الحب المذهَّب لجو دماج المطيَّب

ياليتني طالبٌ في أرض دماجِ *** تحت الشجيرات من سدر ومن ساجِ
ما في المواطن أرض يستريح بها *** قلبي المُعَنَّى سوى روضات دماجِ
تضيق نفسي بما فيها إذا سكنت *** لغير واديك في ديجورها الداجي

دماج قلبي أنا كالطير في قفص *** في بلدتي وسراجي غير وهاج
وفي رحابك مثل الطير منتقلاً *** بين الأزاهير من تاج إلى تاج
أطوف في حلقات العلم ملتقطًا *** منها الزمرد من فقهه ومنهاج

أحط حينا وأحيانًا ينازعني *** شوق الطيور إلى سير وإدلاج
أود لو أنني -دماجُ- ساريةً *** بمسجد أو كتابا فوق أدراج
لعلني ضمن أهل العلم يحشرني *** ربي وأشرب من حوض وثجاج

دماج ما أنا إلا طائر غرد *** على بساتينك الخضراء أبراجي
ظلال أشجارك الخضراء مروحة *** للروح ألقى بها غايات إبهاجي
كأنما الرمل فيكِ صيغ من ذهب *** معارجا للعلى أو سرج ديباج

دماج إن فاتني مكث لديك فلن *** يفوتني نفس من خير إنتاجي
أزفه من رياض القلب في سحر *** كأنه فلق أو ضوء سراج

لعلني ذات يوم أستريح إلى *** تراثك الضخم من هم وإزعاج
وأستفيد من الشيخ التقي بها *** يحيى كما يستفيد الطالب الراجي
والله إن له في القلب منزلة *** لا يستطاع لها قصفًا بميراج
شيخ فراسته سهم يصيب به *** عين الرمية في ليل الدجى الساجي
من شم فيه ضلالاً سوف يظهره *** ربي ولو كان مكنونًا بأوداج
فضلاً من الله يؤتيه التقي به *** يرى القبيح ولو من خلف مكياج

هذا هو المجد يا دماج فاغترفي *** ما شاء ربك من نهر وأمواج
هذا هو المجد لا مال ولا رتب *** ولا صِلات على قربى وأوشاج
فشيخكم شيخنا في كل منطقة *** بل في ربى الشام أو في قلب صنهاج
وفي ذرى جاوة أو أرض أندلس *** كل يقول سمعنا شيخ دماج

الله يحميك من بغي ومن حسد *** ومن عداوة ذي هرج وإرهاج


للشاعر أبي عمر عبد الكريم الجعمي
حفظه الله تعالى