم هذا البنك المحلي بتقييد مقابل هذه الشيكات بالعملة المحلية في حسابي الشخصي، ولكني في الواقع لا أستطيع التصرف في هذه النقود (وإلا أصبح قرضا على المكشوف بفائدة) إلا بعد بضعة أيام، أي حتى يصل الاعتماد أو الائتمان بالدولار من البنك الموجود في أوروباـ ومع أن تسلم الشيك يعتبر قبضا لمحتواه حسب كثير من العلماء الأفاضل فقد قيل لي: إن هذه العملية فيها ربا النسيئة، ولكن ليس المقصود من هذه المعاملة هو الربح بأي شكل من الأشكال، سواء من طرفي أو من طرف البنك، وأنا لست أتاجر بالعملات أصلا، ولكن فقط للحصول على النقود بالعملة المحلية لنفقات العيش في البلد الذي أعمل فيه، حيث ليس لدي أي مصدر دخل بهذه العملة، وأريد أن أفهم أين يكمن الربا هنا؟ ثم كيف يمكن تطبيق مبدأ التقابض في المجلس في هذه العملية، وهو أمر غير ممكن في هذه الحالة نظرا للمدة اللازمة لوصول الاعتماد من البنك الخارجي؟

    الجواب:


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    حصولك على أجرتك من بلد أوروبي من خلال البنك الأوروبي ثم المحلي هو حوالة، ويتطلب وصولها وقتا، كما ذكرت، وقبل وصولها لا شيء لك على البنك المحلي، مع أن هذا البنك يستلم الشيكات ويقيد مقابلها في حسابك، وهذا الذي حدث يتنازعه أمران: الأول: اعتبار قبض الشيك قبضا لمحتواه، وظاهره أنك صرت مدينا للبنك بمقداره.
    الثاني: أنه لا أثر لهذا التقييد من الناحية الحقيقية، بدليل أنك لو أردت التصرف في المبلغ لا تستطيع إلا بطريق اعتبار العملية قرضا من البنك المحلي، لأن حسابك غير مزود بالمقدار نفسه، وهذا الذي جعل غيرك يعتبر العملية ربا نسيئة نظرا لتأخر الاعتماد.
    ونفيك قصد التجارة في هذه العملية غير مسلَّم، لأن المبادلة (مبادلة العملة المحلية بالدولار وهي الصرف) مقصودة، وقد صرحت في سؤالك بأن هدفك هو رفع مقدار رصيدك.
    والذي يظهر لي هو أن تجتنب أولا ما قصدت من رفع الرصيد بهذه الوسيلة، حتى تخرج من دائرة المبادلات، ويبقى أمرك على أصله وهو استيفاء دينك (أجرتك التي على الشركة)، فإنه يباح في استيفاء الديون ما لا يباح في المبادلات. وعلى هذا فالأولى لك أن تنتظر وصول حوالتك، وحينئذ تستلمها، أو تقيد في حسابك، وتكون دينا لك على هذا البنك المحلي، وحينئذ تخرج من إشكال التقابض.
    كما أن اعتبار قبض الشيك قبضا لمحتواه ليست على إطلاقه، فحسابك (في الواقع) غير مزود بمقدار المال المصرح به في هذا الشيك حين دفعه للبنك. ولا أثر لتقييده حتى من جانب هذا البنك، كما سبق.
    وهذه العملية شبيهة بنظائرها من تحويل الأموال، والديون، ونحوها مما ذكرت.
    هذا الذي فهمته من سؤالك، وهذا الذي بدا لي في الإجابة عليه، ولك المراجعة مرة أخرى إذا لم تصل إلى مبتغاك. والله أعلم. ونسأل الله أن يحفظك ويرعاك.
    اطلبوا العلم فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة
    اطلبوا العلم إنه مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة
    قال الله تعالى
    يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ

