وقفات مع سورة الكهف

وقفات مع سورة الكهف


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: وقفات مع سورة الكهف

  1. #1

    افتراضي وقفات مع سورة الكهف

    ( الْأَخْسَرِين أَعْمَالاً )





    ( قُل هَل نُنَبِّؤُكُم بِالْأَخْسَرِين أَعْمَالا ،









    الَّذِيْن ضَل سَعْيُهُم فِي الْحَيَاة الْدُّنْيَا وَهُم يَحْسَبُوْن أَنَّهُم يُحْسِنُوْن صُنْعا"




    كُلَّمَاقَرَأْت سُوْرَة الْكَهْف وَقَفْت عَلَى هَذِه الْآَيَة طَوَيْلَا ،








    أَتَفِكِّر فِي مَعْنَاهَا وَفِي مَدَى تُحَقِّقُهُا فِي نَفْسِي وَفِيْمَن حَوْلِي ..



    قَد تَكُوْن هَذِه الْآَيَة نَزَلَت فِي الْقِّسِّيْسِيْن وَالرُّهْبَان ، الَّذِيْن








    يَتَعَبَّدُوْن وَيَظُنُّون أَن عِبَادَتَهُم تَنْفَعُهُم وَأَنَّهُم مُحْسِنُوْن





    بِأَعْمَالِهِم ، وَهِي فِي الْوَاقِع لَا تَقْبَل مِنْهُم .. ،






    لَكِنَّنِي أَفَكِّر فِي أَحْوَالِنَا نَحْن عَلَى الْإِسْلَام .. وَلِلَّه الْحَمْد ..





    لَكِن ..






    هَل أَدَّيْنَا مَا تَتَطَلَّبُه شَهَادَة أَلَا إِلَه إِلَا الْلَّه مِنَّا ؟؟






    أَفَكِّر فِي الصَّلَاة ..










    كَم مِن صَلَاتِنَا الْيَوْم يَدْخُل فِي رصَّيِّدْنا يَوْم الْقِيَامَة ؟





    فَصَلَاة الْمَرْء مَا وَعَى مِنْهَا !










    تَعْرِف قِصَّة ذَلِك الْصَّحَابِي الَّذِي كَان يَقُوْل لِأَحَد





    الْتَّابِعِيْن : إِنَّنِي الْيَوْم لَا أَكَاد أَجِد رَجُلا خَاشِعا فِي صَلَاتِه !! ،






    الْتَّابِعِيْن .. فَمَا بَالُك فِي عَصْرِنَا هَذَا ؟



    ثُم تَرَانَا نَتَّكِل عَلَى صَلَاتِنَا وَنَقُوُل : " الْحَمْدُلِلَّه .. نَحْن مَن الْمُصَلِّيْن ..








    عَلَى الْأَقَل نَحْن نُصَلِّي فِي الْمَسْجِد .. أُفَضِّل مِن ذَلِك الَّذِي يُصَلِّي فِي بَيْتِه " ..






    مُتَنَاسِيْن الْقُصُور الَّتِي تَثَلَّم فِي صَلَاتِنَا فَلَا تَجِد مَا يُقِيْمُهَا بَعْدَهَا !











    بِالْلَّه عَلَيْك .. أَلَا يَجْدُر بِنَا أَن نَخَاف .. فَمَا يُدْرِيْنَا





    !




    أَفَكِّر فِي الْزَّكَاة ..











    كَم مِنّا مَن يَقُوْل : " الْحَمْدُلِلَّه .. أَنَا مِن الْمُتَصَدِّقِيْن .. أَعْيُن الْفُقَرَاء ،






    وَأَكْرِم الْأَيْتَام وَالضُّعَفَاء ، وَلِي يَد مَبْسُوْطَة فِي أَعْمَال الْخَيْر






    وَلَو سَأَلَتْه عَن الْزَّكَاة .. هَل يُخْرِجُهَا فِي وَقْتِهَا كُل عَام ؟





    هَل يُحْسَب أَمْوَالِه كَامِلَة لِيُنْفِق مِنْهَا مَا وَجَب عَلَيْه ؟





    هَل ذُكِّر أَهْلِه بِوُجُوْب إِخْرَاجُهُم لِلْزَّكَاة ؟ .. لَوَجَدْتُه يَحْتَار فِي أَمْرِه..







    أَفَكِّر فِي الصِّيَام ..














