قواعد الحكم بالتكفير

قواعد الحكم بالتكفير


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: قواعد الحكم بالتكفير

  1. #1

    Ham قواعد الحكم بالتكفير

    يقع الكثير من الناس خاصة أثناء النوازل في رمي أولي الامر بالكفر بل أحيانا حتى رمي العلماء بذلك فيصير الناس لا يثقون بالعلماء و يتبعون من وافق عواطفهم و أهواءهم لذلك هذه بعض الأمور التي يجب معرفتها عن الحكم بالتكفير.

    #96faf2
    الأولى: أن التكفير حق لله ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا يصح لأحد أن يصف شيئاً بأنه كفر إلا بدليل واضح وبرهان ساطع . قال ابن تيمية ***- رحمه الله – : فلهذا كان أهل العلم والسنة لا يكفرون من خالفهم ، وإن كان ذلك المخالف يكفرهم ؛ لأن الكفر حكم شرعي فليس للإنسان أن يعاقب بمثله ، كمن كذب عليك وزنى بأهلك ليس لك أن تكذب عليه وتزني بأهله لأن الكذب والزنا حرام لحق الله تعالى ، وكذلك التكفير حق الله تعالى فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله ا.هـ
    وقال ابن القيم في النونية :
    الكفر حـق الله ثم رسولـه بالشرع يثبت لا بقــــــــــــول فلان
    من كان رب العالمين وعبده قـد كفراه فذاك ذو الكفران
    فبهذا تدرك حق الإدراك أن الأصل في كل أمر أنه ليس كفراً إلا بدليل فإن لم يستطع مدعي الكفر إثبات الكفر فإن الأمر يرجع لأصله وهو عدم كونه كفراً .

    #6fe3eb
    الثانية :أن من المهمات والضروريات التفريق بين الأعمال الظاهرة التي لا تحتمل إلا الكفر الأكبر (تضاد الإيمان من كل وجه ) كقتل النبي وإهانة المصحف ونحو ذلك ، والأعمال التي تحتمل الكفر وغيره (لا تضاد الإيمان من كل وجه ) .فإن النوع الأول يكفر صاحبه مطلقاً إذا توافرت في حقه الشروط وانتفت الموانع .أما النوع الثاني فلا يكفر إلا بعد سؤاله واستبانة حاله فإن كان مريداً الاحتمال الكفريّ فهو كافر وإن لم يكن مريداً الاحتمال الكفريّ فليس كافراً ،وقد درج العلماء على هذه القاعدة قولاً وفعلاً .
    الإمام أحمد بن حنبل :
    قال ابن القيم: فائدة : في الفنون ، سئل أحمد بن حنبل عن رجل سمع مؤذناً يقول: أشهد أن محمداً رسول الله . فقال: كذبت ،هل يكفر ؟ فقال :لا ،لا يكفر لجواز أن يكون قصده تكذيب القائل فيما قال ، لا في أصل الكلمة فكأنه قال : أنت لا تشهد هذه الشهادة كقوله ) والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ( ا.هـ .
    ابن قدامة المقدسي :
    في كتابه المغني لم يكفر الممتنعين عن دفع الزكاة في عهد الصحابة لاحتمال أن يكون بخلاً لا إنكاراً لوجوبها .
    لكن ما الضابط في التفريق بين الأعمال المحتملة وغير المحتملة ؟
    فالجواب أن الضابط في ذلك الشرع المطهر فما كفر به الشرع مطلقاً من غير استفصال كفر به ولم يكن محتملاً، وما استفصل فيه الشرع صار محتملاً . فمما كفر به الشرع من غير استفصال الاستهزاء بالدين كما قال تعالى : )وقالوا إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم( فالسب وقتل النبي وإهانة المصحف من باب أولى إذ هي أعظم من الاستهزاء فمن ثم لا يستفصل فيها . ومما استفصل فيه الشرع ولم يكفر به بمجرد فعله ، فعل حاطب بن أبي بلتعة إذ قال رسول الله : (يا حاطب ما هذا) ؟ قال: لا تعجل علي ،إني كنت امرءاً ملصقاً في قريش ولم أكن من أنفسهم ، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة ، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يداً يحمون بها قرابتي ، وما فعلت ذلك كفراً ولا ارتداداً عن ديني ، ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنه صدقكم " رواه الجماعة إلا ابن ماجه . فلما كان فعل حاطب محتملاً لم يكفره رسول الله صلى الله عليه وسلَّم مباشرة بل سأله: (يا حاطب ما هذا ؟ ).

    #6fe3eb
    الثالثة: كلّ من وقع في الكفر فلا يقع الكفر عليه ولا يوصف به إلا بعد توافر الشروط الأربع وانتفاء الموانع الأربع ؛ كالعلم المقابل للجهل ، والاختيار المقابل للإكراه ، وكتقصّد النّطق بكلمة الكفر لا أن يكون وقع منه خطأ من باب سبق اللسان ، وكالتأويل غير السائغ المقابل للتأويل السائغ.

