الموضوع يتحدث عن القبر وعذابه وسؤاله


وهذه من الأمور الغيبية التي لا عهد للإنسان بها - كما يقول ابن القيم - رحمه الله .

ولا يجوز تصوير الأمور الغيبية بهذه الصورة

ثم الحديث عن الملائكة بوصف ( كائن ) وهم ملائكة كرام ، لا يجوز ولا يليق أن يُوصف به مَلَك .

ثم دعوى دفع الميت أمام الملَك .. لا أصل له ولا أساس له من الصحة

ولا الانطلاق به من خلال سرداب ، وإنما يُفتح له نافذة إلى جهنم

وهذه أمور غيبية لا يُمكن معرفة حقيقتها ولا تصوّرها

ولا شك أن من يعل ذلك يُريد الخير

ولكن الأمر كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : وكم من مريد للخير لن يصيبه !

والله المستعان .


الشيخ عبد الرحمن السحيم




الفتوى






الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


فهذا ليس بسؤال وإنما هو قصة أدبية قصيرة، قد تناولت بعض ما ثبت في السنة من فتنة القبر وعذاب البرزخ، وقد تفننت الكاتبة في تجسيد الموضوع باستعارة امرأة لتكون موضوعاً للأحداث.

وسمحت الكاتبة لنفسها بإضافة بعض الأمور التي لم ترد في الأخبار المتعلقة بالموضوع، نحو الغثيان الذي أصاب المرأة، ووصفها بعض الملائكة بأصحاب الوجوه الباردة الصلبة، وانسحاب الملكين لما جاء ذاك الشاب الذي وصفته بوضاءة الوجه وغير ذلك,.

وهذا لا يليق بالحديث الشريف، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. رواه البخاري.

وعليه، فمثل هذه القصة لا نراه مباحاً، لأنه إما أن يكون كذباً على النبي صلى الله عليه وسلم في الزيادات التي لحقت بالموضوع، أو أنه كذب لتصور قصة لم يكن لها وجود، أو لأن بين الحديث الشريف وبين النصوص الأدبية بوناً شاسعاً، فالحديث الشريف صدق كله، لأنه كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم، وحسنه وبلاغته لا يتنافيان مع صدقه. وأما النصوص الأدبية، فإن مصدر حسنها هو بعدها عن الواقع، فكلما كان النص أشد استحالة كان أحسن في المنظار الأدبي، ولذا كانت المقولة المشهورة عن الشعر: إن أحسنه أكذبه.

فننصح الأخت الكريمة بالابتعاد عن مثل هذا التصور، والاقتصار في مجال المغيبات على ما صح من الخبر.

والله أعلم.


المفتـــي: مركز الفتوى

يغلق الموضوع