    ملاحظه هامه/
    جميع مواضيعي منقوووله

  9. #49

    افتراضي رد: جديد الفتاوى

    العنوان:
    هل يسلم إنسان من الذنوب؟
    المجيب:
    سليمان بن إبراهيم الأصقه
    نائب رئيس المحكمة العامة في الخرج
    التصنيف :
    الفهرسة/ الرقائق والأذكار/التوبــة التاريخ 01/08/1428هـ
    السؤال:
    كيف نجمع بين حديث: ما من امرئ إلا وله ذنب يعتاده حتى يلقى الله تعالى به، وبين الأحاديث التي تقول: إن المعاصي والذنوب سبب في المصائب وحرمان الرزق؟
    وهل يمكن أن يكون هناك إنسان بلا ذنب؟ وهل اللمم (المعاصي الصغيرة) التي يقع فيها الإنسان تكون سبباً في المصائب التي تصيب الإنسان؟





    الجواب:
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
    لابد أن نعلم يقيناً أنه لا يوجد في حقيقة الأمر تعارض بين نصوص الكتاب والسنة الصحيحة؛ لأن الجميع وحي من الله تعالى. قال عز من قائل: "قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُم بِالْوَحْيِ" [الأنبياء:45]. وقال سبحانه "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" [النجم:3-4]. وقال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: "اكتب فو الذي نفسي بيده ما خرج منه –وأشار إلى فيه- إلا الحق" أخرجه أحمد برقم (6510) ومواضع أخرى، وأبو داود برقم (3614)، وابن خزيمة برقم (2280)، وهو حديث صحيح.
    وإذا عُلِم هذا تبين أن ما يوجد من النصوص مما يوهم التعارض سببه أن النص غير صحيح، أو أننا أخطأنا في فهمه، أو جهلنا معناه، أما في حقيقة الأمر فلا يوجد تعارض؛ لأن الكل من عند الله الكتاب والسنة الصحيحة "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً".
    ومما تقدم ننتقل للجواب على السؤال بأجوبة:
    أولاً: أن الحديث ضعيف، فقد أخرجه الطبراني في معجمه الكبير برقم (10666) من حديث عبد الله بن نمير عن عتبة بن يقظان عن داود علي بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعتبة بن يقظان ضعيف. وأخرجه أيضاً برقم (12457) في معجمه الكبير، وبرقم (5880) في معجمه الصغير، وأخرجه أيضاً أبو نعيم في الحلية (3/211) من حديث مصعب بن المقدام عن أبي معاذ –سليمان بن أرقم- عن أبي بشير جعفر بن أبي وحشية، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وسليمان بن أرقم ضعيف.
    وإذا كان الحديث ضعيفاً فلا حاجة بنا إلا تكلف الجواب عنه.
    فإن قيل إن الحديث ثابت صحيح أو حسن فقد أخرجه الطبراني في معجمه الكبير برقم (11810) من حديث علي بن حفصة المدائني، عن عبيد المكتب الكوفي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما، ورجال السند كما قال الهيثمي في المجمع (10/201) ثقات. وصحح الحديث من المعاصرين الألباني كما في السلسة الصحيحة برقم (2277)، وفي صحيح الجامع برقم (5735) = فالجواب هو ثانياً: أن تفهم الحديث كاملاً، فإن في آخره ما يبين معناه ونصه كاملاً "ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفَيْنَة بعد الفَيْنَة أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا. إن المؤمن مُفَتَّنًا تواجاً نِسيًّا إذا ذكر ذكر". والمعنى أن المؤمن يفتن ويبتلى بالذنب، ويتوب وينسى ويقع في المعصية وإذا ذكر ذكر، وقد يعاود الذنب المرة بعد الأخرى.
    ومن المؤمنين من يكون له ذنب لا يفارقه حتى يفارق الدنيا. وهذا معنى صحيح دل عليه الكتاب والسنة والواقع المشاهد من أحوال الناس. فإن الله تعالى لم يثنِ على المؤمنين بعصمتهم من الذنوب، وإنما أثنى عليهم بالتوبة منها وعدم الإصرار عليها. قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ" [الأعراف:201]. وقال تعالى: "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ" [آل عمران:135].
    وقال الله تعالى في الحديث القدسي "يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم" أخرجه مسلم برقم (2577) من حديث أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم" أخرجه مسلم برقم (2749) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
    ولله تعالى فيما قدره وكتبه على عباده المؤمنين من الوقوع في الذنوب حكم بالغة قد ندرك بعضها ويخفى علينا الكثير. فمن ذلك تحقق معنى أسماء الله تعالى: الغفور الرحيم اللطيف الحليم غافر الذنب وقابل التوب. ومنها ما يورث الذنب من الانكسار والذلة والحياء من الله تعالى والافتقار إليه، وهذا هو حقيقة العبودية التي من جاء بها وجد السعادة والهداية، ولذا نجد حال بعض العباد أكمل وأحسن بعد الوقوع في الذنب والتوبة منه، كحال الثلاثة الذين خُلِّفُوا، وحال ما عز بن مالك والغامدية رضي الله عنهم أجمعين.
    وفي أثر عن الحسن مرسلا: "إن العبد ليعمل السيئة فيدخل بها الجنة، وإن العبد ليعمل بالحسنة فيدخل بها النار" أخرجه ابن المبارك في الزهد برقم (150) وغيره، والمعنى: تكون السيئة سبباً لدخول الجنة لما تورثه من الخوف والذلة لله تعالى والتوبة إليه. وتكون الحسنة سبباً لدخول النار لما تورثه من العُجْب بها والإدلاء بها على الله.