    #78ebe5
    الرابعة:أن التكفير للأعيان لا يكون في المسائل المتنازع فها بين أهل السنة أنفسهم ، وأن الخلاف مانع من تكفير المعين . قال الإمام محمد بن عبدالوهاب: أركان الإسلام خمسة ، أولها الشهادتان ، ثم الأركان الأربعة ، فالأربعة إذا أقر بها وتركها تهاوناً ، فنحن وإن قاتلناه على فعلها ، فلا نكفره بتركها ، والعلماء: اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود ، ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم ، وهو الشهادتان ا.هـ
    وقال النووي في كتابه " رياض الصالحين "في تفسير ( بواحاً ) أي ظاهراً لا يحتمل تأويلاً .
    وتنازعُ أهل العلم تأويلٌ يمنع التكفير ؛ لأن للمكفر أن يأخذ قول العلماء الآخرين بما أن الخلاف سائغ بين أهل السنة وهم من أهل السنة . وقد نص على أن الكفر لا يكون في المتنازع فيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين في مواضع من اللقاء المفتوح .
    قال الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله- في " شرح القواعد المثلى": "وكثير من الناس- اليوم- ممن ينتسبون إلى الدين وإلى الغيرة في دين الله- عز وجل- تجدهم يكفّرون من لم يكفّره الله- عز وجل- ورسوله بل- مع الأسف- إن بعض الناس صاروا يناقشون في ولاة أمورهم، ويحاولون أن يطلقوا عليهم الكفر، لمجرد أنهم فعلوا شيئا يعتقد هؤلاء أنه حرام، وقد يكون من المسائل الخلافية ، وقد يكون هذا الحاكم معذوراً بجهله، لأن الحاكم يجالسه صاحب الخير وصاحب الشر، ولكل حاكم بطانتان، إما بطانة خير، وإما بطانة شر، فبعض الحكام- مثلا- يأتيه بعض أهل الخير ويقولون: هذا حرام، ولا يجوز أن تفعله، ويأتيه آخرون، ويقولون: هذا حلال ولك أن تفعله! ولنضرب مثلاً في البنوك، الآن نحن لا نشك بأن البنوك واقعة في الربا الذي لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - آكله، وموكله، وشاهديه، وكاتبه، وأنه يجب إغلاقها واستبدال هذه المعاملات بالمعاملات الحلال، حتى يقوم- أولاً- ديننا ثم اقتصادنا- ثانياً-... فالتعجيل في تكفير الحكام المسلمين في مثل هذه الأمور خطأ عظيم، ولابد أن نصبر فقد يمكن أن يكون الحاكم معذوراً ! فإذا قامت عليه الحجة وقال: نعم هذا هو الشرع، وأن هذا الربا حرام ، لكن أرى أنه لا يصلح هذه الأمة في الوقت الحاضر إلا هذا الربا ! حينئذ يكون كافراً لأنه اعتقد أن دين الله في هذا الوقت غير صالح للعصر ، أما أن يشبّه عليه ويقال:- هذا حلال- يعنى: الفقهاء قالوا كذا! ولأن الله قال- كذا- !! فهذا قد يكون معذوراً، لأن كثيراً من الحكام المسلمين الآن يجهلون الأحكام الشرعية - أو كثيراً من الأحكام الشرعية- فأنا ضربت هذا المثل حتى يتبين أن الأمر خطير، وأن التكفير يجب أن يعرف الإنسان شروطه قبل كل شيء ا.هـ

    #78ebe5
    الخامسة:إن التسرع في تكفير أفراد المسلمين جناية على النفس والدين لا يصدر ممن يخشى الله حق خشيته ، قال الشوكاني – رحمه الله – : اعلم أن الحكم على الرجل المسلم بخروجه من دين الإسلام ، ودخوله في الكفر لا ينبغي لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدم عليه إلا ببرهان أوضح من شمس النهار ، فإنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة المروية من طريق جماعة من الصحابة أن من قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما ، هكذا في الصحيح وفي لفظ آخر في الصحيحين وغيرهما:" من دعا رجلاً بالكفر أو قال: عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه " أي رجع ، وفي لفظ في الصحيح :" فقد كفر أحدهما" ففي هذه الأحاديث وما ورد موردها أعظم زاجر وأكبر واعظ عن التسرع في التكفير – ثم قال – فإن الإقدام على ما فيه بعض البأس لا يفعله من يشح على دينه ، ولا يسمح به فيما لا فائدة فيه ولا عائدة ، فكيف إذا كان يخشى على نفسه إذا أخطأ أن يكون في عداد من سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كافراً ا.هـ
    وقال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن : والتجاسر على تكفير من ظاهره الإسلام من غير مستند شرعي، ولا برهان مرضي يخالف ما عليه أئمة العلم من أهل السنة والجماعة، وهذه الطريقة هي طريقة أهل البدع والضلال ومن عدم الخشية والتقوى فيما يصدر عنه من الأقوال والأفعال ا.هـ
    هذا التشديد الشرعي هو في تكفير الأفراد ، فكيف بتكفير الجماعات والدول ؟ لا شك أن الأمر فيه أخطر لما يترتب عليه من سفك الدماء وإزهاق الأنفس وزعزعة الأمن وإضعاف القيام بالدين .
    ومما ينبغي تذكره ما بين حين وآخر أن التكفير من الألفاظ الشرعية فالمتكلم به متكلم باسم الدين وموقع عن رب العالمين ، فيا ويل من تفوه فيه بلا علم، وإنما بالحماسة المفرطة .
    قال ابن القيم : وقد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء ، وجعله من أعظم المحرمات ، بل جعله في المرتبة العليا منها ، فقال تعالى )قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ(فرتب المحرمات أربع مراتب، وبدأ بأسهلها وهو الفواحش ، ثم ثنى بما هو أشد تحريماً منه وهو الإثم والظلم ، ثم ثلث بما هو أعظم تحريماً منهما وهو الشرك به سبحانه ، ثم ربع بما هو أشد تحريماً من ذلك كله وهو القول عليه بلا علم ، وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وفي دينه وشرعه ، وقال تعالى )وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ، مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( ا.هـ
    فوا عجباً لمن علم جهل نفسه بالأحكام الشرعية العملية اليومية كالصلاة وما يتعلق بها من أركان وواجبات ومستحبات وأحكام سجود السهو والتلاوة والصيام وما يتعلق به من مفسدا ت وواجبات ومستحبات ، والبيوع وما يتعلق به من شروطه وشروط فيه ، والتميز بين البيع الصحيح والفاسد، ثم تراه في التكفير مندفعاً متبجحاً بتسرعه وتكفيره للحكام والعلماء ، أمَا وقف مع نفسه وذكرها بصعوبة وخطورة ما يقترف وأن الحماسة والعجلة والأصحاب لن ينفعوه يوم القيامة قال تعالى ) وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ(وقال) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ( .
    أليس أحدنا إذا احتاج إلى معرفة أحكام الشرع في نفسه كمسائل الطلاق والحيض والبيوع سأل العلماء الربانيين وأخذ عنهم ولا يلتفت إلى خلاف من خالفهم ؟ فإذا كان الحال كذلك في عامة مسائل الشرع ، فلماذا إذاً ندع أقوال العلماء الأجلاء في مسائل عظام كالتكفير إلى قول غيرهم ؟ أليس هذا نوعاً من الهوى الخفي .
    قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبو بطين: ومن العجب أن أحد هؤلاء لو سئل عن مسألة في الطهارة أو البيع ونحوهما لم يفت بمجرد فهمه واستحسان عقله ، بل يبحث عن كلام العلماء ويفتي بما قالوه ، فكيف يعتمد في هذا الأمر العظيم الذي هو أعظم أمور الدين وأشدها خطراً على مجرد فهمه واستحسانه ؟ فيا مصيبة الإسلام من هاتين الطائفتين ، ويا محنته من تينك البليتين، ونسألك اللهم أن تهدينا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ا.هـ

    #6eb8b8

    #6eb8b8
    منقول اعذروني على الاطالة ولمن أراد الاستزادة
    http://www.islamancient.com/ressources/audios/124.rm

  2. #2

    افتراضي رد: قواعد الحكم بالتكفير

    جزاك الله خيرا

  3. #3

    افتراضي رد: قواعد الحكم بالتكفير

    جزاك الله الف خير

    استمر

    ولا تحرمنا من جديدك

    تقبل مروري

    ^^

  4. #4

    افتراضي رد: قواعد الحكم بالتكفير

    بارك الله فيكم إخوتي،أسأل الله أن يجعلنا من أتباع منهج الحق منهج أهل السنة و أن يعصمنا من زيغ أهل الأهواء و البدع

  5. #5

    افتراضي رد: قواعد الحكم بالتكفير

    يسلموووووووووو

    مشكور

    بإنتظآرٍ جديدك ّ

  6. #6
    هكر مبتديء الصورة الرمزية the king of
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    الجزائر + وقلبي في غزة والله
    المشاركات
    54

    افتراضي رد: قواعد الحكم بالتكفير

    جزاك الله خير على هذي القواعد

  7. #7

    افتراضي رد: قواعد الحكم بالتكفير

    مشكور يا الغالي الله يجزاك خير

المواضيع المتشابهه

  1. دعاء من لمصحف الشريف ((هدية اليكم بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك))
    بواسطة الشيخ الروحاني ابو قاسم في المنتدى المنتدى إلاسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-30-2017, 06:56 AM
  2. الدرس السابع: قواعد البيانات والإتصال بها
    بواسطة ASDELY-ScOrPiOn في المنتدى اختراق المواقع والسيرفرات
    مشاركات: 211
    آخر مشاركة: 06-16-2012, 01:10 AM
  3. تركيب قواعد البيانات Mysqldumper
    بواسطة ASDELY-ScOrPiOn في المنتدى تطوير المواقع والمنتديات
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05-25-2012, 08:03 PM
  4. [ برنامج ] : Windows 7 theme اليكم شكل الويندوز الجديد يعمل علي xp (ادخل وتأكد بنفسك
    بواسطة Amazing في المنتدى منتدى البرامج - تحميل برامج
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 02-09-2012, 02:37 PM

المفضلات

أذونات المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •