سبق - الوكالات: يسود القاهرة هدوء نسبي اليوم، الأحد، بعد أن شهدت شوارعها خروج عشرات الآلاف من المتظاهرين تحدوا الحظر المفروض أمس السبت، للمطالبة بالتغيير وتنحي النظام وسط تشبث الرئيس حسني مبارك بالسلطة.

ووسط مخاوف من انتشار الفوضى، أعلنت وسائل إعلام مصرية أن الجيش بسط سيطرته على وسط العاصمة.

وتعرضت أحياء سكنية ومحال ومكاتب تجارية لأعمال نهب منظمة دفعت بالأهالي لتشكيل مجموعات للدفاع عن أنفسهم في ظل غياب تام للشرطة التي تعرضت بعض مراكزها بدورها للسرقة والتجريد من ترساناتها.

وشكل الأهالي الذين تسلحوا بالعصي والأسلحة البيضاء مجموعات شعبية لحراسة منازلهم والممتلكات طيلة الليل.

ودفعت أعمال الفوضى التي تشهدها أماكن متفرقة من القاهرة بالمصرف المركزي المصري لتعليق العمل بالبورصة والمصارف اليوم الأحد، كما جرى تعطيل الدراسة بعدد من الجامعات. وقال شريف عبد الباقي أحد سكان القاهرة: "لم يكن هناك أفراد أمن في الشوارع منذ الصباح.. والرجال يحاولون حماية النساء وزوجاتهم وأطفالهم.. علينا أن نبقى يقظين، الوضع حالياً مثل الغرب المتوحش.. أين هو الأمن؟".

ونقل التليفزيون المصري اليوم الأحد، أن القوات المسلحة تحكم سيطرتها على وسط القاهرة وسط انتشار لقواتها بالمحافظات واعتقال عناصر "مخربة" بالسويس، ونفى مسؤول قطع إمدادات المياه عن بعض المناطق. وأظهرت لقطات بثها التليفزيون المصري اليوم الأحد، مروحية عسكرية تحلق فوق سماء القاهرة.

ومساء أمس السبت، شهد سجن "ديمو" في منطقة الفيوم الواقعة على بعد ساعة من العاصمة القاهرة، حالة فرار جماعية لقرابة ألف سجين تمكنوا من الانتقال إلى شوارع قريبة مسببين حالة من الرعب بين السكان.

ووفقاً لموقع CNN بالعربية، قال شهود عيان: إن عناصر من وحدات المشاة في الجيش المصري باشرت الانتشار داخل أحياء القاهرة، في مسعى للتصدي لعمليات السلب والنهب المنتشرة على نطاق واسع، ويعتقد أنها من تنفيذ عصابات خرجت من الأحياء العشوائية، ومن سجناء فروا خارج السجون، مستغلين حالات الفوضى.

ومنذ قرابة أسبوع، تشهد مصر، أكبر الدول العربية من حيث السكان، موجة غضب شعبية بعد أن ضاق المصريون ذرعاً بما يعتبرونه وعوداً جوفاء من مبارك للقيام بإصلاحات، وخرجوا للشوارع منددين بالنظام وحرقوا صور الزعيم السلطوي.

وكسر مبارك أياماً من الصمت عقب إقالة حكومة رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف، بإعلان تعيين رئيس جهاز المخابرات عمر سليمان، أول نائب له منذ توليه السلطة، وتكليف وزير الطيران المدني أحمد شفيق، بتشكيل حكومة جديدة.

لكن الغرب رأى أن خطوة النظام المصري ليست بكافية، ودعا الحكومة إلى القيام بإصلاحات جذرية وإجراء انتخابات حرة ومفتوحة. وقال بن ويدمان كبير مراسلي CNN من القاهرة: "لم يبق سوى القليل للغاية من السلطة الحقيقية بيد الرئيس.. الجيش يسيطر على الشارع ولكن من الناحية السياسية هناك فراغ كامل".

وقال رئيس الجمعية الوطنية للتغيير المعارض والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي: إن الشعب المصري يقول شيئاً واحداً: على الرئيس حسني مبارك المغادرة.. علينا التحرك قدماً صوب دولة ديمقراطية.

يذكر أن السلطات المصرية وضعت البرادعي قيد الإقامة الجبرية بعد عودته إلى مصر الخميس للمشاركة في الانتفاضة الشعبية، التي راح ضحيتها 38 قتيلاً، وفق حصيلة رسمية. ويشار إلى أن السلطات المصرية مددت ساعات العمل بحظر التجوال بدءاً من الساعة الرابعة بعد الظهر وحتى الثامنة صباحاً.


المصدر

http://sabq.org/sabq/user/news.do?section=7&id=1245