أننا لم نجد في القرآن ذكرا لغيرهما في الحديث عن الجنة والنار. أما النار فقال تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [هود: 119] وقال سبحانه: وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [السجدة: 13]. وأما الجنة فقال عز وجل: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ [الرحمن: 74].

قال الحافظ ابن رجب في (التخويف من النار):
ا[COLOR="#0000CD"]لنار خلقها الله تعالى لعصاة الجن والإنس، وبهما تمتلئ، قال الله تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها}. وقال تعالى: {وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}. وقال تعالى: {ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}. وقال تعالى: {ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس}. إلى قوله تعالى: {قال النار مثواكم خالدين فيها} .. اهـ.

وأما السنة فورد فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة خاصة: وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لهما: "ولا تزال الجنة تفضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة".

قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): فيه إشارة إلى أن الجنة يقع امتلاؤها بمن ينشؤهم الله لأجل ملئها .. وفيه دلالة على أن الثواب ليس موقوفا على العمل بل ينعم الله بالجنة على من لم يعمل خيرا قط كما في الأطفال اهـ.
وقال النووي: هذا دليل لأهل السنة أن الثواب ليس متوقفا على الأعمال؛ فإن هؤلاء يخلقون حينئذ ويعطون في الجنة ما يعطون بغير عمل اهـ.
وقال القاري في (المرقاة): "وأما الجنة فإن الله تعالى ينشئ لها" أي من عنده "خلقا" أي جمعا لم يعملوا عملا، وهذا فضل من الله تعالى اهـ.
وقد نص على دخول هذا الخلق الجنة بغير عمل ابن القيم في (أحكام أهل الذمة) و (زاد المعاد) و (شفاء العليل).


http://www.islamweb.net/Fatwa/index....waId&Id=177365