أعلنت الجمعية الفلكية بجدة أن المعلومات التي انتشرت على العديد من مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت مؤخراً حول المذنب (الينين)، التي أشارات إلى أن هذا المذنب يشكل تهديداً على سلامة سكان الأرض خلال الأشهر القادمة، حيث أن هناك فرصة لأن يصطدم بالأرض أو أنه سوف يقترب بشكل كبير ما يتسبب في حدوث كوارث على الأرض، فهذه الإدعاءات غير صحيحة. وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد ابوزاهرة : "إن المذنب الينين ورمزه العلمي (C2010 X1 Elenin) يعتبر من المذنبات طويلة الدورة، بحيث انه يستغرق حوالي عشرة الاف سنة حتى يكمل دورة واحدة حول الشمس، وتم اكتشافه في 4 محرم 1432 هـ، وهو احد المذنبات التي جاءات من منطقة خلف الكواكب من منطقة تسمى بسحابة أورت".
وبين ابوزاهرة "إن هذا المذنب وفق المعطيات المدارية سيكون في نقطة الحضيض في مدارة وهي أقرب نقطة له من الشمس في شهر شوال المقبل، حيث سيكون على مسافة تتراوح بين 40 و 45 مليون ميل، وبعد ذلك يقترب من الأرض في 18 ذو القعدة ( 16 أكتوبر ) ويكون عندها على مسافة 21 مليون ميل، وهذه المسافة تعادل مئات المرات بعد القمر عن الأرض. وهذه هي اقرب مسافة سوف يقترب بها المذنب ولن يقترب أكثر من ذلك، ويرجح انه سيكون مشاهدا بالمنظار الثنائي العينية في أحوال جوية جيدة خلال الفترة من شهر رمضان المبارك وحتى أواخر ذو القعدة، ولكن هذا يعتمد على مستوى النشاط التي سوف تحدث في نواه المذنب عند اقترابه من الشمس، وبعد ذلك يمكن تحديد الطبيعة التي سيكون عليها المذنب وامكانية مشاهدته بالعين المجردة".

"قوة الجذب لهذا المذنب صغيرة جدا ولا تشكل أي خطورة على الأرض".

واضاف: "وقد أشيع أيضا بأن حجم هذا المذنب ضخم على نحو غير معتاد، وهنا يجب أن نعرف بان المذنبات بشكل عام صغيرة الحجم وهي مغلفة بسحابة رقيقة من الغاز والغبار، لذلك فان الطريقة الوحيدة لمعرفة الأبعاد الحقيقة لأي مذنب تكون من خلال المركبات الفضائية والعديد من المذنبات التي زارتها المركبات الفضائية، بما فيها مذنب هالي تبين بان أقطاره تقل عن 10 كيلومتر، ومذنب الينين يرجح أن قطره يتراوح بين 3 و 4 كيلومترات، لذلك فان الاعتقاد بان المذنب الين مختلف عن بقية المذنبات غير صحيح، وهذا يعني بان كتلته هي اقل من واحد بليون كتلة الكرة الأرضية، لذلك فان قوة الجذب لهذا المذنب صغيرة جدا ولا تشكل أي خطورة على الأرض".
أما حول اصطدامه بالأرض أو انه سوف يعمل على إحداث اضطرابات في مدار الأرض حول الشمس أو يتسبب في حدوث عمليات مد وجزر غير اعتيادية وعنيفة أو إحداث اضطراب في المجال المغناطيسي حول الأرض، فقد بين ابوزاهرة بان هذه جميعا ادعاءات لا أساس لها من الصحة.
ومما ذكر أيضا بان المجال المغناطيسي للمذنب الينين سوف يتسبب في إحداث تغير شامل في محور دوران الأرض ويتسبب في حدوث زلازال ضخمة، وحقيقة الأمر أن المذنبات لا تمتلك مجالا مغناطيسياً والمجالات المغناطيسية لا تستطيع أن تقوم بتغيير محور الدوران أو التسبب في حدوث الزلازل مهما كان حجم المذنب.
وتعتبر هذه فرصة هامة للفلكيين لرصد ودراسة هذا المذنب الذي يتميز بقدومه من منطقة بعيدة جداً، وبعد اقترابه من الأرض سوف يعود مرة أخرى إلى أعماق الفضاء، ولن تتاح الفرصة لرصده مرة أخرى إلا بعد مرور ألاف من السنين القادمة.