السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نسأل الله أن يكتب أجركم ويعلي منزلتكم
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
ما رأيكم في مثل هذه الكلمات بين الجنسين:
دمتِ بود، تقبلي ودي قبل ردي، صح لسانك ، صح بدنك أو سلمت يمناك ، تقبل طلتي ، أو تسلمين، لك مني أرق التحايا ، تحياتي وتقديري ، تقبلي تحياتي
ومن أمثالها من الكلمات التي تكون بين الجنسين .


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
ورَفَع الله قَدرَكم ، ونَفع بكم .

لا تجوز مثل هذه الكلمات ؛ لأنها تفعل فِعْل السِّحر في نفوس البنات ، ولأن الحيّ لا تُؤمَن عليه الفِتْنَة .
ومَن قرأ قصص الواقع في الشبكة ( الإنترنت ) عَلِم حقيقة ما أقول ، فَكَم مِن البنات خُدِعَت بِكلمات ، أو سُلِب قَلْبها بِعِبارات برّاقة ؟

وما لا يرضاه الناس لأخته وابنته ومحارمه عموما ، فَكَيف يَرْضَاه للناس ؟
وقد قال عليه الصلاة والسلام : مَن أحب أن يُزَحْزَح عن النار ويَدْخُل الجنة فَلْتَأتِه مَنِيّته وهو يُؤمِن بالله واليوم الآخر ، وليأتِ إلى الناس الذي يُحِبّ أن يُؤتَى إليه . رواه مسلم .
فليُعامِل الناس بِما يُحِبّ أن يُعامَل به .

وما أشد ما يفتتن الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، وقد أدّب الله أمهات المؤمنين - وهُنّ بِمْنَزِلة الأمهات في الاحترام والتحريم - بِعدم لِين القول ، فقال عَزّ وَجَلّ : (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا) .

وقال تعالى في شأن أطهر نساء العالمين : (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) .
قال ابن جرير في تفسيره : يقول تعالى ذِكْره : سؤالكم إياهن المَتاع إذا سألتموهن ذلك من وراء حجاب أطهر لقلوبكم وقلوبهن من عوارض العين فيها التي تعرض في صدور الرجال مِن أمْر النساء ، وفي صدور النساء مِن أمْر الرجال ، وأحرى مِن أن لا يكون للشيطان عليكم وعليهن سبيل . اهـ .
وقال البغوي : (ذَلِكُمْ أَطْهَر، لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) مِن الرَّيب .
وقال القرطبي : (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) أي : ذلك أنْفَى للرَّيبة ، وأبعد للتهمة ، وأقوى في الحماية . اهـ .

قال ابن عباس رضي الله عنهما : خُلِق الرَّجُل مِن الأرض فَجُعِلَتْ نِهْمَته في الأرض ، وخُلِقَتْ المرأة مِن الرَّجُل ، فَجُعِلَتْ نِهْمَتها في الرَّجُل ، فاحبسوا نساءكم .
أي : عن الرجال .
ولا أحد يُنكِر مَيل الرجل إلى المرأة ، ومَيل المرأة إلى الرجل .
وقال عطاء : لو ائتمنت على بيتِ مالٍ لكنت أمينًا ، ولا آمَن نفسي على أمَة شَوهاء !

وليس هناك مِن فتنة أضرّ على الرجال مِن النساء .
قال عليه الصلاة والسلام : ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء . رواه البخاري ومسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء . رواه مسلم.

ولا أحد يُنكِر مَيل الرجل إلى المرأة ، ومَيل المرأة إلى الرجل .
والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم . كما أخبر مَن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.

المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد

إن كان التعقيب ليس لحاجة إما لشكر مثلا على موضوع أونحو هذا ..
فإنه لا يمنع بشرط عدم الاسترسال في الكلام .. بحيث لو كتب أحد الجنسين مقالا .. وحاز على إعجاب الجنس الآخر .. وأرادت شكره والثناء عليه .. فإنه لا ينبغي لها .. أن تزيد عن قول بارك الله فيكم
أو نفع الله بكم
أو جزاكم الله خيرا
أو أحسنتم الاختيار
.. ونحو ذلك من الكلمات التي لا تدل في ذاتها إلى ميل عاطفي
أو تشعر بخروج عن المألوف ..
وجزاكم الله خيراً..


منقوووول
تحياتي لكم