عاد الدمع كما كان
وعاد نفس الزمان
تمنيتُ الزمان يتغير
ويكف عن الأحزان
ما تبدّل ولا تغير
وأخذ يحرقني البركان
فسرتُ عكس التيار
علّني أجدُ الأمان
وأخذتُ أحلمُ بدنيا
ليست لليأس عنوان
مرّت الأيام سريعا
وسرتُ أهلل فرحان
تخيلتُ الأحزان تركتني
ولكن خانني الحسبان
ما عدتُ أعلم ما السعادة
وما عاد للفرح مكان
وسارت تتحطم آمالي
وتُقذَفُ لكل مكان
وعدتُ كما كنت بائسا
يحاصرني الهم والكتمان

(2)

ماذا يحدث .. من أكون !!
ماذا أريد .. أصبحت مجنون
عاندتني الأيام كثيرا
تقاذفتني الأمواج والسنون
يائس أنا وحزين
تملؤني الكآبة والشجون
يحاصرني الدمع والأسى
أُجذبُ لدنيا المُجون
أحاول عبثا أن أصمد
أن أنسى همي المكنون
وأطلبُ دوما من ربي
يرحل زمني الملعون
ولكن اليأس أضناني
أرهقني كذبُ المُحبون
فالجميع .. الكذب شعاره
وأصبحتُ معهم مفتون
وسرتُ في نفس التيار
أصبحتُ أكذب وأخون
ولكني لازلتُ آمل ..
كل أحزاني .. تهون

(3)
رحل اليوم الثاني
ولازلتُ أنا أعاني
لازلتُ أصرخُ فزها
تاهت مني ألحاني
ولازلتُ أفكر في حلِِ
يخرجني من أشجاني
ينقلني لدنيا السعادة
ينقلني لأجمل أزمانِ
صرتُ عاجزا عن التفكير
وصارت تتحطم أغصاني
وتتساقط كلماتي تلو الأخرى
وتضيع مني الأغاني
أوهام كثيرة تحاصرني
تملؤ روحي وكياني
منتشرة بكل جسدي
تهدد أمني وأماني
تهدني من كل جانب
أضرمت في النيرانِ
حطمت كل ما تبقى
من أفراح وحتى وديانِ


(4)
من جديد أشكو إلى الله
من ظلم الزمان وقسواه
فكلما حلمتُ حلما
قام الواقع واشتراه
وكلما ضمّدتُ قلبي
جاء الزمان وأعياه
تعبتُ ربي من الآلام
تعبتُ من المعاناة
تعبتُ ربي من كل ذلك
أصبح الزمان ما أخشاه
هذا ما إلتُ إليه
إنسان تسبقه بلواه
إنسان يأس من كل شئ
إلا من رحمة الله
ولكني لازلتُ آمل
ينتهي ركوع الجباه
ولازلتُ أبحثُ جاهدا
عن طوقِِ .. يسمونه نجاة
وأصرخ كل يوم قائلا
رباه .. مللتُ الحياة