في نفس المكان أجده ونفس الشيء يحمله في يده ،


وتلك الكلمات التي تخرج من فمه لم تزل في


مخيلتي ،يفتح والدي باب السيارة وهو يردّد ما طلبناه


من البقالة التي في الجوار ، وإذا بي ألمحه يقترب ويقترب ، هاهو الآن ملتصقاً بنافذة السيارة ،ألقيت عليه


نظرة تأملية ،كانت تكفي لتسيل دمعاتي، ما أجمل


بياض وجهه ولون شعره وما أجمل لون عينيه ،يبدو عليه


البؤس والتعب والتشرد .هو نفسه ،نفس الطفل الذي


لا يبرح هذا المكان ،تُرى هل يجد وقتاً ليلعب أو يشاهد


التلفاز ؟


هل هناك من يحكي له حكاية ما قبل النوم ؟..


هل تُراه يفرح بالعيد ؟


هل يذهب إلى الملاهي الترفيهية أم ... يكتفي بالنظر


إليها من بعيد ؟


أم وُلِد ليجد نفسه متحملاً مسؤولية العمل ، في


وقت نجد فيه من هم في أضعاف عمره يتسكعون في


الشوارع؟


ياللطفولة البائسة !!!


"الله يدخلك جنة يا أمي ... اشتري لبان"



" بس واحد يا أمي .. اعطيني واحد ريال "



قطعت رجاءاته صوت تفكيري ، وإذا بأختي تصرخ في


وجهه أن ابتعد، ظلّ يلصق وجهه بالنافذة بشكل مضحك


، أخرجت له من حقيبتي ما جعل الإبتسامة تشق


طريقها إلى وجهه ، وذهب يواصل عمله الذي لا



تستحقه براءته....!!


آآآآه :


أيها السادة .. أيتها السيدات فقط .. رفقاً بهؤلاء !!!


فهم اطفالاً لم يعرفوا الطفولة كما عرفناها


منقول....

تحياتي

عآزف الكيبورد