    ثالثاً: أن كون الله تعالى قدر وشاء أن يقع بعض عباده في الذنوب ويستمر عليها، ثم هو مع ذلك يرتب عليها المصائب والابتلاءات وحرمان الرزق -لا يعني أن الله تعالى عاقب العبد على شيء خارج عن إرادة العبد واختياره إذا أمره، فالله تعالى أعطى العبد مشيئة واختياراً، وبين له طريق الهداية من طريق الضلالة، وأنزل الكتب وأرسل الرسل الذين يبينون ذلك إعذاراً إلى خلقه، وقطعاً لأي حجة، قال تعالى: "رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ" [النساء:165]. فليس لأحد حجة بعد أن بين الله له طريق الهداية من طريق الضلالة، ولذا لا يعذب الله أحدا إلا بعد البيان، قال تعالى: "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً" [الإسراء:15].
    وكون الله تعالى علم وشاء أن تقع هذه الذنوب من عباده لا يعني أنه أحب الذنب وشرعه دينا، ففرق بين ما شاءه الله وقدره وأراده كوناً وبين ما أحبه وشرعه ديناً. والله عز وجل قد جعل الذنوب سبباً للمصائب مع عفوه عن الكثير، قال تعالى: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِن مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" [الشورى:30]. وقال تعالى: "فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ" [العنكبوت:40]. وقال "فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ" [المائدة:49]. وفي الحديث: "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه" أخرجه أحمد برقم (5/277)، وابن ماجه برقم (90)، وابن حبان برقم (872) من حديث ثوبان رضي الله عنه. فهذا قدره وهذه سنته في خلقه، والواجب على العبد هو أن ينظر الأمر والنهي فيفعل الأمر ما استطاع إليه، ويجتنب النهي، ولأجل ذلك خلقه الله تعالى، فإن غلبته نفسه ووقع في الذنب فليبادر للتوبة، وليعلم أن ذلك من نفسه. قال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ" [فصلت:46].
    وقول السائل: هل يمكن أن يكون هناك إنسان بلا ذنب؟ فالجواب: لا يمكن. لأن ذلك يعني العصمة، وهي منتفية عن الخلق إلا الأنبياء والرسل فيما يبلغونه عن الله تعالى، أما غير ذلك فيقع منهم الخطأ والذنب، لكنهم لا يُقرون عليه ويتوبون منه، والعبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية.
    ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية الاتفاق على أن الرسل لا تقر على الخطأ والذنب، ثم قال: "هل يقع منهم بعض الصغائر مع التوبة منها أولا يقع بحال؟" ثم قال: "وأما السلف وجمهور أهل الفقه والحديث والتفسير.. فلم يمنعوا الوقوع إذا كان مع التوبة كما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وإذا ابتلى بعض الأكابر بما يتوب منه فذاك لكمال النهاية لا لنقص البداية" اهـ. من جامع المسائل –المجموعة الرابعة صـ40-41 فهذا في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام، فكيف بمن دونهم. المهم التوبة والإنابة والرجوع إلى الله تعالى.
    وما بعد النبوة منزلة أعظم من الصديقية، ولما قال الصديق الأكبر أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: "قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني أنك أنت الغفور الرحيم". أخرجه البخاري برقم (834)، ومسلم برقم (2705).
    وثبت في الصحيحين برقم (6398)، ورقم (2719) عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه: "اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني. اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي. اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير". وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
    وقول السائل: وهل اللمم (المعاصي الصغيرة) التي يقع فيها الإنسان تكون سبباً في المصائب التي تصيب الإنسان؟ الجواب: بلا شك أن من الذنوب كبائر، ومفهوم ذلك أن هناك صغائر. وهذه الصغائر أهون من الكبائر في الجملة، وهي مما تكفرها الصلاة والصيام بشرط اجتناب الكبائر. قال تعالى: "إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ" [النساء:31]. وقال صلى الله عليه وسلم "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر" أخرجه مسلم برقم (233) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. لكن الشأن في معرفة الصغائر، فإن من الناس من يظن بعض الذنوب صغائر وهي كبائر. قال أنس رضي الله عنه وهو من صغار الصحابة وممن تأخرت وفاته إلى 93هـ وقيل بعدها" إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات –أي المهلكات- أخرجه البخاري برقم (6492).
    كما أن الصغيرة قد يقترن بها من الاستخفاف ما يجعلها كبيرة، وقد يُصِرُّ عليها صاحبها فتهلكه. فالصغائر إذا اجتمعت أهلكت، وكانت سبباً في المصائب. قال صلى الله عليه وسلم "إياكِ ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالباً" قاله لعائشة رضي الله عنها. أخرجه النسائي وابن ماجه برقم (4243)، وابن حبان في صحيحه برقم (5542). كما أن الصغائر إذا اقترن بها الاستخفاف والإصرار تهلك وتورث الران على القلوب والعياذ بالله تعالى، أما بدون ذلك مع اجتناب الكبائر وفعل الفرائض فإنها مغفورة بإذن الله تعالى.
    غفر الله لنا ولك ولإخواننا المسلمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    اطلبوا العلم فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة
    اطلبوا العلم إنه مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة
    قال الله تعالى
    يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ

    ملاحظه هامه/
    جميع مواضيعي منقوووله

  10. #50

    افتراضي رد: جديد الفتاوى

    عنوان الفتوى : لا يجوز الاحتفال بغير عيد المسلمين للتشبه بالكفار
    فتوى رقم : 3075
    نص السؤال :
    الشيخ الفاضل / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك من يحتفل بعيد الحب فما رأيك ..؟؟
    نص الإجابة
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فإن الاحتفال بما يسمى بعيد الحب وغيره من أعياد غير المسلمين لا يجوز لما فيه من التشبه بالكافرين وتقليدهم وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تشبه بقوم فهو منهم" كما في سنن أبي داود عن ابن عمر رضي الله عنه. وهذا العيد النكيد من أقبح تلك الأعياد لأنه يحتفل فيه بهلال أحد عشاق الرذيلة. كما هو معروف. فالاحتفال به فيه محظور آخر وهو أنه إقرار لمسلك ذلك الهالك.والله أعلم
    المفتي : مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
    اطلبوا العلم فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة
    اطلبوا العلم إنه مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة
    قال الله تعالى
    يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ

    ملاحظه هامه/
    جميع مواضيعي منقوووله

صفحة 5 من 7 الأولىالأولى ... 34567 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. درس جديد..
    بواسطة &&&الهكر الاسود&&& في المنتدى قسم اختراق الشبكات
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 06-07-2012, 06:03 AM
  2. عضو جديد
    بواسطة علاوي11 في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-07-2012, 06:02 AM
  3. كود لعرض آخر الفتاوي في موقع الإسلام سؤال وجواب
    بواسطة bayon7 في المنتدى تطوير المواقع والمنتديات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-08-2012, 06:49 PM
  4. برامج هكر>>جديد<<
    بواسطة &&&الهكر الاسود&&& في المنتدى أدوات اختراق الاجهزة والدمج والتشفير
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 09-14-2010, 12:54 PM
  5. عضو جديد
    بواسطة Łεόη š.Kεηηεdy في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 03-19-2010, 01:08 AM

المفضلات

أذونات المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •