قصه ثوره 25 يناير يرويها احد الثوار
يبدو و لأن بيتي متاخم أخر حاجة لكنيسه القديسين في الأسكندريه فقد تعودت عيناي علي المنظر الأسود في أسود بعيد عنك لعساكر الأمن المركزي لذا لما بعتلي صحابي أنفيتيشن فيس بوك عشان يوم 25 قولت فل أوي ونزلت يوم 26 بالليل لما خلصت أمتحانات .. كان العدد مش رهيب يعني بس كان كبير والشرطه يوم الخميس كانت بدأت تتغابي في القاهرة وأسكندرية و السويس.. يوم الجمعة فجراً قطع الرئيس المخلوع التيــــــــــــت الحاكم بأمر تل أبيب النت و الموبايل وترك المياه والكهرباء .. وفوجئت بعدد صحابي و ناس من عيلتي عمرهم ما كان ليهم في السياسه نازلين متغاظين أنه بيتحكم للدرجادي في قطع الأنترنت والموبايل عن مصر .. و لو حضرتك كنت صليت جمعة الغضب في القائد أبراهيم كنت مش هتلاقي أي أمن وأنت رايح تصلي بس لما توصل حتحس بأحساس المواطن الفلسطيني وهو رايح يصلي في الأقصي تحت حصار القوات الأسرائيليه من كل أتجاه.. ولسه بنسلم و مناخيرك ما تشم إلا المسيل للدموع و أول واحده وقفت تحت رجل العبد لله الناس كلها جرت وأنا شميتها كلها وعملت دماغ ودوخت وشدني إبن خالتي جوه المسجد و عملولي جوه العلاج بالبيبسي الكان ودي أفضل وسيلة علاج
وخرجت والناس تقول سلميه وهما بيضربوا .. قلة الأدب أنهم ضربوا نار عالمسجد ولما الناس هتفت المسجد لأ المسجد لأ ..قاموا رامين جمب الأبواب قنابل غاز عشان تخنق اللي جوه..المهم طبعاً كانت حركات أستفزازيه أستاهلوا عليها وابل من الحجارة جعلهم يتراجعون للوراء وكانت الساعه بين 2:30 و 3 ثم أشتدت شوكة الشرطه و زاد عدد المتظاهرين معاً حتي زاد عن مليون وبدأت الشرطه في رش المياه الكبريتيه إضافة لكل ما سبق وبدأ المتظاهرون فيما قبل الرابعه في أستعمال المولتوف لردع الشرطة التي تتعامل بعنف دموي منقطع النظير حيث قتل في حرم المسجد وحده أكثر من 19 شاب إضافة لجرحي بالمئات .. ثم قبل الرابعه والنصف بدأت الشرطه تتجمع وينسحبون للخلف ويركبون مركباتهم وبدأ المتظاهرين في محاصرتهم وحرق مركباتهم والقبض عليهم ولذا كانوا يهربون في المركبات بسرعات جنونيه يقتلون معها أعداد غفيره دون أي رحمة
و نزل الجيش وهلل الناس وفرحوا وأستبشروا جداً بنزول خير أجناد الأرض الذين سينقذوهم من براثن الشرطه المعتديه الدمويه وبالفعل
ثم بدأت مصر كلها تحترق بشكل ممنهج ومنظم للغايه ولا أحد يعرف من الفاعل
كل أقسام الشرطه و نوادي الشرطه ومبني المحافظه والهيئات الحكوميه ومقرات الحزب الوثني اللاديمقراطي وفتح السجون وهروب أكثر من 23 ألف سجين
وجاء السبت وتظاهر الملايين في ظل حماية الجيش لمطالب الشعب وجاء مساء السبت وخرج البلطجيه علي بيوت مصر كلها بيد أن رد الفعل المصري كان سريع فالكل نزل في الشوراع ليحمي بيوت مصر ومنح الجيش أرقاماً للقبض علي البلطجية الذين بعد ذلك أكتشفنا أنهم عناصر وضباط الأمن في الزي المدني وهم هم من حرق مصر يوم الجمعة ..
