السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــه



.. كيف تحسِبُ عُمـرك ؟


--------

عُمـركُ الحقيقيُّ ﻻ* يبـدأُ من اللحظةِ التي كُنتَ فيها نُطفةً في بطن أُمِّك ،
وﻻ* يبـدأُ من اللحظةِ التي وُلِدَت فيها وخرجتَ للدُّنيا .

عُمـركَ الحقيقيُّ ليس هو المكتوبُ في شهادةِ ميﻼ*دِكَ ، أو في بِطاقتِكَ الشخصية .

إنَّ عُمـركَ الحقيقيَّ يبـدأُ منذُ أنْ عرفتَ طريقَ اللهِ جلَّ وعﻼ* ، منذُ أنْ رفعتَ يديكَ إلى السَّماءِ تطلبُ مغفرةَ ذنوبِكَ ، وتوجَّهتَ إلى خالِقِكَ بتوبةٍ صادقة ، منذُ أنْ عَفَّرتَ جبهتَكَ في التُّرابِ طلبًا لرِضا اللهِ عَزَّ وجلّ ، منذُ أنْ علِمتَ أنَّ الدُّنيا مهما عَظُمَت فهيَ حقيرة ، وأنَّ الحياةَ مهما طالَت فهيَ قصيرة ، فاجتهدتَ في الطَّاعة .

قـد يكونُ عُمـركَ سنواتٍ أو شهورًا أو أسابيعَ أو أيَّامًا أو ساعاتٍ أو حتى ثوانٍ .

أعمارُنا تختلِف ، وكُلَّما ازددنا طاعةً للهِ عَزَّ وجلّ وقُـربًا منه ، زادت أعمارُنا واستطعنا حِسابَها .

وكُلَّما قلَّت العِبادةُ ، وانغمسنا في الدُّنيا وشهواتِها ، نقصت أعمارُنا ، وهـذا ما ﻻ* نُحِبُّه وﻻ* نرجوه .

فإذا أردتَ أنْ تحِسبَ عُمـركَ ، اجلس وحاسِب نفسَكَ على ما مضى .. :
- كم مرَّةٍ تركتُ الصﻼ*ةَ مع الجماعة ..؟

- كم مرةٍ فعلتُ المعاصي ، وسترها اللهُ علَىَّ ولم يفضحني أمام خَلْقِهِ ..؟

- كم مرةٍ عققتُ والِدَيَّ ..؟

- كم مرةٍ فعلتُ ذنبًا ، وتُبتُ بعـدها ، وندِمتُ على ما فعلتُ ..؟

- كم مرةٍ خشعتُ في صﻼ*تي ..؟

- ماذا قدَّمتُ للهِ جَلَّ وعﻼ* ..؟

- كم مرةٍ تصدَّقتُ فيها ولم أبخل بمالي ..؟

- كم مرةٍ قرأتُ القُرآنَ ، وتأثَّرتُ بآياتِه ..؟



حاسِب نفسَـكَ _ أخي في اللهِ _ على كُلِّ صغيرةٍ وكبيرة ؛ على الخيرِ والشَّرِّ ، على الطاعةِ والمعصيةِ ، ثُمَّ اجمع أوقات طاعاتِكَ ، وحينَها ستعرِفُ عُمـركَ الحقيقيَّ ، حينها ستُقرِّرُ اﻻ*ستمرارَ على ما أنتَ فيه أو الرجوعَ عنه ، ستُقرِّرُ إذا ما كُنتَ تسيرُ في الطريق الصحيح ، أم أنَّكَ ستُغيِّرُ طريقَكَ .

فهـذه دعـوةٌ لنا جميعًا لنبـدأ صفحـةً جديـدةً مُشرِقـةً من حياتنا ،
صفحـةً مليئـةً بما يكونُ في موازين حسناتِنا ،
صفحـةً بيضاءَ نقِيَّـةً صافيـة .

ولنبـدأ بعـدها في حِساب أعمارِنا ، ولنحـذر التزويرَ في ذلك ، فهو ليس في صالِحنا .