    لَو سَأَلْتُك : هَل تَصُوْم كُل عَام ؟ .. لَأَجَبْت : "





    نَعَم .. مُنْذ نُعُوْمَة أَظْفَارِي " .. وَلَكِن .. هَل تَعْتَقِد أَن صِيَامِك





    خَال مَن الْرَّفَث وَالْصَّخَب ؟ وَهَل تَعْتَقِد أَن صِيَامِك هُو صِيَام





    الْجُنَّة وَالْوَقَايَة ؟










    أَم هَل صِيَامِك مَدْعَاة لِلْتَّفْكِيْر بِجَوْعَى الْمُسْلِمِيْن ؟





    أَم أَنَّه صِيَام سَاعَات لِإِعْدَاد الْمَعِدَة لِمَأْدُبَة دَسِمَة ؟





    أَم هَل وَرَاء صِيَامِك غَيْر الْجُوْع وَالْعَطَش ؟




    بِالْلَّه عَلَيْك .. أَلَا يَجْدُر بِك أَن تَخَاف .. فَمَا يُدْرِيْك أَنَّك لَسْت مِن الْأَخْسَرِين








    !





    أُفَكِّر بِالْحَج ..









    كَم مَن الْمُسْلِمِيْن الْيَوْم جَاوَز عُمْرُه الْسِّتِّين وَمَا زَال يَقُوْل : " سَأَحُج فِي الْسَّنَة الْقَادِمَة ! " ، وَمَا يُدْرِيْه أَنَّه يَعِيْش إِلَى الْسَّنَة الْقَادِمَة ؟



    دَعْنَا مِن هَذَا .. أَفَلَا أَنْظُر لِنَفْسِي ؟ فَقَد وَفِّقْنِي الْلَّه لِأَدَاء فَرِيْضَة الْحَج ..








    وَلَكِن .. هَل كَان حَجَّي مَقْبُوْلَا ؟ هَل أَدَّيْت جَمِيْع الْمَنَاسِك عَلَى





    الْوَجْه الَّذِي افْتَرَضَه الْلَّه عَلَي ؟ أَم أَنَّنِي تَغَافَلْت عَن بَعْض الْأُمُور ؟



    أُم يَا تَرَانِي ابْتَدَعْت فِي مَنْسَك ظَنّا مِنِّي أَنَّنِي أَزِيْد فِي الْطَّاعَة ؟













    *





    لَطِيْفَة : كَثِيْرا مَا يَرِد فِي الْقُرْآَن لَفْظ "حَبِط""







    وَأَصْل الْحُبُوط هُو انْتِفَاخ بَطَن الْدَّابَّة





    حِيْن تَأْكُل نَوْعَا سَامّا مِن الْكَلَأ ثُم تَلَقَّى حَتْفَهَا ،






    وَهَذَا الْلَّفْظ أَنْسَب لَفْظ لِوَصْف الْأَعْمَال ،





    فَهِي تَنْتَفِخ وَأَصْحَابُهَا يَظُنُّوْنَها صَالِحَة نَاجِحَة رَابِحَة ..






    ثُم تَنْتَهِي إِلَى الْبَوَار وَالْعِيَاذ بِالْلَّه ..











    فَوَائِد مِن قُصَّة مُوْسَى مَع الْخَضِر:






    •الْسَّفَر فِي طَلَب الْعِلْم





    وَعُلُو الْهِمَّة وَقُوَّة الْعَزْم فِي طَلَبِه ، وَالْصَّبْر عَلَى الْمَشَقَّة وَالْعَنَاء





    وَمُكَابَدَة الْصِّعَاب الَّتِي تَعْتَرِض طَالِب الْعِلْم وَأَن يَطْلُب مَعَه رَفِيْق






    وَمَن فَوَائِد هَذِه الْقِصَّة





    أَن لَا يَعْجَب الْمَرْء بِعِلْمِه وَلَا يُبَادِر إِلَى إِنْكَار مَا لَم يَسْتَحْسِنْه





    فَلَعَلَّه يَنْطَوِي عَلَى حِكْمَة لَا يَعْرِفُهَا





    .





    وَرَد فِي الْقِصَّة مُؤَهِلَات الْمُعَلِّم وَالْمُرَبِّي وَالْمُصْلِح :





    وَهِي الْعُبُوْدِيَّة ، الْرَّحْمَة ، الْعِلْم





    فَلَا بُد أَن يَكُوْن مُجْتَهِدا فِي الْعِبَادَة ،






    وَأَن يَتَحَلَّى بِمَكَارِم الْأَخْلَاق وَالَّتِي تُمَثِّلالْرَّحْمَة لُبَابَهَا وَأَسَاسَهَا ،





    وَأَن يَكُوْن عَلَى عِلْم .












