لا تحزن . . .


إذا شعرت بالغربة بينهم


وبالوحدة في حضورهم


وبالوحشة رغم وجودهم


لا تحزن . . .



إذا اكتشفت أن الكلمة لها ثمن


وأن الابتسامة والمشاعر باتت تباع وتشترى


لا تحزن . . .


إذا ناديت ولم يسمعك سواك


وتألمت ولم يشعر بك إلا أنت


وسقطت ولم يستقبلك سوى الأرض


لا تحزن . . .


إذا خذلتك توقعاتك البيضاء


وخذلك الأصدقاء الأوفياء


وصدمتك ثقتك العمياء


لا تحزن . . .


إذا مددت يدك إليهم وصافحت الهواء


وإذا اشتقت


إلى وجودهم ولم ترهم


وإلى أصواتهم ولم تسمعهم


وإلى أيامهم ولم يعد الزمان إلى الوراء


لا تحزن . . .


إذا خذلتك قدرتك على النسيان


وتنازعتك هزيمة البوح وآلام الكتمان


لا تحزن


إذا أخطأ الآخرون في فهمك أو تعمدوا ذلك


وإن أشعروك أنك من كوكب آخر


لا تحزن . . .








لماذا أنت حزين؟


لا تقول لأني غريب


وأظل أنادي


ولكن لا مجيب


فقل لي كيف لا أكون كئيب!


سأقول لك لا تتعجل


لديك لسان ويدان ورجلان


تستطيع أن تكسب بهم أفضل الخلان


ولكن اكتفيت بالانطواء والعزلة


حتى صرت في صفحة النسيان


هي الدنيا لا تحمل هماً فيها


لأنك علمت أن الدنيا دار فناء


فلماذا تجعلها تتجبر عليك


وهي أحقر ما رأيت


إن كنت تعلم أنك سترحل من هذه الحياة


فلماذا لا تجعلها ذكرى جميلة لك تتسلى بها.


ولا تجعلها طعنة كبيرة تتألم منها؟





يا ابن آدم لِمَ الحزن والضيق


ورزقك في السماء مقسوم


وقدرك منذ الأزل محسوم


والدنيا وما فيها


لا تستحق الهموم


لأنها متغيرة لا تدوم