وخطب مبارك وقال بإنه طلب من الحكومة التقدم بأستقالتها
ثم عين عمر سليمان نائباً له وحتي هذا الحين كان عمر سليمان محبوباً
وزادت المظاهرات في كل أنحاء مصر وسطيرت بشكل كامل
فتم القبض علي أحمد بيك عز حديد وعلي حبيب العادلي رغم أنه لا يحبه أحد ولم يعدل مع أحد
ثم بدأ الطاغية يلعب علي نفس وتر الثورة وأنزل قلة مندسه من مؤيديه للشوارع لتعترض طريق الثورة بعد أن أرتشوا المال من رجال الحزب الوثني المستفيدين من وجود الطاغية
ثم جاء الخطاب الثاني الذي تمني فيه الناس لو يخول لعمر سليمان سلطات رئيس الجمهوريه بيد أنه بسلامته لم يفعل وفضل أن يذلنا بأول طلعة جوية-يقطع دي طلعة يا شيخ-و 60 سنه من العمل وأنه بحلاوته وجماله مش حيرشح نفسه ولا أسم الله عليه المحروس أبنه برضو
وأنقسم الصف فهناك من تعبوا ووهنوا وفضلوا القعود والرضا بما قدمه الحاكم بأمر أسرائيل لكنني كنت مؤمن جداً بالمثل الفرنسي القائل
(إن من يقومون بأنصاف الثورات لا يفعلون أكثر من حفر قبورهم)
ثم بدأت وتيره المفاوضات ولجنة الحكماء وبوظتوا مصر ورجعتوها 20 سنة لورا أل يعني مصر كانت خلاص حطلع صاروخ للمريخ لولا الثورة قامت ثم الفكاهه بقي دول بيخدموا أجندات أجنبيه لدرجه أنها تحولت لشتيمه بين الشباب الثوري>> أنت عيل أجنده .. ثم أن المتظاهرين بيحصلوا علي وجبات من كي أف سي برغم أنه كل فروعه مغلقه تماماً في كل مصر بس هو كده عافيه و أتدربوا في قطر بـ 50 ألف دولار و بياخدوا في اليوم 500 يورو
تخيل 10 مليون متظاهر في كل مصر كل واحد فيهم بياخد في اليوم 500 يورو..دي أمريكا بجلالة قدره الأقتصادي لو عملتها تشحت تاني يوم
ثم ليلتها تم تأجير حوالي ألف بلطجي وبدأوا برشق المعتصمين في التحرير من مدخل طلعت حرب ومدخل عبد المنعم رياض ثم قنابل المولتوف ثم الرصاص الحي ليقع القتلي والجرحي من المعتصمين..ثم في اليوم التالي فيلم (الرساله) لايف وحصرياً موقعة الجمل..وأعتقد أن الطاغيه قبلها كان يضحك ويقول ستكون حرباً لا خسارة فيها هع هع هع ويرد عليه صفوت الشريف قائلا اليوم خمراً ونساء وغداً نقتل كل من في التحرير ونغور الأبار التي تعطي لمسجد عمر مكرم المياه....
وبالفعل في صبيحه الأربعاء من أسبوع الغضب إذا بخير اللهم أجعله خير حوالي العشرين من فرسان بني نزلة السمان علي خيولهم مدججين بالسلاح وحوالي الأربع من الهجانة راكبي النوق يهجمون علي العزل من السلاح بالتحرير وحدثت أصابات رهيبه ووفيات ولكن أنتصر الحق وقطع دابر القوم الظالمين
وبدأ التحضير لجمعة الرحيل وبدأ المتهاونون الضعفاء وأخرون عملاء بالتحضير لجمعة الأستقرار تحت شعار(عيب نعمل كده في بابا مبارك) ولأن المصريين صحيحي المصريه يدركون جيداً ان (بابا) لا تقال إلا لمن أسمه يسبق أسمك في هويتك الشخصيه حيث لو قلتها لغيره فإنك بهذا توجه أتهام صريح لأمك التي ربتك فقد أنتصر الحق نصراً كاسحاً ووصل عدد المتظاهرين في القاهره لـ 3 ملايين
وفي الأسكندريه مثل القاهرة و في عموم مصر لأكثر من 10 مليون
وجاء أسبوع الصمود
ولاذ الطاغيه بالصمت و بدأ سليمان بالكلام العاقل ثم أتبعه بعبيط الأقوال
فقال أولاً بتشكيل لجنة محترمه لتعديل الدستور بيد أن هذه كانت حركه صايعه من سعادته إذا أنه سيمر بعد تعديله علي قائد موقعة الجمل صفوت بن أل الشريف و سيمر علي رأس النفاق فتحي سرور بن أبي بن أبي سلول فكان عند خالته لو في حاجة حصلت
وبدأ اغلب من ولوا الأدبار وفضلوا الأستقرار مع الذل بالعودة لصفوف المتظاهرين والثورة
وتمت خلال هذا الأسبوع ثلاث تظاهرات أكثر من مليونيه في القاهرة والأسكندريه
ثم جاء الأربعاء وبدأ سولي(سليمان) في (الهلفطه) حيث أصبحت الكلمات تقع من فمه .. فقال لمذيعه أي بي سي ولا تدري إلي الأن لماذا الطاغيه مبارك تحدث معها دون غيرها وحتي تليفيزون بلده
كليهما حاول إفزاع الأمريكان بالفزاعة الأسلاميه وحاول إفزاع المصريين بالكلام عن الأقتصاد و الخسائر وما شابه
وقال سليمان أنه أما الحوار وأما أستخدام أدوات الشرطه والأنقلاب في لهجة تهديد
