بسم الله الرحمن الرحيم
السؤآآل ~

هل يجوز لأحد أن يخترق جهاز الكمبيوتر الخاص بالآخرين؟
الفتوى


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:


تتبع أخبار الناس والتجسس عليهم

حكمه محرم
سواء كان في البحث عن عيوبهم أو للاطلاع على أخبارهم،


لقول الله سبحانه:


(يَا أَيُّهَا الَّذِين َآمَنُوااجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّاللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات:12] .

قال ابن حجر الهيتمي :

ففي الآية النهي الأكيد
عن البحث عن أمور الناس المستورة
وتتبع عوراتهم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم:


"ولا تجسسوا ولا تحسسوا" رواه البخاري ومسلم .


ومن شك في أحد أنه يرتكب معصية أو يخالف الشرع،


فلا يجوز له التجسس عليه بمجرد الشك،


لأن الأصل أن يحمل المسلمون على البراءة من الذنوب والمخالفات
حتى يتبين خلاف ذلك،


وحتى لو ظهرت له قرائن أو أمارات على المعصية أوالمخالفة،


فلا يجوز له التجسس أيضا، إلا إن خشي فوات حرمة أوحق.


قال القاضي أبو يعلى الحنبلي في (الأحكام السلطانية):


إن كان في المنكر الذي غلب على ظنه الاستمراربه بإخبار ثقة عنه انتهاك حرمة يفوت استدراكها


كالزنا والقتل جاز التجسس عليه والإقدام على الكشف والبحث، وحذراً من فوات ما لا يستدرك من إنتهاك المحارم،


وإن كان دون ذلك في الريبة( أي الشك) لم يجز التجسس عليه ولا الكشف عنه.انتهى.


وقال ابن مفلح في (الآداب الشرعية):


نص أحمد فيمن رأى إناءً يرى أن فيه مسكراً أنه يدعه، يعني لا يفتشه.


وما ذكر في السؤال من سوء ظن بالمسلمين وتتبع لعوراتهم،


وتجسس على أخبارهم، وهمز ولمز لهم،


وكلها محرمات في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،


بل هي ظلمات بعضها فوق بعض،


فعليه أن يقلع عن ذلك وإلا فضحه الله في بيته،


فقد أخرج أبو داود عن أبي برزة الأسلمي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:


"يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه:


لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعواعوراتهم،


فإن من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته،


ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته" .
قال الألباني : حسن صحيح .


وتسويغ هذا الفعل المشين بأن القائم به


إنما حمله عليه السعي في إصلاح أصحابه ودعوتهم إلى الخير،


أقول: هذا التسويغ من تلبيس الشيطان،


لأن الله لا يدعى إلى دينه إلا بما شرع وحلل،


لا بما نهى عنه وحرم،


هذا بالإضافة إلى ما في ذلك من مفاسد لمن يزعم أنه يريد اصلاحهم.

وكذا على المشرفين في المنتديات والغرف الاسلامية لا يحق لهم التجسس
إلا من ظهر خطرهم وعلا شرهم وهنا وجب طردهم


فقد أخرج أبو داود و ابن حبان عن معاوية رضيالله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم" .


والحاصل من فعل ذلك أن يتوب إلى الله سبحانه ويستغفره،


ويحلل ممن تجسس عليهم،


أو همزهم أو اغتابهم قبل أن يأخذوا حقهم منه


يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.


والله أعلم
آرٍجوَ آن يًڪْوَن آلِموَضوَعّ آعّجبڪْم لِعّيًوَن وَعّيًوَن وَوَلِف .