البِدْعَة
تعريفها:
لغة: هي مصدر من بَدَعَ بمعنى أَنْشَأَ كابتداع كما في القاموس .
اصطلاحاً : الحدث في الدين بعد الإكمال ، أو ما اسْتُحْدِثَ بعد النبي صلى الله عليه وسلم من الأهواء والأعمال .
أنواعها:
1- بدعة مُكَفِّرة : أي يُكَفَّر صاحبُها بسببها ، كأن يعتقد ما يستلزم الكفر ، والمعتمد أن الذي تُرَدُّ روايته من أنكر أمراً متواتراً من الشرع معلوما من الدين بالضرورة أو من اعتقد عكسَه
2- بدعة مُفَسِّقَة: أي يُفَسََق صاحبها بسببها، وهو من لا تقتضي بدعته التكفير أصلاً.




(ومَآ آتَاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ

وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)


ثم أما بعد


المؤمن يحرص دائما على إتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم

وذلك لينال رضى ربه عزوجل فهو دائما متبع للآثار السلفية ،

بينما المبتدع يسير على غير هدى فهوبين الهوى والضلال

سائر وتراه بين السنة والبدعة حائر ،

ففي كل عبادة يحدث فيها المبتدع بدعة سوف تدخل هذه البدعة مكان السنة ، ولهذا قال بعض السلف:

(ما ابتدع قوم بدعة إلا أضاعوا من السنة مثلها)

، ففي البدعة خروجاً عن إتباع النبي صلى الله عليه وسلم

فهي تنافي تحقيق شهادة أن محمد رسول الله،

بل إن مضمون البدعة الطعن في الإسلام بصفة عامة

، فإن الذي يبتدع يتضمن ببدعته إن الإسلام لم يكتمل ,

و إنه كمل الإسلام بهذه البدعة ،

وقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على تعليم الصحابة الكرام

الإقتداء به في كل شيء ،

فقد جاء عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة،

ثم إضطجع على شقك الأيمن، ثم قل:

اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك،

وفوَّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك،

رغبةً ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك،

اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت،

وبنبيك الذي أرسلت. فإن متَّ من ليلتك فأنت على الفطرة،

واجعلهنَّ آخرَ ما تتكلم به . قال:

فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت:

اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت:

ورسولك، قال: لا، ونبيك الذي أرسلت).

فقد أبدل الصحابي مكان كلمة (نبيك) بكلمة(رسولك)

فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم

أن يقول نبيك وذلك من تمام الإقتداء به صلى الله عليه وسلم ,

فالواجب على المسلم أن يحرص على إتباعه صلى الله عليه وسلم

وأن يبتعد عن كل ما ابتدعه المبتدعون

إعلم إن موافقة السنة خير من مخالفتها حتى وإن كثر العمل.

وإليك أخي الكريم بعض ما ابتدعه المبتدعون في دين الله عز وجل

لتكن على علم منها ،

قال حذيفة رضي الله عنه

(كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني).

وكما قال الشاعر :


عرفت الشر لا للشر*******لكــــــن لتوقـيه

ومن لا يعرف الخير*******من الشر يقع فيه




البدع اليومية



يقوم الإنسان من نومه فيحرص المؤمن على رضى الله عز وجل

بينما يحرص المبتدع على اتباع ما أحدثه من البدع والضلالات

فلا يخلو وقت إلا وقد أحدث فيها لمبتدعون بدعة ،

ولا توجد عبادة إلا ووضع فيها المبتدعون ما لم ينزل الله به من سلطان ،

ومن بدع المبتدعون اليومية:



إعتقاد بعض الناس أن هناك بدعة حسنة وسيئة


وقد سُئِلَتْ اللجنة الدائمة للإفتاء عن :

إختلاف علماؤنا في البدعة فقال بعضهم البدعة منها ما هو حسن ومنها

ما هو قبيح ،

فهل هذا الكلام صحيح؟

فكان هذا الجواب من اللجنة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وصحبه ..

وبعد:

الجواب: البدعة هي كل ما أحدث على غير مثال سابق ،

ثم منها ما يتعلق بالمعاملات،

وشؤون الدنيا: كإختراع آلات النقل من الطائرات،

والسيارات، والقاطرات، وأجهزة الكهرباء وأدوات الطهي،

والمكيفات التي تستعمل للتدفئة والتبريد،

وآلات الحرب من قنابل وغواصات ودبابات وغيرها


مما يرجع إلى مصالح العباد في دنياهم،

فهذه في نفسها لا حرج فيها ولا إثم في إختراعها،

أما بالنسبة للمقصد من إختراعها وما تستعمل فيه فإن قصد بها خير

واستعين بها فيه فهي خير،

وإن قصد بها شر من تخريب وتدمير وإفساد في الأرض

واستعين بها في ذلك فهي شر وبلاء،

وقد تكون البدعة في الدين:

عقيدة أو عبادة قولية أو فعلية: كبدعة نفي القدر،

وبناء المساجد على القبور، وقراءة القرآن عندها للأموات،

والاحتفال بالموالد إحياء لذكرى الصالحين والوجهاء،

والاستغاثة بغير الله، والطواف حول المزارات،

فهذه وأمثالها كلها ضلالة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم

(إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)

. لكن منها ما هو شرك أكبر يخرج من الإسلام:

كالاستغاثة بغير الله فيما هو من وراء الأسباب العادية، والذبح،

والنذر لغير الله إلى أمثال ذلك مما هوعبادة مختصة بالله،

ومنها ما هو ذريعة إلى الشرك: كالتوسل إلى الله بجاه الصالحين،

والحلف بغير الله، وقول الشخص ما شاء الله وشئت،

ولا تنقسم البدع في العبادات إلى الأحكام الخمسة

كما زعم بعض الناس لعموم حديث

(كل بدعة ضلالة).




غسل الفرج قبل كل وضوء ولو لم يحدث


يعتقد بعض الناس أنه لا بد من غسل الفرج قبل كل وضوء

ولو لم يحدث


والصواب في هذا أن يقال من أدركته الصلاة

وقد سبق ذلك نوم أو خروج ريح من دبره فما عليه إلا أن يتوضأ ..

ولا يحتاج في ذلك إلى غسل فرجه ..

ومن اعتقد خلاف ذلك فقد ابتدع في دين الله إضافة إلى أن ذلك ضرباً

من الوسوسة ,

وأما إذا أراد المسلم قضاء حاجته من بول أو غائط قبل الوضوء

ففي هذه الحالة يجب عليه غسل فرجه وتنقية مكان البول والغائط.