الــسلام عليكم و رحمــة و بركــاته
قصيدة رائعة للشاعر إبراهيم علي بديوي _رحمه الله_ وإلقاء الشيخ عبدالواحد المغربي
والقصيدة من أجمل ماسمعت في توحيد الله كما تدل على كمال خلق الله لهذا الكون .
والقصيدة هنا على هذا الرابط بصيغةMP3 وبحجم 10 ميقا

لتحميل القصيدة :

http://www.mediafire.com/?nkn0ctp3jjyuemn

القصــــــيدة

بك أستجير ومن يجير سواكا *** فأجر ضعيفا يحتمي بحماك
إني ضعيف أستعين على قوى *** ذنبي ومعصيتي ببعض قواك
أذنبت ياربي وآذتني ذنوب *** مالها من غافر إلا ك
دنياي غرتني وعفوك غرني *** ماحيلتي في هذه أو ذا ك



لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا *** بكريم عفوك ما غوى وعصاك
يا مدرك الأبصار ، والأبصار *** لا تدري له ولكنه إدراك


أتراك عين والعيون لها مدى *** ما جاوزته ، ولا مدى لمداك
إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين علاك



يامنبت الأزهار عاطرة الشذا *** هذا الشذا الفواح نفح شذاك
يامرسل الأطيار تصدح في الربا *** صدحاتها تسبيحة لعلاك
يامجري الأنهار : ماجريانها *** إلا انفعالة قطرة لنداك
رباه هاأناذا خلصت من الهوى *** واستقبل القلب الخلي هواك



وتركت أنسي بالحياة ولهوها *** ولقيت كل الأنس في نجواك
ونسيت حبي واعتزلت أحبتي *** ونسيت نفسي خوف أن أنساك
ذقت الهوا مراً ولم أذق الهوى *** يارب حلواً قبل أن أهواك
أنا كنت ياربي أسير غشاوة *** رانت على قلبي فضل سناك


واليوم ياربي مسحت غشاوتي *** وبدأت بالقلب البصير أراك
ياغافر الذنب العظيم وقابلا *** للتوب: قلب تائب ناجاك
أترده وترد صادق توبتي *** حاشاك ترفض تائبا حاشاك
يارب جئتك نادماً أبكي على *** ما قدمته يداي لا أتباكى


أنا لست أخشى من لقاء جهنم *** وعذابها لكنني أخشاك
أخشى من العرض الرهيب عليك يا *** ربي وأخشى منك إذ ألقاك
يارب عدت إلى رحابك تائباً *** مستسلما مستمسكاً بعراك
مالي وما للأغنياء وأنت يا *** رب الغني ولا يحد غناك


مالي وما للأقوياء وأنت يا *** ربي ورب الناس ماأقواك
مالي وأبواب الملوك وأنت من *** خلق الملوك وقسم الأملاك
إني أويت لكل مأوى في الحياة *** فما رأيت أعز من مأواك
وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة *** فلم تجد منجى سوى منجاك


وبحثت عن سر السعادة جاهداً *** فوجدت هذا السر في تقواك
فليرض عني الناس أو فليسخطوا *** أنا لم أعد أسعى لغير رضاك
أدعوك ياربي لتغفر حوبتي *** وتعينني وتمدني بهداك
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي *** ماخاب يوما من دعا ورجاك



يارب هذا العصر ألحد عندما *** سخرت ياربي له دنياك
علمته من علمك النوويَّ ما *** علمته فإذا به عاداك
ما كاد يطلق للعلا صاروخه *** حتى أشاح بوجهه وقلاك
واغتر حتى ظن أن الكون في*** يمنى بني الانسان لا يمناك


و ما درى الانسان أن جميع ما *** وصلت إليه يداه من نعماك؟
أو ما درى الانسان أنك لو أردت *** لظلت الذرات في مخباك
لو شئت ياربي هوى صاروخه *** أو لو أردت لما أستطاع حراك
يأيها الانسان مهلا وائتئذ *** واشكر لربك فضل ماأولاك
واسجد لمولاك القدير فإنما *** مستحدثات العلم من مولاك


الله مازك دون سائر خلقه *** وبنعمة العقل البصير حباك
أفإن هداك بعلمه لعجيبة *** تزور عنه وينثني عطفاك
إن النواة ولكترنات التي *** تجري يراها الله حين يراك
ماكنت تقوى أن تفتت ذرة *** منهن لولا الله الذي سواك
كل العجائب صنعة العقل الذي *** هو صنعة الله الذي سواك


والعقل ليس بمدرك شيئا اذا *** مالله لم يكتب له الإدراك
لله في الآفاق آيات لعل *** أقلها هو ما إليه هداك
ولعل ما في النفس من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناك
والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولت تفسيراً لها أعياك
قل للطبيب تخطفته يد الردى *** ياشافي الأمراض : من أرداك؟


قل للمريض نجا وعوفي بعد ما *** عجزت فنون الطب : من عافاك؟
قل للصحيح يموت لا من علة *** من بالمنايا ياصحيح دهاك؟
قل للبصير وكان يحذر حفرة ***فهوى بها من ذا الذي أهواك؟
بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحام *** بلا اصطدام : من يقود خطاك؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا *** راع ومرعى : مالذي يرعاك؟

قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء *** لدى الولادة : مالذي أبكاك؟
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه *** فاسأله : من ذا بالسموم حشاك؟
وأسأله كيف تعيش ياثعبان أو *** تحيا وهذا السم يملأ فاك؟
وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت ***شهداً وقل للشهد من حلاَّك؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين *** دم وفرث مالذي صفاك؟



وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا *** ميت فاسأله: من أحياك؟
وإذا ترى ابن السودِ أبيضَ ناصعاً *** فاسأله : مِنْ أين البياضُ أتاك؟
وإذا ترى ابن البيضِ أسودَ فاحماً *** فاسأله: منْ ذا بالسواد طلاك؟
قل للنبات يجف بعد تعهد *** ورعاية : من بالجفاف رماك؟
وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو *** وحده فاسأله : من أرباك؟


وإذا رأيت البدر يسري ناشرا *** أنواره فاسأله : من أسراك؟
وأسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد *** كلّ شيء مالذي أدناك؟
قل للمرير من الثمار من الذي *** بالمر من دون الثمار غذاك؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسأله : من يانخل شق نواك؟
وإذا رأيت النار شب لهيبها *** فاسأل لهيب النار: من أوراك؟


وإذا ترى الجبل الأشم منا طحاً *** قمم السحاب فسله من أرساك؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال *** جرى فسله؟ من الذي أجراك؟
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله: من الذي أطغاك؟
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا *** فاسأله : من ياليل حاك دجاك؟
وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحياً *** فاسأله: من ياصبح صاغ ضحاك؟



هذي عجائب طالما أخذت بها *** عيناك وانفتحت بها أذناك
والله في كل العجائب ماثل *** إن لم تكن لتراه فهو يراك؟
يا أيها الإنسان مهلا مالذي *** بالله جل جلاله أغراك؟
حاذر إذا تغزو الفضاء فربما *** ثآر الفضاء لنفسه فغزاك؟
اغز الفضاء ولا تكن مستعمراً *** أو مستغلا باغيا سفاك


إياك ان ترقى بالاستعمار في *** حرم السموات العلا إياك
إن السموات العلا حرم طهور *** يحرق المستعمر الأفاك
اغز الفضاء ودع كواكبه سوابح *** إن في تعوبقهن هلاك
إن الكواكب سوف يفسد أمرها *** وتسيء عقباها إلى عقباك
ولسوف تعلم أن في هذا قيام *** الساعة الكبرى هنا وهناك

أنا لا أثبط من جهود العلم أو *** أنا في طريقك أغرس الأشواك
لكنني لك ناصح فالعلم إن *** أخطأت في تسخيره أفناك
سخر نشاط العلم في حقل الرخاء *** يصغ من الذهب النضار ثراك
سخره يملأ بالسلام وبالتعاون *** عالماً متناحراً سفاكا
وادفع به شر الحياة وسوءها *** وامسح بنعمى نوره بؤساك

العلم إحياء وإنشاء وليس *** العلم تدميراً ولا إهلاكا
فإذا أردت العلم منحرفاً فما *** أشقى الحياة به وما اشقاك