بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على الرسول الأعظم المخصوص بالهدى والتبيين
والنبي الأكرم صاحب الشريعة الغرّاء والمرسل للخلائق أجمعين
سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين سيد النبيين
وخاتم المرسلين وصلواته الطيبات الزكيات
على آله وصحبه الطيبين الطاهرين
**************************
قال تعالى
واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا) [الأنفال: 46
********************
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله
( صل الله عليه وسلم)
مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي
اخرجه البخاري و مسلم
***************
الاخوة في الدين
من هنا ننطلق باذن الله ونتذكر كيف كانت الوحدة الاسلامية قديما ..
من المبادئ العظيمة التي ارسى دعائمها ديننا الحنيف مبدأ الاخوة بين اهل الايمان، قال الله تعالى إنما المؤمنون إخوة
و إذا كانت الأخوة بين الناس تختلف باختلاف المقاصد ، فإن أوثقها مودة و أقواها رابطة هي أخوة الدين
التي لا تنفصم عراها ، و لا تتغير بتغير الأحداث و الزمان ولا تختلف باختلاف القوم و المكان ...
بل تجمع اهل الاسلام على تباعد الأقطار و تنائي الديار ، أخوة أساسها العقيدة ، و قاعدتها الدين الخالص للواحد الأحد
روى البخاري في صحيحه عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه السلام : إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا و شبك بين اصابعه
******************
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( قالت الأنصار للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل، قال: لا، فقالوا: تكفوننا المؤونة ونشرككم في الثمرة، فقالوا سمعنا وأطعنا )( البخاري ) . وقد ترتب على هذه المؤاخاة حقوق بين المتآخين، شملت التعاون المادي والرعاية، والنصيحة والتزاور، والمحبة والإيثار..
لقد كان التاخي يسعى للتعاون في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتلك من الاساسيات التي تدمج الفكر مع العمل... والنصيحة والاخذ بالاسباب لتولد الفكرة الصائبة التي تصبوا نحو انشاء حقبة متوازنة ذات صلة هادفة تمكن من اكتساب حظوظ فالحة تنال وتجدي....
إن التاريخ الاسلامي سجل حقبات قيادية شامخة فذة متحدة متضامنة ...ان تلك الاساسيات هي التي جعلت منهم قادة ورواد يامرون فيطاعون ....فكسبوا العزة والتمكين وهدا تجلى في الامكانيات الخصبة للفطرة السليمة والعقيدة الصحيحة والنهج السوي الذي جعل منهم نمودج للافكار المنحدرة فاخذت تعيد مسارها من جديد وبالتالي فلحت ...
فهدا الامر اساسه العقيدة لانها مصدرالبناء : فقد حصر الإسلام الأخوة والموالاة بين المؤمنين فقط، قال تعالى:{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }(الحجرات: من الآية10)
فالمسلمون لم ينتصروا لا بعدتهم وعتادهم بل بوحدة صفهم وتلاحمهم
وبقوة ايمانهم ففازوا بتاييد من الله سبحانه
فكانوا خير امة اخرجت للناس ..
************************
قال تعالى
يَاأَيُّهَاالَّذِينَ
آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ و َيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ {7}وَالَّذِينَ كَفَرُوا
فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ {8}
********************
التفرقة...
العصر الحديث نال مكتسبات تفكيكية وانفصالية ادت الى التفرقة والتشردم نتيجة حرب دروس وبدقة فكانت المداخل متعددة ....ومن اهمها العقيدة والنهج السليم ..فتوسع الهدف باحلال المحرمات مثل الربى ..والخضوع الى الميوعة والانحلال تحت راية التحضر الزائفة ....وايشاع الفاحشة من خلال الفضائيات ....التي ادت بشباب الامة الى مستنقع حافل بالمنكرات والمخدرات فتاه بين احضان الحضارة الغربية ومسيقاها التي تعزف لحن الضياع ...
ماهي اسباب استهدافهم ولمادا التركيز على هاته الفئة....؟؟؟؟
لانهم عماد الامة ورجال الغد ....فنالوا منهم وكان الهدف صوب نفسه بالمئة
فاصبح عقيم الفكرة لايمكنه انجاب مايجدي ويصبوا....لان افكاره اضمحلت وسارت في هاجس مابين الخيال والواقع فلم يعد يرى الا سرابا ويظنه مسارا..
*********************
الامل والدعوة
لقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم يكره الطيرة ويعتبرها شركا لانها تشائم والتشائم يحبط العزيمة والارادة اتجاه المكنون لنستخلص منه املا يوحي باعادة مجد الامة وعزها...
الامل والدعوة عن بصيرة من الاسباب التي سوف تنتشل الفئة التي اصابها التقاعص ...وبالعمل الدؤوب بجميع المجالات سوف نجعل من الكهف المظلم نبراسا يضئ مسار الحيارى الدي انغمس في الظلال والبدع والمنكرات ...
بالامل والدعوة سوف نحيي الجدور التي بنت تاريخا مجيدا على مر العصور...
**********************
الوحدة الاسلامية لا تتاتى الا بالتضامن والتلاحم والتساوي وعدم التفرقة ...وكسب حظوظ ربانية تؤدي لحمل كتاب الله بحيث منه تنطلق الحماسة التي تشعل فتيل الغيرة على محارم الله وكسب معيته التي افتقدناها نتيجة خلل التهاون والوهن الذي ادى بنا الى الفتن والمغريات اللامتناهية فكانت المنهج الظال والمستنقع الحافل بالخمول فاصبحنا كآلية تنشد لحن الاعداء.....
***********************************
الغربة
تلكم حقيقة يقشعر لها البدن لان نهجها سليم وبعضهم يتهمهم بالخلل لانهم يصلحوا ماافسد الناس ولانها تحدوا وتتحدى السراب فتجعل منه حقيقة لتعيد مجد الشرفاء ...
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال الحبيب صل الله عليه وسلم :
" بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء"
رواه مسلم في صحيحه
*****************
قال تعالى
{كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}[آل عمران :110]
كما قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ .
********
فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطا او نسيان فمني والشيطان
بقلم brader