أوله جنون وآخره ندم

يقول تعالى {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [آل عمران134] ويقولَ تَعَالَى : { وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } [الشورى/37]

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ :" مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَوْمٍ يَصْطَرِعُونَ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , فُلانٌ الصِّرِّيعُ ، لا يُنْتَدَبُ لَهُ أَحَدٌ إِلا صَرَعَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ ؟ ، رَجُلٌ ظَلَمَهُ رَجُلٌ فَكَظَمَ غَيْظَهُ فَغَلَبَهُ ، وَغَلَبَ شَيْطَانَهُ ، وَغَلَبَ شَيْطَانَ صَاحِبِهِ " أخرجه البزار , وانظر الصَّحِيحَة : 3295

وَجَدْتُ الحلمَ ينصرني على مَنْ *** أسُلّ لحربه ظُبَة َ الحُمامِ

ولـي كلمٌ كأن اللفظ منها *** يَرُشّ السمعَ منه بالسّهامِ

ولكني أكفكفهـا بحــلمٍ *** يُلاثُ البُرْد منه على شمام

ولسـتُ أُعيدُ من حَنَقٍ عليه *** مخاطبة ً لتجديد الخصام



وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :" مَا تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ ؟ " , فَقُلْنَا : الَّذِي لَا يَصْرَعُهُ الرِّجَالُ , قَالَ : " لَيْسَ بِذَلِكَ , وَلَكِنَّهُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ "

الصُّرَعَة : الْقَوِيّ الَّذِي لا يَصْرَعُهُ الرِّجَال . انظر صَحِيح الْجَامِع : 3555 ، الصَّحِيحَة : 3406



حليمٌ إذا ما الحلمُ زينَ أهلهُ ... مع الحلمِ في عينِ العدوِّ مهيبُ

إذا ما تراءاهُ الرجالُ تحفظُوا ... فلم تنطقِ العوراءُ وهو قريبُ



قال عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه:إنما يعرف الحلم ساعة الغضب ،وقيل: أن أول الغضب جنون، وآخره ندم ، وقيل: كل العطب في الغضب.

يا رَبُّ يا ذا العرْشِ، أنْتَ حكيمُ *** وأنتَ بما تُخفِي الصدورُ عليمُ

فَيا رَبُّ هَبْ لي مِنكَ حِلماً، فإنّني *** أرَى الحِلْمَ لم يَندَمْ عَلَيهِ حليمُ



اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