إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله

من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له

ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً

عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم

بإحسان الى يوم الديـــن وسلم تسليما كثيرا ،

اما بعد :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


لا شك أن التربية الصحيحة على هدي الإسلام ونهجه والتزام قيمه ومبادئه تمثل الطريق السليم الذي يضمن المستقبل الزاهر للنشء ويحفظ عقولهم وأعرضهم ودينهم..

و القدوة هنا تلعب دورا حيويا في تعديل سلوك الفرد داخل المجتمع فتفرزها بداية التربية داخل الاسرة والمدرسة والجامعة والمجتمع ككل..و يمكن ان تصبح ضمير المجتمع الذي يقيس به الانسان رؤاه ومثله ومفاهيمه عن الحق وكل المثل العليا في معاملاته وتعاملاته ..ولعل من اكبر المشاكل التي تواحه الشباب واهم اسباب الضياع النفسي هي غياب الغاية المستقبلية للفرد المتعلقة في القدوة الصالحة المحيطة بهم من الوالدين اولا و الاصدقاء و الاحباب ثم المجتمع ..وبالتالي يصبح هذا الشاب في طريق مجهول المعالم يفتقر الى آليات العمل و هدف اسمى..



فالقدوة الحسنة هي النور الذي يضيء طريق الانسان منذ صغره ويوصله الى بر الامان عند اشتداد عوده..و بالتالي يمكن ان نقول ان هناك طريقين للقدوة ..طريق نظري يستمده من الاسرة والكتب والتعليم ..وطريق عملي يستمده من تجاربه في الحياة والممارسات الفعلية في عمله وتفاعله مع كل انماط المجتمع ..فلاشك اننا نعيش في عصر يعج بالفتن والمغريات وملذات المعاصي المتنوعة ..وعصر الفضائيات التي دخلت بيوتنا من اوسع الابواب و نفدت بشكل سريع الى قلوب شبابنا لتنويمه على ايقاعات الغفلة والتكاسل..ليفيق على واقع مرير من الاقصاء الاجتماعي كفرد يعتبر عالة على المجتمع و هذا ينعكس سلبا على الامة في اللحاق بالركب الحضاري المتنامي



و بعيدا عن مفهوم القدوة كآلية مساعدة في اصلاح سلوك الفرد بصفة عامة فالانسان يولد بفطرة سليمة اودعها الله سبحانه داخل قلبه وهي فطرة الايمان التي ترسم معالم حياته الناجحة في كافة المجالات و تابى عليه شتى الانحرافات فالواجب علينا كمسلمين هو التحلي بالاخلاق السلامية السمحة بالتضامن و التآخي و حب الخير للغير و الاعتناء بمسؤولية الارشاد و التوعية حتى نمكن شبابنا الضائع من الوقوف في السكة الصحيحة لبناء حياته السليمة و الناجحة و اهم ما يمكننا التركيز عليه في الخروج من هذه الأزمات التي نعانيها هي الرجوع الى الله عز وجل و الدعوة اليه فإن المسلم يتشرف بالدعوة إلى الله تعالى، وإلى هذا الدين العظيم الذي شرفه الله تعالى بالانتساب إليه والدعوة له. قال تعالى:(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت:33].



وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وكل من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو إلى الله تعالى على بصيرة، فقال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) [يوسف:108].
فكل من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم يجب عليه أن يدعو إلى الله تعالى على بصيرة، فعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" رواه البخاري.



هذا و لا يخفى علينا انه اذا رجعنا الى القرءان الكريم الذي يعد دستورنا الشامل والشافي والذي يحتوي على جميع الحلول لكل معظلاتنا سنجد نموذجا كريما صالحا الذي ضرب لنا اروع الامثلة في الابوة الصالحة السوية في رسم طريق سوي للمسلم والترشيد الممنهج بالنهج الرباني الحكيم في قصة لقمان الحكيم مع ابنه و الوصايا الذهبية التي منحها اياه بصفة خاصة و لنا عامة ... فقال عز وجل || {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ || اي وضع نفسه واعظا لهذا الابن ومرشدا ومذكرا ومنبها ولاشك ان اول شئ وعظ به لقمان ابنه هو الايمان بالله الواحد الاحد || يابني لاتشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم || ثم بعد ذلك تاتي النصائح تباعا تلمس الجانب السلوكي العام والخاص فقال عز وجل على لسان لقمان الحكيم :



1 يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ

2 وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ

3 . || وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ || سورة لقمان


فبهذا الاسلوب الرائع و الوصايا التي تكتب بماء الذهب لخير علاج ناجح يحفظ للمسلمين فطرتهم النقية و عزتهم و شرفهم و تنشئتهم تنشئة اسلامية سليمة على طاعة الله في القول والعمل ..

وبالله التوفيق ..



اسئلة النقاش


..1- ما هي العوائق التي تعترض شبابنا الاسلامي ليكون مسلما صالحا ؟

2- لماذا باتت امتنا الاسلامية ضعيفة تعيش على انقاض امجادها ؟

3- ما هو دور القدوة الحسنة في ترشيد سلوك المسلم ؟

4 - كيف نعيد للشباب فطرة الايمان ؟؟

5- كلمة حرة ؟


منقول للافادة من الكاتبة : الاخت العائدة التائبة