**@@@...سحابة سوداء...@@@**








من منا لم تظله تلك السحابة السوداء










من منا لم يعش لحظة ضائقة ألمت به وأرقت مضجعه




أو هم وغم وحزن ويأس نزل عليه وشرد نومه




أو دينا عاش ليلا ونهارا تحت ذله وهمه يفكر في قضائه وسداده




أو مرضا أصابه ونهش جسده فطرق الأبواب بحثا عن دوائه




أو مصيبة وقعت ... ونكبة حلت ... وكارثة جثمت على صدره




حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه بما حملت




الحزن رفيقنا في أغلب الأحيان نجده




في كل مصيبة أول الحاضرين وفي كل فراق ووداع نراه أول المودعين




نغرق في محيطه حتى نعتاد عليه








ولكن لماذا الحزن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟




لماذا نترك أنفسنا رهينة لأحزان الليالي المظلمة
لماذا نغلق في وجوهنا الأبواب
ونضع نقطة نهـاية لصفحة حياتنا بهذا الحزن إن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا وتبهجنا
وحولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيامنا شمعة
فابحث عن قلب يمنحنا الضوء




أليس الصبر مفتاح الفرج ؟؟




فلماذا نضيع من أيدينا هذا المفتاح
الذي نفتح به أقفالالصعاب ونحصد به الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة ؟؟؟




يقول الشافعي رحمه الله
ولرب نازلةيضيق لها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج




أليس بعد كل ليل مهما طالت عتمته








شمس تضيء لنا الطريق؟؟


















أليس لكل طريق مهما طال ومهما وعرت مسالكه








نهــاية مضيئة؟؟





أليس وراء كل خسارة نخسرها درس نتعلمه لنربح في القريب؟؟
......................... ..




أليس وراء كل عزيز نودعه لحظة سعادة وشوق عند لقائه من جديد؟؟




......................... ......




أليس بعد كل مرض ألم بنا تكفيرذنوب وتمحيص خطايا








وعافية وحياة من جديد؟؟




أليس وراء كل حزن أصابنا سعادة تجلو ذلك العبوس الأسود




وتحل محله إبتسامة بيضاء؟؟؟





أليس بعد اليأس الذي حطم بقسوته القلوب





أمل مشرق يضيء لنا الدروب ؟؟؟؟؟




......................... ........




أليس بعد السحب السوداء








يهطل المطر








وتتكون قطرات الندى ؟؟؟؟؟
















فيامن حاربتكالهموم من كل الجهات أعلم أن الهم منفرجُ




فلماذا الحزن إذن ؟؟؟؟؟؟؟








يقول الأمام الشافعي في ضرورة ترك الهموم




سهرت أعين ونامـت عيـون في أمـور تكـون أو لا تكـون
فادرأ الهم ما استعطت عن النفس فحملانـك الهـمـومجـنـون
إن رباً كفاك بالأمس مـا كـان سيكفيك فـي غـدٍ مـا يكـون




ويقول أيضا
دع الأيام تفعل ما تشاءوطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة اللياليفما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفاء
ورزقك ليس ينقصه التأني وليس يزيد في الرزق العناءولا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا سواء