قد ورد وبالإسناد المتصل أن رجلاً كان في عصر السلف أي في وقت قريب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد نحو مائة وخمسين سنة، وهذا الرجل يُسمى الحسن بن حي وكان من العلماء العاملين ومن أهل الحديث الاتقياء وله أخ مثله، فهذا الحسن لما كان على فراش الموت سمعه أخوه يقرأ قول الله تعالى: {ومن يُطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُنَ أولئك رفيقًا} [سورة النساء] وكان أخوه بجانبه فقال له: يا أخي تتلو تلاوة أم ماذا؟ قال: لا، إني أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك إليّ ويبشرني بالجنة وأرى الملائكة وأرى الحور العين فهذه الحادثة تبين لنا الوعد الذي وعد به الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام أمته عندما قال في الحديث الشريف: "من رءاني في المنام فسيراني في اليقظة".
إخوة الإيمان، إن رؤية النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام في المنام على صورته الحقيقية جائزة في الشرع وليست بمستحيلة، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: "من رءاني في المنام فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتزيّا بي" وفي الحديث المذكور ءانفًا: "فإن الشيطان لا يتمثل بصورتي" من هنا أخذ العلماء الاجلاء أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام على صورته الحقيقية والمذكورة في كتب الحديث، فلا يجوز لهذا الرائي أن يشك هل هذا الذي رءاه الرسول صلى الله عليه وسلم أم غيره لأن الله سبحانه وتعالى لم يعط الشيطان القدرة على أن يتشكل بصورة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.