كيف أتأكد من مصادر الأحاديث المنقولة في فتاوى موقع الإسلام سؤال وجواب ؟






لدي
سؤال يتعلق بسند الأحاديث التي تقومون باقتباسها في الموقع ، وأنا أود
معرفة كيف يبحث المرء عن الأسانيد التي تقتبسونها في الأحاديث المترجمة إلى
الإنجليزية ، وعلى سبيل المثال ، قمتم في فتواكم رقم: (70216) ( هل الذهاب
إلى المسجد راكبا له ثواب الماشي ؟) باقتباس حديث : " عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ( رضي الله عنه ) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) : ( مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى
إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ
اللَّهِ كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً , وَالأُخْرَى
تَرْفَعُ دَرَجَةً ) رواه مسلم (666) والآن فإني عندما حاولت البحث عن
الحديث رقم : (666) في برنامج حاسوبي لصحيح مسلم أو حتى في الرواية
المترجمة الكاملة لصحيح مسلم (7 مجلدات لدار السلام) فاني وجدت أن الحديث
مختلف عن الذي اقتبستموه سابقا ، وأنا أود أن أقوم بدور فعال في ديني
بالبحث في مصادر من القرآن والحديث ، للتأكد من صحة ما أتعلمه ، بدلا من
الاتباع كالقطيع ، والاشتراك في الإسلام ثقافيا فقط ، كما هو حال غالبية
المسلمين اليوم ، فهل بوسعكم رجاء أن توضحوا لي خطئي ، وتنصحوني بكيفية
التأكد من صحة الأحاديث ؟ وجزاكم الله خيرا .





الجواب :

الحمد لله


التثبت
من العلم سنة من سنن السلف الصالحين ، ندعو جميع القراء إلى الاقتداء بها ،
والسير على منهاجها ، فهي سبيل الحفظ من الزلل ، والسلامة من العيب والخطل
، ولو سلك الناس هذا المسلك لرسخ العلم في القلوب ، وارتقت به العقول ،
وتفرغ الناس للاشتغال بالأهم من العلوم الثابتة .


يقول الإمام الشوكاني رحمه الله :


"
إذا تقرر لك أن العامي يسأل العالم ، والمقصر يسأل الكامل ، فعليه أن يسأل
أهل العلم المعروفين بالدين ، وكمال الورع ، عن العالم بالكتاب والسنة ،
العارف بما فيهما ، المطلع على ما يحتاج إليه في فهمهما من العلوم الآلية
حتى يدلوه عليه ، ويرشدوه إليه ، فيسأله عن حادثته طالبا منه أن يذكر له
فيها ما في كتاب الله سبحانه ، أو ما في سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فحينئذ يأخذ الحق من معدنه ، ويستفيد الحكم من موضعه ،
ويستريح من الرأي الذي لا يأمن المتمسك به أن يقع في الخطأ المخالف للشرع ،
المباين للحق ، ومن سلك هذا المنهج ، ومشى في هذا الطريق ، لا يعدم مطلبه ،
ولا يفقد من يرشده إلى الحق " انتهى.


" إرشاد الفحول " (2/250)




وإذا أراد القارئ في الموقع التثبت من صحة المعلومات المنقولة في الفتاوى ، فله في سبيل ذلك طريقان :


الطريق
الأول : الرجوع إلى البرامج الحاسوبية الشرعية ، التي تشتمل على نصوص كتب
العلم الشرعي ، ومن خلال هذه البرامج يمكن إدخال جزء من النص المنقول في
الفتوى ، سواء كان النص حديثا ، أم أثرا ، أم كلاما لبعض أهل العلم ، فإذا
اشتمل البرنامج على الكتاب المنقول منه ، ظهرت النتيجة إن شاء الله ، ولا
شك أن هذه الطريقة أسهل للباحث ، وأسرع في الوصول إلى النتيجة ، وأقرب
تناولا لجميع الباحثين .


أما
الطريق الثاني : فيتمثل بالرجوع إلى الكتب والمصادر الورقية المطبوعة ،
وهذا أيضا من الأعمال المفيدة للقارئ ، حيث يعتاد التنقل بين كتب أهل العلم
، ويتعرف إليها عن حس وقرب حقيقيين ، ولكنه طريق يقتضي بذل المزيد من
الجهد ، والحصول على مكتبة ضخمة ثرية بالمراجع الأصيلة .


