العنوان:
أهل الفترة
المجيب:
د. عبدالله بن عمر السحيباني
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف:
الفهرسة/ السيرة والتاريخ والتراجم/التراجم والسير
التاريخ:
06/03/1428هـ
السؤال:
هل يستوي في الحساب رجل ولد في الوطن العربي أو الإسلامي مع رجل ولد في مجاهل إفريقيا، أو مجاهل أمريكا اللاتينية؟ وماذا عن الأميين في هذه البلاد؟ وكيف يحاسب أهل الفترة من المشركين قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، أو من لم تصله الدعوة كالهنود الحمر والإسكندنافيين القدماء؟ ونعلم أن الله لم يخلق شيئا عبثا، فإذا لم تصل لهؤلاء الدعوة فلم خلقوا؟



الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول، الله، وبعد:
فيجب أن توقن أيها الأخ السائل أن الله سبحانه حكم عدل، وأن الله سبحانه لا يعاقب ولا يحاسب أحداً لم يبلغه هذا الدين، أو بلغه بطريق غير صحيح، قال سبحانه : "وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ" [الأنعام:19] أي : لأنذر به من بلغه، حتى ولو لم يرني، ولم يشافهني فيه، فمن بلغه القرآن فهو منذر به، ومن لم يبلغه فليس بمنذر، وحاله كحال أهل الفترة الذين سبقوا عهد الرسالة، وأمرهم إلى الله، وقد قيل إنهم يمتحنون يوم القيامة، والله أعلم بما كانوا عاملين، والله سبحانه وتعالى يقول:"وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" [الإسراء:15]، فمن بلغه القرآن والدعوة إلى دين الإسلام ولم يؤمن بها كفراً وجحوداً، أو تعصباً وبغضاً فهو المستحق للعذاب، ومن سوى ذلك ليس بمعذب كما نصَّ القرآن.
أما لماذا خلق الله أولئك؟ فهذا مرجعه لحكمة يعلمها قد لا تحيط بها عقولنا ومعلوماتنا الحاضرة، لكننا نوقن أن الله لم يخلق شيئاً عبثاً، وقد يكون من الحكمة تسلسل البشر من تلك السلالات، أو لعمارة الأرض، أو لغير ذلك من الحكم التي لأجلها خلق الله سائر الكائنات.
ثم إني أنصح السائل بعدم الاشتغال بهذه الشبه، إلا رداً لها ومعرفة، والأولى هو الاشتغال بما هو أهم، وهو نشر دين الله الحق ونصرته، حتى تكون كلمة الله هي العليا، ويعم الخير والعدل والسلام سائر الأوطان، خاصة في هذا الزمن الذي تهيأت فيه سبل الدعوة أكثر من ذي قبل.