فقال الشعب كلمته (طـــــــــــــــــــــــ� �ــــــز)
ليخرج بعدها ويقول أنه لم يقل هذا وأن هذا الكلام خطأ في الترجمه>>للمعلوميه للسيد عمر سليمان أغلب المتظاهرين من أهل الفيسبوك يعرفون الأنجليزيه جيداً.. وسمعوك ومنهم أنا>> في الـ الأيه بي سي مباشرة دون ترجمه...شوفت أن بدأت تخرف في الأخر
ثم جاء في كل المواقع إن خطه سليمان المسربه للقضاء علي الأعتصام هو برمي غازات أعصاب داخل الميدان من أشخاص عاديون جداً بلباس مدني داخل الميدان....... بلدي أوي الحركه دي يا سولي
يعني أنت راجل بتاع مخابرات أكيد مفيش حاجه حتتسرب منك وبعدين اللي قاعدين هناك عارفين أنك بتتفتش من ساسك لراسك عشرومية مرة قبل ما المعتصمين يسمحولك بدخول الميدان
سافرت صبيحه الخميس إلي ميدان التحرير مقرراً الأعتصام حتي يسقط النظام
وتسارعت الأحداث بشده ليلتها
فجاء بيان الجيش الأول أنه مع المتظاهرين ثم قال الجيش إن هناك نبأ سار ثم قال حسام بدراوي إن الرئيس سيلبي مطالب الجماهير
وجاء خطاب الحاج مبارك الأسطوره ليصمت معه 3 مليون معتصم في التحرير ليستمعوا له ليسرد علينا فيه قصة حياته وأنه خد سوزان عن حب وإنه دخل الكليه الحربيه (أمال خريج صيدلة وبقيت طيار إنجز يا حبيبي) ومصر بلد المحيا والممات وطبعاً كان التعديل و القص واللزق بطريقة غير مهنية إطلاقاً كانت واضحة وجليه..المهم كعادته يأتي متأخراً فقد فوض لسليمان صلاحياته ولكن فات الأوان وخرج سليمان ليقول بكل سذاجة وبرائة الأطفال في عينيه ::أنه تولي الأمور وعلي المعتصمين في التحرير العودة لبيوتهم ( لا والله ؟؟؟)
المهم كانت أفضل ليله قضيتها في عمري تلك التي قضيتها أتحدث مع الشبان والفتيات عن مستقبل الثورة ومستقبل مصر وماذا سنفعل الجمعة وبعضنا قد توجه بالفعل لحصار قصر العروبه وحصار ماسبيرو
ثم نمت في قلب الميدان في وسط الشارع قبل الفجر بساعه بجانب أناس لا اعرفهم ولا يعرفونني ولا يجمعنا غير حب بلدنا وكلمة حق في وجه سلطان جائر..نمت برغم أنه كان فوق رأسي حوالي نصف مليون متظاهر يهتفون بأسقاط النظام بأعلي صوت..كنت أشعر أنني أنام في حضن مصر
وصليت الفجر في أكبر صلاة جماعة فجر في حياتي..ثم دخلت مع فرق التحضير لصلاة الجمعه فمنا من يقوم بالأذاعه ومنا من يقومون بالتفتيش علي كل المداخل ومنا من يقومون بالتخطيط علي الأرض لتحديد الصفوف في الصلاة لصلاة الجمعة الأكثر من مليونيه
ثم جاء التظاهر قبل صلاة الجمعه مع تزايد الأعداد بشكل رهيب جداً
حتي أصبح ليس هناك موضع قدم لبشري أو لجني داخل الميدان المتسع الرحب
وجاء البيان الثاني للجيش الذي قال فيه أنه يضمن كلام سليمان
وهنا كلمني أمي وأبي يقولون لي إن هذا أفضل حل
وكلمني عمي أحمد المصري يقنعني أيضاً ببيان الجيش
وأقتنعت حتي جاء الشيخ محمد حبريل وخطب فينا فزالت طوارئ قناعاتي عني
وعدت لما كنت عليه و ظللت أهتف ( أرحل يعني أمشي..ياللي مبتفهمشي) ,(الشعب يريد إسقاط النظام)
ثم تيقنت و أقسمت بالله جهد إيماني لكل من أعرفه أن مبارك سيتنحي اليوم وكنت علي يقين لا رجعة فيه وسبحان الله
ثم كان علي العودة للأسكندريه نظراً لأنه إذا تنحي لن أستطيع الخروج من بنت المعز إلي بنت الأسكندر وقررت عدم ركوب المترو والسير في الجلاء حتي رمسيس لأستقل قطار الثالثه..والله كان المشهد بالنسبه لي وكأني أري تتر النهاية السعيده لفيلم الثوره..وكأن الشاشه تحولت سوداء وبدأوا يكتب :: هذا وقد تنحي الرئيس المخلوع في هذا اليوم بعد محاصرة الجيش والشعب لقصره وتم القبض علي كل من و من ومن..... وأول ما ما وطأت قدماي الأسكندريه إذ تنحي الطاغايه أخيــــــــــــــــراً وبعد30 عاماً من الظلم و 18 يوم من الثورة في خطاب سليمان وتولت القوات المسلحة قيادة مصر
وتم عزل مبارك وسليمان وكل هذا النظام الفاشل إلي خارج الدائره
وعمت الأفراح الهيستيريه كل شوراع مصر وكأن مصر كلها في الشوارع
بل إن الوطن العربي كله من محيطه إلي خليجه أحتفل برحيل هذا العميل الخائن عن أم العروبه
تحيا الثورة
ويحيا شباب مصر
وتحيا مصر