ولكي نسهل على الأخوة القراء تمييز المصادر التي يعتمدها موقعنا في إنشاء الفتاوى نقول :


النقول الواردة في متون الفتاوى لا تخلو من إحدى المصادر الآتية :


1- القرآن الكريم : ونحن نبين في جميع الفتاوى رقم الآية واسم السورة التي تم الاستشهاد بها .


2-
الحديث الشريف : وفيه نقتصر على ذكر رقمه ، من غير بيان الجزء والصفحة ،
وذلك لأن طبعات كتب الحديث كثيرة متعددة ، وهي وإن كانت تتفاوت في الترقيم
أيضا ، ولكن تفاوتها في الترقيم أقل من تفاوتها في عدد الأجزاء وترتيب
الصفحات ، وقد اعتمدنا في الترقيم على أشهر الطبعات ، وهي المعتمدة على
ترقيم الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله .


صحيح مسلم : بترقيم الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله .


سنن أبي داود : بترقيم الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله .


جامع الترمذي : بترقيم العلامة أحمد شاكر رحمه الله .


سنن النسائي : بترقيم الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله .


سنن ابن ماجه : بترقيم الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله .


مسند
أحمد : إذا ذكر رقم الحديث فالمقصود به ترقيم إحياء التراث ، وإذا ذكر رقم
الجزء والصفحة ، فالمراد به الطبعة الأولى القديمة ذات المجلدات الستة ،
وإذا كان النقل من طبعة مؤسسة الرسالة الكبيرة الجديدة فنبين ذلك .


فإذا
كان في حاسوبك برنامج الحديث الشريف ، إصدار شركة حرف ، وهو من أدق وأفضل
البرامج الحاسوبية للسنة ، فبإمكانك أن تختار من ترقيم الأحاديث ، في خانة
الخيارات ، نفس الخيار الموافق للطبعات المذكورة ، وهنا ستتطابق نتائجك مع
ما ذكرنا إن شاء الله .


وإن
كان الأيسر عليك في البحث دائما ، أن تعتمد على البحث عن جزء من النص
المنقول ، ليظهر لك النتيجة أيسر وأقرب ، حتى وإن اختلف الترقيم المعتمد .


أما
باقي الكتب الحديثية : فالطبعة المعتمدة في النقل عنها قد تتفاوت بين فتوى
وأخرى ، وذلك بسبب تفاوت المصادر في أيدي الباحثين الذين يعدون الأجوبة في
موقعنا ، وتنوع طبعاتها . فمن أراد التثبت من حديث معيَّن نُقل في موقعنا
من كتاب حديثي غير الكتب السابقة فليرسل إلينا به ، ونحن نبين له الطبعة
المعتمدة في تخريجه إن شاء الله تعالى ، وإن كانت القاعدة أننا ننقل عن
الطبعة المشهورة من كل كتاب ، ولكن ذلك قد يخفى على القارئ غير المختص ،
فلا حرج أن يرسل إلينا ونحن نبين له .


3-
كتب أهل العلم : وليس ثمة أيضا طبعة معتمدة واحدة في جميع فتاوى الموقع ،
وإن كنا قد سعينا جاهدين للنقل من أفضل طبعات كتب أهل العلم ، وأكثرها
تحقيقا ودقة ، بل وكثيرا ما نبين اسم الطبعة المعتمدة في نص الفتوى ، ولكن
التفاوت قد يقع ، لذلك نرجو ممن يرغب في مراجعة النقل من مصدره أن يرسل لنا
سؤاله كي نبين له اسم الطبعة في حينها إن شاء الله .


4-
أما إذا كان النقل عن بعض المواقع الإلكترونية المعتمدة : فحينئذ ننقل
الرابط الذي ينقل القارئ إلى الموقع الأصلي المستفاد منه ، وذلك أسفل النص
المنقول .


5-
وننقل أحيانا عن برنامج " المكتبة الشاملة " إذا لم نقف على الكتاب إلا من
خلالها ، وننص على ذلك إذا كان ترقيم الكتاب غير موافق للمطبوع .


والله أعلم .


تقبلو تحيات اخوكم في الله