من البدع التي أحدثها الناس ، بدع شهر رجب ، فأحدثوا فيها من العبادات والاحتفالات وما زعموه له من الفضائل والكرامات ، من تخصيص لبعض لياليه بالقيام وبعض أيامه بالصيام ، وكذلك تعمد الذبح فيه والعمرة وغير ذلك .

قال الحافظ ابن حجر :
( لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيام شيء منه معين ، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة ) .

وقال ابن رجب :
( فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به . والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح ، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء )

( وأما الصيام فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عند النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه )

( وأما الزكاة فقد اعتاد البعض إخراج الزكاة في شهر رجب ، ولا أصل لذلك في السنة ).

وقال أيضا :
( وقد روي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة ، ولم يصح شيء من ذلك ، فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولد في أول ليلة منه ، وأنه بعث في السابع والعشرين منه ، وقيل : في الخامس والعشرين ، ولا يصح شيء من ذلك ) .




ومما أحدث فيه أيضا من البدع :

الاحتفال بمناسبة الإسراء والمعراج ، في ليلة السابع والعشرين منه ، فيقيمون الخطب والمحاضرات في المساجد ، ويوزعون الحلوى ، ويلبسون أحسن الثياب ، وغير ذلك مما لم ينزل الله تعالى به سلطانا .

ومنها صلاة الرغائب
وهي تصلى بين العشاءين ليلة أول جمعة من شهر رجب ، وقد حدثت بعد القرون الأولى ويقال ابتدعها رجل يدعى ابن أبي الحمراء في سنة 448 حين قدم من نابلس فصلاها ببيت المقدس
"الحوادث والبدع للطرطوشي ".
وقد وردت بأسانيد باطلة وموضوعة ، فلا تصح أبدا .

قال الإمام النووي :
( .... هذه الصلاة المبتدعة التي تسمى الرغائب ، قاتل الله واضعها ومخترعها ، فإنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة ، وفيها منكرات ظاهرة ) .

وقال الذهبي :
( حديثها باطل بلا تردد ) .

وقال الحافظ : ( لا أصل لها )



وخلاصة الأمر في هذا الشهر
أنه تشرع فيه التطوعات والقربات من صلاة وصيام وصدقة وعمرة ، كما يشرع في غيره من الأشهر الباقية ، من دون تحديد أي قدر أو وصف للعبادة .

وعلينا جميعا وجوب إتباع السنة والاستقامة عليها ، والتواصي بها والحذر من البدع كلها عملا بقول الله تعالى
( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .