وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم انشغل كل محب لرسول الله بأن يرد عنه من يؤذيه من جهتين :
-
الأولى : الرد عن جسده الشريف وصيانته من عبث أي عابث , فقد تعددت محاولات نبش قبره الشريف وسرقة جسده الزكي من حجرته بالمسجد النبوي , فكان منهما محاولتان للشيعة العبيديين الذين أرادوا سرقة جسده والذهاب به إلى مصر حيث احتلوها باسم الفاطميين
ولكن الله سلمه من أيديهم , وكان منهما حادثتان ومحاولتان أخريتان للنصارى لنبش قبره وسرقة جسده الشريف وسلمه الله منهما أيضا , ولعل من أشهر تلك المحاولات تلك المحاولة النصرانية الفاشلة ,
وهي التي قام بالدفاع عن رسول الله فيها المجاهد البطل
نور الدين زنكي رحمه الله
الذي امتثل للنداء النبوي
" من يردهم عنا وله الجنة "
وذلك في واقعة معلومة مشهورة فأنقذ جسده الشريف ثم صب بعد ذلك طوقا من الرصاص حول الحجرة النبوية الشريفة لمنع أية محاولة أخرى .
-
والثانية : الذب عن سنته الشريفة وعن أقواله وأفعاله وهديه من أن ينتقص منها أي موتور غر لا يعلم من علم الدنيا والدين شيئا , فقد كان من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم أنه تنبأ بظهور أقوام سينكرون سنته
فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" يُوشِكُ رَجُلٌ مِنْكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ عَنِّي ، فَيَقُولُ : بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ ، أَلا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ الَّذِي حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " .