بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين ولكل من أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين


إثبات حقيقة الجن وإختلاف تكوينهم عن الإنس


هناك من لا يؤمن بالجن ويعتبر حقيقتهم خرافة وهناك من يؤمن بهم ويعتقد أن الجن فئة من البشر أو نوع من أنواع الإنس لا يختلف تكوينهم عن تكويننا نحن البشر


دليل الإثبات


قال تعالى


( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)


سبب وجود إنس وجن هي العبادة لله سبحانه وتعالى وهذا يدل على أن الإنس والجن لهم أمر واحد من الآمر لهم وهو الله والأمر هو العبادة فهم له عبيد وهم ملزمين لعبادته لأن هذا أساس وجودهم وشروط العبادة العقل وإجتماع الإنس والجن في آية تؤكد سبب وجودهم ويدل على إختلاف تكوينهم لأن الآية جمعتهما كحالتين تفترق بالتكوين وتجتمع بالأمر فالواو فرق بينهما في الآية والعبادة جمعتهما في الغاية وهي العبادة والآية تدل على أنهم المكلفين في ما شرعه الله وفرضه والتكليف يتطلب إبتلاء . لهذا للإنس والجن عقل وشهوة فمن تبع شهوته أنحرف ومن تبع عقله تبع الحق وأهل الحق لهم الجنة وأهل الباطل لهم النار وتأكيد وجود شهوة وعقل تأكيد وجود ابتلاء الإنسان والجان وهذا سبب تكليفهم وهذا يدل على أن الجن كالإنس يأكلون ويشربون لأن مقرهم سيكون واحد الجنة أو النار والفرق بينهما هو أن الجن غير مرئي والإنس مطالبين في إعمار الأرض والجن مخلوقين من نار والإنس من تراب والإنس يتفرعون من آدم عليه السلام فليس قبل أدم أدمي فهو أول مخلوق من المخلوقات الإنسية والبشرية والجن يتفرعون من إبليس اللعين وإبليس من عقل وشهوة يتزاوج وينجب ويتكاثر فالجن كالإنس لهما صنفين ذكرا وأنثى يتناسلون ويتوالدون لهذا مفردهم شيطان وجني وجمعهم شياطين وجن وليس كلهم شياطين لأن هناك جن صالح وهم مؤمنين والقرآن رحمة للعالمين والإسلام دين للثقلين وهم الجن والإنس ومن ننفي عنه الأكل والشرب والشهوة هم الملائكة الذين خلقهم الله من نور لأنهم غير مكلفين فلا شهوة لديهم وهم أهل العقل الخالص ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون والجن يشارك الإنسان في كل شي أكله وشربه ونومه وزوجته إن لم يذكر الأدعية ويحصن نفسه الإنسان ويسكنون البيوت المهجورة والخرابة ودورات المياه والمزابل وغيرها ويتواجدون في أماكن البشر لكن الحواس لا تبصرهم ولا تراهم وإن لم يسمي الإنسان حين الأكل يشاركونه بالأكل كذلك في الأمور الأخرى الحياتية ويكونون مرافقين من لا يكونون على طهارة ويعتدي الجن على الإنس بحالة السحر المفتعلة من ساحر بواسطة سحر أستخدمه على مسحور والوسيط الجان وقدرة الجن لا يعيها البشر لأن العين لا تشاهد ذلك لكن تأثيراتهم لا تتعدى الوسوسة والإيحاء والإيهام والمس والتأثير النفسي بالنسبة للبشر


كل مبصرا يدرك أن الجن حقيقة فكيف لا يكونون حقيقة وذكرهم الله بسورة كاملة أسماها سورة الجن


الخرافة والغباء تستمد من العقول التي لا تؤمن بالحقائق الغيبية إن لم تكن العقول والقلوب تؤمن بالجن فهي لا تؤمن في الملائكة لأن لا يتواجد دليل مادي على وجود الملائكة فالجن والملائكة من المخلوقات التي لا تشاهدها الحواس ومن أثبت لي بشكل مادي وجود الملائكة و المؤمنين بالتأكيد سيرجعون للقرآن والسنة كذلك نحن نفعل لماذا لا نقتنع إذا إن كانت المسألة واحدة غيبية = كل ما غاب عننا كالملائكة والجن والقيامة والجنة والنار والبعث والحساب والله


كلام الله واضح فالمكلفين في العبادة هما الإنس والجن لأنهم من عقول وشهوات وهم ذكورا وإناثا يتزاوجون الإنس مع الإنس والجن مع الجن وأعد الله للصالحين منهم الجنان وللكافرين منهم النيران


قال الله سبحانه وتعالى


قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً


الإيمان بالشي إتباعا له وتصديقا والإيمان والتصديق يقود للإتباع الذي هو العبادة والدليل على ذلك قولهم المراد للجن ولا نشرك بربنا أحدا وهدايتهم دليل أن الله كلفهم بالعبادة


قال الله سبحانه وتعالى


وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً


هنا خصوا الإنس ولم يذكروا الملائكة لأن المكلفان للعبادة هما الإنس والجن والتكذيب على الله كفرا به


الجن تابعين للإنس فنبي الجن هو محمد عليه الصلاة والسلام لأنه أرسل للإنس والجن والجن تابعين لما شرعه الله للإنس


ما ينطبق على الإنسان ينطبق على الجان لهذا بشكل بديهي أن نعلم أن هناك جني صالحا وجني كافرا


قال الله سبحانه وتعالى


وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً


قال الله سبحانه وتعالى


وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً


الإسلام لا يختص في البشر أنما أيضا من خصوصية الجن كذلك الكفر فهم المكلفان للعبادة المراد للإنس والجن


الفرق بين الإنس والجن


الجن مخلوق من نار والبشر من طين ويختلفان بتكوينهما وذرية الجن من إبليس والصالحين جن والكافرين شياطين وذرية الإنس من آدم عليه السلام علينا في الإيمان بما يقوله الله سبحانه وتعالى وإتباع ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا نتبع إنسان مهما كان إن كان قوله مخالفا لحقيقة قالها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولو كان إمام أو أب وصدقوني سنفلح


الله سبحانه وتعالى خص الإنس في عمارة الأرض وخص الجن في عدم رؤية الحواس لهم المراد حواس البشر وميزهما عن الحيوانات ومن كان صالحا أرتقى للملائكة ومن كان ضالا هبط لما هو دون الحيوانات


يكفي قول الله سبحانه وتعالى وكما أننا لا نشاهد الهواء وهو من مخلوقات الله جعلنا الله لا نشاهد الجن وهم من مخلوقات الله الدليل على وجودهم ما خصصه الله لهم من آيات وقصص و سورة الجن كما أن هناك سورة الإنسن وهذا دليل على الفرق بينهما


قال الله سبحانه وتعالى


وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً


وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً


قال الله سبحانه وتعالى


( والجان خلقناه من قبل من نار السموم )


( وخلق الجان من مارج من نار )


( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي )


ألا تدل هذه الافعال على وجودهم وعلى إختلافهم عن الإنس





ما لا نراه نؤمن فيه إن كان حقيقة وما يقوله الله ورسوله حقيقة