    فِي تَقْدِيْم الْرَّحْمَة عَلَى الْعِلْم : مَا يَدُل عَلَى أَهَمِّيَّتِهَا لِلْعَالِم وَالْمُتَعَلِّم ،





    فَلَا يُعْقَل انْتِزَاع الْرَّحْمَة مِن قُلُوْب أَهْل الْعِلْم












    الْعِلْم نَوْعَان :





    عِلْم مُكْتَسَب يُدْرِكْه الْعَبْد بِجَدّه وَاجْتِهَادِهوَعَلَّم لَّدُنِّي ،





    يَهَبُه الْلَّه لِمَن يَمُن عَلَيْه مِن عِبَادِه.












    تحَلِّي طَالِب الْعِلْم





    بِالْصَّبْر وَالْأَنَاة وَتَأَدُبه مَع شَيْخِه وَتَرَفُّقُه عِنْد الْسُّؤَال





    .











    وَمِنْهَا أَن الْلَّه تَعَالَى





    يَحْفَظ الْمَال الْصَّالِح لِلْعَبْد الْصَّالِح إِذَا كَان فِيْه صَلَاح لَه





    وَلِذُرِّيَّتِه الْصَّالِحَة مِن بَعْدِه.





    فِي قَوْل الْلَّه :





    ( وَكَان أَبُوْهُمَا صَالِحَا )









    وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا) .










    انظر أخي العزيز إلى نبي الله موسى عليه السلام و هو يعلمنا علو الهمة وقوة الإرادة



    نعم لقد كان هدفه واضحاً و هو أن يبلغ مجمع البحرين








    والأرجح أنه مجمع البحرين:






    بحر الروم وبحر القلزم أي البحر الأبيض والبحر الأحمر. .






    ومجمعهما مكان التقائهما في منطقة البحيرات المرة وبحيرة التمساح .





    أو أنه مجمع خليجي العقبة والسويس في البحر الأحمر .











    (( أو أمضي حقباً)) ..



    أي انه سوف يمضي نحو هذا الهدف حتى لو استمر يمضي حقباً من الزمن




    وهل تعرفون ما هو الحقب ؟











    قيل أنه عاماً و قيل ثمانون عاماً.










    فما أعلى هذه الهمة وهذا التصميم في تحقيق الهدف حتى لو استغرقت لتحقيق



    الهدف ثمانين عاماً











    في واقعنا كثيراً ما نضع أهدافاً وهذا عمل رائع










    لكننا نحتاج أن تعلو همتنا أكثر في تحقيق هذه الأهداف وأن نخطط لها بشكل جيد






    قال الله تعالى :





    ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الحَدِيثِ أَسَفاً ))






    {فلعلك باخع نفسك}





    أي:





    مهلكها غما وأسفا عليهم





    {إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا}






    هذا شعور نبيك صلى الله عليه وسلم وهو يدعو قومه!





    فكم في قلبك من الشفقة على من حولك





    وأنت تراهم محتاجين إلى دعوة تجمع بين الحكمة والرحمة؟






    *

  2. #2

    افتراضي رد: وقفات مع سورة الكهف

    بارك الله فيك وموضوع طويل جدا نرجو ان يجعله الله لك في الميزان المقبول

المواضيع المتشابهه

  1. دعاء سورة الواقعة
    بواسطة الشيخ الروحاني ابو قاسم في المنتدى المنتدى إلاسلامي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 03-29-2017, 10:34 PM
  2. فضل خواتيم سورة البقرة
    بواسطة mahmoud38 في المنتدى المنتدى إلاسلامي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-19-2011, 05:45 PM
  3. فضل سورة البقرة
    بواسطة THE DEVILS في المنتدى المنتدى إلاسلامي
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 05-04-2011, 12:31 AM
  4. روائع سورة الرحمن
    بواسطة الشيخ الروحاني ابو قاسم في المنتدى المنتدى إلاسلامي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 01-05-2011, 10:13 AM
  5. روائع سورة الكهف والاعجاز فيها برهان كبير على عظمة القران الكريم
    بواسطة الشيخ الروحاني ابو قاسم في المنتدى المنتدى إلاسلامي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-27-2009, 10:36 PM

المفضلات

أذونات المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •