أصناف الناس:
قال معاوية للأحنف: صف لي الناس وأوجز، فقال: رؤوس رفعها الحظ، وكواهل عظمهم التدبير، وأعجاز شهرهم المال، وأذناب أتحفهم الأدب، ثم الناس بعدهم بهائم إن جاعوا ساموا وإن شبعوا ناموا.

وقال سلمان: الناس أربعة أصناف آساد وذئاب وثعالب وضأن، فأما الآساد فالملوك، وأما الذئاب فالتجار، وأما الثعالب فالفقراء المخادعون، وأما الضأن فالمؤمن ينهشه كل من يراه.

وقال أمير المؤمنين: الناس ثلاثة: عالم ومتعلم وما سواهما همج.
وقال علان العتابي: رأيت كلثوما يأكل خبزا في الطريق فقلت له: أما تستحي تأكل بحضرة الناس؟فقال: أرأيت لو كنت في دار فيها بقور أما تأكل بحضرتهم؟قلت: نعم. فقال: فهؤلاء بقور!ثم قال: إن شئت أريتك دلالة ذلك. ثم قام ووعظ وجمع قوما ثم قال: روي عن غير وجه أن من بلغ لسانه أرنبة أنفه أدخله اله الجنة!فلم يبق أحد إلا أخرج لسانه ينظر هل يبلغ.

وقال رجل للشاعر: أين سكة الحمير؟فقال: اسلك أي سكة شئت فكلها دروب الحمير.

وقال بعض العرب: طلبت الراحة فلم أجد أروح لنفسي من تركها ما لا يعنيها، وتوحشت في البادية فلم أر أوحش من قرين السوء.

من كتاب : محاضرات الأدباء : المؤلف : الراغب الأصفهاني