قال الرسول صلى الله عليه وسلم :


" عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله , وعين باتت تحرس في سبيل الله "


أخرجه الترمذي




والبكاء هو نعمة من الله سبحانه علينا فبها نفرغ ونعبر عن مشاعرنا

وهو...

إما من حزن أو من وجع أو من فزع أو من فرح أو من شكر أو من خشية الله تعالى

وهو أعلاها درجة وأغلاها ثمنا في الدار الآخرة

وأما البكاء للرياء والكذب فلا يزداد صاحبه إلا طردا ..
فكانوا – رضوان الله عليهم – يبكون بكثرة من خشية الله أو من بعض الحالات
التي تعترض الإنسان المسلم في حياته بعيدا عن الرياء والكذب...

فكانت لحظات صدق حق لنا أن نتدبرها ...؟؟



بكاء عمر بن الخطاب (رضي الله عنه ):

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت : لمن هذا ؟ فقالت :
لعمر بن الخطاب فذكرت غيرة عمر فوليت مدبرا "

قال أبو هريرة –رضي الله عنه –
فبكى عمر ونحن جميعا في ذلك المجلس ثم قال :

بأبي أنت يا رسول الله أعليك أغار ؟ "


أخرجه البخاري ومسلم


حديثنا اليوم إخوتى عن الفاروق

عن خير من مشى على تراب الارض بعد الانبياء والرسل

عن عمر بن الخطاب رضى الله عنك سيدى وارضاك

عمر اللذي ......جعل الله الحق على لسانه وقلبه....وفرق الله به بين الحق والباطل

فقد جاء القرآن الكريم موافقًا لرأيه في مسائل عديدة قبل أن ينزل فيها الوحي

عمر الذي..... قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم....
واللذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏فجا ‏قط إلا سلك ‏‏فجا ‏غير‏فجك .

وقوله عليه الصلاة والسلام.
الحق من بعدي مع عمر حيث كان.



فهو رضي الله عنه حميم الولاء لرسول الله عليه الصلاة والسلام ولدينه وللمسلمين.

شديد البراء من الكفر والمشركين.



عمر ...نقي العقيدة راسخ الإيمان لا تأخذه في الله لومة لائم

الفاروق عمر رضي الله عنه الصحابي العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل الورع الرحيم

عمر الذى .....كان سيفًا على أهل الباطل شديدًا عليهم وسندًا لأهل الحقّ ليِّنا معهم.

عمر الذى.... قام على الأرامل والأيتام فقضى لهم الحاجات وفرّج عنهم الكربات.

عمر الذى .....عرَف رضي الله عنه ربَّه وعرف قدرَ نفسه فتواضع لله فرفَع الله ذكرَهُ وأعلى شأنه.


عمر الذى ...قلبَ إمبراطوريةَ هرقلَ وكسرى وجعل عاليهما سافلهما وأقام على أنقاضهما

إمبراطورية الدولة الإسلامية الفتية. فبدأت الدولة الإسلامية الجديدة في عهده

تتسع رقعتها ولم تعد مقصورة على مكة والمدينة وما حولهما من القرى

لكنها أصبحت تضمُّ شبه الجزيرة العربية وتمتد لتشمل بعض المدن في العراق والشام

عمر الذى.... جائه قبطى يشكو اليه من ابن عمرو بن العاص

.فقال عمر رضي الله عنه في عزة خذ السوط فاضرب به ابن الأكرمين.

عمر الذى.... تأمله الهرمزان عظيم الفرس مليا وهو مشدوها مستغربا وهو نائم فى المسجد بلا حرس

ولا جنود ولاجيوش وقال قولته المشهورة....(.حَكَمت فعَدلت فأمِنت فنِمت يا عمر.)

نعم انه عمر الذى كان يبكى من خشية الله وخوفه منه حتى قيل انه

كان هناك خطان اسودان فى خديه من أثر البكاء



انه عمر وما ادراكم ما عمر

وما احوج امتنا اليك يا عمر

ولكن من اين لنا بمثل عمر؟؟؟


انه الفاروق ....يبكى لان رسول الله خاف من غيرته ان هو دخل قصره فى الجنة


يا الله أعليك أغار يا رسول الله؟؟


هكذا صرخ بها عمر باكيا متعجبا متسائلا لحبيبه ونور قلبه وبصره

أعليك اغار يا رسول الله؟؟؟ وانت أحب الى من أهلى ومالى ونفسى التى بين جنبيى

أعليك اغار يارسول الله يامن علمت الدنيا الادب والخلق والدين القويم؟؟

أعليك أغار يا رسول الله وانا من لم يستطع ان يصدق موتك

نعم لم يستطع عمر برغم ايمانه وقوته وشدته فى الحق ان يصدق ان رسول الله بشر يموت

رفض عمر لشدة حبه وتعلقه بالرسول الكريم ان يصدق انه مات

تقلد سيفه ووقف ثائر يتوعد ويهدد من يقول ان الرسول قد مات

لم يصدق عقل عمر ان محمد قد مات الا عندما تلى الصديق بثبات المؤمن

وقوة الواثق بدينه والثابت على الحق قول الملك...

وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ

وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)


هنا فقد أدرك عمر الحقيقة وايقن عقله ان الرسول قد مات

يا الله أكل هذا الحب لرسول الله ؟؟

أعليك أغار يا رسول الله.... قالها عمر وهو يبكى

فلم يفرح ببشارة المصطفى له

لم يلتفت الى نبوة المصطفى لمكانته فى الجنة

لم يهتم عمر بوصف قصره وزوجته من الحورعين

بل كل ما اخذ بعقله ولبه كيف يخشى المصطفى من غيرته؟؟

وهو من يسعده ان يضحى عن طيب خاطر وسعادة وحب بحياته الاف المرات فداء لشوكة يصاب بها رسول الله



ولكنه أدب المصطفى

ولكنها اخلاق المصطفى

بأبى انت وامى وروحى يا رسول الله

طبت حيا وميتا يا حبيب الله

هكذا كانوا فى تعاملهم مع المصطفى

وهكذا احبوا رسول الله

وهكذا كانت قوبهم حية حيية تسارع بالبكاء قبل اعينهم لحديث رسول الله

فيالله ....والله لانتم السادة ونحن ما الا عبيد

والله ...ما شغلتكم الدنيا ولكنها هرولت عنكم بعيد

فجاءت الى قوبا قد عميت وسكنتها فصارت لها بيتا سعيد

وبتنا خلفها نلهث ونبذل من اجلها الغالى والزهيد

فأذلتنا وكبلتنا بشهواتها واسكنتنا فى ساحات العبيد